هل قال المسيح أنه إله ؟
سؤال:
كيف نصدق لاهوت المسيح، بينما هو نفسه لم يقل عن نفسه إنه إله، ولا قال للناس أعبدونى؟
الجواب:
لو
قال عن نفسه إنه إله، لرجموه. ولو قال للناس "أعبدونى" لرجموه أيضاً،
وانتهت رسالته قبل أن تبدأ... إن الناس لا يحتملون مثل هذا الأمر. بل هو
نفسه قال لتلاميذه "عندى كلام لأقوله لكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا
الآن" (يو16: 12).
+++
لذلك
لما قال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك"، قالوا فى قلوبهم "لماذا يتكلم هذا
هكذا بتجاديف؟!، من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر2: 6، 7). لذلك
قال لهم السيد المسيح "لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم؟ أيهما أيسر أن يقال
للمفلوج مغفورة لك خطاياك، أم أن يُقال قم أحمل سريرك وامش؟! ولكن لكى
تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج:
لك أقول قم، واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير، وخرج
قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله.." (مر2: 8- 12). كذلك لما قال
لليهود "أنا والآب واحد" تناولوا حجارة ليرجموه (يو10: 30، 31) متهمين إياه
بالتجديف وقائلين له "لأنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يو10: 33).
+++
إذن
ما كان ممكناً عملياً أن يقول لهم إنه إله، أو أن يقول لهم اعبدونى ولكن
الذى حدث هو الآتى: لم يقل إنه إله، ولكنه اتصف بصفات الله. ولم يقل
أعبدونى، لكنه قبل منهم العبادة. والأمثلة على ذلك كثيرة جداً. ونحن فى هذا
المجال سوف لا نذكر ما قاله الإنجيليون الأربعة عن السيد المسيح، ولا ما
ورد فى رسائل الآباء الرسل، إنما سنورد فقط ما قاله السيد المسيح نفسه عن
نفسه، حسب طلب صاحب السؤال. فنورد الأمثلة الآتية:
+
نسب السيد المسيح لنفسه الوجود فى كل مكان، وهى صفة من صفات الله وحده:
فقال "حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمى، فهناك أكون فى وسطهم" (مت18: 20).
والمسيحيون يجتمعون باسمه فى كل أنحاء قارات الأرض. إذن فهو يعلن وجوده فى
كل مكان. كذلك قال "ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر" (مت28: 20).
وهى عبارة تعطى نفس المعنى السابق. وبينما قال هذا عن الأرض، قال للص
التائب "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو23: 43). إذن هو موجود فى الفردوس،
كما هو فى كل الأرض. وقال لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى
نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو3: 13). أى أنه فى
السماء، بينما كان يكلم نيقوديموس على الأرض... وبالنسبة إلى الأبرار قال
إنه يسكن فيهم هو والآب (يو14: 23). أما عن الإنسان الخاطئ فقال إنه يقف
على باب قلبه ويقرع حتى يفتح له (رؤ3: 20).
+
ونسب نفسه إلى السماء، منها خرج وله فيها سلطان. فقال "خرجت من عند الآب،
وأتيت إلى العالم" (يو6: 28). وقال إنه يصعد إلى السماء حيث كان أولاً"
(يو6: 62). وفى سلطانه على السماء قال لبطرس "وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات"
(مت16: 19). وقال لكل تلاميذه "كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى
السماء" (مت18: 18).. وقال "دُفع إلىّ كل سلطان فى السماء وعلى الأرض"
(مت28: 18).
+++
+
ونسب إلى نفسه مجد الله نفسه. فقال "إن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه
مع ملائكته. وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله" (مت16: 27). وهو نسب لنفسه مجد
الله، والدينونة التى هى عمل الله، والملائكة الذين هم ملائكة الله. وقال
أيضاً أنه سيأتى "بمجده ومجد الآب" (لو9: 26). وقال أيضاً "من يغلب فسأعطيه
أن يجلس معى فى عرشى، كما غلبت وجلست مع أبى فى عرشه" (رؤ3: 21). هل يوجد
أكثر من هذا أنه يجلس مع الله فى عرشه؟!
+++
+
كذلك تقبل من الناس الصلاة والعبادة والسجود. قال عن يوم الدينونة "كثيرون
سيقولون لى فى ذلك اليوم: يارب يارب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك اخرجنا
شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة" (مت7: 22). وقبل من توما أن يقول له "ربى
وإلهى، ولم يوبخه على ذلك. بل قال له: لأنك رأيتنى يا توما آمنت. طوبى
للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 27- 29). كذلك قبل سجود العبادة من المولود
أعمى (يو9: 38)، ومن القائد يايرس (مر5: 22) ومن تلاميذه (مت28: 17).. ومن
كثيرين غيرهم. وقبِل أن يدعى رباً. وقال إنه رب السبت (مت12: والأمثلة
كثيرة.