البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) يعقد مجمعاً محلى
وإزاء تشدد الوالى للكنيسة القبطية الوطنية وهذا البطش البيزنطى عقد البابا تيموثاوس 2 مجمعاً محلياً من اساقفة الكنيسة المصرية الوطنية حرم كل من يقبل قرارات مجمع خلقيدونية المشئوم ، ولقد أجمع الأراخنة كبيرهم وصغيرهم - على مؤازرة البابا الجليل ولم يشذ من بينهم غير أربعة أساقفة (6)
وكان واضحاً أن المصريون لم يرضوا بهذا الأسقف الدخيل وإعتبروه دخيلاً مفروضاً عليهم بالقوة والمجمع المحلى الذى هقده البابا الشرعى المنتخب لم يصلنا من قراراته إلا شذرات وقد ذكرت المؤرخة مسز بتشر بعض هذه القرارت حينما إتهمت الأنبا تيموثاوس بأنه زاد الشقاق والخصام فى حين أنه كان محاصراً من الداخل بوجود أسقفاً غيره وقع على قرارات مجمع خلقيدونية وبممارسات عنيفه من الوالى البيزنطى ضد الشعب المصرى والكنيسة الوطنية مع إعتبار ان قرارات مجمع خلقيدونية ضد الإيمان الأرثوذكسى للكنيسة المصرية والموقع يضع كل ما قيل للقارئ وعلى القارئ أن يخرج بالنتيجة التى يراها وما يهمنا هو قرارات المجمع المحلى التى ذكرتها المؤرخة عرضاً فقالت المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبع سنة 1900 م جـ 2 ص 62 ما نصه : " أن تيموثاوس صب غضبه على القسوس والأساقفة الذين كانت لهم علاقة مع برتوريوس (الأسقف الدخيل) ثم تبرأ من كل شركه وإتحاد بين كنيسته وكنائس روما والقسطنطينية وأنطاكية وسعى سعياً زاد الإنشقاق والخصام بدل من أن يعمل جهده على لإيقافهما وإستئصالهما ، (ومن العبارات التالية يتضح أنه حرم وعزل 14 أسقفاً) فإشتكى الأربعة عشر أسقفاً الذين حكم عليهم بالعزل والحرمان العرائض (الشكاوى) إلى الإمبراطور ( ليون الاول Leo I 457 – 474 م مسيحى خلقدونى ) وإلى بطريرك القسطنطينية ، وكذلك أرسل البطريرك تيموثاوس كتاباً مع وفد من الأساقفة والقسوس إلى الإمبراطور .. ولا تزال بقايا هذه الرسائل باقية إلى يومنا هذا ولكنها بالية ممزقة لا يؤخذ يؤخذ منها شئ لذلك فجميع ما وقع لتيموثاوس وما نسب إليه مأخوذ من أقوال الكتاب الذين ينتمون إلى مجمع خلقيدونية وبروتوريوس وهذه الكتابات لا ترتقى إلى الثقة كما هو معلوم ومفهوم "
(ملاحظة من الموقع : وبالرغم مما قالته المؤرخة مسز بتشر عن كتابات المتحيزين لمجمع خلقيدونية فقد أخذت هى أيضاً من هذه الكتابات وسجلتها فى كتابها ضد البابا تيموثاوس ولكن للحقيقة فقد ذكرت فى موضعين ما قاله المؤرخ الأسقف المصرى الأنبا يوحنا النيقاوى فقالت المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبع سنة 1900 م جـ 2 فى حاشية ص 62 ما نصه : " قال يوحنا النيقاوى الذى عاش حتى القرن السابع أن تيموثاوس عاش عيشة راضية تقية بينما كان راهباً فى دير القلمون بمديرية الفيوم إلى أن رقى وتعين شيخاً فى كنيسة الأسكندرية ثم خلف ديسقوروس بعد وفاته وهو آية فى التقوى والتدين ، وقد قال يوحنا أن تسموثاوةس كان مثال المؤمن الحقيقى وأنه سار ضد أنصار المجمع الخلقيدونى الذين أتعبوا العالم وأزعجوه
مجمع مسكونى فى أفسس
ولما رأى البابا تيموثاوس الـ 26 محبة الأمبراطور باسيليسكيوس للكنيسة وشوقه للم شملها وجمع شتاتها طلب منه أن يعمل على توطيد السلام فى الكنيسة ويعيد الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم لكى يحس الأرثوذكس بالإستقرار ، وإقتنع الإمبراطور بوجهة نظر البابا السكندرى وبعد التداول معاً ومع اسقف القسطنطينية فوافقوا ودعا إلى عقد مجمع وأرسل الخطاب الدورى التالى إبى جميع الأساقفة ونصه : -
لما كنا نرغب فى تثبيت القوانين التى وضعها سلفاؤنا رغبة منهم فى وحدة الكنيسة ، ولما كان ينبغى المحافظة على قوانين مجامع نيقية والقسطنطينية وافسس (المسكونية الثلاثة) فإننا نطلب إلى جميع الأساقفة أن يحرموا ويرمو فى النار طومس لاون وكل ما جرى فى مجمع خلقيدون من تجديد إيمان وتفسير ومناقشة ، لأن هذه جميعها ليست سوى إبتدع فى الدين ... وإننا - فوق هذا - نحكم بإدانة كل من لا يعترف بأن ألبن قد تأنس حقاً ، وكل من يشايع أوطيخا فى بدعته القائلة بأن جسد المسيح جسد خيالى نزل من السماء ، كما نحكم بإدانة من يقولون مع أبوليناريوس (أسقف اللاذقية) بأن تجسد المسيح لم يكن غير تجسد ظاهرى
ويجب على جميع الأساقفة أن يوقعوا على هذه الرسالة كما يوقعوا حرماً علانية على كل ما جرى فى خلقيدون ، وكل من تشيع فى مستقبل الأيام لهذا المجمع فإنه سيلقى أشد عقاب بوصفه مكدراً لصفو الكنيسة ، وعدواً للرب وللأمبراطور ، فإن كان من الأساقفة يعزل وإن كان من الرهبان أو من العلمانيين ينفى وتصادر أمواله .
*** ويقول المؤرخ مار ساويرس توما : أنه متى عرفنا أن كاتب هذه الرسالة الإمبراطورية هو البابا تيموثاوس (تيموثيئوس)الـ 26 زال العجب ووجدنا أنها ليست سوى دليل ضمن الأدلة العديدة على أنه هو وكنيسته يبرآن من البدعة الأوطاخية براءة الذئب من دم أين يعقوب ، ومن ابرز الذين ساندوا البابا الإسكندرى فى تلك الفترة وجاهدوا إلى جانبه الراهب بولس " الفيلسوف الفصيح" (2)
ويورد الأرشيمندريت جيتى موقف آخر يدل على مقاومة الكنيسة المصرية لبدعة أوطيخا أنه حين كان البابا تيموثاوس الـ 26 فى القسطنطينية مشتغلاً بالعمل على تثبيت السلام فى الكنيسة ، قصد إليه جماعة من الأوطاخيين آملين أن يوافقهم على بدعتهم ولكنه قال لهم فى صراحة تامة : " إن جسد الأبن مساو لجسدنا وأما لاهوته فمساو للآب" (3) فعادوا من مقابلتهم له يجرون ذيل الفشل وادركوا أنه متمسك بإيمان أسلافه - باباوات الإسكندرية - الذين دعموا الإيمان بالفعل والقول .
وقد ذهب البابا تيموثاوس (تيموثيئوس)إلى افسس فى طريق عودته من القسطنطينية إلى مصر وكان معه رفات البابا ديسقوروس حيث حضر المجمع مع 500 اسقف من اساقفة العالم ، وبعد المناقشات والمشاورات أجمعا على حرم قرارات مجمع خلقيدونية وإبطالها وعودة جميع الأساقفة المنفيين إلى بلادهم وحرم طومس لاون ومن يعترفون به
حاولة القيصر إخضاع مسيحى أنطاكية وأقباط مصر لعقيدته الخلكيدونية
فلما جلس الإمبراطور جوستنيانوس1 على كرسى القيصر بالقسطنطينية صمم على أن يجبر كل المسيحيين الأرثوذكسيين فى إمبراطوريته الذين لا يعترفون بقرارات مجمع خلكيدونية إلى الإعتراف بهذا المجمع المشئوم ووجه نظره خاصة إلى مسيحى مصر قاصداً إضطهادهم لأنهم كانوا أكثر من غيرهم فى ولايات افمبراطورية كراهة لمجمع خلكيدونية وررسالة (طومس) لاون ، فأرسل قوة عسكرية إلى الإسكندرية لكى ترغم أهلها على قبول قرارات مجمع خلكيدونية المشئوم .
ولما عرف البابا تيموثاوس 3 الخطر المحدق برعيته سعى للسلام وأرسل وفداً إلى القيصر بالقسطنطينية يطلب منه إلغاء هذه الإجراءات خوفاً من حدوث ثورة بالإسكندرية تذهب بالأخضر باليابس ، وتقابل الوقد مع زوجة القيصر الإمبراطورة ثيؤوذوره وكانت ترفض أيضاً قرارات مجمع خلكيدونية وعلى عقيدة المصريين فأقنعت القيصر بالعدول عن خطته بإضطهاد من يعتقد بالطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد فقبل وأرسل الأوامر للفرقة التى أرسلها إلى الإسكندرية بالتوجه إلى شمال أفريقيا .
أحداث مجمع القسطنينية
ولكن عاد القيصر لهدفه ولكن بطريقة أخرى فأعد خطة لعقد مجمع بالقسطنطينية كان هدفه بالطبع إجبار الأرثوذكسيين (2) الذين لا يعترفون بقرارات مجمع خلكيدون على الإعتراف به ودعا إليه جميع بطاركة الكنائس فى ذلك الوقت .. فحضر منهم كليسوس أسقف روما (لأول مرة يحضر اسقف روما مجمعاً بالأمبراطورية الشرقية) وابوليناريوس الذى عينه القيصر جوستنيانوس1 بطريركا ملكياً تابعا له على الإسكندرية فيما بعد ، كما حضره بالطبع أوطيخيوس بطريرك القسطنطينية والأساقفة الذين تحت أيديهم .
مذبحة الأقباط ونفى البابا
وكان أول من كان يريده حضور هذا المجمع المدبر هو البابا المصرى تيموثاوس الثالث البطريرك32 ومار ساويرس بطريرك أنطاكية ، ولما كان للبطريرك السكندرى تجربة مع هذا الإمبراطور من قبل عندما أرسل فرقة عسكرية لبلاده لكى تجبر المصريين على قبول قرارات مجمع خلكيدونية ففهم أن الغرض من هذا المجمع هو إجبارهم على مجمع خلكيدون فأبى قبول هذه الدعوة ورفض الذهاب إلى القسطنطينية وإستمر فى مكانه يرعى رعيته ، فهاج لذلك غضب القيصر فأصدر أمراً بالقبض عليه لينفيه فقام الشعب الأرثوذكسى ليدافع عن بطريركه وهددوا كل من يمد يده إليه ، فأمر الإمبراطور جوستنيانوس1 والى الإسكندرية بأن يستخدم القوة معهم فحدثت مجزرة كبيرة فى الإسكندرية وسالت دماء المصريين فى شوارعها وقتل عدد كبير من اهلها الأرثوذكس المسيحيين الأقباط ، وإقتفى الوالى آثار البطريرك وتمكن من القبض عليه ونفيه ثلاث سنوات قاسى فيها شدائد عظيمة جداً وبعدها عاد إلى أسقفيته ومكانه كبطريرك للكنيسة القبطية المصرية الوطنية .
مارساويرس أسقف أنطاكية فى مجمع القسطنطينية
أما مار ساويرس أسقف أنطاكية قد قبل دعوة القيصر لحضور المجمع وكان شجاعاً وذهب ومعه بعض الأساقفة من العلماء منهم فيلوكسينوس أسقف مابوغ ، فلما وصل إلى القسطنطينية أكرمه الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 إكراماً عظيماً وقد ظن أنه قد يستميله إلى الإعتراف بقرارات مجمع خلكيدون ويساعده على تعميم طومس لاون ، ولكن لما أتى موعد إنعقاد المجمع حضر جميع الأساقفة إليه ليترجوا ساويرس الشجاع لحضور المجمع فوقف بينهم مثل الأسد يزار وقال : " إن لم تحرموا أولاً طومس لاون والمجمع الخلكيدونى المشئوم والمرزول فلا أقبل الإجتماع مع احد "
وفى الحال أخبروا القيصر فأصدر أمراً بالقبض عليه وعلى أساقفته وألقى فى السجن هو وبعض أساقفته أما الباقيين منهم فنفاهم الإمبراطور ، وعين افمبراطور مكانه رجل يتبع مجمع خلكيون وأسمه بولس ، وبعد سنين أفرج عنه بعد أن ترجت الإمبراطورة ثيؤوذوره زوجها الأمبراطور ، (تعليق من الموقع : يظهر أنه كان محب للنقاش حول موضوع الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد فلم يسكت بالقسطنطينية) وحدث أنه هرب من القسطنطينية وذهب إلى مصر فقابلة البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 الذى رحب به أما عن سبب هروبه فقد ذكرت المؤرخة مسز بتشر (3) : " قيل أن الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 أمر بالقبض على مار ساويرس وقطع لسانه ففر هارباً إلى الإسكندرية حيث أضر باهلها لأنه أوجد فيه ميلاً للمناقشات والنزاعات المذهبية لولا أن البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 كان عاقلاً وحكيمأً أبى هذا البطريرك أن يجعل مصر متحزبة مع أنه كان يكره قرارات مجمع خلكيدون ولكن هذا الكره لم يكن مطلقاً ومن ناحية اخرى هرب مار ساويرس من ألسكندرية وكان يهرب من مدينة إلى أخرى ومن دير إلى آخر خوفاً من القبض عليه ثم إستقر فى مدينة سخا (محافظة الغربية) وإختفى فى بيت أرخن (4) أسمه درتاوس ، وكان مشهوراً بالأهتمام بأمور الشيوخ والرهبان الذين رفضوا ضلال يوليانوس الهرطوقى ، وكان مار ساويرس اسقف أنطاكية يكتب رسائل ويرسلها غلى اصدقائة اساقفة مصر الذين بالإسكندرية وباقى أبروشيات مصر وكان يعزيهم ويصبرهم ويقويهم ويوصيهم أن بثبتوا امام الشدائد ولاضيقات .
أما البابا المصرى تيموثاوس الثالث فبعد رجوعه من منفاة بمدة ظهر فى الإسكندرية يوليانوس الإليكربشى قادماً من القسطنطينية وقام بنشر بدعة أوطاخى فحرمه البابا المصرى وفصله من شركة الكنيسة ، وخرج مار ساويرس من مكان إختفائه وإشترك مع البطريرك السكندرى فى مقاومة هذه البدعة وكتب مار ساويرس رسالة غلى يوليانوس يفند فيها بدعته .
البابا يضيف جملة فى القداس الإلهى
ولما رجع البابا غبريال إلى الجيزة قادماً من الإسكندرية ذهب بعد ذلك إلى دير أبى مقار ليكرزوه هناك حسب العادة التى سنها الآباء البطاركة السابقين عليه وأثناء الصلاة فى معنى الإعتراف قبل التناول فقال فى صلاته : " أؤمن وأعترف أن هذا جسد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى أخذه من والدة الإله مريم العذراء <IMG alt="" border=0> وصار واحداً مع لاهوته
فثار بعض رهبان دير القديس أنبا مقار لأنه أضاف هذه الجملة وهى " وصار واحدا مع لاهوته " كما أنه لم تجرى العادة ان يصلوا بها .. فإعتذر إلى الرهبان أنه فعل هذا فى يوم تقدمته وفى قداس تكريسه فى الدير .. إلا أن الأساقفة الذين كانوا معه فى يوم تكريزه بالدير قالوا : " أنه لا يصح إهمال هذه الجملة لأنها صحيحة وفى موضعها " .. وبعد مناقشات كثيرة ومفاوضات إتفقوا أن يضيفوا بعدها عبارة : " بغير إمتزاج ولا إختلاط ولا تغيير" <IMG alt="" border=0> فوافقهم على ذلك وقالها وما زالت تستعمل هذه العبارة حتى الآن وصارت كل الكنائس تصلى بهذه الكلمات إلا أن بعض الكنائس من أهل الصعيد إستمروا يصلون بدون هذه العبارة فلم يعارضهم فى ذلك ولا أجبرهم على أن يغيروا عوائدهم
البابا يضيف كلمة إلى القداس فيسجنه الوزير الصالح ابن رزيك
فى اخر ايام عصر الوزير الصالح ابن رزيك رسم البابا على كرسى سمنود ابن اخته وكان راهباً من نفس قلايته أسمه مقارة وكان أيضاً بسمنود قوم رهبان من قلاية بشييش من دير ابى مقار وكان أبوهم (شيخ الرهبان) اسمه سلمون وكان أن قوماً أوغروا صدر الأسقف الأنبا مقارة فكتب إلى البابا يقول له : أن انبا سلمون وأخوته الرهبان أولاد بشيش أضافوا فى العتراف عند نهاية القداس كلمة قبطية<IMG alt="" border=0>التى معناها "المحيى " وهى لفظة مستعملة فى كثيرفى مواضع كثيرة من القداس وفى قطعة الأمانة فى آخر القداس وهو القول : أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا الجسد المحيى الذى اخذه البن الوحيد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من مريم العذراء وصار واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا إفتراق "
فلما إطلع البطريرك على رسالة أسقف سمنود تغير على أنبا سلمون وأخوته الرهبان وكثر الحديث فى ذلك فأرسل إلى الكثير من الأساقفة وفحصوا ما قيل فوجدوه حقيقة وليس فيه شيئاً مخالفاً للعقيدة فاقروه لأنه الجسد المحيى بالحقيقة ومن يؤمن يؤمن به ينال حياة دائمة " واصدر البابا منشوراً لجميع الكنائس بقبول هذه الزيادة فقله أهل الوجه البحرى والوجه القبلى والأسكندرية وسائر الأديرة ما عدا الأسكنا (دير) ابو مقار فإنهم إمتنعوا من إضافتها وأعتذروا عن ذلك بأنه إضافه جديدة وزيادة لم يجرى بها عادة من تقدمهم من الآباء وانها أضيفت ليكون لها معنى آخر , فذهبت مجموعة منهم ورفعوا دعوى قضائية على الأنبا يوحنا البطريرك والأساقفة ومنهم أسقف سمنود قريب البطريرك وتحدثوا بأشياء أخرى لا تمس الموضوع بصلة ومنها أنهم طمعوا الصالح أبن رزيك الوزير أن لهم مال لعلمهم بظلمة ومحبته للمال فارس يحضر البطريرك وكذلك الرهبان أصحاب الشكوى وعقد لهم مجلس قدامه وبدأ الحديث عن معنى عقيدة النصارى وديانتهم وكان قصدة ما سيأخذه منهم من مال لا النظر فى المشكلة , لأن المسيحية ديانه معروفه وليس هى دين جديد يحتاج للبحث عنه واختباره وبدأت المناقشة فى المجلس قال البطريرك للصالح الوزير : " موسى إيش هو عندك " أجاب : " نبى الله " .. ثم قال : " والمسيح ما هو عندكم ؟ " .. أجاب الوزير : " روح الله وكلمته " فقال : " أتقدر أن تقول روح الله وكلمته نبى قال الوزير : " لا" قال البطريرك : " فروح الله وكلمته أعظم وأشرف من جميع ألأنبياء لأنه خالق كل الخلائق كلها بكلمته الذى قال بها كونى فكانت كلمح البصر فهو خالق الأشياء كلها .. فسكت الوزير .. ثم ناقش البطريرك الرهبان كثيراً أمامه فزجرهم البطريرك بالكلام وأشار بعكازه الحديد الذى بيده ليضرب بعضهم .. فصرخوا وأشتكوا البطريرك للوزير وذكر الأنبا يوساب اسقف فوة تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 157سبب قيام البطريرك بضرب الراهب وهذا يفسر أسلوب المناقشة التى دارت بين البطريرك والرهبان فقال : " أن أحد الرهبان وأسمه بطرس بن المجرى خرج عن الإيمان وقال : أن المسيح كواحد من الأنبياء .. " وقال للوزير : " أترى أنه يريد أن يضربنى فى مجلسك وأنت قاضينا وسطاننا " فقال الوزير له : أضربه أنت كذلك " فقال : " لا أقدر لأنه رئيسنا "
فأمر بإخراج البطريرك من قدامه فخرج من قدامه وهو يدعى عليه ويقول : " : " كما رفعت أصاغرنا علينا الرب يرفع اصاغرك قومك عليك " فأمر الصالح برجلين من جنوده فإعتقلوا البطريرك , وبسبب حماقة رهبان دير أبى مقار كتب الوزير الصالح أبن رزيك منشوراً إلى كل واحد من موظفى الضرائب والجزية لتحصيلها من كراسى الأساقفة فى جميع أنحاء البلاد مع أنه من المعروف طبقاً للشريعة الإسلامية أن الجزية لا تحصل من الرهبان .
وعندما دخل البطريرك السجن كان ملازماً الصوم والصلاة والطلبة من الرب تماماً كما كان فى خارج السجن وأنه فى ليلة غفا غفوة قصيرة ونام وعندما صحى من نومه قال لمن حوله من المسجونين مسلمين ومسيحيين : " تقووا وأفرحوا بالرب وتشددوا لأنه بعد عدة أيام سيفرج الرب عنى وعنكم "
وبعد 14 يوم من نبوئتة كان الوزير الصالح أبن رزيك راكباً فى موكبة وحوله حراسه وجنوده وهو خارج من قصر الخليفة وهو فى عزه وملكه وجبروته هجم عليه رجل أسمه ابن الراعى ومعه أثنين من اصاغر قومه وكان من خدم الجنود وحملوه إلى بيته مثخن الجراح ومات
كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 102 عن كنيسة السيدة العذراء مريم أهتم بها سلمون الراهب وأولاده الرهبان وقد تغير أعتقادهم عن الأمانة المستقيمة , وكان العدو المعاند للخير قد خدعهم بحيلة وجعلهم حكماء عند نفوسهم وأضلهم بزرعه الخبيث وضيع تعبهم ونسكهم , ولما ظهر للناس ما هم عليه من ضلال منعهم أنبا يؤنس البطريرك 72 , فذهبوا لطلائع أبن رزيك الوزير , ونصر السيد المسيح البطريرك عليهم حينما أعترف أن المسيح كلمة الرب الحي الذى اتى ويأتى ليدين العالم بالحق , وجرت معهم مناقشات كثيره تشهد بها كتب الكنيسة , وتنباً هذا البطريرك على طلائع أنه يقتل وفى ثالث يوم وثب واحد على طلائع وجرحه فى القصر فتوجع ومات ولم يهمله الرب لأنه فعل السوء .
مرقس أبن قنبر والإعتراض على البخور
بدأت أحداث مرقس ابن قنبر مع البابا يوحنا البطريرك 72 حينما أعترض البعض على إستعمال البخور فى الكنائس بإحراق اللبان فى المبخرة , وقالوا أن البخور لم يكن يستعمل فى الكنيسة فى الثلاثة أجيال الأولى فى العصر المسيحى إنما كان عادة وثنية وأستعمله المسيحيين فى القرن الرابع لأنه يطرد الأرواح الكريهه نتيجه لضبق الكنائس وإزدحامها , كما أن هناك آية من العهد القديم قالها داود النبى هى : فلتصعد صلاتى كالبخور قدامك يارب .. إذا الصلاة وليست البخور ولم تكن الأجيال الأولى تعلق اهمية كبيرة على البخور ولكن بدءاً من الجيل السادس صار الأقباط يقدسونه ويباركونه , وبتكرار طواف الكاهن أعتقد الناس ان البخور ملازم للصلاة وأنه يحمل إعترافهم إلى عرش الرب , وزاد الإعتقاد فى البخور فى القرن الثانى عشر ووصل الأمر أن العامة كانوا يستغنون عن الإعتراف أمام الكاهن ويحرقون اللبان ( البخور ) فى منازلهم ويجثون أمام المبخرة ويتوسل توسلات شديدة معترفاً بخطاياه بخشوع وتقوى وهو يعتقد أن البخور سيحمل توبته إلى السماء ويستنزل رحمه الرب إليه , وجرت العادة أن البخور أعتبره الناس حاملاً للأعتراف ووسيلة لجلب الغفران
كتب أبى صالح الأرمنى ألأحداث التى حدثت مع مرقص بن قنبر بإسهاب شيق ص 30 - 43 وهذا ملخص لتاريخه
كان مرقص أبن قنبر كاهنا بالصعيد رسمه أسقف دمياط وكان خطيباً فصيحاً مؤثراً فيخلب الألباب بقوة بيان حجته وكان يحث الشعب على وجوب الإعتراف السرى ونوال الحل من الكاهن ولكنه جاهر بأنه لا مقدرة للبخور على العتق من الخطايا , وتقول بتشر ا. ل. بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 99 : " ولما كان الإعتراف لدى المبخرة جائز بأمر بطريركى كان جهاد بن قنبر عبثاً , فضلاً عن كونه أثار سخط الأساقفة والعلماء فإتحدوا عليه وطلبوا إلى البطريرك أن يحرمه .. فتمهل البابا يوحنا الخامس فى حرمه لأنه لم يراه مخطئاً وإنما أوقع عليه تأديباً بصفته سئ الأخلاق "
وذلك لأنه بلغ البطريرك أن مرقص أبن قنبر ترك زوجته وهجرها وأنتظم فى سلك الرهبنة ربما لكونه طمع فى الحصول على درجة الأسقفية نتيجه لخطبه ومكانته بين الناس وشهرته , وفكر فى أن زوجته ستكون حجر عثرة فلما علم البابا أيقن بصحة الشكاوى المقدمة ضده فحرمه وقطعه من شركة الكنيسة .
ولكن بن قنبر لم يكترس بهذا الحرم وواصل التعليم والوعظ والتبشير بمعتقده فإلتف حوله جمع كثير لدرجه أنهم خافوا من وقوع إنشقاق فى الكنيسة .
ولم تكن عاده الإعتراف أمام المباخر هى التى كان يقومها ابن قنبر ولكنه قاوم عادة الختان التى كانت جارية بين القباط بدعوى أنها من بقايا تقاليد اليهود , وأنتهت هذه المرحلة من حباته أن ابن قنبر صار له وقار كبير لدى اهل الصعيد وتناقلت الألسنه أسمه فأصبح مشهوراً .
ومات البابا يوحنا فى هذه الظروف الحرجة وجلس مكانه البابا مرقص أبن زرعة فكتب إليه اساقفة الصعيد بشأن مرقص بن قنبر بأنه ما زال عاكفاً على عقد الإجتماعات وتحريض الشعب على وجوب التيقظ الدينى ورفض الخرافات التى دخلته , فإستدعاه البابا ولامه ووبخه على ذلك السلوك وبين له خطئه فتأثر من نصائحه وسجد له ووعده بالكف عن ذلك , فحله البابا من حرم البابا السابق , وأعاده إلى وظيفه الكهنوت .
ولكنه لما رجع إلى مكانه ووظيفته الكهنوتية إزداد إقبال الناس فلم يكن المعارضين فقط ولكن من داخل الكنيسة وأبتهجوا برجوعه وأظهروا ولائهم له وتعضيدهم , فوقع ابن قنبر بين نارين إما أن ينقاد لمشورة البابا ويخسر تهليل الناس له ومكانته بينهم أو يبشر بإعتقاده ويخالف طاعته وعهده مع البابا بعدم إثارة الناس فيخسر مكانته ووظيفته فى الكنيسة , فرجحت كفة ذاته عن طاعته فإستمر كالعادة فاقبلت إليه الجماهير تحمل الهدايا والمحاصيل والنقود , وكفوا عن تقديم العشور والتقدمات لخدمات للكنائس ومعيشة الخدام .
فلما رأى البابا ما كان خاف من إستفحال الأمر فعقد مجمعاً مؤلفاً من 60 اسقفاً وأقر الجميع حرمه , فحرم وجرد من رتبه الكهنوت .
ولجأ مرقص ابن قنبر إلى الحكومة الإسلامية كما كان يفعله كل خارج عن النظام الكنسى وقال انه لم يعظ بشئ ضد القوانين الكنسية وطلب النظر فى دعواه بحضور الحكام المسلمين , فكانت فرصة من الحكام المسلمين للتدخل وإشباع فضولهم بسماع الخلافات المسيحية , ولكن البابا مرقس ابن زرعه والأساقفة رفضوا تدخل الحكومة الإسلامية رفضاً باتاً بدعوى أن تلك المسألة دينية محضة .
ولكن رضى البابا مرقص بن زرعه بتحكيم ميخائيل بطريرك انطاكية
فقام البطريرك الأنطاكى بفحص الخلاف وأصدر رايه بأن يقلل البطريرك من أهميه افعتراف السمعى , وأن لا يلجأ مرقص أبن قنبر إلى التهويل والمبالغه فى خطبه .. فكانت هذه القرارات مؤشراً بفتور العلاقة قليلاً بين بطريركية مصر وانطاكية .
أما مرقص بن قنبر لما رأى أن بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية لم ينصفه لم ينتظر أن يأتيه الحكم بالقطع والحرم من الكنيسة ولكنه أتخذ خطوه اخرى ضد الكنيسة وهى أنه ذهب مع عدد غفير من أتباعه وأنضم إلى الكنيسة الملكية اليونانية التى لم تكن لها قوة نافذه فى مصر كما كانوا قله عددية , وكان بطاركة الكنيسة الملكية يقضون معظم عمرهم فى القسطنطينية .
ورجع ابن قنبر إلى نفسه وندم على فعلته وعاد يتوسل إلى البابا مرقس ابن زرعه فقبله فى حضن الكنيسة مرة أخرى وحله من الحرم الذى أوقعه عليه .
ولكنه عندما رجع أنفض من حوله الكثيرين بعضهم كانوا مع الكنيسة اليونانية وحتى الذى رجع منهم إلى الكنيسة القبطية لم يعد يبجله لتردده وعرف الجميع ان عدم إخلاصه لكنيسته فى حد ذاته ليس من الإيمان , فسقطت صورة البطوله فى عين الأقباط , ورغم أنه مصلح إلا أنه لم يتمسك بمعتقده .
ولم يصبر مرقص أبن قنبر على هذه النكسة الأدبية فرجع مرة اخرى إلى الكنيسة الملكية اليونانية وعاد ليرفع راية العصيان ولكنه لم يلبث طويلاً حتى تاب ورجع وذهب نادماً مرة اخرى إلى البطريرك مرقس ابن زرعه فلم يقبله فى هذه المره لأنه ترك الكنيسة ثلاث مرات فوقع المسكين فى ظلمة دامسة ويأس عظيم
شريعة الزوجة الواحدة
وذهبت إمرأة قبطية إلى البابا متاؤس تشكو إليه من أن زوجها تركها وهجرها وتزوج زوجة أخرى , فطلب البابا الرجل وزوجته الثانية وأفهمها أن زواجهما باطل لأن عقيدة المسيحية فى الزواج هو شريعة الزوجة الواحدة وعلى تحسب المسيحية الزواج الثانى زنا وقال له : " : " كيف تجرأت بالزواج الثانى وسلكت هذا المسلك الخاطئ ؟ .. ثم أمر البابا بالفصل بين الرجل وزوجته الثانية , فقالت المرأة : " كيف يكون هذا وأنا حامل منه ؟ " فأجاب البابا فى هدوء : " إن السيد المسيح هو الذى سيفصل بين الحق والباطل " وتركهما يخرجان من عنده بدون لأن يتفوة بكلمة أخرى , وبينما هما خارجان فوجئت المرأة بسقوط الجنين من بطنها , فخاف كلا من الرجل والمرأة من عدم تنفيذ أمر البابا لأنه كلمهما كمن له سلطان , ولم يكن تأثير هذه الحادثة على فاعليها فقط ولكنها إمتدت إلى جميع الشعب القبطى فأحس الناس بما كان يحسه المسيحيين الآوائل أيام أن كان الرسل يعملون بقوة الروح القدس أى : أنهم إمتلأوا خوفاً ومجدوا الرب
تنفيذ القانون الإنجيلى بشريعة الزوجة الواحدة
قال القس منسى يوحنا (7) : " كان البابا بطرس السادس شديد المحافظة على شعبه مانعا لهم كل ما يحرمة الدين المسيحى من جهه الزواج أو الطلاق وباقى القوانين وأجتمع بالسنجق (مملوك حاكم ) وأسمه أبن أيواز وغيره من المتكلمين بسبب مجموعة من ألقباط حاولت أن تبيح الطلاق لأيه عله ولغير عله وجرت معهم خلافات ومناقشات فيما يختص مذهبه فأفتى له العلماء وصدر فرمان (قانون) من الوزير (الباشا) بإقراره على قانون مذهبه ومنع التعرض له فى ذلك وصار الكهنة لا يعقدون زواجاً إلا على يده فى قلايته (تصريح) وذلم بسبب أبق قس كان قد طلق أمرأته وتزوج بغيرها
العلامة الأنبا ميخائيل أسقف البهنسا والأشمونيين
الرد القبطى الأرثوذكسى على طومس لاون الكاثوليكية
وهو من ابرز المطارنة فى عصر البابا بطرس السادس وقد كتب هذا الأسقف شرحاً وافياً للعقيدة اللاهوتية الأرثوذكسية رد به على معتقدات لاون المخالفة (2) ومما قاله : " .. إن إيماننا متسلسل من الرسل والآباء الثلثمائة والثمانية عشر بلا زيادة ولا نقصان ..
1 - إننا نؤمن ونعتقد بالآب والإبن والروح القدس إله واحد وجوهر واحد بالذات مثلث بالصفات , صفاته ثابته فى ذاته الأزلية وهو كلمته المولود من ذاته الإلهية الذى هو نطق ذاته , وروحه المنبثق من ذاته الذى هو حياة ذاته , ثلاثة أقانيم متساوية , ذات واحدة ذات عقل ونُطق وحياة , خواص جوهرية بغير أنفصال .. كلما للآب للأبن والروح خلواً من الأبوة , وكلما للأبن للآب والروح خلوا من البنوة , وكلما للروح للآب والإبن خلواً من الإنبثاق , ليس أقنوم أكبر وأقنوم أصغر , أو أقنوم أبدى أو أقنوم زمنى , لأن الإبتداء لهم ولا إنتهاء , متساوون بالقدرة والمجد والجبروت إلى الأبد .
2 - وأيضاً نعترف بتجسد أقنوم الإبن أى كلمة الآب المساوى له ... ونزل الإبن حسب إرادة ابيه وروحه القدوس وحل فى أحشاء سيدتنا مريم العذراء ..
شرح الأنبا ميخائيل هل تجسد السيد المسيح من الروح القدس : أعنى أن الروم القدس هو الذى أبدع القوة النفسانية فى أحشاء القديسة مريم من غير نطفة رجل , وبها تصور ناسوت المسيح ... الإبن لا يتحد فى شئ مالم يسبقه الروح القدس يقدسه على الشبه , والكاهن فى صلاة القداس يسأل حلول الروح القدس فيحل على المائدة ويقدسها ويتحد الإبن بها فيصير جسده ودمه , والذى يروم أن يتناول الإبن المتحد لا يصل لذلك حتى يأخذ المعمودية ويتقدس بالروح القدس , وإن أخطأ بعد ذلك لا يتقرب حتى يأخذ الغفران من الكاهن بالروح القدس ... مسيح واحد من لاهوت وناسوت ... إنه إله وإنه إنسان أقنوم لا يجرد من اللاهوت ولا من الناسوت لأن إتحاده كامل من كل وجه وبعد ,: أقنوم واحد وطبيعة واحدة ومشيئة واحدة وفعل واحد , هذا هو إيماننا .
3 - إننا نؤمن بما تحقق فى مجمع نيقية : إن الروح القدس منبثق من الآب , وأتباع لاون يعوجون ويقولون إن الروح القدس منبثق من الآب والإبن , وفة هذا القول مخالفة لقول سيدنا " أرسل لكم البارقليط ذلك الذى ينبثق من ألاب ويأخذ مما لى ويعطيكم " فلو كان حسب ظنهم لقال " ذلك الذى ينبثق من ألاب ويأخذ مما لى ويعطيكم " فلو كان حسب ظنهم لقال : " ذلك الذى ينبثق من الآب ومنى " ويقولون للبسطاء أن أن السيد قاله فى الإنجيل : أنا فى الاب والآب فى " وما دام الإبن فى الاب والروح منبثق من الاب فمعنى ذلك الروح القدس منبثق من ألاب والأبن .. ونرد عليهم ونقول : " الروح القدس فى ألاب أم لا ؟ ومعلوم أن الروح القدس فى ألاب , فإذا كان الروح القدس فى ألاب فهل يعنى ذلك أن الأبن مولود من الروح القدس أيضاً كزعمهم لأن الروح القدس فى ألاب ويصير للأبن ابوين ويصير الروح القدس آب أيضاً وتتبلبل خاصياتهم ...
4 - إننا نؤمن بالإتحاد الكامل للإبن الذى هو من كل وجه أتحاد بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير , ولكن فى مجمع خليقدون أضاعوا إتحاد مخلصنا وأنكروا أن كمال اللاهوت أخذ كمال الناسوت وأتحد به إتحاداً طبيعياً أقنومياً , ولما نسألهم كيف كان إتحاد السيد المسيح ؟ فيقولون إتحاده كالزيت والماء أو الرسراس (الصمغ) فى الورق , ولما نقول لهم : أليس الذى قبل الصلب هو المسيح بلاهوته زناسوته ؟ وأليس أقنوم المسيح بلاهوته وناسوته هو الذى قام من الأموات ؟ يتعثرون ويقولون : إن أقنوم الإبن لاهوت هو ! ونرد عليهم بقول بولس الرسول فى رسالته غلى كولوسى : فضح الرؤساء والسلاطين وأخرجهم بأقنومة (3)
وفى الفصل الأول من رسالته إلى العبرانيين يقول : " وبأقنومه صنع تطهير خطايانا " ويقول فى الفصل التاسع : " وبأقنومه غسل خطايانا الكثيرة " وأبدلوا لفظة أقنومه وقالوا : " وبنفسه عفر خطايانا " ثم يقولون ان السيد المسيح كان يدعوا نفسه تارة أبن الإنسان وتارة أبن الإله , ويفسرون ذلك أن له طبيعتين , طبيعة إلهية وطبيعة جسدية , ونجاوبهم : إن إلهنا ومخلصنا يسوع لما كان يدعو ذاته إنساناً وإبن بشر كان ذلك لعدم قابلية أولئك المدعويين فإنهم كانوا كالأطفال الرضع , ومن المعلوم أن الطفل لا يحتمل الغذاء الثقيل , وكان يتدرحهم قليلاً قليلاً إلى المعرفة , وحينما يرون آياته وعجائبة يتعلقون بالإيمان به فيظهر لهم لاهوته أنه الآب وأبن الآب , سأل مرة تلاميذه فاحصاً لهم : " وأنتم ماذا تقولون من أنا ؟ أجابه بطرس أنت هو المسيح أبن الإله الحى " يعنى أنك أنت المنظور كإنسان أؤمن أنك الإله وأبن افله وكان هذا إيمان كل الرسل ...
5 - نقول إن كل ما فعل الرسيد المسيح على وجه خلاصنا من عاليات ودنيات ( أفعال إلهية وجسدية) بإرادة واحدة مع ابيه والروح القدس , وهذا ما تعلمناة من السيد المسيح إذ يقول : " مثل ما علمنى ابى هكذا أفعل " ... وأيضاً : " لا يقدر الإبن أن يعمل شيئاً من تلقاء نفسه " وقوله : " الآب فى وأنا فيه , أنا فى الاب والآب فى " فالذين يزعمون أن السيد المسيح إرادتين وفعلين يرتكبون مخالفة لأقواله الإلهية التى تبين ( إن كل ما فعل بإرادة اللاهوت) وبقولهم فعلين - فعل خالق وفعل مخلوق يترتب عليه ( إن اللاهوت أراد أن يصلب الناسوت والناسوت لم يرضى بذلك بل صلب قهراً ) , أقوال تضاد ما تسلمناة من الرسل والقديسين .
رد على إعتراضات أخرى
1 - يقول الإنجيل : " بعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً " فما معنى جاع أخيراً ؟ وهذا بخلاف العادة إذ يجوع الإنسان فى أول الصوم أما السيد , فجاع اخيراً - أى بإختياره أحود ذاته إلى الأكل والشرب (قبل الجوع نفسه) إن السيد جاع كإنسان , وأشبع الجياع كالرب إذ أشبع الألاف فى البرية من خبزات قليلة , وقد عطش ولكنه يقول , : إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب " وقد تعب ومع ذلك يقول للناس : " تعالوا إلى يا جميع المتعبين وأنا أريحكم "
2 - يقولون عن سيدنا - كان يسأل كمن هو عارف وغير عارف , عارف بلاهوته بما انه إله وغير عارف بناسوته بما أنه إنسان , وذلك كقوله لأختى لعازر : " أين وضعتموه ؟ " وللتلاميذ : " كم عندكم من الخبز ؟ " ونجيب : " إن ربنا يسوع المسيح كان يعلم كل شئ بلاهوته وناسوته , قال يوحنا الإنجيلى : " إن يسوع كان عارفاً من قديم بالذين لم يؤمنوا به ويسوع كان عارفاً وليس اللاهوت فقط كان عارفاً دون الناسوت , بل يسوع كان عارفاً الذى هو من لاهوت وناسوت أما سؤاله لأختى لعازر ليس لكونه لا يعرف الموضوع بل ليحقق صدق الاية , أليس هو الذى عرف موت لعازر وقال لتلاميذه عن ذلك وهو على مسيرة ثلاثة أيام ؟
يقول الكتاب إن يسوع كان يعلم أن ساعته قد اتت ويقول : " إن واحداً منكم يسلمنى " ويقول لبطرس : " لا يصيح الديك حتى تنكرنى ثلاثة مرات " وليعقوب ما اسمك ؟ ولأهل سدوم وعمورة : " قد نزلت لرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها إلى " ولموسى : " وماذا فى يدك ؟ " فنحن نؤمن أنه فعل كل شئ بالتدبير قبل التجسد وبعد التجسد ( تكوين 3: 9, 18: 9, 33 : 27 , 18 : 21 , خروج 4: 2)
3 - ويقولون أن السيد المسيح خاف من الموت وعبس وجهه غفال : " يا ابتاه إن أستطعت أن تجوز عنى هذه الكأس " ويزعمون أن خوفه كان حقيقياً وليس بالتدبير , ونقول لهم : إن فزعه وعبس وجهه كان لنوعين - الواحد أنه حزن بالتدبير لكى لا يحتج اليهود ويقولوا رأينا وجهه فرحاً وراضياً بالصلب فبلغناه مراده , والثانى : حزن لأجل اليهود لا لأجل نفسه لأنه أتى لخلاصهم وهم لم يؤمنوا به فحزن لهلاكهم .
والشاهد أنه بعد صلبه توسل لأجلهم قاءلاً : " يا أبتاه أغفر لهم لأأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " وإلا فكيف اليقول للرسل : " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد " يعمل بخلاف ما يقول !! .. أعنى أنه لا يصح أن يوصى خواصه بعدم خوف الموت ويخاف هو منه , فلم يكن قدومه إلى الموت بخوف أو تحت أضطرار بل بإرادته طوعاً .
أما قوله : يا ابتاه إن إستطعت أن تعبر عنى هذه الكأس " فهذه على نوعين أيضاً الواحد كما قال يوحنا ذهبى الفم : أنه قال هذا ليخفى سر التدبير عن الشيطان لأن الشيطان لما سمعه يقول : " الذى يعمله الآب يعمله الإبن مثله " و " أنا فى الآب والآب فى " و " أنا والآب واحد " خاف منه وهرب عنه " وإذ قال السيد المسيح : " نفسى حزينة جداً حتى الموتيا أبى نجنى من هذه الساعة " وقوله : " إن أستطاع أن يجوز عنى هذه الكأس " ظن الشيطان أنه إنسان ساذج يخاف من الموت , ذلك أنه أخفى عنه سائر أحوال التدبير , والثانى : مثل ما قال كيرلس الينبوع الحلو : " إذ لبس جسد آدم , فلمات أكمل الصلاة لكى تجوز عنه الكأس توسل إلى الآب قائلاً : " يا أبى - آدم بمخالفته وصيتك رفضته ورفضت جنسه (ذريته) وأبعدتهم عنك , والآن فمن أجلى أنا أبنك الذى لبست جسده وصرت آدم الثانى بالتدبير , تجاوز عن خطية آدم الإنسان الأول من أجلى أنا الذى أطعتك حتى الموت لأنى أنا كفيله وكفيل ذريته " وهذا هو معنى صلاته أن تجوز عنه الكأس
الأقباط يشتكون من ظلم وجور المرسلين اللاتين الكاثوليك -
الأقباط يتهربون من دفع الجزية وينضمون إلى الكاثوليك (كنيسة الفرنجة) .. وحدث انه بعد إنضمام بعض أفراد من الأقباط إلى الكاثوليك اللاتين أن حدث خلاف وإنقسام بين العائلات المصرية المسيحية فى أوجه الحياة المختلفة مثل الزواج والتركات وغيرها , فإشتكى كبار الكتاب الأقباط من تدخل بعض القساوسة اللاتين بزيادة هذه الخلافات الأسرية , كما أنهم تعدوا على حقوق البطريرك القبطى .
فتم عقد مجلس ودعى البطريرك القبطى وقسيس اللاتين بالمحكمة الكبرى الشرعية (6) , وبعد عرض كل من الأطراف المتقاضية وجهة نظرهم وسماعها (أى سماع أقوال المشتكين وإحتجاج المشتكى عليهم ) تقرر التصريح لبطريرك الأقباط بإستعمال سلطته الدينية على أبناء الشعب القبطى وعدم التعرض له أو التعدى على حقوقة وتحررت بذلك حجة (قرار - حكم من المحكمة ) من المحكمة وسلمت ليد البطريرك القبطى , وقد عثر على هذا الحكم ونشر صاحب جريدة مصر ونشرها وصورها وهذه صورتها : -
صورة الحجة الشرعية صادرة من المحكمة الكبرى بمصر المحمية بتاريخ غرة محرم سنة 1151 هـ
" وهو أنه بمصر المحروسة لدى سيدنا ومولانا الأخر إبراهيم بك الدفتردار بمصر المحروسة حالاً (هنا أسماء الأمراء الذين بهم أنعقدت الجلسة ) بعد أن رفع كل من المعلم رزق الله ولد الذمى إبراهيم بدرى النصرانى اليعقوبى بخدمة بخدمة ميراللوا الأمير أبراهيم بك الدفتردار بمصر المحروسة حالاً ( وهنا اسماء الأقباط الأرثوذكس الذين رفعوا الشطوى للمحكمة من جور المرسلين الكاثوليك وعددهم أربعة وعشرون شخصاً ) وغيرهم من النصارى اليعاقبة القبط والقسيسين والرهبان اليعاقبة وأن المخالفين المرقومين يريدون الذهاب إلى الإفرنج الغير قبطيين ليدخلوا فى ملتهم لعدم دفع الجزية (7) وأن المعلم يوحنا بطريرك النصارى اليعاقبة القبطية ينهى الجماعة القبطيين المرقومين عن ذلك مراراً فلم ينتهو ولم يسمعوا لقوله وأن القانون المتعارف بينهم أن كل من يخالف كلام بطريركهم يكون مغضوباً عليه ويلزم الأدب اللائق بحاله وإن حصل توافق وتراضى بين طائفة النصارى اليعاقبة القبطية المرقومية وكبيرهم وأن كل من خالف ملته وكان قبطى وأنتقل من ملة القبطيين إلى ملة الفرنج وثبت ذلك عايه بالوجه الشرعى يكون على الأمراء الصناجقة وأغوات البلكات وكخدا البلكات وإختياراتهم الخروج من حقه وتأديبه بما يليق بحالة زجر له ولا مثاله بإعتراف كل من طائفة النصارى اليعاقبة القبطية المرقومين الإعتراف المرعى كما التوافق والتراضى المرهيين ولما تم الحال على هذا المنوال كتب ذلك ضبطاً للواقع ليراجع به عند الإحتياج إليه والإحتجاج بع وعلى ما جرى وقع التحرير . "
فى غرة محرم الحرام إفتتاح سنة 1151 ش
محمد عبد الرازق , محمد على حنفى , على على عبد النبى , محمد فواكه , محمد خلاف , حسن على أحمد .
وقد وقفنا أيضاً على صورة رسالة نشرها المندوب الباباوى بالقطر المصرى على جماعة الكاثوليك الذين كلهم كانوا بالوجه القبلى وذلك تنفيذاً للمعاهدة التى تمت بينه وبين البطريرك القبطى سنة 1794 م عند معتمد دولة النمسا وفيها يوصى الأقباط المتكئلكين بمدن جرجا وأخميم وفرشوط ونقادة بذلك الإتفاق الذى عقد بينه بصفته كيرلس رئيس عام رهبان المرسلين الكاثوليك والخواجة كركور وشتى قنصل النمسا والأب أكلمنضس رئيس عام سابقاً وبين البطريرك أنبا يؤنس والمعلم أبراهيم الجوهرى والمعلم جرجس أخيه رؤساء طائفة الأقباط فى مصر , وكان ألتفاق على ما يأتى : -
1 - المتزوجون من الفريقين لهم حرية إختيار الصلاة بأيه كنيسة أرادوا قبطية كانت أو كاثوليكية .
2 - من ألان فصاعداً لا ينبغى أن يتزوج الأقباط من الكاثوليك ولا الكاثوليك من الأقباط .
3 - لا يدخل قسوس الكاثوليك بيوت الأرثوذكس ليكرزوا لهم ولا قسوس الأرثوذكس بيوت الكاثوليك .
4 - لا ينبغى إرعام أحداً ليصلى بكنيسة معينة بل يترك لكل واحد حق إختيار الكنيسة التى يحب .
5 - لا يصح فيما بعد إذا حدث خلاف أن يرفع الأمر إلى رجال الحكومة بل إلى الرؤساء من الكنيستين ولهم حق مقاصة المعتدى . أ . هـ - فى 3 شهر يانوارنوس سنة 1794 م .
ولما بلغ السلطان أن قدم الإرساليات الكاثوليكية أخذت تثبت فى مصر خشى إمتداد سطوة الأجانب فى بلاده فكاتب بطريرك الكنيسة اليونانية وطلب منه أن يحذر جميع أفراد رعيته من ولوج معابد الكاثوليك , وكان معظم الذين أعتنقوا المذهب الكاثوليكى من السوريين الذين أرادوا أن يجتمعوا بالمذهب من تعدى المسلمين عليهم .
وجعل السلطان غرامة ألف كيس على الذين يذهبون لمعابد المرسلين البسوعيين فجمع السوريون هذا المبلغ وسلموه للسلطان وفيما بعد قيض أحد أمراء المماليك على أربعة من المرسلين ولم يفرج عنهم إلا بعد أن دفعوا غرامة فادحة.
وحاول الأنبا يؤنس 17 جاهداً ليحفظ شعبه القبطى داخل مصر ولا ينتمون لبلد أجنبى عقيدة ورئاسة فقام بتفقد أولاده فى بلاد مصر , ثم بدأ فى أرسال رسائل باباوية ليوعى شعبه ووضع عدداً من الكتب دفاعاً عن العقيدة الإرثوذكسية , فكان قائداً خاض المعركة بنفسه ووقف فى الصف الأول
ودارت بين أسقف الصعيد الأنبا بطرس وبين المعلم جرجس الجوهرى مكاتبات ومراسلات فى موضوع ترميم الدير , وهذه المراسلات موجودة ضمن قطمارس شهر بابة المحفوظ بمكتبة دير السريان . (1)
مخطوط لتعليم الشعب
كان هذا الأسقف من ضمن الآباء المعلمين لتوعية الشعب القبطى لعقيدته فكتب كتاب لتعليم الشعب هذه مقتطفات منه : " ويجب أن يحترص الكهنة غاية الإحتراص عند قسمة الجسد المقدس لتوزيعة على المؤمنين ... وأيضاً الجوهرة إذا كانت صغيرة وأخذها الإنسان بعد صوم وإجتهاد وصلوات ويحرق قلب أتحد كثيفها بجسمه ولطيفها بعقله .... وقد بلغنا أن بعض الكهنة الجهال بالشرع وبجلال الجسد المقدس يخجلون من أن يناولوا إنساناً جوهرة صغيرة لا سيما أرباب الرتب العالية البهية فى العالم , وأن يختاروا لهم الجوهرة الكبيرة , وهذا غاية الكفر , ومن يفعل هذا من الكهنة فلا يستحق أن يكون كاهناً , ومن يقصد هذا من المتقربين فليس بمسيحى ... لأن الكاهن لو اعتقد فى كل جزء من القربان كبيراً أم صغيراً أن النعمة الإلهية المتحدة بهم بالسواء لما كان يفضل الكبير على الصغير ولو أن المتقرب ايضاً يعرف قدر جلاله الجسد وحقارته هو فى ذاته لأعتقد فى اصغر الأجزاء من الجسد أنه كثيراً عليه , وأنه غير مستحق لتناوله لكثرة خطاياة .
" ... وينبغى على الكهنة أن ينبهوا القيم فى كل وقت ويحثوه على نضافة الكنيسة وغسل قناديلها , لأن الكنيسة باب السماء كما للرب سبحانه وتعالى قد زين السماء وجعلها حسنة الناظرين ... "
" .... وإذ حصل لنا أسباب تعوقنا عن المجئ إليكم أياماً كثيرة وينشغل خاطرنا بسببكم فلهذا إحتجنا أن نضمن كتابنا هذه الفصول لتكون كافية مدة سنينكم وتستغنوا به عن كتب كثيرة , ومتى أتفق أن يعرض لكم شئ فى هذا الكتاب فأطلعونا على ذلك ونحن بعون الرب نجاوبكم بما يسهله المسيح على أفواهنا ولا يحب أن يظن احد الناس بنا أننا قلنا أو كتبنا شيئاً من عندنا , فلم نكن نكتب إلا ما قاله آباؤنا القديسون , المتنيحين والحاضرين الباقيين ليكون السامع والطايع لأقوالهم من أبنائهم القديسون , المتنيحين والحاضرين الباقيين ليكون السامع والطايع لأقوالهم من ابنائهم ورعيتهم , والمخالف والعاصى من أضدادهم وأعدائهم , لأن السيد المسيح قال من سمع منكم فقد سمع منى .... "
" .... والرب الإله ولى الصلح وباغض السيأة يسحق الشيطان تحت أقدامنا سريعاً ويؤهلنا أن نكون من السامعين الطايعين الصابرين المجاهدين لنكون فى يوم الدين من الفائزين القائمين عن اليمين ... بقوة يسوع المسيح ربنا الذى له المجد والإكرام والعز والسجود مع أبيه الصالح والروح القدس إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين آمين ".. تم وأكمل
" وذلك على يد ناسيه وجامعة من عدة كتب بطرس المدعو بنعمة الرب أسقفاً على مدينة جرجا وتخومها , وذلك فى عهد رياسة الحبر الجليل والسيد المعظم الأب البطريرك والأنبا مرقس الجالس على الرتبه المرقسية الذى هو السادس والمئة "
" كتب فى اليوم الثانى عشر من شهر توت المبارك سنة 1475 للشهداء , وجامعه وضع علامته فيه لأجل من يقرأ فيه يرحم عليه حياً وميتاً , ومن قال سيئاً فله اضعاف , ونسأل من الذى تجسد لأجل خلاصنا أن يثبتنا على الإيمان المستقيم , والشكر للرب دايماً أبدياً آمين , الرب الإله رجاى , بسم الآبالرؤوف الرحيم فلا أخاف , المجد للرب فى الأعالى " . - ختم
أسقف رومية يحاول ضم الكنيسة القبطية تحت سلطانه
أرسل أسقف رومية إلى البابا مرقس السابع البطريرك الـ 107 راهب أسمه برتلكاوس ليطلب من البابا القبطى أن يعلن خضوعه لسلطة أسقف رومية والإنضواء تحت لواء حكمها الرعوى (13) فقابلة الأنبا يؤنس السابع بذوق وحسن لياقة ولطف وأفهمه أن إيمان الكنيسة القبطية هو إيمان مسلم من الاباء وأنه لأنه أبن لهم فلن يحيد قيد أنمله عن عقيدة آبائة التى تسلمها منهم , وأرسل رسالة إلى الأنبا يوساب أبن الأبح أسقف جرجا يرجو منه أن يكتب الرد على رسالة أسقف رومية بالرفض فى حدود اللياقة والذوق بين الكنيستين فإستجاب الأسقف وكتب الرسالة المطلوبة