رسالة عيد القيامة المجيد( الأنبا سرابيون )
اخرستوس آنستى
آليسوس آنستى
المسيح قام
بالحقيقة قام
قيامة المسيح تعطينا القوة ان تكون كنيسة كارزة تدعو العالم ان يؤمن بالمسيح . السيد المسيح صلى إلى الآب لاجل تلاميذه ولأجلنا ان نكون واحداً ليؤمن العالم بالمسيح وبعمله الفدائى. “ ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت ايها الاب فىّ وأنا فيك ليكونوا هم ايضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتنى “ يو 17 : 21 السيد المسيح يريدنا أن نكون واحداً بتمثلنا بوحدة الثالوث القدوس . فكما يقول القديس اثناسيوس عن قصد السيد المسيح فى هذه الصلاة
“ هكذا يمكن ان يصيروا واحداً فيما بينهم بتمثلهم بوحدتنا ، كما اننا واحد بالطبيعة والحق . وإلا فإنهم لن يستطيعوا ان يصيروا واحداً إلا إذا تعلموا من الوحدة الموجودة فينا . “
ثم يضيف القديس اثناسيوس” فالأمر يحتاج إلى صورة أو مثال لكى يمكن ان يقول عنا “ كما انك أنت فى وأنا فيك” . وهو يقول وحينما يصيرون كاملين هكذا حينئذ “ يعرف العالم أنك أنت ارسلتنى” ، لأننى لولم اكن قد جئت ولبست جسدهم لما أستطاع أحد ان يصير كاملا ، بل لظل الجميع فى الفساد. “
الكنيسة الواحدة هى الكنيسة الكارزة ولا يمكن ان يكون المسيحيون واحداً إلا بقوة القيامة
قبل القيامة تفرق التلاميذ . فالرب يسوع قال لهم “ هوذا تأتى ساعة وقد أتت . الأن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوننى وحدى “ يو 16 :32 يهوذا أسلمه و بطرس أنكره و حقاً قال الكتاب المقدس “ حينئذ تركه التلاميذ كلهم و هربوا “ مت 26: 56 . وعندما اجتمع التلاميذ فى العليه “ كانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود” يو20: 19
قام المسيح من الأموات وتبدل حال التلاميذ .
فتحول خوفهم إلى فرح وتشتتهم إلى وحدة وضعفهم إلى قوة
فعندما ظهر المسيح للتلاميذ وقال لهم سلام لكم واراهم يديه وجنبه يقول الكتاب المقدس “ ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب “ يو 20 : 20 وسفر الأعمال يقدم لنا صورة جميلة للكنيسة القوية والواحدة الكارزة بقيامة المسيح بقوة
“ وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة . ولم يكن احد يقول ان شيئاً من امواله له بل كان عندهم كل شئ مشتركاً . وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم .” اع 4 :32 - 33
حقاً قيامة المسيح هى قوة عظيمة تعطى للكنيسة ان تكون كنيسة كارزة . الايمان المسيحى انتشر فى العالم كله بقوة القيامة . فالقديس اثناسيوس يقول “ لأنه ان كان المخلص يعمل الان بقوة بين البشر ولايزال كل يوم _ بكيفية غير منظورة_ يقنع الجموع الغفيرة من كل المسكونة سواء من سكان اليونان أو من سكان بلاد البرابرة ليقبلوا الايمان به ويطيعون تعاليمه ، فهل لايزال يوجد من يتطرق الشك إلى ذهنه ان المخلص قد قام وان المسيح حى أو بالاحرى انه هو نفسه الحياة ؟ “
ليتنا فى عيد القيامه ان نتطلع إلى الثالوث القدوس ونتمثل بوحدة الآب والأبن والروح القدس لنكون واحداً كما صلى لأجلنا إلهنا ومسيحنا الحى .
عندما كان لجمهور الذين آمنوا قلباً واحداً ونفساً واحدة كانوا يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع بقوة عظيمة وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون اع 2 : 47
ولكن عندما تشاجر التلاميذ “ من يظن أنه الأكبر “ لو 22 : 24 وعندما تصارعت الكراسى البطريركية من يكون أولاً وعندما انقسم المسيحيون إلى مجموعات ومدارس لم يؤمن العالم بل صار يتفرج على إنقساماتنا وخلافتنا ويسخر من ضعفنا ويسرق ويهلك من قطيع المسيح .
لنستمع فى هذا اليوم المقدس لقول القديس بولس الرسول “ فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله . اهتموا بما فوق لا بما على الأرض “ كولوسى 3 :1-2
نصلى لأجل سلام الكنيسة ووحدتها