اكتشاف كنيستين وقبر لاحد الرهبان..في جزيرة فيلكا بالكويت
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مدير «الآثار»: سكان السواحل الكويتية قبل الإسلام صيادو أسماك مسيحيون
كتبت مرفت عبدالدايم:
اكتشفت إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كنيستين في جزيرة فيلكا: الأولى تتكون من ثلاث قاعات كبيرة وثلاثة مداخل وقبر للراهب وعليه الصليب، والثانية تتكون من قاعة واحدة. وقال مدير الإدارة شهاب عبدالحميد شهاب لـ «الوطن» ان دراسة تجرى حاليا على الكنائس وآثار أخرى تم اكتشافها في الجزيرة تعود الى العصر الإسلامي الأول منها قرية القصور وهي احدى القرى الإسلامية التي أنشئت على الجزيرة، اضافة الى مسجد ذي محرابين وقلعة إسلامية كبيرة تسمى بقلعة «الزور»، مشيرا الى ان هناك آثاراً يعود تاريخها الى أكثر من 2200 سنة قبل الميلاد.
وأوضح شهاب بأن سكان السواحل الكويتية قبل الإسلام كانوا من الصيادين المسيحيين الذين فضلوا الانتقال الى الجزر القريبة من الكويت ومنها جزيرة فيلكا بعد انتشار الإسلام.كما ان هناك حضارات أخرى قديمة على الجزيرة منها الحضارة المقدونية بقيادة الاسكندر المقدوني الذي أطلق اسم «ايكاروس» عليها.
============
تضمان أربع قاعات وقبراً للراهب والدراسات تتواصل
اكتشاف كنيستين أثريتين في منتصف جزيرة فيلكا
شهاب الشهاب لـ الوطن: بيئة الكويت قديما كانت تتميز بالغابات الوافرة والمطيرة
كتبت مرفت عبد الدايم:
كشف مدير ادارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شهاب عبدالحميد شهاب عن اكتشاف كنيستين أثريتين في منتصف جزيرة فيلكا، لافتا في تصريح لـ«الوطن» الى ان الاكتشاف كان مفاجأة لنا، مشيرا الى ان الكنيسة الأولى كبيرة وتضم ثلاث قاعات وثلاثة مداخل اضافة الى قبر الراهب وعليه الصليب، والأخرى تضم قاعة واحدة.
وقال شهاب: يجري حاليا اعداد دراسة مستفيضة سواء على الكنائس التي تم اكتشافها او بعض الآثار الأخرى التي تم العثور عليها في الجزيرة أثناء عمليات التنقيب عن الآثار.
ولفت شهاب الى انه يعمل في الجزيرة منذ 28 عاما في اعمال التنقيب الأثري ومحاولة اكتشاف الآثار النادرة التي تحويها والتي تعود الى أكثر من 2200 سنة قبل الميلاد، لافتا الى ان هناك مواقع يعمل عليها المجلس منذ العام 1958 ميلادية.
وأضاف: حظيت جزيرة فيلكا بمكانة هامة وواسعة بعد قيام الحضارة الاسلامية، وهو ما كشفت عنه القرى الكاملة التي وجدت على أرضها والتي تعود الى العصر الاسلامي الأول، مثل قرية «القصور» وهي احدى أكبر القرى الاسلامية التي قامت على أرض فيلكا بالاضافة الى اكتشاف مسجد ذي محرابين وقلعة اسلامية كبيرة مربعة الشكل لها أطراف دائرية تسمى بقلعة «الزور»، ويقال بأن سكان السواحل الكويتية قبل الاسلام كانوا من الصيادين المسيحيين ولكنهم فضلوا الانتقال الى الجزر القريبة من الكويت بعد انتشار الاسلام على هذه الأرض.
وقال شهاب: حظيت فيلكا بنصيب الأسد دون غيرها من المناطق في عمليات البحث والتنقيب، ولكن هذا لا يمنع من ان البعثات قد عثرت في منطقة الخيران على بعض الحفريات والمدافن كما تم العثور على مواقع أثرية جديدة في منطقة وارة، التي كانت تسمى قديما «أوارة»، وتعود تلك المواقع الى العصر الحجري الحديث، أما في منطقة برقان فقد كشفت البعثات عن وجود تحركات لبعض القبائل الرعوية، التي شكلت بداية الاستيطان في منطقة الكويت حيث تم العثور على بعض مخلفاتهم الحجرية التي تم تأريخها الى حوالي 8000 سنة قبل الميلاد.
محطة تاريخية
وأوضح ان جزيرة فيلكا تعد محطة تاريخية هامة في هذه المنطقة لاسيما في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كانت تعد جزءا هاما من مملكة دلمون الشهيرة التي استوطنت أرض البحرين والساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية فضلا عن جزيرة فيلكا، ولقد تم العثور على العديد من الأختام الدائرية الشكل والنقوش القديمة فضلا عن الفخاريات الدلمونية، التي يميزها لونها الأحمر وملمسها الخشن الناتج عن الحزوز على سطحها، فضلا عن اكتشاف ميناء «الخفر» وهو احد الموانئ الرئيسية لمملكة دلمون.
وأكد شهاب أنه عاشت في جزيرة فيلكا حضارات أخرى ساهمت في قيامها غزوات بعض حكام المنطقة والذين كانوا بصدد البحث عن نقطة وصل تربط بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، ومن أهم تلك الحضارات، الحضارة المقدونية بقيادة الاسكندر المقدوني الذي طالب بتسمية الجزيرة بجزيرة «ايكاروس» تيمنا بجزيرة يونانية كانت موجودة في بحر ايجه، وفي هذا الصدد تمكن فريق البحث من توثيق هذه المرحلة التاريخية الهامة بعد عثوره على قلعة كبيرة بناها الاسكندر المقدوني في جزيرة فيلكا، لتكون بمثابة استراحة له عند نزوله بها بالاضافة الى مجموعة من العملات المصكوكة في ذلك العصر والتي تحمل صورة الاسكندر الأكبر على سطحها، حيث كانت تسمى تلك العملة بالدراخمة وهو المسمى الذي استقى منه العرب بعد ذلك اسم الدرهم.
وأضاف: تم اكتشاف العديد من المناطق الأثرية المهمة في دولة الكويت، وأخرى جار التنقيب عنها، لاسيما في ظل وجود العديد من الدلائل والشواهد التي تشير الى وجود حضارات سادت ثم بادت على هذه الأرض، خاصة في جزيرة فيلكا، ومنطقة وارة ومنطقة الصبية، التي تنبه اليها علماء الآثار أخيرا، ولم تكشف باكورة عمليات التنقيب فيها سوى عن جزء بسيط من الحفريات والمقتنيات التاريخية الهامة.
وأشار الى ان هذه المنطقة الأثرية لفتت أنظار العلماء والباحثين اليها منذ عام 1984 عند اكتشاف موقع «العبيد»، التابع لحضارة العبيد وهي من أهم الحضارات التي نشأت على ساحل الخليج العربي في القرن الخامس قبل الميلاد، واستمرت عمليات البحث والتنقيب في تلك المنطقة حتى تم العثور على العديد من المدافن الركامية ذات عمق يصل الى 200 م، تعود الى العصر البرونزي، ووجدت بعدة أشكال وقوالب كالمدفن البيضاوي الشكل والدائري والمستطيل والمدفن على شكل فرن فخاري مبطن بالحجارة.
وقال شهاب: في الصبية كذلك تم العثور على مواقع تاريخية هامة تعود الى بداية العصر الاسلامي مثل موقع كاظمة، الذي اكتسب أهميته نظرا لحمله المسمى التاريخي لدولة الكويت لمدة ألف عام، وقد أشار الكثير من الرحالة والباحثين الى هذا الموقع في كتاباتهم نظرا لكونه قد احتضن احدى المعارك الهامة في العصر الاسلامي ألا وهي معركة «ذات السلاسل».
كما عثرت احدي البعثات الأثرية على نقوش واحافير ورسومات بالألوان لحيوانات قديمة تعود الى العصر الحجري الوسيط، وبالاستناد الى ما تم العثور عليه فان منطقة الصبية تخفي بين رمالها الكثير من الآثار والمقتنيات الشاهدة على العديد من الحضارات التي استوطنت هذه المنطقة.جزيرة فيلكا منجم للآثار، وقد ساهمت الأحافير التي تم العثور عليها كذلك في تكوين فكرة عامة عن بيئة الكويت وتضاريسها قديما، حيث تم العثور على حجر كبير بداخله عظمة وتم استدعاء خبير العظام في جامعة لندن مارك بيتش، الذي نسب هذه العظمة الى نوع من الفيلة المنقرضة، ويقدر عمرها بحوالي 16 مليون عام، وهو ما يكشف لنا ان بيئة الكويت قديما كانت تتميز بالغابات الوافرة والمطيرة نظرا لعدم مقدرة هذه الحيوانات على العيش الا ضمن بيئة مماثلة.