استشهاد البابا يوليانوس الاسكندرى "11" (8 برمهات)
فى مثل هذا اليوم من سنة 188 م. (3 مارس) تنيح الأب القديس يوليانوس البابا
إلحادي عشر من باباوات الكرازة المرقسية. كان هذا الأب طالبا بالكلية
الاكليريكية التى أسسها مار مرقس، ورسم قسا بمدينة الإسكندرية، وقد فاق
الكثيرين بعلمه وعفافه وتقواه. فرسم بطريركا في 9 برمهات (سنة 178 م.).وبعد
اختياره رأى أن الوثنيين لا يسمحون للأساقفة بالخروج عن مدينة الإسكندرية.
فكان هو يخرج سرا منها ليرسم كهنة في كل مكان. وقبل انتقاله أعلنه ملاك
الرب أن الكرام الذي يأتيه بعنقود عنب، هو الذي سيخلفه في كرسى البطريركية.
وفي ذات يوم بينما كان ديمتريوس الكرام يشذب أشجاره، عثر على عنقود عنب في
غير أوانه، وقدمه للبطريرك فسر من هذه الهدية، وقص على الأساقفة الرؤيا،
وأوصاهم بتنصيب الكرام بطريركا بعده. وقد وضع هذا الأب مقالات وميامر
كثيرة، وكان مداوما على تعليم الشعب ووعظه وافتقاده، وأقام على الكرسى
الرسولى عشر سنين. ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
استشهاد متياس الرسول (8 برمهات)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس متياس الرسول حوالى سنة 63 م. ولد في بيت
لحم، وكان من المرافقين للرسل؟ وهو الذي اختير عوض يهوذا الاسخريوطي في
اجتماع علية صهيون عندما قال بطرس الرسول "- أيها الرجال الاخوة؟ كان ينبغي
أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي
صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. إذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه
الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وأذ سقط على وجهه من الوسط
فانسكبت أحشاؤه كلها. وصار معلوما عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل
في لغتهم حقل دم. لأنه مكتوب في المزأمير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها
ساكن وليأخذ وظيفته آخر. فينبغى أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان
الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج. منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي
ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته. فأقاموا اثنين يوسف الذي
يدعى بارسابا الملقب يوستس (آي عادل) ومتياس. وصلوا قائلين: أيها الرب
العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أيا اخترته، ليأخذ قرعة هذه
الخدمة والرسالة التى تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه. ثم ألقوا قرعتهم فوقعت
القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولا" (مت 27: 8 وأع 1:15 - 26).
وبعد ذلك امتلأ متياس من الروح القدس. وذهب يكرز بالإنجيل حتى وصل إلى بلاد
قوم يأكلون لحوم البشر. ومن عادتهم أنهم عندما يقع في أيديهم غريب يضعونه
في السجن، ويطعمونه من الحشائش مدة ثلاثين يوما، ثم يخرجونه ويأكلون لحمه.
فلم وصل اليهم القديس متياس ونادى فيهم ببشارة المحبة قبضوا عليه، وقلعوا
عينيه، وأودعوه السجن. ولكن قبل أن تنتهى المدة أرسل إليه الرب اندراوس
وتلميذه. فذهبا إلى السجن ورأيا المسجونين وما بعمل بهم. فأوعز الشيطان إلى
أهل المدينة أن يقبضوا عليهما أيضا ويقتلوهما. ولما هموا بالقبض عليهما ا
صلى القديسان إلى الرب فتفجرت عين ماء من تحت أحد أعمدة السجن.. وفاضت حتى
بلغت إلى الأعناق. فلما ضاق الآمر بأهل المدينة، ويئسوا من الحياة أتوا إلى
الرسولين، وبكوا معترفين بخطاياهم. فقال لهم الرسولان آمنوا بالرب يسوع
المسيح وأنتم تخلصون. فأمنوا جميعهم وأطلقوا القديس متياس وهذا تولى مع
اندراوس وتلميذه تعليمهم سر تجسد المسيح بعد أن انصرفت عنهم تلك المياه
بصلاتهم وتضرعهم ثم عمدوهم باسم الثالوث المقدس. وصلوا إلى السيد المسيح
فنزع منهم الطبع الوحشي، ورسموا لهم أسقفا وكهنة، وبعد أن أقاموا عندهم مدة
تركوهم، وكان الشعب يسألونهم سرعة العودة. أما متياس الرسول فانه ذهب إلى
مدينة دمشق ونادى فيها باسم المسيح فغضب أهل المدينة عليه وأخذوه ووضعوه
على سرير حديد وأوقدوا النار تحته فكم تؤذه، بل كان وجهه يتلألأ بالنور
كالشمس. فتعجبوا من ذلك عجبا عظيما وآمنوا كلهم بالرب يسوع المسيح على يدى
هذا الرسول، فعمدهم ورسم لهم كهنة. وأقام عندهم أياما كثيرة وهو يثبتهم على
الأيمان. وبعد ذلك تنيح بسلام في إحدى مدن اليهود التى تدعى فالاون. وفيها
وضع جسده صلاته تكون معنا. آمين.
استشهاد اريانوس والى انصنا (8 برمهات)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس اريانوس والى انصنا. وذلك لما أمر برمى
القديس ابلانيوس بالسهام وقد ارتدت إلى عينه فقلعتها كما هو مذكور في اليوم
السابع من برمهات قال له أحد المؤمنين: "لو أخذت من دمه ووضعت عينك
لأبصرت" فأخذ من دمه ووضعه على عينه فأبصر للوقت، وآمن بالسيد المسيح وندم
كثيرا على ما فرط منه في تعذيب القديسين. ثم قام وحطم أصنامه، ولم يعد يعذب
أحدا من المؤمنين. فلما اتصل خبره بالملك دقلديانوس استحضره واستعلم منه
عن السبب الذي رده عن عبادة آلهته. فبدأ القديس يقص عليه الآيات والعجائب
التى أجراها الله على أيدي قديسيه، وكيف أنهم في حاك عذابهم وتقطيع أجسامهم
كانوا يعودون أصحاء.. فاغتاظ الملك من هذا القول، وآمر أن يعذب عذابا
شيدا، وأن يطرح في جب ويغطى عليه حتى يموت. فأرسل السيد المسيح ملاكه،
وحمله من ذلك الجب، وأوقفه عند مرقد الملك. ولما استيقظ الملك ورآه وعرف
أنه أريانوس، ارتعب ودهش. ولكنه عاد فآمر بوضعه في كيس شعر وطرحه في البحر.
ففعلوا به كذلك. وهنا أسلم الشهيد روحه داخل الكيس. وكان القديس عندما ودع
أهله أخبرهم بأن الرب قد أعلمه في رؤيا الليل أنه سيهتم بجسده، ويعيده إلى
بلده، وانهم سيجدونه في ساحل الإسكندرية. وحدث أن أمر الربحيوانا بحريا فحمله إلى الإسكندرية
وطرحه على البر، فأخذه غلمانه وأتوا به إلى انصنا، ووضعوه مع أجساد
القديسين فيليمون وأبلانيوس، وهكذا أكمل جهاده ونال الإكليل السمائى. صلاته
تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين..