اليوم الثالث والعشرون من شهر بابه المبارك
1- نياحة القديس يوساب الثانى والخمسين
من باباوات الاسكندرية
2- شهادة القديس ديوناسيوس الأسقف
في هذا اليوم من سنة 841 ميلادية تنيح الأب القديس الأنبا يوساب الثانى
والخمسون من باباوات الاسكندرية . كان من أولاد عظماء منوف وأغنيائها ، ولما إنتقل أبواه وتركاه رباه بعض المؤمنين . ولما كبر قليلا تصدق بأكثر أمواله . ثم قصد برية القديس مقاريوس ، وترهب عند شيخ قديس.
ولما قدم الأنبا مرقس الثانى التاسع والأربعون من باباوات الاسكندرية ،وسمع بسيرته دعاه اليه . ولما أراد العودة الى إلبرية رسمه قسا وأرسله . فمكث هناك مدة إلى أن تنيح الأنبا سيماؤن الثانى، الحادى والخمسون ، وظل الكرسى شاغرا إلى أن إتفق بعض الأساقفة مع بعض من عامة الإسكندرية على تقدمة شخص متزوج كان قد رشاهم بالمال . فلما علم بقية الأساقفة أنكروا عليهم عملهم وطلبوا إلى الله أن يرشدهم إلى من يريده ، فأرشدهم إلى هذا الأب . فتذكروا سيرته الصالحة ، وتدبيره حينما كان عند الأب الأنبا مرقس ، وأرسلوا بعض الأساقفة لاحضاره . فصلى هؤلاء الى الله قائلين : نسألك يا رب : إن كنت قد إخترت الأب لهذه الرتبة ، فلتكن علامة ذلك أننا نجد بابه مفتوحا عند وصولنا إليه . فلما وصلوا وجدوا بابا مفتوحا ، حيث كان يودع بعض زائريه من الرهبان . وإذا هم باغلاق الباب رآهم مقبلين فإستقبلهم بفرح وأدخلهم قلايته . فلما دخلوا أمسكوه وقالوا له: مستحق. فصاح و بكى وبدأ يظهر لهم نقائصه
وعثراته ، فلم يقبلوا منه ، وأخذوه الى ثغر الاسكندرية ووضعوا عليه اليد .
ولما جلس على الكرسى المرقسى إهتم بالكنائس كثيرا. وكان يشترى بما يفضل عنه من موارده أملاكا ويوقفها على الكنائس . وكان كثير التعليم للشعب لا يغفل عن أحد منهم فحسده الشيطان وسبب له أحزانا كثيرة . من ذلك أن أسقف تنيس وأسقف مصر أغضبا شعب كرسيهما فأنكر الأب عليهما ذلك ، وطلب اليهما مرارا كثيرة أن يترفقا برعيتهما ، فلم يقبلا منه نصيحة ، فاستغاثت رعيتهما قائلة ان أنت أرغمتنا على الخضوع لهما تحولنا الى ملة أخرى ، وإذ اجتهد كثيرا فى الصلح بين الفريقين ولم ينجح ، دعا الأساقفة من سائر البلاد وأطلعهم على أمر الأسقفين وتبرأ من عملهما ، فكتبوا جميعا بقطعهما ، فلما سقطا ، مضيا الى الوالى بالقاهرة ، ولفقا على الأب قضية كاذبة، فأرسل الوالى أخاه مع بعض الجند لاحضار البطريرك . ولما وصلوا إليه ، جرد أخوه الأمير سيفه ، وأراد قتله ، ولكن الله أمال يده عنه فجاءت الضربة فى العمود فإنكسر السيف . فإزداد الأمير غضبا وجرد سكينا وضرب الأب فى جنبه بكل قوته فلن تنل منه شيئا سوى أن قطعت الثياب ولم تصل إلى جسمه فتحقق الأمير أن فى البطريرك نعمة إلهية ووقاية سماوية تصده عن قتله ، فإحترمه وأتى به إلى أخيه ،
وأعلمه بما جرى له معه ، فإحترمه الحاكم أيضا وخافه ، ثم إستخبره عن القضية التى رفعت عليه ، فأثبت له عدم صحتها وأعلمه بأمر الأسقفين . فاقتنع وأكرمه ، وأمر بأن لا يعارضه أحد من الأساقفة أو فى أى عمل يختص بالبيعة.
وكان مداوما على وعظ الخطاة وردع المخالفين ، مثبتا الشعب على الايمان المستقيم الذى تسلمه من آبائه ، مفسرا لهم ما أشكل عليهم فهمه ، حارسا لهم بتعاليمه وصلواته وقد أظهر الله تعالى على يدى هذا الأب عجائب كثيرة.
ولما أكمل هذه السيرة ، تنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسى تسع عشرة سنة . وفى الرهبنة تسعا وثلاثين . وقبلها نيفا وعشرين سنة .
صلاته تكون معنا . آمين.
2- وفيه أيضا تذكار شهادة القديس ديوناسيوس أسقف كورنثس ، الذى إستشهد فى أيام دقلديانوس ومكسيميانوس. بعد أن عذب بعذابات كثيرة فى سبيل الايمان بالمسيح له المجد . وأخيرا ضرب عنقه بالسيف فنال إكليل المجد الأبدى.
صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.