اليوم التاسع والعشرون من شهر مسرى المبارك
شهادة القديسين أثناسيوس الأسقف
وجراسيموس وثاؤتيطس.
في مثل هذا اليوم اسـتشهد القديسـون : أثناسيوس الأسقف، وجراسيموس وثاؤتيطس غُلاماه، وذلك أن بعضهم سعى بالأسقف لدى أريانوس الوالي أنه عمد ابنة الوزير أنطونيوس. فأستحضره وطلب منه السجود للأوثان، فلم يقبل وأعلن إيمانه بالمسيح، فعذبه بمختلف العذابات المؤلمة. ولما رأى إزدياد تمسكه بإيمانه أمر بضرب رقبته ورقبتي الغلامين أيضاً. وأخذ بعض المؤمنين أجسادهم، وكفنوهم ووضعوهم في تابوت. وقد شرفهم اللـه بظهور آيات كثيرة من أجسادهم.
صلواتهم تكون معنا. آمين.
وصول جسد الأنبا يحنس القصير إلى برية شيهيت.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 515 للشهداء، نقل جسد القديس العظيم الأنبا يوأنس القصير من القلزم إلى برية شيهيت.
وذلك أنه لما كان البابا يوحنا الثامن والأربعون في برية شيهيت تمنى بعض الحاضرين نقل جسد القديس يوأنس إلى ديره فحركت نعمة اللـه البابا البطريرك. فكتب رسالة على يد القمص قزمان والقمص بقطر من الشيوخ، وأرسلهما إلى القلزم. فلم يتمكنا من أخذ الجسد، لأنه كان في حوزة الهراطقة التابعين لمجمع خلقدونية. فعادا من حيث أتيا.
وبعد أيام تولى على القلزم، أمير من أمراء العرب. وكان صديقاً للأنبا ميخائيل أسقف أبلاوس. فعاد البطريرك وكتب رسالة أخرى إلى الأسقف يعلمه برغبته في أخذ الجسد وإرساله مع الرهبان الموفدين بالرسالة. ففرح الأب الأسقف بذلك، وعلم الأمير بالخبر فقال الأمير: " وكيف السبيل لوصول الرهبان إلى المكان؟ " فأجابه كاتبه: " يلبسون ثياب العرب فوق ثيابهم ويدخلون معنا ". وهكذا فعلوا ودخل العرب مع هؤلاء الرهبان، حيث كان الجسد، فحمله الرهبان وساروا به طول الليل، حتى وصلوا إلى مريوط ومنها إلى البرية. ولما دخلوا به دير القديس مقاريوس، تلقاه الرهبان بالتراتيل، وهم يحملون الصلبان والمباخر وأتوا به إلى حيث جسد القديس مقاريوس. وسكبوا عليه الطيب. ثم حملوه إلى ديره وهم يرتلون. فتلقاه أولاده بالفرح والبهجة.
ولما رسم البابا مرقس البطريرك التاسع والأربعون وصعد إلى البرية، ومعه أساقفة الوجه البحري، وبعض الكهنة، ذهب إلى دير هذا القديس، وكشف عن أعضائه المقدسة، وتبارك منها ورد عليه ثوب الليف الذي كان ملفوفاً به، ثم كفنه بلفائف كتان. وسبَّح الرهبان اللـه، وأنشدوا كثيراً من المدائح لهذا القديس.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.