الظلام فى العهد القديم
قبل أن يخلق الله النور والحياة ، " وكانت الأرض خربة وخالية وعلي وجه الغمر ظلمة " ( تك 1 : 2 ) . وحالما خلق الله النور " دعا الله النور نهاراً والظلمة ليلاً " ( تك 1 : 5 ) ، وفصل الله بين النور والظلمة " ( تك 1 : 4 ) ، و " رسم حدا على وجه المياه عند اتصال النور بالظلمة " ( أيوب 26 : 10 ، 38 : 19 ) . ولأن الله هو خالق الظلمة ( إش 45 :7 ، انظر أيضاً مز 104 : 20 ) ، فهي خاضعة لأمره ( مز 139 : 12 ، انظر أيوب 12 : 22 ) .
وعندما أعطي الله الشريعة لموسي على جبل سيناء ، كان " الجبل يضطرم بالنار إلى كبد السماء بظلام وسحاب وضباب " ( تث 4 : 11 ، 5 : 23 و 24 ، أنظر أيضاً 2 صم 22 : 22 ، مز 18 : 11 ) .
وقد وصف الأنبياء يوم الرب بأنه " يوم ظلام وقتام ، يوم غيم وضباب " ( يؤ 2 : 2)، فهو يوم " ظلام لا نور " لأنه يوم دينونة ( عا 5 : 18 و 20 ، انظر أيضاً صفنيا 1 : 15 ) .
ويستخدم الظلام مجازياً للدلالة إلى البؤس والشقاء (أيوب 18 : 18 ، 23 : 17 ، جا 5 : 17 ) ، وعلي الخوف والرعب ( أيوب 15 : 23 و 23 ) . وعلي الذل ( مز 107 : 10 ) ، وعلي الموت ( جا 11 : 8 ) ، وعلي البلادة الروحية ( انظر إش 42 ، 60 : 2 ) . وبإعتباره مناقضاً للفهم والبر ، فهو مسلك الحمقي ( أم 2 : 13 ) ، وطريق الشرير ( 1 صم 2 : 9 ، مز 35 : 6 )، أنظر أيضاً أيوب 24 : 14 – 17 ، حز 8 : 12 و 13 ) .
وفي مناسبات معينة ، جعل الله ظلمة إلى الأرض في غير أوانها ، كما حدث في الضربة التاسعة عندما أمر الرب موسي أن يمد يده نحو السماء ، " فكان ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام " ( خر 10 : 21 – 23 ) . وعند هروب بني إسرائيل من مصر غطي الظلام جيوش فرعون التي كانت تطاردهم ( خر 14 : 20 ) . كما أن الله قد يتدخل لإرباك الأشرار فيجعلهم " في النهار يصدمون ظلاماً ، ويلتمسون في الظهيرة كما في كل الليل " ( أي 5 : 14 ) . ويقول أيوب عن ظروف الضيق والآلام المرة التي كان يمر بها : " قد حوط طريقي فلا أعبر ، وعلي سبيلي جعل ظلاماً " ( أيوب 19 : 8 ) . ولكن الله يقدر ويرغب في أن ينقذ الأمناء ويضيء ظلمتهم ( 2 صم 22 : 29 ، مز 18 : 28 ) . كما ينير على التائبين ينقذهم من الظلمة الأبدية (إش 9 : 1 و 2 ، انظر أيضاً مي 7 : 8 و9) . وهو يحث شعبه على إغاثة المتضايقين ، " فيشرق في الظلمة نورك ، ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر "( إش 58 : 10 ) .