عبادة مريم
في القرن الخامس الميلادي ظهرت جماعة وثنية عبدت النجوم، وأطلقت على كوكب الزهرة اسم "ملكة السماء". وعندما آمن أتباع هذه الجماعة بالمسيحية أرادوا أن تكون لهم ملكة في السماء، فأخذوا القديسة العذراء مريم ملكة لهم، وأصبح ثالوثهم هو الآب والابن والعذراء مريم. وهو بكل تأكيد ثالوث خاطئ قاومته الكنيسة في أوائل القرن السادس حتى أنهته. وقد ذكر القرآن تلك العقيدة فى سورة المائدة:
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ (سورة المائدة 116)
وللأسف أحد الإنتهاكات الصارخة للكنيسة الكاثوليكية هى الدعوة بعبادة مريم العذراء.
عبادة مريم فى الكنيسة الكاثوليكية:
يؤمن الكاثوليك ان عبادة مريم هى اعظم وسيلة لحفظ البر والقداسة وانه يجب تقديم العبادة لمريم مثل تقديم العبادة للقربان المقدس (الافخارستيا).
وجزء من عبادة مريم هو ان تعطى لمريم كنزك الروحى من ثواب ونعم وفضائل وكفارة فيما يعرف بزوائد فضائل القديسين - (العقيدة الكاثوليكية نؤمن ان لكل إنسان فضائل أو غفرانات يأخذها عن طريق التأديبات الكنسية أو بصلوات يتلوها فيتحول لديه رصيد من البر ويصير عنده فائض يستطيع ان يتصدق بهذا الفائض الى احدى النفوس المعذبة بالمطهر لينقذها من الاستمرار فيه, وعندما نهب زوائدنا للعذراء تصبح ملكا لها تمنحها للنفوس المعذبة بالمطهر لتخفيف آلامها أو لأحد الخطاة لرده الى النعمة).
عبادة مريم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسة:
تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ان العذراء مريم هى والدة الإلة ولكنها ليست إله.
وبالتالى لا تؤمن بما يقال عن عبادة مريم لأنه العبادة لله وحدة وليس سواه.
، وقد يقول البعض يقال عن العذراء قامت الملكة عن يمينك أيها الملك، وأم الملك يجب أن تكون ملكة، نرد ونقول ليس فى كل الأحوال فداود النبى لم تكن أمة ملكة، فمريم العذراء هى أم الرب يسوع وفى نفس الوقت أمتة، والكتاب المقدس ملئ جداً بالآيات التى توضح ان الرب واحد ولا يوجد إله اخر سواه
(أشعياء 45: 5) أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي.
ولقد تسللت بعض المبادئ الغنوسية إلى اليهود، فجاء في التلمود البابلي تعليقًا على قول الرب:
"ها أنا مرسل ملاكا أمام وجهك... احترز منه... لأن اسمي فيه" (خروج 23: 20-21)
بأن الملاك هو يهوه الأصغر. لذلك تبنى معتنقو الغنوسية اليهودية مبدأ عبادة الملائكة، مدعين أنهم أدركوا هذا خلال فلسفتهم التصوفية، وفي كبرياء كانوا يفتخرون بأنهم يعرفون الملائكة.
وقد قاوم بولس الرسول هذا الفكر:
(غلاطية 2: 18) لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ
فالملائكة ليس لهم شفاعة كفارية بل توسلية، كما جاء في سفر الرؤيا:
"وجاء ملاك آخر، ووقف عند المذبح، ومعه مبخرة من ذهب، وأعطي بخورًا كثيرًا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش، فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤيا 8: 3-4).
ما كان يمكنهم أن يقدموا هذا البخور أو الصلاة عنا إلا في استحقاق دم المسيح، إذ يهتفون بصوت عظيم: "مستحق هو الخروف المذبوح" (رؤيا 5: 12).