بشارة الملاك جبرائيل لحنة بميلاد مريم
حنة إسمها بالعبراني معناه حنان -فضل- نعمة.
وكانت هذه الصديقة ابنة لماثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن
واسم أمها مريم من سبط يهوذا، وكان لماثان هذا ثلاث بنات الأولى مريم باسم والدتها وهي أم سالومي القابلة، والثانية صوفية أم أليصابات والدة القديس يوحنا المعمدان، والثالثة هي هذه القديسة حنة زوجة الصديق يواقيم من سبط يهوذا ووالدة السيدة العذراء القديسة مريم أم مخلص العالم
وبذلك تكون السيدة البتول وسالومي وأليصابات بنات خالات، وإن كنا لا نعلم عن هذه الصديقة شيئا يذكر، إلا إن اختيارها لتكون أما لوالدة الإله بالجسد لهو دليل علي ما كان لها من الفضائل والتقوى التي ميزتها عن غيرها من النساء حتى نالت هذه النعمة العظيمة، وإذ كانت عاقرا كانت تتوسل إلى الله إن ينزع هذا العار، فرزقها ابنة قرت بها عيناها وأعين كل البشر، هي العذراء مريم أم مخلص العالم.
لقد كانت حنة امرأة فاضلة وعفيفة طاهرة, اشتهرت في زمانها بالتقوي, وكانت تعيش مع زوجها البار يواقيم في هدوء وسلام ووئام, غير أنه كان ينغصهما أنه لم يكن لهما ولد يحمل اسمهما, وقد كان العقم في ذلك الوقت عارا, وكان الناس يعيرون المرأة العقيم بأنها ملعونة ومغضوب عليها من السماء. ولعل هذا ماقصدت إليه اليصابات عندما حملت بالقديس يوحنا المعمدان بقولها هذا هو الفضل الذي صنعه الرب معي, إذ عطف علي كي ينزع عني العار بين الناس (لوقا 1: 25).
وما عبرت عنه حنة أم النبي صموئيل, إذ كانت هي الأخري عاقرا, وقد عيرتها بذلك ضرتها وغير ضرتها, فصلت إلي الرب وبكت بكاء, ونذرت نذرا وقالت: يارب الجنود, إن أنت نظرت نظرا إلي مذلة أمتك، وذكرتني, ولم تنس أمتك، بل رزفت أمتك زرع بشر، فإني أعطيه للرب كل أيام حياته. (1صموئيل 1: 10-11). وظلت حنة عاقرا, ومر علي زواجها عدد من السنين ولم ترزق نسلا, فحزنت حزنا شديدا وشرعت تصلي إلي الله بحرارة ومرارة.
ويقول القديس افرآم السرياني306-373
في ميمر لهبين ما كانت حنة تندب نفسها في كل وقت قائلة: أي شيء تساوي حياتي من الدنيا, مع تجردي من الثمر؟ وهوذا البهائم والطيور وكل المخلوقات ترزق نسلا, أما أنا فلم أرزق. الويل لي أنا، وعظيم هو حزني وألم قلبي. أسألك, أيها الإله دائم وحده, الذي سمع سارة زوجة أبينا إبراهيم, وأعطاها إسحق بعد الكبر, وسمع لراحيل وأعطاها يوسف وبنيامين.. أن تسمع صوت دعائي, أنا المسكينة الخالية من النسل, وتعطيني زرعا يسر به قلبي, لأني صرت مرذولة بين أهلي وعشيرتي, سيما بعلي يواقيم الحزين القلب كثيرا.
وها أنا أنذر بين يديك يا إلهي أن النسل الذي تعطيني لا أدعه يمشي علي الأرض حتي أقدمه لهيكلك المقدس. وكانت القديسة حنة تقول هذا الكلام وهي تبكي بكاء مرا.
وفيما هي تصلي, ظهر لها الملاك جبرائيل بنور سماوي، وقال لها: ياحنة إن الله سمع لدعائك وصلواتك. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنة مباركة, وسيكون لها الطوبي في جميع الأجيال, وفي كل أقطار المسكونة, ومنها يولد الخلاص من أسر إبليس, لآدم وذريته.
فأجابت حنة الملاك جبرائيل وقالت:
حي هو الرب، لو أنني رزقت بمولودة كما قلت لي, لسوف أقدمها قربانا للرب الإله, لتخدمه كل أيام حياتها في هيكله المقدس.
وحبلت حنة كقول الملاك, ثم بعد تسعة أشهر وضعت الطفلة المباركة وسمتها مريم
تعيد الكنيسة للبشارة بميلاد العذراء مريم في السابع من مسري وتعيد له كنيسة الروم الأرثوذكس والكاثوليك في التاسع من شهر ديسمبر/كانون أول.
وتعيد كنيستنا بميلاد العذراء مريم في اليوم الأول من شهر بشنس وتعيد له كنيسة الروم في الثامن من شهر سبتمبر/أيلول.