منتدى كنيسة مارجرجس بالمدمر
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل 829894
ادارة المنتدي مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل 103798
منتدى كنيسة مارجرجس بالمدمر
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل 829894
ادارة المنتدي مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل 103798
منتدى كنيسة مارجرجس بالمدمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:24 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator, a Coptic fresco from St. Bishoy Monastery, El Natroun Valley, Egypt
صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة فريسكو قبطية للسيد المسيح البانتوكراتور على حائط دير الأنبا بيشوي - وادي النطرون - مصر

كنيسة الرسل هي الأم لكل كنائس العالم والنبع الأصيل للمسيحية في صفاتها وعقائدها ومبادئها وطقوسها. ودراسة التاريخ عمومًا هي دراسة مهمة لكل دارس ليعرف الكثير والكثير عن الكنيسة المسيحية وكنيسة الإسكندرية، التي وضع السيد المسيح أساسها بهروبه إلى أرض مصر، وبمارمرقس الذي روت دمائه هذه الأرض بالإيمان، ومدرسة الإسكندرية التي كانت قائدة في الدفاع عن الإيمان بقادتها العظام وبطاركتها الأقوياء، وبرهبانها الذي كانوا مثالًا لكل العالم في الفضائل المسيحية، ولشهدائها الذين عرفوا وذاقوا حلاوة رب المجد وحملوا صليب الألم، وتسابقوا على نوال الاستشهاد بفرح وبهجة ومسرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
فالكنيسة تعرف بكثرة قديسيها من بطاركة ورعاة وشعب، قدمت ولا تزال تقدم إلى يومنا هذا.. وتؤمن بالشركة العملية مع الله القدوس قبل إشباع الفكر بدراسات عقلانية جافة..
أخيرًا أرجو من الرب أن يعينني في تقديم خطوط عريضة لتاريخ الكنيسة لكي يستفيد كل دارس محب للدراسة استفادة روحية لكي ينمو في كل شيء.
 
القمص ميخائيل جريس ميخائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:25 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Icon of God the geometer - the goniometer in the 13th century was one of the symbols of God's work in creation
صورة في موقع الأنبا تكلا: لقد كان المنقل في القرن الثالث عشر رمزًا لعمل الله في الخلق.. وهذه الأيقونة من أحد المخطوطات تحمل عنوان: الله المهندس

1 – دراسة ملكوت الله على الأرض وأتساعه من أجل مجد الله وخلاص البشر ويبين تطور هذا الملكوت وهو تفسير مستمر لمثلي:
اقتباس :
مثل حبة الخردل: - يظهر مدى انتشار المسيحيين في العالم.
مثل الخميرة: - يظهر فاعلية المسيحيين في تقديس الحياة الداخلية (مت 13: 31-33).

2 – الله أقوى من كل قوى الشر التي تظهر وظهورها إنما وقتي. والنور والحق هو الأسد الخارج من سبط يهوذا "السيد المسيح" هو المنتظر دائمًا وذلك يقوي إيماننا ويجعلنا ننمو في حياتنا على الأرض.
3 – خطة فداء الإنسان، ودائمًا يحرص الله على خلاص الإنسان "يريد أن الجميع يخلصون..."
4 – دراسة كل قوانين ومبادئ المسيحية والطبيعة البشرية تحت سلطانها
5 – إشارات محفورة للتشجيع والتعزية والنصح " سحابة من الشهود القديسين.. " نتعزى بهم ونتشجع بهم وندرس أفكارهم وأعمالهم ونسير حسب خطاهم لننضم إلى صفوفهم.
وبدائتنا للتاريخ ندرس أيضًا العصر الرسولي الذي له أهمية خاصة، وبناء الكنيسة الأولى والأشخاص الذين عايشوا رب المجد والتصقوا به كقول القديس يوحنا "الذي كان منذ البدء الذي سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضًا شركة" (1يو1: 1-4).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:26 pm



اقتباس :

 
هو الفترة الزمنية التي عاشها رسل رب المجد وكرازتهم بالإيمان المسيحي وهي حوالي 70 سنة من عيد الخمسين إلى نياحة القديس يوحنا الإنجيلي.
 

* أهمية دراسة العصر الرسولي:-
1 – كما كانت حياة رب المجد النبع للديانة المسيحية هكذا العصر الرسولي هو المصدر للكنيسة المسيحية ككنيسة منظمة منفصلة عن المجتمع اليهودي فهو عصر الروح القدس والإلهام والتشريع لكل العصور.
اقتباس :
بعض الأمثلة:
+ " قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلًا أكثر " (أع15: 28)

St-Takla.org Image: The twelve Apostles, Depiction of Christ enthroned, Monastery of Apollo in Bawit, Egypt - ancient Coptic art
صورة في موقع الأنبا تكلا: الـ12 تلميذ - قبه باويط، دير أبوللو، مصر، ويظهر السيد المسيح في العرش محاطًا بالعذراء والتلاميذ الاثني عشر - من الفن القبطي الأثري


+ " فلما أتوا... حاولوا أن يذهبوا على بيثينية فلم يدعهم الروح " (اع16: 7)
+ "وظهرت رؤية لبولس.... أعبر إلى مقدونية وأعنا" (أع16: 9)

2 – المسيحية عمل إلهي فائق للطبيعة
اقتباس :
كانت تنمو على الشوك بلا سند أرضي وإنما سند إلهي بالوعد إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها وبذلك تثبت أمام اليهود والوثنيين والرومان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
ليس لنا ذهب ولا فضة.... دين كامل لكل الشعوب فرض نفسه.

3 – صورة المسيحية ونقاوتها وفاعليتها:
اقتباس :
جددت الخليقة الساقطة من يهود ووثنيين بطريقة تدريجية وتفاعل كبير.

4 – النافذة التي نطل منها على المسيحية في مبادئها القوية وإيمانها الأكبر.
5 – قدم لنا التقليد.
اقتباس :
+ أحاديث السيد المسيح التي لم تكتب.
+ وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ (يو20: 30).
+ كان يظهر في مدة الأربعين يومًا يكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت السموات (أع1 : 3).
+ التعليم قدم للناس شفويًا.

6 – العصر الرسولي قدم لنا شخصيات عملاقة في ميدان الخدمة.
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Divider-3

St-Takla.org Image: Pseudo-Ezekiel - Dead Sea Scroll Manuscript 4Q386, Courtesy of the Israel Antiquities Authority. Tsila Sagiv, photographer
صورة في موقع الأنبا تكلا: صور من مخطوطات البحر الميت تصور جزء من كتاب منسوب باسم حزقيال النبي، من سلطة الآثار الإسرائيلية، تصور تسيلا ساجيف

* المصادر التاريخية للعصر الرسولي:
1 – أسفار العهد الجديد خاصة سفر أعمال الرسل.
2 – كتابات القوانين المنسوبة للرسل مثل الدسقولية.
3 – كتابات الآباء الرسولين تلاميذ الرسل مثل:
4 – المصادر اليهودية: فيلو الفيلسوف اليهودي – يوسيفوس المؤرخ اليهودي.
5 – كتابات أباء الجيل الثاني قبل يوسيفوس الشهيد وايريانوس.
7 – المخلفات الأثرية (أمثال مخطوطات البحر الميت).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:28 pm



اقتباس :

 
Augusts Caesar هو أول من انشأ النظام الإمبراطوري في روما، وكان أول إمبراطور للدولة الرومانية، وقد اشتهر بعد ذلك باسم أغسطس، ثم أصبح اسمه أغسطس قيصر. وكان أغسطس في الثامنة عشرة من عمره حين ورث سلطان قيصر، وكان نحيف الجسم، سقيم البنية، غير منسق التقاطيع، يشكو من أمراض عديدة، ويتعثر في مشيته بسبب داء في ساقيه. ومع ذلك كان يطلق العنان لشهواته، غائصًا في التهتك والمجون، ويرتكب أبشع الأعمال وأفظع الجرائم في فظاظة بشعة وغلظة لا رحمة فيها ولا وخز ضمير، فكان مثالًا صادقًا وصارخًا للحاكم الروماني، وقد اتصف بكل ما اشتهر به الطغاة الجبابرة في كل عصور التاريخ، فأمكنه بذلك أن يقبض على زمام إمبراطوريته المترامية الأطراف بيد من حديد، وظل زهاء نصف قرن من الزمان هو الحاكم بأمره في العالم كله وقد عاد أغسطس إلى روما عقب انتصاره على انطونيوس في معركة أكتيوم Battle of Actium عام 31 قبل الميلاد، واستيلائه على مصر، فاستقبله الرومان استقبالا منقطع النظر، وقد بهرهم بانتصاريه العظيمة وغنائمه الضخمة التي جاء بها من مصر، وأغدقها على العامة والجنود فلم يسع مجلس الشيوخ إلا الرضوخ له والتخلي عن كل سلطاته إليه، فأصبحت في يديه السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية مجتمعة. وفي عام 27ق. م. أسبغ عليه مجلس الشيوخ لقبا كان قاصرا من قبل على الآلهة، وهو لقب " أغسطس " وإذ كان اسم قيصر قد أصبح لقبا للأباطرة، أضيف إلى لقبه الأول فأصبح يسمي (أغسطس قيصر). وبالرغم من أنه كان يسمي نفسه (زعيمًا) فحسب، فقد أصبح ملكًا بالفعل وإن لم يسبغ على نفسه هذه الصفة، بل أصبح ملك الملوك، بوصفه إمبراطور الدولة الرومانية. ثم لم يلبث مجلس الشيوخ أن أعتبره إلهًا وأضاف اسمه إلى أسماء الآلهة الرسميين لروما، وأصبح يوم ميلاده يومًا مقدسًا تقام فيه الطقوس لعبادته والتوجه إليه بالصلوات والترانيم. وقد بلغ من إيمان بعض الرومان به أنهم وهبوا حياتهم له فقطعوا على أنفسهم عهدًا بأن يقتلوا أنفسهم حين يموت. ويقول سونونوس "إن الناس جميعًا على اختلاف طوائفهم وطبقاتهم كانوا يقدمون له الهدايا والقرابين في عيد رأس السنة". ثم سرعان ما امتدت عبادة أغسطس من روما إلى غيرها من الولايات الرومانية وقد اتخذت بعض ولايات آسيا عبادته ديانة رسمية لها وعينت لخدمة مذبحة طائفة جديدة من الكهنة اسمهم الأغسطيون. بل لقد زعم البعض أنه هو المسيح ابن الله المُنتظر. وهكذا أصبح ذلك الفاسق الزاني، والآثم الظالم، عند الرومان وأتباع الرومان، إلهًا ابن إله، وأصبح في زعمهم هو الذي ينتظره العالم كي يخلص البشر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد ظلت الدولة الرومانية في عهد أغسطس دولة رأسمالية يسيطر عليها كبار الأغنياء من أعضاء مجلس الشيوخ والفرسان وكان الإمبراطور هو الرأسمالي الأول في الدولة فكان أغنى أغنيائها وقد أعتبر أموال الدولة كلها أمواله، فاختلطت خزانة الدولة بخزانته الخاصة، وأصبح يتصرف في موارد الدولة بنفس الطريقة التي يتصرف بها في موارده الشخصية، وقد ترك هذه وتلك في أيدي عبيده الخصوصيين بغير حسيب ورقيب، ومن ثم سيطر عبيده على كل شئون الدولة، وأصبح بأيديهم الأمر والنهي في طول البلاد وعرضها. وكان أغنى الناس في روما بعد الإمبراطور هم أقاربه، وأصدقائه الذين تربطه بهم أوثق الصلات، إذ كان الإمبراطور هو الوسيلة السحرية إلى الثروة التي لا حدود لها. أما سخطه فكان وسيلة الخراب والهلاك.
St-Takla.org Image: Emperor Augustus Caesar
صورة في موقع الأنبا تكلا: الإمبراطور أغسطس قيصر

وقد تزايد الأثرياء في روما في عهد أغسطس فتزايد الفساد وأشتد انحطاط أخلاق الرجال وانحلال النساء، واضمحلال الروابط بين الزوج وزوجته والوالد وولده، فأنطلق كل منهم في سبيل، وأطلق كل منهم العنان لشهواته لا يردعه رادع ولا يدفعه دافع من عقل ومن ضمير. وقد زهد أغلب الرجال والنساء على السواء في رباط الزوجية فأصبحت العلاقات غير الشرعية هي السائدة، وأصبح الزنا هو القاعدة، كما زهد الجميع في إنجاب الأبناء، فأصبحوا يمنعون الحمل ويجهضون الحوامل ويقتلون الأطفال بعد ولادتهم. وقد تفاقم هذا كله حتى أصبح يهدد الرومان بالاندثار وأصبح يهدد الدولة الرومانية بالانهيار، ومن ثم سارع أغسطس قيصر إلى إصدار سلسة من التشريعات محاولًا أن يوقف هذا الطوفان قبل فوات الأوان، فمنع الزنى بقانون، وأعطى الحق للأب في أن يقتل أبنته الزانية مع شريكها، كما أعطى الحق للزوج في أن يقتل زوجته الزانية مع شريكها كذلك، وأوجب على زوج الزانية أن يبلغ عنها وإلا تعرض للعقاب. أما زوجة الزاني فلا يحق لها أن تبلغ عنه لأن القانون يبيح له الاتصال بالعاهرات. وقد أصبح الزواج مفروضًا بحكم القانون على كل الصالحين له من الرجال والنساء، وإلا تعرضوا لعقوبات صارمة، منها الحرمان من الميراث، والحرمان من مشاهدة الحفلات والأعياد العامة، بيد أن هذه القوانين قد أغضبت الرومان جميعًا بغير استثناء، ولا سيما أنهم كانوا يعلمون أن الذي أقترحها هو (مانساس) الذي كان مضرب الأمثال في الفجور والفحشاء، وكانت زوجته عشيقة أغسطس نفسه من أكثر الرومان عهرًا وعارًا، وكانت الفضائح التي تحدث في بيته تزكم أنوف القريبين والبعيدين في كل أنحاء الإمبراطورية، وكانت له أبنه وحيده تدعى جوليا ملأت روما بأخبار زناها وخيانتها لأزواجها المتعاقبين وانتقالها من عشيق لعشيق وعربدتها التي كانت تملأ السوق العامة صخبًا وضجيجًا طول الليل. ولذلك سخر الرومان من أغسطس قائلين: كيف يريد بقوانينه أن يصلح أخلاق الدولة كلها، بينما هو عاجز عن إصلاح الأخلاق في بيته. ومن ثم أضطر أغسطس أن يبعد أبنته جوليا عن روما. ولكن جوليا كان لها ابنه لم تلبث أن بدأت تسلك مسلك أمها وتثير الفضائح كذلك فأضطر كذلك أغسطس أن يبعدها عن روما هي الأخرى. وهكذا فشلت قوانين أغسطس وقد فشل في إصلاح أخلاق بيته وأخلاق دولته، لأنه هو نفسه -ككل الرومان- كان فاسد الأخلاق، وكانت الفضيلة والرذيلة عنده سواء.
وحين انتصر أغسطس على انطونيوس وكليوباترا في موقعة أكتيوم عام 31 قبل الميلاد، أصبح الطريق مفتوحًا أمامه للاستيلاء على مصر والقضاء على البطالمة، الذين كان قد زعزع كيانهم وضعضع قوتهم تطاحنهم فيما بينهم وثورة الشعب المصري عليهم، فضلًا عن انحرافهم وانصرافهم إلى حياة التهتك والخلاعة والمجون، ولا سيما كيلوباترا التي جعلت عرشها عش غرام لها، وجعلت من أنوثتها وسيلة لتحقيق مطامعها، فسقطت في هوة عارها، وسقطت مصر معها بين براثن الرومان، فأستولي أغسطس عليها دون مقاومة في أول أغسطس عام 30 قبل الميلاد، وأصبحت ولاية رومانية منذ ذلك التاريخ، ولكنها ولاية ذات مركز خاص نظرًا لأهميتها التاريخية والسياسية والاقتصادية، وموقعها الممتاز وصلابة أهلها الذين لم يستسلموا أبدأ للغاصبين ويستكينوا للغزاة وإنما كانوا على الدوام -رغم وداعتهم- حربًا على الغاصبين وكانت بلادهم مقبرة للغزاة. ولذلك جعلها أغسطس تحت إشرافه المباشر، بل أعتبرها ملكًا خاصًا له، فأبعد عنها كل نفوذ مجلس الشيوخ، بل لقد منع أعضاء ذلك المجلس من زيارتها إلا بعد استئذانه. وقد ظل المبدأ مراعيًا حتى بعد موت أغسطس، فقد حدث أن أرسل الإمبراطور طيباريوس ولي عهده جرمانيكوس إلى الشرق لتنظيم بعض ولاياته فلما سمع أنه أنتهز الفرصة وزار مصر عنفه تعنيفًا شديدًا لأنه فعل ذلك دون استئذانه. وبذلك ضمن الإمبراطور سيطرته الكاملة على مصر، وحال دون تطلع أي حاكم روماني إلى الاستقلال بحكمها كما سبق أن أستقل بطليموس بحكمها عن عرش مقدونيا. وقد عين أغسطس نائبًا عنه في مصر من مصر ووارث عرش الفراعنة. وقد أمر برسم صورته على الآثار مقرونة بالألقاب الإلهية التي كانت مألوفة في الولايات الرومانية كلها، وعقد لواء قيادتها لحاكم مصر الذي كان مسئولًا أمامه عن كل الشئون العسكرية والإدارية والمالية والقضائية في البلاد، وكان أول حاكم عينه أغسطس لمصر هو كورنيليوس جاللوس.
ولم يكتف أغسطس بالقوة وحدها للسيطرة على سكان مصر، وإنما لجأ كذلك إلى السياسة والدهاء، فطبق المبدأ الخبيث الذي طالما طبقة الغزاة والمستعمرون في كل العصور، وهو مبدأ (فرق تسد) وإذ كان سكان مصر يتألفون من المصريين ومن عدد كبير من اليونان واليهود. ولما كان أغسطس قد أصبح معدودًا ضمن الآلهة في روما وأصبح يتعين على الرومان وسكان الولايات عبادته مع آلهتهم فقد أقام تماثيله في مصر ليعبدها المصريون. وهكذا ظل أولئك البائسون عبيدًا لكل حاكم يحكمهم وعابدين لكل زاعم أنه إله. وفي عهد أغسطس ولد يسوع المسيح في بيت لحم، وهي إحدى مدن اليهودية بفلسطين، وإذ كانت أمه مريم العذراء من مدينة الناصرة إحدى مدن الجليل، وقد ذهبت مع خطيبها يوسف للاكتتاب فجاءها المخاض وولدت أبنها هناك. وقد جاء في الكتاب المقدس أنه "في تلك الأيام صدر أمر أغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الأول جري إذ كان كيرينيوس والي سورية، فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد في مدينته، فصعد يوسف أيضًا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعي بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى، وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت أبنها البكر" (لوقا 2: 1-7). وحين علم هيرودس ملك اليهودية بميلاد يسوع من بعض المجوس الذين قالوا له إن هذا الطفل سيكون ملكًا لليهود، تملكه الذعر، وأمر بقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من سنتين فما دون عسى أن يقتل يسوع من بينهم. وحينئذ أخذ يوسف الطفل وأمه وهرب إلي مصر عن طريق صحراء سيناء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:29 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Herod the Great
صورة في موقع الأنبا تكلا: هيرودس العظيم

+ لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية. وفقًا للنبوات، وفي الوقت السابق توضيحه أشتد انزعاج هيرودس بسبب سؤال المجوس الذين أتوا من المشرق سائلين أين هو المولود ملك اليهود. لأنهم رأوا نجمة. وكان هذا هو الدافع لهم للقيام برحلة طويلة كهذه، إذ كانوا متحمسين للسجود للطفل كإله، توهم هيرودس أن مملكته ستتعرض للخطر، لذلك سأل علماء الناموس في الأمة اليهودية أين توقعوا أن يولد المسيح؟ وعندما علم أن نبوة (ميخا ومتى 2) أعلنت بأن بيت لحم كان يجب أن تكون محل ميلاده أصدر مرسومًا بقتل جميع أطفال بيت لحم وما حولها الذكور من أبن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس، ظنًا منه بأن يسوع -كان محتملًا فعلًا- سوف يشترك مع سائر الأطفال الذين في سنة في نفس المصير.
+ ولكن الطفل نجا من الفخ إذ حمله أبواه إلى مصر بعد أن أعلمهما بما كان مزمعًا أن يحدث، ملاك ظهر لهما، وهذه الأمور سجلها الكتاب المقدس في الإنجيل.
+ ومما هو جدير بالذكر فضلًا عن هذا أن نلاحظ الجزاء الذي لقيه هيرودس بسبب جريمته التي تجاسر على ارتكابها ضد المسيح وسائر الأطفال من نفس السن. لأن الانتقام الإلهي حل به مباشرة ومن دون أقل إبطاء، بينما كان لا يزال حيًا، وجعله يتذوق مقدمًا ما كان مزمعًا أن يلقاه بعد الموت.
+ ويمكن أن نروي هنا أنه قام بقتل زوجته وأطفاله، وغيرهم من أقرب أقربائه وأعز أصدقائه.
+ على أن مرض هيرودس ازداد شناعة لأن الله أوقع عليه القصاص بسبب جرائمه. لأن نارًا بطيئة اشتعلت في داخله لم تظهر لمن كان يلمسه بل زادت أحزانه الداخلية. إذ كانت له رغبة ملحة للطعام لم يكن ممكنًا له مقاومتها. وأصيب أيضًا بقروح في الأمعاء وأصيب بصفة خاصة بآلام في القولون كما أصيب بأورام مائية في قدميه.
St-Takla.org Image: No. 21 Scenes from the Life of Christ: 5. Massacre of the Innocents (Murder and killing of the children and babies of Bethlehem) - Giotto Di Bondone - Religious Painting Art - 1304-06 - Fresco, 200 x 185 cm, at the Cappella Scrovegni (Arena Chapel), Padua
صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة قتل أطفال بيت لحم (مذبحة الأبرياء)، رسم الفنان جيتو دي بوندوني سنة 1304-1306 تقريبًا، رقم 21 (5) من مشاهد حياة السيد المسيح، وهي لوحة حائطية فريسكو (تصوير جصي)، في كنيسة أرينا (كابيلا سكروفيني)، بادوا

+ وكان يشكو أيضًا من تعب مماثل قي بطنه، وكان أيضًا يجد صعوبة شديدة في التنفس ، بل كان نفسه كريهًا بسبب الرائحة الكريهة وسرعة التنفس. وأصيب أيضًا بتقلص في كل أطرافه. الأمر الذي أدى إلى عدم تمالك قواه.
+ وقد قال فعلًا أولئك الذين أعطيت لهم قوة العرافة والحكمة لتفسير مثل هذه الحوادث أن الله أوقع هذا القصاص على الملك بسبب شره المستطير وعدم تقواه.
+ ورغم صراعه ضد آلام كهذه فأنه تشبث بالحياة، وكان يرجو السلامة ودبر خططًا للشفاء.
+ وهنا ظن أطباؤه أنهم يستطيعون تدفئة كل جسمه بالزيت الدافئ ولكنهم عندما وضعوه في برميل مملوء بالزيت ضعفت عيناه وارتفعتا إلى فوق كعيني شخص ميت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وعندما رفع خدامه أصواتهم صارخين أفاق بسبب الصوت. وإذ يئس أخيرًا من الشفاء أمر بتوزيع خمسين درهمًا على الجند وإعطاء مبالغ كبيرة لقواده وأصدقائه.
+ وبعد ذلك إذ رجع أتى إلى أريحا حيث تملكته حالة نفسية سوداوية، فدبر ارتكاب عمل فاحش كأنه أراد تحدي الموت نفسه. لأنه جمع من كل مدينة أبرز رجال كل اليهودية، وأمر بأن يغلق عليهم في المكان المسمى بسباق الخيل. ثم أستدعى سالومة أخته من الإسكندرية وزوجها وقال: أنا اعلم أن اليهود سيفرحون بموتي. ولكن قد تنحب على الآخرون ويقام لي جناز رائع أن كنتما مستعدين لإتمام أوامري. عندما أموت فأمرا بأن يحوط الجند بأسرع ما يمكن هؤلاء الرجال المحفوظين الآن تحت الحراسة واقتلاهم لكي تبكي على كل اليهودية وكل بيت حتى رغم أرادتهم ويقال أن سالومه أطلقتهم بعد موته. ثم أنه كان معذبًا بسبب طلبه المستمر للطعام، ومن سعال تشنجي، لدرجة أنه إذ يئس من آلامه فكر في التعجيل على مصيره المحتم، وإذ أخذ تفاحة طلب أيضًا سكينًا، لأنه كان متعودًا تقطيع التفاح وأكله. ثم تلفت حوله ليتأكد من عدم وجود شخص يمنعه، ورفع يمينه كأنه يريد أن يطعن نفسه. وعلاوة على هذه الأمور فقد قتل أبنًا أسمه انتيباتر من أبنائه قبل موته. وقتل الثالث بناء على أمره، وبعد ذلك مباشرة لفظ أنفاسه الأخيرة بالآم مبرحة. هكذا كانت نهاية هيرودس الذي نال قصاصًا عادلًا بسبب قتله أطفال بيت لحم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:30 pm



اقتباس :

 
+ حالتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية:
تطلع اليهود إلي منقذ سياسي يعيد مملكة داود على مستوي مجد عالمي. وكانت حالتهم سيئة للغاية والأمثلة التي ساقها الرب يسوع -وأن كان قد قصد بها معاني روحية- لكنها تصور لنا هذه الحالة خير تمثيل... فمثل صديق نصف الليل (لو11: 5 – 7) والدرهم المفقود (لو8: 15، 9) ووصفه للفقراء في مثل العشاء والمدعوين (لو14: 21 و23) والعمال البطالين في السوق طوال اليوم في مثل الفعلة وصاحب الكرم (مت20: 1 –7) أنما تعكس لنا صورة حية نابضة عن حالة الطبقة الكادحة في المجتمع اليهودي أبان قيام الكنيسة المسيحية.... يقابل هذه الطبقة المعدمة، فئة من كبار الملاك الأثرياء الذين لم يكن لهم هم سوى زيادة ثرواتهم، غير مبالين بالفقراء. وقد صور الرب هذا التناقض الصارخ بين الفريقين في مثل الغني ولعازر المسكين (لو16: 19-31). وكذلك في مثل الغني الذي أخصبت كورته ولم يفكر إلا في ذاته وفي كنز ثروته (لو12: 6: 21).
St-Takla.org Image: Sermon on the Mount, from Gustave Dore's Bible Illustrations

أضف إلي هذا، الضرائب التي أثقلت كاهل الشعب... فمن ضرائب كانت تُجبى لحساب روما يجمعها القائمون على الأمر بقسوة وإذلال وظلم، إلي ضرائب دينية متنوعة. كان عليهم تقديمها إلى الهيكل وإلا اتهموا بالخروج على الناموس... من أجل ذلك كله ساءت أحوال اليهود الاقتصادية وانتشرت البطالة، وأضطر البعض إلى احتراف السرقة والأجرام. وكانوا يتخذون من طرق فلسطين الجبلية المفقرة مسرحًا لجرائمهم... ولعل المثل الذي قدمه المسيح عن الإنسان الذي كان مسافرًا من أورشليم إلى أريحا ووقع بين اللصوص فعروه وجرحوه وتركوه بين حي وميت (لو10: 30) أنما يصور هذه الحالة أيضًا.
+ حالتهم الدينية والأدبية:
كان اليهود من الناحية الأدبية يفضلون الأميين الوثنيين بكثير... لكنهم تحت مظهر الطاعة الشديدة لناموسهم، كانوا يخفون فسادًا مريعًا. وقد دعوا في العهد الجديد "أولاد الأفاعي" (مت3: 7) "أولاد إبليس" (يو8: 44) " قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان " (أع7: 51) ويوسيفوس مؤرخهم الذي كان يهمه أن يظهر مواطنيه لليونان والرومان في صورة مشرقة، يصفهم في القرن الأول بأنهم شعب فاسد شرير، استحقوا بعدل العقاب المخيف في خراب أورشليم. أما من الناحية الدينية، فقد تمسكوا بحرفية الناموس وبتقاليدهم دون أن يفهموا روح الشريعة ويعرفوا قوتها.... كانوا يتحفظون تحفظ الخوف من الوثنيين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذا فقد نالوا احتقارهم كأعداء للجنس البشري... ومع ذلك فقد استطاعوا بكفاحهم وحصافتهم، أن يجمعوا ثروات طائلة، وأن تكون لهم مكانة في بعض المدن الكبيرة في الإمبراطورية الرومانية. وعلي الرغم من تمسكهم بالناموس الذي يمنع من الاتصال بالأمم الأخرى فأنهم تحت ضغط الظروف السياسية التي مروا بها انتشروا في العالم أجمع حتى أنه في خلال العصر الرسولي، كان لا يخلو إقليم في الإمبراطورية الرومانية كلها من وجود جاليات يهودية.
وتبعًا لهذا الاختلاط بالأمم، أصبحت لغة فلسطين -التي توالي عليها حكم الأجانب خاصة بعد الإسكندر الأكبر- يجهلها كثير من اليهود وصارت اليونانية مألوفة ومتداولة كاللغة الآرامية في مدن اليهودية.
وخرج اليهود عن مألوفهم، وتحولت اليهودية من ديانة متحوصلة إلى ديانة كارزة، لها إرساليات تعمل، الأمر الذي أشار إليه السيد المسيح بقوله للكتبة والفريسيين "تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلًا واحدًا" (مت23: 15) وعلي الرغم من هذه الجهود، فقد كان عدد المتهودين ضئيلًا. وفضل الوثنيون -ممن أعجبوا بأدبيات اليهود- أن يظلوا على الهامش (كخائفي الله) لأنهم لم يكونوا مستعدين للخضوع لقيود الناموس الطقسي الشديدة... وكان هؤلاء يحضرون المجامع اليهودية كموعوظين... ولعل مما ساعد على حركة الانضمام، هذه الترجمة السبعينية للعهد القديم من العبرية على اليونانية التي تمت في عهد وبرغبة بطليموس الثاني ملك مصر (285 – 246ق. م) لمنفعة شعبه من اليهود الذين كانوا يجهلون العبرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:31 pm



اقتباس :

 
+ بين القيامة والصعود:
أهم ما يميز مدة الأربعين يومًا بين قيامة السيد المسيح وصعوده، وظهوراته لتلاميذه.... ولقد كان لتلك الظهورات آثار هامة:
لقد أكدت لهم حقيقة قيامته من بين الأموات بما لا يدع مجال لأي شك (أع1: 3) ورفعت من معنويات الرسل، وملأت قلوبهم فرحًا وعزاء (يو20: 20).... كما أن تلك الفترة كانت بمثابة فترة تمهيدية لأعمال الخدمة والكرازة في المستقبل القريب، لقن فيها السيد المسيح تلاميذه كثيرًا من المعلومات التي ما كانوا يحتملوها قبل ذلك (يو16: 25، أع1: 3).. ويؤكد ذلك أن تلك اللقاءات لم تكن مجرد ظهورات خاطفة، بل امتدت واستطالت. ومن أمثلتها الرحلة التي صحب الرب فيها تلميذي عمواس بعد ظهر يوم أحد القيامة، وقطع المسافة من أورشليم على عمواس؟ وهي ستون غلوه أي نحو سبعة أميال، وتستغرق أكثر من ساعتين مشيًا على الأقدام. وخلال هذه الرحلة "ابتدأ من موسى، ومن جميع الأنبياء، يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب " (لو24: 13 – 27).... وأيضًا الظهور الثالث الذي أظهر فيه ذاته لتلاميذه عند بحر طبرية، ومكث فيه معهم من الصباح حتى ما بعد الغداء (يو21: 4-15).
 
St-Takla.org Image: The Ascension of Jesus Christ in front of the disciples
صورة في موقع الأنبا تكلا: صعود السيد المسيح أمام التلاميذ

+ بين الصعود ويوم الخمسين:
بعد أن أرتفع السيد المسيح عن تلاميذه عند جبل الزيتون، وصعد إلى السماء، ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم (لو24: 52).. وكان فرحهم لأنه صعد إلى الآب (يو14: 28) ولأنه سيأتي ثانية (أع1: 11) وفي أورشليم اجتمعوا في العلية التي كانت في بيت أم مارمرقس الكاروز.. هناك كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع نساء مؤمنات، في مقدمتهن مريم العذراء لقد أوصاهم الرب أن يذهبوا إلي العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، لكنه في نفس الوقت أمرهم بالبقاء في أورشليم، انتظارا لموعد الآب (الروح القدس)... بل لقد حذرهم من مبارحتهم قبل أن يلبسوا قوة من الأعالي (لو24: 49، أع1: 4)... وفي هذه الفترة، كان لابد أن يختاروا تلميذًا خلفًا ليهوذا الخائن.... واشترطوا أن يكون أحد الذين اجتمعوا معهم كل الزمان منذ معمودية يوحنا إلى ذلك الوقت، حتى يشهد معهم بقيامة الرب المجيدة، التي ستصبح حجر الأساس في العمل الكرازي الجديد فصلوا وطلبوا إلي الرب أن يظهر اختياره لأحد أثنين: يسطس أم متياس.. ثم ألقوا فوقعت على متياس (أع1: 15-26) فصار واحدًا من الاثني عشر وهي المرة الوحيدة التي ذكر فيها استخدام القرعة.
 
+ يوم الخمسين:
في اليوم الخمسين لقيامة السيد المسيح، وفي الساعة الثالثة بالتوقيت العبري (التاسعة صباحًا بتوقيتنا) أثناء احتفالات اليهود في أورشليم بأحد أعيادهم الكبرى -وهو عيد الخمسين- حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ (جميع الموجودين بالعلية) بينما كانوا مجتمعين بها بنفس واحدة، وإذ صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين... وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس (أع2: 1-4). لقد أختار الرب هذه المناسبة عند اليهود موعدًا لمولد كنيسته، حيث تتم رموز وإشارات... لذا يحسن ان نقف قليلًا لنعرف شيئًا عن هذا العيد عند اليهود... كان لهذا العيد اليهودي ثلاث تسميات: عيد الحصاد (خر23: 16)، وعيد أوائل الثمار (عد28: 26). وعيد الأسابيع (تث16: 9، 10، لا 23: 15) وأطلق عليه عيد الخمسين لأنه يقع في اليوم الخمسين بعد الفصح اليهودي... كان هذا العيد من حيث تسميته بعيد الأسابيع، يبدأ مباشرة بعد عيد الفصح، بتقديم أول حزمة من حصاد الشعير، وينتهي في عيد الخمسين بتقديم أول رغيفين من حصاد القمح. وكان يحتفل بعيد الخمسين يومًا واحدًا وهو من أعياد اليهود الثلاثة الكبرى السنوية الفطير والحصاد والمظال التي كان على جميع ذكور بني إسرائيل أن يظهروا فيها أمام الرب إلههم (تث16) كان هذا العيد عند اليهود عيد فرح وبهجة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان يقع في ألطف فصول السنة. ولذا كان يجذب أعداد ضخمة من اليهود الزائرين من البلاد والأقاليم الأخرى إلى أورشليم ويصف يوسفيوس اليهودي هذا العيد ويتكلم عن عشرات الآلاف الذين كانوا يجتمعون حول الهيكل في هذه المناسبة وكان عدد كبير من اليهود الوافدين من بلاد بعيدة إلى أورشليم لحضور عيد الفصح يبقون فيها حتى يحضروا هذا العيد أيضًا. كان عيد الخمسين إذن -بحسب ما جاء في الكتب المقدسة- هو عيد الحصاد وعيد أوائل الثمار وعيد الأسابيع.... لكنه كان أيضًا -طبقًا لتقليد الربيين في التلمود- هو عيد الاحتفال السنوي بتذكار تسلم الشريعة في سيناء... فقد قيل أن موسى استلم الشريعة فوق جبل سيناء، وفي اليوم الخمسين لخروج بني إسرائيل من مصر. ومن هنا جاءت تسميته بالعبرية (عيد البهجة بالناموس) كانت هناك عادة يهودية قديمة حرص اليهود عليها في العصر الرسولي... كانوا يقضون الليلة السابقة لعيد الخمسين في تقديم الشكر لله من أجل عطية الناموس.
 
+ العيد التأسيسي للكنيسة:
لا شك أن الله الذي يتمم كل أموره بحكمة، أختار مناسبة هذا العيد اليهودي ليجعل منه عيدًا لمولد الكنيسة، فأرسل روحه القدوس بقوة على رسله وتلاميذه وأسس كنيسة على الأرض.... كانت فرصة هذا العيد اليهودي أكثر ملاءمة لتأسيس الكنيسة المسيحية من عدة وجود، بالنظر للمدلولات اليهودية للعيد... لقد كانوا تحتفلون به كعيد لحصاد المزروعات، فأضحى عيدًا لحصاد الزرع الجيد الذي هو بنو الملكوت (مت13: 38)... وكانوا يحتفلون به كعيد لأوائل الثمار الزراعية، فغدا في المسيحية عيدًا لأوائل الثمار الخلاصية، حين أنضم إلي الكنيسة في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس... هذا بالإضافة إلي ثمار الروح القدس التي تكلم عنها الرسول (غل5: 22)... ثم أنهم كانوا يحتفلون به كتذكار لإعطائهم الشريعة المكتوبة على لوحين من حجر فأصبح عيدًا للروح القدس روح الحياة الذي كتبت به وصايا الله لا هي ألواح حجرية، كما حدث في القديم بل في ألواح قلب لحمية (2كو3: 3). وثمة نظرية أخرى... فالعدد خمسين يشير إلى العفو والصفح... ففي العهد القديم كانت تقدس السنة الخمسون، ويعفى المديونون من ديونهم ويحرر العبيد " وتقدسون السنة الخمسين، وينادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها وتكون لهم يوبيلًا ويرجعون كلٍ إلى ملكه، وتعودون كل إلى عشيرته " (لا 25: 10) كانت هذه السنة تبدأ بيوم الكفارة حين يضربون بالبوق إيذانا بسنة اليوبيل... فالعدد 50 إذا كان ينظر إليه كرمز للعفو عن الديون... ثم أن عيد الخمسين اليهودي، كان أكثر ملائمة لتأسيس الكنيسة من جهة الجماهير التي كانت تحضره. فقائمة الشعوب التي أوردها القديس لوقا في (أع2: 8-11) كانت على وجه التقريب تشمل أنحاء الإمبراطورية الرومانية التي كانت بدورها تضم معظم العالم القديم المعروف وقتذاك... والغرباء الذين ذكرهم لوقا كشهود كرازة الرسل.. ومما لا شك فيه أن أولئك الذين آمنوا في يوم الخمسين حملوا إيمانهم الجديد إلى أخوهم قبل أن يصل إليهم الرسل في كرازتهم. وهذا يوضح لنا وجود مسيحيين في دمشق قبل إيمان بولس (أع9: 2)، ووجود عدد كبير من المؤمنين في روما، قبل أن يكتب لها بولس رسالته بوقت كبير (رو1: 8). كان إعطاء الشريعة في سيناء مصحوبًا برعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدًا، ارتعد منه كل الشعب الذي كان في المحلة... لذا لا تعجب أن جاءت كنيسة العهد الجديد إلى الوجود أيضًا بعلامات عجيبة ملأت المشاهدين دهشة وحيرة (أع2: 6، 7). لقد صاحب حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ مظاهر ثلاثة: - صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وظهور ألسنة منقسمة كأنها من نار استقرت على كل واحد منهم، والتكلم بألسنة أخرى.... والريح في كتاب العهد القديم نراها رمزًا للقوة الروحية الخلاقة، ورمزًا للعمل غير المنظور (يو3: والحرية السامية التي للروح القدس " حيث روح الرب هناك حرية " (2كو3: 17)... والنار كانت معروفة لدى بنى إسرائيل. فقد حل الله على جبل سيناء بالنار (خر19: 18)، وهي تكشف مجد الله (حز1: 4). وهي تشير إلى عمل التطهير الذي للروح القدس (أش6: 6 ،7).... والتكلم بألسنة هو تصويب لما حدث قديمًا عند برج بابل حينما بلبل الرب لسان هؤلاء الأشرار ومهما يكن من أمر فأن حلول الروح القدس علي التلاميذ في ذلك اليوم، وصيرتهم هياكل لله ومساكن لروحه لهو أكبر معجزة في حياة البشر الداخلية، لأنهم به نالوا طبيعة جديدة عوضًا عن الطبيعة القديمة التي أفسدتها الخطية.
 
+ عظة بطرس:
وعظة بطرس التي ألقاها في يوم الخمسين (أع2: 14-36). هي عظة بسيطة لكن روح الله الذي كان يصحب كلماتها، نخس قلوب السامعين... فلما سألوا الرسل عما ينبغي أن يعملوه، أجابوهم "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" وهكذا انضم إلي الكنيسة في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس... أما عن موضوع العظة، فباستثناء الربط الذي ربط به القديس بطرس أحداث تلك الساعة بنبوءة يوئيل النبي، نجد أن هدف العظة الكبير هو إثبات أن يسوع الناصري الذي قتله اليهود ظلمًا وقام من الأموات، هو عينة المسيا الذي تنبأ عنه داود وجاء من نسله حسب الجسد. لكن التركيز الأكبر في العظة كان على قيامة الرب يسوع من بين الأموات (أع2: 24، 27، 31، 32).
 
+ أثر يوم الخمسين:
"وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أع2: 4)... هذه هي الأعجوبة الحقيقية الداخلية، ومحور ما حدث في يوم الخمسين... ونلاحظ أن الروح القدس لم يحل على الرسل وحدهم، بل على كل التلاميذ (كل المؤمنين) المجتمعين في العلية منتظرين موعد الآب، وكان عددهم مائة وعشرين (أع1: 15).. كان ما حدث في يوم الخمسين هو الوحي العظيم الذي أعانهم فيما بعد ليصبحوا معلمين ملهمين ذوى سلطان للإنجيل ، سواء باللسان والقلم... وما كان غامضًا صار الآن واضحًا مفهوما لهم... لقد كشف لهم الروح القدس عن حقيقة الفادي وعمله على ضوء قيامته المجيدة، وملك عليهم (عقولهم وقلوبهم).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:32 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Jesus with some youth - Chastity - Our Father - "For where two or three are gathered together in My name, I am there in the midst of them" (Mathew 18:20)
صورة: شباب مع المسيح - البتولية - مسيح الشباب - الله أبونا - "حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (متى 18: 20)

ولدت الكنيسة يوم الخمسين بأورشليم، ولذا عدت كنيسة أورشليم هي الكنيسة الأم لليهود المتنصرين، بل للعالم المسيحي كله فيما بعد.... ونستطيع أن نتصور الحياة التي كانت تحياها تلك الجماعة المسيحية الناشئة... كانوا قلة في عددهم ، خصوصا بعد أن عاد شهود يوم الخمسين الذين آمنوا إلى أوطانهم.... كانت الحياة وكل شيء داخل هذه الجماعة الجديدة، يجرى في بساطة، حتى إن القديس لوقا حينما يصور تلك الفترة المبكرة يقول عن المؤمنين أنهم كانوا "يكسرون الخبز في البيوت ويتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب " (أع2: 46). لكن، ومع ذلك، كانت هذه الكنيسة الناشئة تنمو داخيلًا وخارجيًا على أيدي الرسل وهنا نذكر القديس بطرس الذي كان له بحكم سنة وخبرته وحماسه الفطري – دور قيادي في تلك الفترة المبكرة من حياة الكنيسة ساعد الرسل عدد من الكهنة القسوس وسبعة شمامسة للعناية بالفقراء والمرضى.... وكان روح الله يعمل – لا في الرسل وحدهم بل في جميع التلاميذ أي المؤمنين، فقفز عدد المؤمنين من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف (أع4 : 4).
أما عوامل النمو فكانت الكرازة بالإنجيل وعمل المعجزات باسم الرب يسوع وحياة المؤمنين العجيبة في إيمانها وحبها وكل فضيلة. كان المؤمنين بقيادة الرسل يصعدون إلي الهيكل للعبادة كما كان يفعل معلمهم.. أما اجتماعات العبادة الخاصة فعقدوها في البيوت (أع2: 46 / 5: 42) كما واظبوا على تناول عشاء الرب وفي كل ذلك كان يجمعهم إحساس بأنهم جماعة واحدة وأعضاء جسد واحد رأسه المسيح... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد لازموا الهيكل وعبادته، وتمموا الناموس القديم، بقدر ما سمحت لهم حياتهم الجديدة، وإيمانهم الجديد... وعظات القديس بطرس للشعب امتيازات بالبساطة والإقناع. أما خطبته أمام السنهدريم فلم تكن دفاعية بقدر ما كانت تبشيرية ومفعمة حماسًا وغيرة وقوة وإقناعًا وحكمة ولا شك أن ذلك كله كان من عمل روح الله الذي جعل من التلميذ الرعديد، شاهدًا صنديدًا يشهد أمام مجلس اليهود الأعلى ويقول "أن كان حقًا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكما لأننا نحن أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا... ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس " (أع4: 19، 20، 5: 29) هكذا كانت يد الله القوية واضحة في الخدمة فكان "مؤمنون ينضمون للرب أكثر جماهير من رجال ونساء " (أع5: 14) وكانت " كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان " (أع6: 7) كان الرب هو العامل فيهم وبهم، وهكذا... "كان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع2: 47) أما نتيجة هذا التوفيق والنجاح في الخدمة فكانت سلسلة طويلة ومريرة من المؤامرات والاضطهادات مرت بها الكنيسة والمؤمنون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:33 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Modern Coptic Orthodox Church
صورة في موقع الأنبا تكلا: كنيسة قبطية أرثوذكسية

بعد تأسيس الكنيسة المسيحية في يوم الخمسين، اتجهت جهود الرسل الكرازية -كما ذكرنا- إلى تبشير اليهود أولًا، وعلى الأخص في أورشليم... فقد كان لزاما عليهم أن يشهدوا الرب أولًا أمام أخوتهم وفي معقل اليهودية ذاتها ويعملوا فيها علانية.... وبعد تأسيس كنيسة أورشليم تأسست كنائس في اليهودية والجليل والسامرة وعلي شاطئ البحر المتوسط. قد يظن البعض أن الرسل عقب تأسيس الكنيسة مباشرة وما بين عشية وضحاها انطلقوا إلى أقاصي المسكونة ليبشروها.. لكن الواقع غير ذلك فقد ظلت جهود الرسل والتلاميذ محصورة في نطاق بلاد اليهودية لمدة اثني عشرة سنة تقريبًا وكان ذلك إتمام لوصية الرب لهم قبيل صعوده " تكونون لي شهود في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 8)... وحكمة الرب واضحة في ذلك... فهو يريدهم أن يسيروا وفق سنن الطبيعة فيبدأون بالخدمة في الحقول الصغيرة كمقدمة لحقل العالم الواسع ويتدرجون من الأسهل إلي الأصعب والأعقد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهكذا، فأنه بفضل هذه الخطة الإلهية الحكيمة استطاعت المسيحية أن تنتشر انتشارًا ملحوظًا في خلال الخمسة عشر عامًا الأولى.... لكن ينبغي ألا نكون مبالغين في تقديرنا لاتساع دائرة الإيمان سواء من ناحية الأماكن التي وصلت إليها الكرازة وناحية أتباع الديانة الجديدة والواقع أن المسيحية شقت طريقها بصعوبة إلي العالم اليهودي خارج أورشليم.
ولا شك أن يوسابيوس المؤرخ كان مبالغًا جدًا حينما قال أنه خلال حكم الإمبراطور طيباريوس -أي قبل سنة 37م.- أن تعليم المخلص انتشر في كل العالم بسرعة كأشعة الشمس. وللحال خرج صوت الإنجيليين والرسل الملهمين إلى كل الأرض، والى أقصى المسكونة خرجت كلماتهم وصوت الإنجيليين والرسل الملهمين على كل الأراضي، وإلى أقصى المسكونة بلغت كلماتهم. وسرعان ما تأسست الكنائس في كل مدينة وقرية، وامتلأت بجماهير الشعب كبيدر مليء بالحنطة والآن نستعرض مركزين هامين من مراكز المسيحية خارج أورشليم: دمشق وإنطاكية...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2015 4:34 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Ancient Antioch Map
صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة أنطاكيا الأثرية

كانت مدينة أنطاكية الواقعة على شاطئ نهر الأورنتس orontes في سهل خصيب، هي المقر القديم لملوك سوريا. وغدت عبر التاريخ أحد معاقل الحضارة الوثنية، ومركزا هاما للثقافة الإغريقية بل كانت إحدى المراكز الكبيرة التي التقى فيها الشرق بالغرب، واختلطت فيها ثقافتهما... كانت مدينة دولية سكانها الأساسيون من السريان، لكن كان فيها كثرة من اليونانيين واليهود... وهكذا أصبحت إنطاكية -بمبانيها الجميلة، وعدد سكانها الكبير، وتجارتها الواسعة، وتفوقها الفني، وثرائها العريض- تعتبر ثالث مدن الإمبراطورية بعد روما والإسكندرية كان تأسيس كنيسة مسيحية في أنطاكية حدثًا هامًا ذا نتائج ضخمة بالنسبة للكنيسة الأولى.. وكان تدبيرا إلهيًا هامًا، بفضل وضع المدينة ومركزها الجغرافي الممتاز.. وهكذا أصبحت الكنيسة الأنطاكية مركز الانطلاق لنشر الأيمان الجديد.. فقد أصبح ممكنا أن ينتقل هذا الأيمان -بعد فصله مما علق به من العادات اليهودية المعقدة- إلى أنحاء الإمبراطورية الأخرى... يضاف إلى ذلك، أن قصر المسافة بينها وبين أورشليم، جعلها قادرة على الاتصال الدائم بالكنيسة الأم فيما يرجع تبشير إنطاكية إلى الذين تشتتوا من أورشليم من جراء الضيق الذي حصل بسبب مقتل استفانوس، كان بين هؤلاء تلاميذ من قبرص ومن القيروان بشروا اليونانيين أي الوثنيين، فآمن عدد كبير منهم (أع11: 19-21) وهكذا تبدو إنطاكية كالمركز الأول الهام لجماعة وثنية منتصرة... كان لليهود في إنطاكية جالية لا بأس بها، لكن الإرسالية المسيحية لم تحصر ذاتها داخل حدود المجمع اليهودي... كان هؤلاء التلاميذ القبرصيون والقيروانيون يمثلون أكثر أعضاء كنيسة أورشليم تحررا في المفاهيم الإيمانية بالنسبة لليهودية ويرجح أنهم كانوا على صلة بأسطفانوس ومن ثم فقد قصدوا تبشير الوثنيين... لقد قبل كثير منهم الإيمان الجديد.. وهكذا تأسست أول كنيسة مسيحية خارج اليهودية والسامرة. وهكذا فتحت أبوب العالم للإرساليات المسيحية – تلك الأبواب التي احتفظت بها اليهودية مغلقة. ومنذ ذلك الوقت، أخذ الدين الجديد وضعه السليم.. كانوا يدعون اليونانيين كما يدعوا اليهود، وفي كل مكان في العالم وارتفعت الكنيسة -ولأول مرة- لفهم كلمات رب المجد "الحقل هو العالم" (مت 13: 38)، وفي بداية تكوين الجماعة المسيحية في أنطاكية أرسل الرسل من أورشليم برنابا إليها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانت خدمة برنابا في أنطاكيا مثمرة جدًا "فانضم إلي الرب جمع غفير " (أع11 : 22). وإذ وجد برنابا أن الحصاد كثير، سافر إلي طرسوس وأحضر معه شاول (بولس) إلي إنطاكية وظلا يخدمان بها سنة كاملة (أع11: 26) وصارا القائدين الفعليين للخدمة هناك.
امتازت كنيسة إنطاكيا في هذه الفترة المبكرة بكثرة مواهبها الفائقة. فوجد فيها أنبياء كثيرون (أع 13: 38).... كما امتازت بتحلل المسيحية فيها من قيودها اليهودية وانطلاقها في كامل حريتها وجمالها. ففيها عرفت المسيحية – ولأول مرة باسمها الحقيقي "ودعي التلاميذ (المؤمنون) مسيحيين في إنطاكية أولًا" (أع11 : 26) لقد خلعت المسيحية علي أتباعها اسمها اليوناني الخاص. وكان مسيحيو فلسطين يسمون (ناصريين) (أع24: 5) وهذه التسمية أما أن الشعب هو الذي أطلقها بعد أن أبصروا تطور المسيحية وتقدمها وأما أنه أسم دمغهم به خصومهم من الأمم.. ومهما يكن من أمر فإن هذه التسمية (مسيحيين) في حد ذاتها برهان على أن الجماعة الجديدة في أنطاكية وقفت في شجاعة متميزة عن اليهودية، وأن الكنيسة لم تعد مجرد شيعة يهودية.. يضاف إلي هذا أن في إنطاكية – وربما للمرة الأولى – عاش الأمم واليهود المتنصِرون جنبًا إلي جنب متجاورين في الوقت الذي ظل اليهود أوفياء لعاداتهم اليهودية وناموسهم الذي كان يمنعهم من الأكل مع غير اليهود، كما مع الوثنيين المتنصرين... كانت هذه هي المشكلة التي واجهت بطرس الرسول في إنطاكية، وبسببها قاومه بولس الرسول واتهمه بالرياء (غلا2: 11-14).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:05 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Gustave Dore's Jesus' Apparition to Saul
صورة في موقع الأنبا تكلا: الفنان جوستافدوريه، ظهور المسيح لشاول

ولعل أعظم البركات التي نتجت عن اضطهاد الكنيسة الأولى، هي إيمان شاول الطرسوسي حوالي سنة 37م... ذلك الرجل الذي كانت الغيرة تعمل في داخله بدوافع ومفاهيم فريسية خاطئة. ومن ثم جند ذاته لاستئصال المسيحية من بدايتها وقوتها، فكان يضطهد كنيسة الله بإفراط ويتلفها (غل1: 13).
كان يحبس كثيرين من القديسين في السجون بأمر [size=24] [size=24] [size=27] [size=24] [size=24] رؤساء الكهنة[/size][/size][/size][/size]، وكان يعاقبهم ويضطرهم إلى التجديف... ولفرط حنقه، كان يطاردهم إلى المدن خارج أورشليم (أع26: 10، 11)... وفي إحدى حملاته الانتقامية التي جردها ضد المؤمنين في دمشق، التقى بقائد هؤلاء المسيحيين ورئيس خلاصهم عند مشارف دمشق...[/size]
وكانت معركة، لكنها غير دموية وغير متكافئة سقط فيها شاول مستسلمًا، وغدًا أسيرًا.... أسره الرب يسوع بلطفه وحنوه وحبه حين أبرق حوله نور سماوي، وسمع صوتا يقول له " شاول شاول لماذا تضطهدني "... وحين أعلن له الرب ذاته، قال في استسلام عجيب "يا رب ماذا تريد أن افعل"... وهنا قال له الرب يسوع عما يريده أن يفعل (اع9: 1 – 6) لم ينس بولس هذه المعركة... لم ينس أن الرب يسوع أسره يومًا... ذلك الضعف الذي طالما تغنى به على أنه القوة عينها... ذلك الأسر العجيب الذي عتقه وحرره، الذي كان يحلو له فيما بعد أن يعلنه "بولس... أسير يسوع المسيح" بعد هذا اللقاء الخلاصي، ظل شاول فاقد البصر ثلاثة، طواها صائما في دمشق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بواسطة رؤيا أعلنت لتلميذ يقال له حنانيا، وأخرى أعلنت لشاول نفسه، قصد بعدها حنانيا إلى حيث كان شاول نازلًا، ووضع يديه عليه، فللوقت سقط من عينيه شيء كأنه قشور، فأبصر في الحال، وقام واعتمد وامتلأ من الروح القدس (اع9: 10 – 18)...
وأمضى في دمشق أيامه مع المؤمنين أما "حنانيا" الذي عمد بولس، فنحن لا نعرف الكثير عنه... يذكره القديس لوقا على أنه "تلميذ أي مؤمن مسيحي" (اع 9: 10)، ويصفه القديس بولس بأنه رحل تقي حسب الناموس ومشهود له من جميع اليهود (اع22: 12).. ويذكره التقليد الكنسي على أنه أحد السبعين رسولًا وأسقف دمشق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:06 pm



اقتباس :

 
عقد هذا المجمع سنة 50 و51 م.... كان أول مجمع كنسي يعقد ويعتبر نواة للمجامع الكنسية التي عقدت بعهده، وإن اختلفت عنها كثيرًا...
كانت مهمة المجمع مزدوجة:
أولًا:- تقرير العلاقة الشخصية بين رسل الختان والأمم، وتقسيم حقول الكرازة بينهم،
وثانيًا:- حسم موضوع الختان، وتقرير العلاقة بين المتنصرين من اليهود والأمم...
St-Takla.org Image: Copy of St. Paul's letter to the Romans c. AD 180-200 Greek text on papyrus
صورة في موقع الأنبا تكلا: جزء من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، 180-200 ميلادية - النص يوناني مكتوب على ورق بردي

وقد أحرز المجمع بالنسبة للنقطة الأولى، تقدما كاملًا ونهائيا. أما بالنسبة للنقطة الثانية فقد أحرز استقرارًا جزئيًا ووقتيًا... وإن كان سفر إعمال الرسل لم يسجل لنا كل ما دار من مناقشات فيما يختص بهذا المجمع، لكننا نعتقد أن مناقشات فردية بين الرسل سبقت وصاحبت انعقاد المجمع الرسمي، الذي اشتركت فيه فئات مختلفة من أعضاء الكنيسة... في هذه المناقشات الفردية، حل موضوع قانونية رسولية بولس "وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى وقد سعيت بطلًا (غل2: 2): لم يشيروا عليه بأية تعديلات في منهج خدمته، ولا أعطوه أية توجيهات وتوصيات، بل إذ رأوا التوفيق العجيب الذي أحرزه بولس وبرنابا في حقل الكرازة بين الأمم أعطوهم يمين الشركة ليكونا للأمم، وأما هم فللختان الذي أحرزه بولس وبرنابا في حقل الكرازة بين الأمم أعطوهم يمين الشركة ليكونا للأمم، وأما هم فللختان (غل2: 8، 9)... كل ما هنالك، أنهم طلبوا من بولس أن يظهر حبة الأخوي، ويقوى العلاقات بان يعاون فقراء اليهودية عامة، وأورشليم بوجه خاص، الذين كثيرًا ما كانت تحل بهم والاضطهادات والمجاعات. وكان بولس قد عنى قبل ذلك بخدمة المحبة هذه، وقام بها فعلا بفرح وعن إيمان، بالجمع من كنائس الأمم، وكان يحمل العطاء بنفسه إلى أورشليم (غل2: 7-10) (43)... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هكذا ظهرت روح الآباء الرسل طيبة نحو بولس وبرنابا، كما ظهر تقديرهم لهما في قرار المجمع النهائي... "حبيبنا برنابا وبولس، رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح" (اع15: 25، 26) أما عن الموضوع الرئيسي، الذي انعقد المجمع لأجله وهو موضوع "تهود الأمم" وإلزام الأمم الداخلين إلى الإيمان لحفظ ناموس موسى فبعد مباحثات كثيرة تكلم بطرس وبعده برنابا وبولس، وأخيرًا يعقوب اخو الرب أسقف أورشليم ورئيس المجمع... وانتهى المجمع على القرار الآتي: "لا يوضع على المؤمنين ثقل أكثر غير هذه الأشياء الواجبة، الامتناع عما ذبح للأصنام، وعن الدم المخنوق والزنا " (اع15: 28، 29).
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Divider-3

ملاحظات على المجمع وقراراته:
(1) رأس هذا المجمع القديس يعقوب أخو الرب أسقف أورشليم، وليس القديس بطرس كما يدعى البعض. ولم يكن بطرس هو أول المتكلمين في المجمع وبعبارة أخرى لم يكن هو الذي افتتح المجمع. فكلمة بطرس جاءت "بعدما حصلت مباحثة كثيرة" (أع15: 7)... وكان كلامه عن خبرته السابقة في موضوع إيمان كرنيليوس الأممي.... أما يعقوب فكان آخر المتكلمين وأكثرهم أهمية، وكان لكلامه وزن كبير أنهى مناقشات المجمع.
(2) كانت المناقشات والمباحثات كثيرة (اع15: 7)... لكن الروح القدس كان أيضًا حاضرًا معهم، وقاد هذه المناقشات. وقد صدر قرارا المجمع أخيرًا باسمه متحدًا مع الكنيسة "لأنه قد رأى الروح القدس ونحن...." (اع15: 28) – وليس باسم بطرس.... أنها صورة مشرقة لروحانية الكنيسة الأولى، ولما يجب أن تكون عليه المجامع الكنسية.
(3) أحضر القديس بولس معه تيطس اليوناني الأممي.... ويبدو أنه أحضره ليقدم لكنيسة أورشليم عينه حية لما يمكن أن يفعله روح الله في الإنسان بدون الختان (غل2: 1) ويبدو أن فريق الفريسيين السابقين طالبوا بختانه لكن بولس صمد وقاوم بشدة " الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة ليبقى عندكم حق الإنجيل " (غل2: 5).
(4) بخصوص قرار المجمع فإنه لم يلزم الأمم بالتهود، لكنه أوصي أن يمتنع "عما ذبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا" (أع15: 29)...
وهذه النواهي هي ضمن ما كان يطالب به الأممي الذي يطلب التصريح له بحضور المجمع اليهودي، وما قرره موسى بالنسبة للأمميين إذ أرادوا أن يجعلوا مقامهم في أرض اليهود... فالطعام المقدم للأصنام، سواء ما يؤكل في الهيكل الوثني وخارجه، كان يعتبر شركة مع الشياطين (تث32: 17، 1كو10: 20).... والدم هو عنصر الحياة، ولذا فهو مقدس لله (تث12: 23)، والأشياء المخنوقة مازالت تحتفظ بدمها، فلا يجب أن تؤكل تبعا لذلك... ومن هنا، فان هذه النواهي الثلاثة، تتمشى مع تلك التي وضعت على الغريب الذي يقيم بين بنى إسرائيل (لآ17: 10 – 18 : 18) هذه النواهي الثلاثة السابقة تبدو معقولة، أما النهي عن الزنا فيبدو غريبا. فالزنا أمر غير مشروع لدى المسيحيين والأممين على السواء، من أجل هذا رأى كثيرون أن الزنا المشار إليه في قرار مجمع أورشليم، إنما يقصد به الزيجات المحرمة كالحالة التي أشار إليها بولس في (1كو5: 1).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:07 pm



اقتباس :

 
قبل أن نتناول موضوع خراب أورشليم وهيكلها. نرى من المفيد أن نقف قليلًا لنلقي نظرة سريعة عليهما.
St-Takla.org Image: The Ancient Holy Temple in Jerusalem
صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة توضح شكل هيكل أورشليم القديم

على الرغم من الثراء العريض الذي حققه كثير من اليهود خارج اليهودية في الأقطار الأخرى فقد. كانوا يتطلعون دائمًا بشوق إلي أورشليم، وما يحيط بها... كانوا يعتبرون أورشليم وكل سكانها من اليهود – أنها المكان الوحيد في العالم، حيث يشعرون -إلي حد ما- أنهم سادة في بيتهم، وأن منها ستظهر (حسب فهمهم المادي الخاطئ) المملكة اليهودية الكبيرة الموعد بها، وفيها أيضًا سيظهر المسيا المنتظر... وهكذا كانت أورشليم مركز اليهودية في العالم كله، وقلبها النابض وفي عهد الرسل كانت أورشليم على جانب كبير من الثراء المادي وبلغ عدد سكانها نحو مائتيّ ألف نسمة. لكنها لم تعد -كما كانت في زمان داود وسليمان- تستمد عظمتها وثروتها من قوتها العسكرية، وتجارتها مع شعوب فلسطين. بل من هيكل يهوه وحده... كان على كل ذكر يهودي تجاوز عمره الستين، أينما يعيش، غنيًا كان أم فقيرًا أن يسهم في الحفاظ على الهيكل، بأن يدفع درهمين (2/1 شاقل) سنويًا ضريبة للهيكل ترسل إلى أورشليم. وقد أوفى الرب يسوع هذه الضريبة (مت17 : 24) وإلى جانب ذلك كانت تصل إلي أورشليم تقدمات كثيرة لا تحصى كما كان لزامًا على كل يهودي غيور أن يحج إلي أورشليم – مرة واحدة على الأقل في حياته حيث مسكن إلهه يهوه... ففيه وحده يقبل الله التقدمات هكذا ترنم داود وقال عن هذا المسكن أن الله يسكن فيه إلي الأبد (مز68: 16)... أما المجامع اليهودية المنتشرة في المدن المختلفة خارج أورشليم فكانت أماكن اجتماعات وعبادة ومدارس... لكنها لم تكن بحال ما هياكل تقدم فيها الذبائح.
لابد إذن وأن تكون ضرائب الهيكل، والحج، قد أمدتها بأموال طائلة وأنعشت الحالة الاقتصادية، وأتاحت فرصًا للعمل والكسب لكثير من اليهود، وهكذا فإن عبادة يهوه في أورشليم -بصورة مباشرة وغير مباشرة- قد أفادت ليس فقط كهنة الهيكل والكتبة وحدهم بل أيضًا أصحاب المتاجر والحرف والصيارف والفلاحين والرعاة وصيادي اليهودية والجليل الذين وجدوا في أورشليم سوقًا رائجًا لمنتجاتهم... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإذ كان السيد المسيح قد وجد في الهيكل باعة ومشترين وصيارف فقد كان هذا يتمشى ووضع الهيكل بالنسبة لحياة أورشليم وشعبها. كانت حياة اليهود وآمالهم متعلقة بأورشليم "أن نسيتك يا أورشليم فلتنس يميني، ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك أن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي" (مز137: 5، 6).... من أجل هذا قامت بعض محاولات لبناء أماكن يحج إليها اليهود خارج أورشليم لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل... من أمثلة ذلك المحاولة التي قام بها شخص يدعي أنياس onias وهو ابن لرئيس كهنة يهودي – هذا بني هيكلًا ليهوه في مصر في عهد بطليموس فيلوباتير (173-146 ق. م.) بمعاونة هذا الملك الذي كان يأمل أن يصبح رعاياه من اليهود أكثر ولاء له، حينما يكون لهم هيكل في بلده، لكن هذا الهيكل فشل في فكرته وغرضه... وهكذا ظلت أورشليم وهيكلها قبلة اليهود من كل أنحاء العالم يولون وجوههم شطرها في الصلاة وإليها يرسلون تقدماتهم ويحجون إليها للتبرك وتقديم الذبائح... ويحفظون لها كل ولائهم...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:07 pm



اقتباس :

 
سبق خراب أورشليم وهيكلها بشائر مشئومة في أورشليم ذاتها وفي خارجها.... ونستعرض أهمها فيما يلي:
St-Takla.org Image: Fictitious portrait of the Roman historian Gaius Cornelius Tacitus
صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة مرسومة غير حقيقة تصور المؤرخ جايوس كورنيليوس تاكيتوس

1 – يذكر المؤرخون أن الست سنوات الواقعة بين اضطهاد نيرون وخراب أورشليم (64-70 م.) كانت أكثر فترات التاريخ القديم امتلاء بالرذيلة والفساد والكوارث.. لقد بدأ الوصف النبوي الذي قدمه لنا ربنا يسوع عن خراب أورشليم وهيكلها يتحقق. وبدا للمسيحيين، وكأن يوم الدينونة على الأبواب... ولم يكن هذا الإحساس قاصرًا على المسيحيين وحدهم بل شاركهم فيه كثير من الوثنيين أيضًا.
حتى أن المؤرخ الوثني تاكيتوس Tacitus حينما أخذ يسجل تاريخ روما بعد موت نيرون بدأه بقوله (أنني مقبل على عمل غني بالكوارث، ملئ بالمعارك الفظيعة والمنازعات والثورات... حتى في زمان السلم لقد قتل أربعة أمراء بالسيف وفي وقت واحد نشبت ثلاثة حروب أهلية وعديد من الحروب الخارجية العنيفة... ايطاليا مثقلة بكوارث جديدة وقديمة متكررة. مدنًا تبتلع وتدفن تحت الحطام لقد أتلفت الحرائق روما. احترقت معابدها القديمة. حتى الكابيتول أضرم المواطنون النيران فيه. انتهكت المقدسات، وتفشى الزنا أيضًا حتى في الأماكن السامية وامتلأت البحار بأماكن النفي وتخضبت الجزر الصخرية بدماء القتلى، وما زال الهياج المرعب يسود المدينة.
 
2 – أما فلسطين فكانت أكثر بلاد العالم شقاء في تلك الفترة. أن مأساة خراب أورشليم إنما تمثل مقدما وبصورة مصغرة الدينونة الأخيرة كما أنبأ عنها السيد المسيح في حديثه عن نهاية العالم، أخيرًا وصل احتمال الله لشعب اليهود إلى الذروة، بعد أن فاقوا في عنادهم كل تصور، فصلبوا مخلصهم!! وما لبثوا أن رجموا يعقوب البار الذي كان أنسب مَنْ يُصالِح اليهود مع المسيحية. لقد ظهرت وحدثت ظواهر وأحداث عجيبة قبيل خراب أورشليم في السماء وعلى الأرض سجلها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعاصر.. ظهر فوق أورشليم ولمدة سنة كاملة، نجم مذنب يشبه السيف. وحدث أن بقرة وضعت حملًا وسط الهيكل بينما كان رئيس الكهنة سيقدمها ذبيحة. والباب الشرقي الداخلي الضخم المصنوع من النحاس الذي كان يُحكم إغلاقه، ويقوم على غلقهُ عشرون رجلًا بصعوبة، شوهِد ينفتح من تلقاء ذاته أثناء الليل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما شوهدت مركبات وفرق من الجند مدججين بالسلاح بين السحب فوق المدينة المقدسة.. ويذكر لنا يوسيفوس حادثًا عجيبًا أخر ففي سنة 63 -قبل خراب المدينة بسبع سنوات- ظهر فلاح اسمه يوشيا في مدينة أورشليم في عيد المظال وأخذ يصيح بلهجة نبوية نهارًا وليلًا في الشوارع وبين الناس قائلًا (صوت من الشرق صوت من الغرب صوت من الرياح الأربعة صوت ضد أورشليم والبيت المقدس صوت ضد العرائس والعرسان صوت ضد هذا الشعب جميعه ويل ويل لأورشليم) وإذ أزعج هذا المتنبئ الحكام بولايته قبضوا عليه وجلدوه لأنه تنبأ بالشر عليهم وعلي مدينتهم … أما هو فلم يبد أية مقاومة، بل أستمر يردد ويلاته. ولما قدم لألبينوس Albinus الوالي أمر بجلده حتى ظهرت عظامه ومع كل ذلك ما كان ينطق بكلمة دفاعًا عن نفسه ولا لعن أعداءه ولكن كل ما كان يفعله كان يصدر صوتًا حزينًا مع كل جلده (ويل ويل لأورشليم) لم يجب بشيء على أسئلة الحاكم من هو؟ ومن أين جاء؟... وأخيرًا أطلقوا سراحه كرجل مجنون لكنه أستمر على هذه الحالة حتى نشبت الحرب لا سيما في الأعياد الثلاثة الكبرى معلنا اقتراب سقوط أورشليم وحدث أثناء حصار المدينة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:08 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Sulla Felix, roman dictator
صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال الديكتاتور الروماني سولا فيليكس

في مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والبينوس وفلوروس Florus ازداد الفساد الأخلاقي والانحلال الاجتماعي بين يهود فلسطين مع ازدياد ثقل نير الحكم الروماني على الشعب سنة بعد أخرى. وكان من مظهر هذا الانحلال ظهور جماعة من السفاحين في عهد ولاية فيلكس عرفوا باسم (حملة الخناجر) Sicarians من الكلمة sica أي خنجر. كانوا مسلحين بالخناجر وعلى استعداد لارتكاب أي جريمة مقابل أي شيء.. أنتشر هؤلاء في ربوع فلسطين وهددوا الأمن في المدن والريف.
وإلى جانب ذلك، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين وتعصبهم السياسي والديني حدًا بالغًا. وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالًا ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة. وقد استطاع احدهم -بحسب رواية يوسيفوس- أن يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل..
وهكذا بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين. وفي شهر مايو سنة 66م -تحت حكم الوالي الروماني فلوروس وكان طاغية شريرًا- قاسيًا اندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان. وفي نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات الثوار المختلفة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لاسيما بين جماعة الغيورين zealots المتطرفين وفريق المعتدلين، وبين المتطرفين والمحافظين من اليهود.. كان أعضاء جماعة الغيورين مملوءين شراسة وتعصبًا للدين والوطن والقومية اليهودية وكان لهم النفوذ والسيطرة في المجال الحربي. ومن ثم فقد سيطروا بعنفهم على المدينة المقدسة أورشليم وهيكلها. وأشاعوا الذعر بين الأهالي، وعبأوا أفكار الناس ومشاعرهم انتظارًا لظهور المسيا.
كما رحبوا بكل خطوة نحو الدمار والخراب، كخطوة التحرر وفسروا ظهور المذنبات والشهب والإنذارات المخيفة والأعاجيب التي صاحبت تلك الفترة على أنها علامات لمجيء المسيا وملكه على الأمم لقد كان تحدي اليهود للدولة الرومانية في ذلك الوقت يعني تحديهم لأكبر قوة مسلحة في العالم وقتذاك. ومع ذلك فقد أعماهم تعصبهم الديني الذي استوحوه من ذكريات بطولات ثورات المكابيين عن الفشل المحقق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:09 pm



اقتباس :

 
عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود أرسل قائده الذائع الصيت فسبسيان Vespasian على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس (عكا) وواجهت مقاومة مستميتة في الجليل قوامها ستون ألف مقاتل... لكن ما لبثت الأحداث في روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر، واضطرته إلي العودة إليها.
بعد أن انتحر نيرون وتعاقب على العرش الإمبراطوري ثلاثة أباطرة في فترة وجيزة، انتهى الأمر بأن أُعْلِن فسبسيان إمبراطورًا سنة 69، فعمل على إعادة الأمن والنظام في ربوع البلاد. وحدث بعد هذه الأحداث بعشر سنوات أن كان جيش تيطس الذي كان قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب، وأقام معسكره على جبل سكوبس وجبل الزيتون. وهي مواقع تمكنه من رؤية مدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة. وكان وادي قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين. بدأ الحصار في أبريل سنة 70م عقب عيد الفصح مباشرة. وكانت أورشليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم، حاول تيطس في بادئ الأمر التفاهم مع اليهود بالحسنى، لكن جماعة الغيورين رفضوا بكل تحد مقترحات تيطس ومحاولاته المتكررة. وتوسلات يوسيفوس (المؤرخ) الذي صحبه كمترجم ووسيط.. وكانوا في ثورتهم الجنوبية يقتلون كل من يتحدث عن الاستسلام.
قام اليهود ببعض الهجمات أسفل وادي قدرون وفوق الجبل، كبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة... كان هذا النجاح المبدئي سببا في ازدياد حماس الغيورين على الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كان تيطس يصلب يوميا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودي... وما لبثت أن ظهرت المجاعة في أورشليم، نتيجة إحكام الحصار عليها. كانت المجاعة تحصد في كل يوم آلاف اليهود، الأمر الذي أضطر امرأة يهودية أن تشوي طفلها لتأكله.. وعلي الرغم من كل ذلك فان هذا البؤس كله لم يزحزح جماعة الغورين المسيطرين على الموقف الجنوبي، والواقع أن التاريخ لم يسجل لنا صورا للبؤس أبشع مما شاهدته أورشليم خلال مدة حصارها علي يد تيطس كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة، وشجاعة يائسة واستخفافًا بالموت علي نحو ما أظهره اليهود في تلك الحرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:10 pm




أخيرًا -في يولية سنة 70 م.- باغت الرومان حصن أنطونيا ليلًا استولوا عليه. وبسقوط هذا الحصن أصبح الطريق ممهدًا لوضع أيديهم على الهيكل في أورشليم، فتوقفت الذبائح اليومية في اليوم السابع عشر من يوليه لأن اليهود كانوا في حاجة إلي كل الأيدي للدفاع في الحرب... ولعل آخر ذبيحة وأغزرها دماء قدمت على مذبح المحرقة كانت آلاف اليهود الذين تم ذبحهم عندما تجمهروا حول هيكلهم للدفاع عنه ضد الرومان، وقد كان تيطس بحسب رواية يوسيفوس ينوي في بادئ الأمر أن يبقي على الهيكل كعمل معماري رائع يحفظ ذكرى انتصاره. وعندما هددت ألسنة النيران قدس الأقداس، شق طريقه بصعوبة بين اللهيب والدخان، فوق جثث القتلى، وتلك التي كانت بين الحياة والموت حتى ما يحصر النيران. لكن جنوده. كانوا في حالة هياج هستيرى نتيجة المقاومة العنيدة التي أبداها اليهود والطمع في كنوز الهيكل الذهبية فلك يكن في الإمكان إيقافهم عن أعمال التخريب، كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هي أول ما احترق منه. ثم ما لبث أن طرحت كتلة نارية عبر البوابة الذهبية. وعندما تصاعدت ألسنة اللهب أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة، وحاولوا إخماد النار بينما وجد آخرون عزاءهم وهم يتعلقون بآخِر أمل في خلاص المسيا في أن يعلنوا نبوة نبي كاذب مؤداها أن الله وسط حريق الهيكل وسيعطي علامة الخلاص لشعبه، تنافس الجنود الرومان في تغذية ألسنة النيران، وسرعان ما تحول كل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءت السماء..
وهكذا أحرق الهيكل في العاشر من أغسطس سنة 70م وهو حسب التقليد نفس اليوم الذي خرب فيه الهيكل قديما علي يد نبوخذ نصر ملك بابل يقول يوسيفوس وهو شاهد عيان في وصفة لخراب الهيكل (لا يمكن أن يتصور أحد أصوات أعلى وأكثر فزعا مما حدث من كل ناحية أثناء احتراق الهيكل. صيحات الانتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان، تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة. وكان الصدى الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذي يصم الآذان. ومع ذلك فالبؤس نفسه كان أفظع من هذا الاضطراب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كان التل المقام عليه الهيكل يغلى من السخونة، وبدا وكأنه ملفوف حتى سفحه بطبقة واحدة من اللهب. كانت الدماء في كميتها أكثر من النار، والمذبوحون أكثر عددا ممن ذبحوهم. ولم تعد الأرض ترى في أي موضع، إذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى، سار فوقها الجند وهو يتعقبون الهاربين وما لبث الرومان أن ثبتوا شعاراتهم (النسور الرومانية) فوق الأنقاض في الجهة المقابلة لبوابة أورشليم الشرقية، وقدموا لها القرابين، وهتفوا لقائدهم المظفر تيطس بأعظم تهاليل الفرح هكذا تمت النبوءة الخاصة برجسة الخراب القائمة في الموضع المقدس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:11 pm



اقتباس :

 
لقد هدمت أورشليم تمامًا، ولم يترك بها سوى ثلاثة أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربي. وقد أبقي عليها كآثار لقوة المدينة المقهورة، التي كانت يومًا معقلًا لدولة اليهود الدينية، ومهد الكنيسة المسيحية ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هي قصاص إلهي. فقد نسب إلى تيطس قوله أن الله بمعونة خاصة ساعد الرومان ومنع اليهود من الإفلات من قبضة يدهم القوية أما يوسيفوس الذي تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها. فقد استطاع أن يتبين في تلك المأساة عدل الله، واعترف بذلك وقال " أنني لا أتردد في أن أبوح بما يؤلمني، أني أؤمن أنه لو أجل الرومان عقابهم لهؤلاء الأشرار لابتلعت الأرض المدينة (أورشليم)، وأغرقها طوفان، وأحرقت بنار من السماء كما حدث لسدوم، لأن جيلهم كان أكثر شرًا من أولئك الذين حلت عليهم النقمات في سالف الأزمان. فبسبب جنونهم بادت الأمة كلها. هكذا كان لابد لواحد من أفضل الأباطرة الرومان أن ينفذ قضاء الله.. وآخر من أكثر اليهود ثقافة في زمانه أن يصفه... وهكذا أيضًا، دون أن يعرفا ويريدا – شهدا لصدق النبوة وألوهية يسوع المسيح ربنا، الذي إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون، عانوا البؤس والشقاء في ملئ بشاعتهما.
 
St-Takla.org Image: Destruction of Jerusalem
صورة في موقع الأنبا تكلا: توضح خراب أورشليم

مصير اليهود بعد هزيمتهم:

بعد حصار دام خمسة أشهر وقعت المدينة كلها في أيدي الرومان الظافرين. وقد بلغ عدد من لقي حتفه من اليهود خلال مدة الحصار -بحسب رواية يوسفوس- مليونًا ومائة ألف. منهم أحد عشر ألفًا هلكوا جوعًا. أسر منهم سبعة وتسعون ألفًا. بعضهم بيعوا عبيدًا، والبعض أرسلوا للعمل في المناجم، بينما قرب البعض كضحايا في حلبات المصارعة في قيصرية وبيروت وإنطاكية وبلاد أخرى. واحتفظ بأكثرهم قوة بدنية ووجاهة ليسيروا في مواكب النصر في روما، وبينهم أكبر قادة الثورة اليهودية وزعماؤها: سمعان بارجيورا ويوحنا الذي من جيشالا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). احتفل فسبسيان وتيطس بالنصر معًا احتفالًا عظيمًا في روما سنة 71 م. فركب كل منهما مركبة خاصة متوجًا بأكاليل النصر، ولابسًا ثيابًا أرجوانية، بينما امتطى دومتيان صهوة جواد ممتاز، سار الموكب في تؤدة إلى معبد جوبيتر كابيتولينوس وسط هتافات الجماهير. وكان يتقدم الموكب جنود في ثياب احتفالية، وسبعمائة أسير يهودي... وقد حملت في هذا الموكب بعض صور الآلهة التي يعبدها الرومان، وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودي أودعت معبد السلام الذي كان قد بني منذ وقت قصير... أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة بالهيكل، فقد احتفظ بها فسبسيان لقصره.. كان يوسيفوس أحد شهود هذا الاحتفال الخاص بإذلال أمته، ووصفه لنا دون أن يبدى أي مشاعر لتأثره. لقد نتج عن فتح فلسطين على يد الرومان، دمار مصالح اليهود وتدهور اقتصادهم... احتفظ الإمبراطور فسبسيان بالأرض كملك خاص له يوزعها على إحصائه. (ولقد وصل الشعب اليهودي بعد حروب دامت خمس سنوات إلى حالة من الفقر المدقع صاروا بلا حاكم منهم، بلا وطن وبلا هيكل).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:11 pm



اقتباس :

 
كان أمرًا طبيعيًا أن تحتل كنيسة أورشليم شهرة خاصة في عصر الرسل فأورشليم لها تاريخها الديني الطويل منذ أن كانت مركز الديانة اليهودية في العالم كله وقلبها النابض، وقِبلة أنظار اليهود المشتتين في أنحاء العالم وقد آل إلى كنيسة أورشليم المسيحية الكثير من الشهرة السابقة، بعد أن غدت الوريثة الشرعية الأولى للديانة اليهودية...
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن مدينة أورشليم هي أول مدينة رددت صدى صوت الرب يسوع وذاقت حلاوته قبل العالم كله وتقدس ثراها بدم الفادي الذكي الذي أهرق فيها.. وفي أورشليم ولدت الكنيسة المسيحية، ومنها ذاعت بشرى الخلاص في العالم كله، وحظيت بكرازة الرسل والعجائب التي أجراها الرب على أيديهم وتباركت بدم باكورة شهداء الحمل اسطفانوس رئيس الشمامسة، والرسولين يعقوب بن زبدي ويعقوب أخي الرب وغيرهم ممن لم يحفظ لنا التاريخ أسماؤهم. كانت أول مركز ديني مسيحي أنشئ وفيها عقد أول مجمع كنسي، وكانت تعتبر بحق الكنيسة الأم في تلك الفترة المبكرة من التاريخ، التي يتطلع إليها المؤمنون... وقد ورد في ليتورجية القديس يعقوب تلقيب كنيسة أورشليم "بالأم" كما أجمع آباء الكنيسة على ذلك ولما تلوث ريح الاضطهاد على الكنيسة الناشئة في أورشليم، واستشهد اسطفانوس "تشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة، ما عدا الرسل" (أع8: 1).... وبقاء الرسل في أورشليم مع تزايد الاضطهاد الدامي، يرينا أنهم كانوا يعتبرون تلك المدينة ولا شك مركزًا ورأسًا للكنيسة الناشئة ومصدرًا للإشعاع المسيحي، وإلا لكانوا تفرقوا هم أيضًا مع بقية المؤمنين، يكرزون بالكلمة حيثما حلوا ومن أورشليم كانت الكنيسة تشرف على النشاط الكرازي الذي يقوم به الكارزون.." ولما سمع الرسل الذين في أورشليم إن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس" (أع8: 1، 15) وكذلك أيضًا بالنسبة إلى أنطاكية (أع11: 22). وثمة ظاهرة واضحة ترينا مكانة كنيسة أورشليم بين كنائس عصر الرسل وإحساس المسيحيين خارج أورشليم بحقها عليهم وواجبهم نحوها... تلك هي: إرسال التقدمات لفقراء أورشليم من الكنائس المختلفة، يهودية وأممية.... لقد اعتنى القديس بولس بهذا الأمر، وكان يجمع التقدمات من كنائس الأمم التي أسسها، ويرسلها إلى كنيسة أورشليم.... بل هو بنفسه كان يحمل هذه التقدمات، كما حدث في زيارته الثانية لأورشليم حوالي سنة 44م، حينما كان يحمل تقدمات كنيسة إنطاكية (أع11: 30) وقد تولى أمور كنيسة أورشليم القديس يعقوب البار أحد الاثني عشر حتى سنة 62م. حين استشهد. وقد كان أول أسقف عليها، وحسبما يخبرنا (هيجيسبوس). وخلفه أخوه سمعان بن كلوبا الذي استشهد مصلوبًا على يد أتيكس والى اليهودية سنة 106م. وله من العمر 120 سنة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويبدو أن سمعان خلف يعقوب مباشرة عقب استشهاده، وأنه هو الذي انتقل بالمسيحيين من أورشليم إلي بلا Pella قبيل خراب أورشليم، إتمامًا لوصية الرب، ولكن كنيسة أورشليم لم تحتفظ بمركزها الديني المتميز بسبب ما حل بالمدينة من خراب سنة 70 م. ولم يسترد الكرسي الأورشليمي مركزه الديني إلا أوائل القرن الرابع الميلادي، حينما اتجهت أنظار المسيحيين إلى اعتبارها هي الأراضي المقدسة بعد تغير الأحوال السياسية، وزيارة الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين لها. واكتشافها صليب المخلص بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:12 pm



اقتباس :

 
ويأتي بعد كنيسة أورشليم من جهة الأهمية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ المسيحية، كنيسة إنطاكية Antioch... كانت مدينة إنطاكية هي المدينة الثالثة في الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية بسبب مركزها الجغرافي والسياسي.... فقد كانت العاصمة السياسية للإقليم السوري ومركزًا استراتيجيًا هامًا في هذا الجزء من الإمبراطورية.... كان سكانها خليطًا من الإغريق النبلاء والأغنياء والسريان وهم عامة الشعب واليهود، كان موقعها بين الشرق والغرب أنسب مكان لنشر الأيمان الزاحف إليها من أورشليم في جهات العالم الأخرى نظرًا لقربها من أورشليم وبذا استطاعت أن تظل على صلة دائمة -وبسهولة- بالكنيسة الأم في أورشليم والحصول على ما تحتاج إليه منها... وفي كلمات أخرى نقول أن إنطاكية كانت هي باب فلسطين المفتوح على العالمين اليوناني والروماني. ومن هنا كانت خير قاعدة لنشر المسيحية فيهما... وكانت هي بدورها تقدم العون للكارزين الذين يخرجون منها.
وتعتبر كنيسة إنطاكية هي الكنيسة الأممية الأولى من جهة تاريخ تأسيسها.. وأول ما عرف المؤمنون باسم مسيحيين كان في إنطاكية وقد تعب في الكرازة بها القديسان برنابا وبولس (أع11: 22 – 26)... ووصل إليها القديس بطرس متأخرًا وبعد مجمع أورشليم (غل2: 11)... وجعلها القديس بولس مركز انطلاقه في رحلاته التبشيرية.. وليس صحيحًا ما يدعيه البابويون والروم والسريان من أن القديس بطرس الرسول هو مؤسس كنيسة إنطاكية وأنه أول أسقف عليها وأنه أسسها بين 36، 37 م. ثم أقام بها سبع سنين، أبحر بعدها إلى رومية. ومهما كانت شهادات الآباء والمؤرخين التي يستندون إليها، فشهادة كتاب الله أولى بالصحة والتصديق. فعقب مقتل اسطفانوس حوالي سنة 37، حدث "اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل" (أع8: 1)... ثم ذهب بطرس مع يوحنا إلى السامرة (أع8: 14).... وفي هذه الأثناء كان بطرس يجتاز في اليهودية وذهب إلي لدة حيث شفي اينياس، ثم ذهب إلى يافا حيث أقام طابيثا، ومكث فيها أيامًا كثيرة (أع9: 32-42).... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبعد يافا قصد قيصرية بناء على دعوة كرنيليوس (أع10). وبعد هذه الجولة الكرازية، صعد إلى أورشليم حيث خاصمه بعض اليهود المتنصرين بسبب عماد كرنيلوس ومن معه من الأمميين (أع11: 2) وكان ذلك حوالي سنة 40، وفيها تقابل لأول مرة مع بولس في أورشليم (غل1: 18، 19) وبعد قصة كرنيليوس الواردة في ص10، 11 من سفر الأعمال، يتكلم القديس لوقا عن دخول الإيمان إلى إنطاكية على يد الذين تشتتوا بسبب مقتل استفانوس (أع11: 19-21). ولما سمع هذا الخبر عن الأنطاكيين في آذان الكنيسة التي في أورشليم.
"أرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية. الذي لما أتي ورأي نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب " (أع11: 22، 23)، وكان ذلك سنة 43... ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب بولس ليعمل معه في الخدمة، فخدما معًا بإنطاكية سنة كاملة حتى نمت كلمة الرب وترعرعت (أع11: 25، 26). ويتضح من كل ما تقدم أنه حتى سنة 43 – وهي السنة التي أرسلت كنيسة أورشليم برنابا إلى أنطاكية ليساعد في الكرازة ونشر الإيمان – لم يكن أحد من الرسل قد ذهب إلي إنطاكية... وفي سنة 44 قبض هيردوس أغريباس على بطرس وسجنه، ولكن ملاك الرب فتح أبواب السجن وأطلقه، ومضي إلى موضع آخر (أع12: 3-17). وبعد ذلك لا نقرأ في سفر الأعمال عن بطرس إلا في مجمع أورشليم حوالي سنة 50... على أنه لا يمكن أن يكون قد خرج عن دائرة اليهودية -لا إلى روما ولا إلى غيرها من الأقاليم النائية- لأن بطرس كان لابد له أن يتمم تأسيس وتثبيت كنائسها. ثابت أن بطرس ذهب إلى إنطاكية عقب مجمع أورشليم، أي حوالي سنة 51 (غل2: 11). ولا يمكن أن يكون قد ذهب قبل ذلك التاريخ، فالقضية التي اجتمع من أجلها مجمع الكنيسة في أورشليم، كانت قضية اليهود المعروضة على المجمع من كنيسة إنطاكية (أع 15: 1، 2). ولما تكلم بطرس أمام المجمع أشار إلى إيمان كرنيليوس ومن معه. ولو كان له سابق خدمة في إنطاكية لكان أشار إلى ذلك باعتباره رئيس الكنيسة هناك وأسقفها. وأن كنيستها هي التي تعرض القضية على المجمع... لكن شيئًا من ذلك لم يحدث (أع15: 7-11)... ولو كان لبطرس أية علاقة بكنيسة إنطاكية لظهر ذلك في قرار المجمع. لكن كنيسة أورشليم (الرسل والكهنة مع كل الكنيسة) أرسلوا برسابا وسيلا مع بولس وبرنابا على إنطاكية (انظر أع15: 22، 23) أذن -من كل ما تقدم- يتضح جليًا إن وصول بطرس إلى إنطاكية كان حوالي سنة 51 م. وما بعد ذلك.... ووجوده هناك وتصرفه إزاء المسيحيين من اليهود والأمم، والموقف الغريب الذي وقفه بعد وصول جماعة من عند يعقوب.... كل ذلك يدل على أنه لم يكن لبطرس أي موقف متميز هناك، فكم برئاسة الكنيسة التي يدعيها البعض (غل2: 11-21) وثمة ملاحظة أخيرة نوردها عن هذا الموضوع... فالأب جان كلسون الذي صنف كتابًا كاملًا عن الأسقف في الكنائس الأولي يجعل برنابا المؤسس لكنيسة إنطاكية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:13 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Ancient Lighthouse of Alexandria, Egypt, one of the seven wonders of the ancient world
صورة في موقع الأنبا تكلا: فنار الإسكندرية في مصر، أحد عجائب الدنيا السبع القديمة

كانت مدينة الإسكندرية وقت كرازة الرسل تعتبر -من الناحية السياسة- المدينة الثانية في الإمبراطورية الرومانية بعد العاصمة روما. لكنها من جهة شهرها العلمية والثقافية، كانت دون منازع عاصمة العالم الثقافية في ذلك الحين... فمدرستها الشهيرة، كانت أكبر مركز علمي وفلسفي في العالم الوثني، بما توفر لها من مشاهير العلماء والفلاسفة وما زخرت به مكتبتها الشهيرة من الكتب والمخطوطات القيمة.. كانت الإسكندرية مدينة دولية عامرة بالسكان من مصريين وإغريق ورومان ويهود وبعض أجناس أخرى... وكانت جاليتها اليهودية، أهم الجاليات اليهودية خارج فلسطين. وصل الإيمان المسيحي إلي مصر قبل كرازة مارمرقس بها، نظرًا لقرب مصر من بلاد اليهود... كما كان بين من شاهدوا معجزة يوم الخمسين بعض من سكان "مصر ونواحي ليبيا التي نحو القيروان" (أع2: 10). وليس ما يمنع أن يكون هؤلاء الذين أمنوا بأورشليم يوم الخمسين، قد حملوا الإيمان معهم إلي مواطنهم... وهناك إشارة في سفر الأعمال إلى أبلوس الإسكندري الذي كان يهوديًا وتنصر، مقتدرًا في الكتب وخبيرًا في طريق الرب "وكان وهو حار بالروح يتكلم ويعلم بتدقيق ما يختص بالرب" (أع18: 24، 25).. والقديس لوقا كتب إنجيله إلى أحد وجهاء الإسكندرية المدعو ثاؤفيلس ولم يكن إنجيل لوقا هو الوسيلة الأولى التي حملت الإيمان إلى ذلك الرجل بل أنه كان مؤمنا قبل وصول إنجيل لوقا إليه، إذ يقول له لوقا "لتعرف صحة الكلام الذي علمت به" (لو1: 3، 4)... وقيل إن الرسول سمعان القيروني كرز في جنوبي مصر (منطقة أسوان والنوبة)... وعلى أية الحالات فقد وصل الإيمان المسيحي إلى القطر المصري قبل وصول مار مرقس إليه... لكن تأسيس الكنيسة المصرية التي تعرف باسم كنيسة الإسكندرية، ينسب إلى القديس مارمرقس. والقديس مارمرقس أحد السبعين رسولًا – أسس هذه الكنيسة حوالي سنة 60 م... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتميزت بكثرة عدد من آمن، وبسمو روحانيتهم، وبحياة الزهد الفلسفية الفائقة الحد التي عاشها جمهور المؤمنين... ومن فرط إعجابه بهذه الحياة، أشار إليها "فيلو" الفيلسوف اليهودي الإسكندري في القرن الأول الميلادي في كتابه حياة التأمل. كما أسس مارمرقس في الإسكندرية مدرسة لاهوتية، لتثبيت المؤمنين في الدين الجديد، وتقف أمام المدرسة الوثنية الشهيرة تقاوم تيارها وأفكارها وترد عليها... وقد قدر لهذه المدرسة -فيما بعد- بما توفر لها من علماء أن تجذب بعض فلاسفة المدرسة الوثنية وتهديهم إلى الإيمان، بل أن تصبح أكبر مركز دراسي لاهوتي مسيحي في العالم كله شرقًا وغربًا لعدة قرون. وقدمت هذه المدرسة للكنيسة المسيحية في مصر وخارجها علماء وفلاسفة استطاعوا أن يخدموا أجل خدمة، ويذودوا عن إيمانهم بأقلامهم التي فندت ادعاءات الفلاسفة الوثنيين... ولا صحة مطلقًا للادعاء الضعيف القائل بأن بطرس الرسول في جولاته الكرازية عرج على مصر. ومنها -من بابيلون- كتب رسالته الأولى (1بط5: 13) وقد تناولنا هذه النقطة بالرد والتفنيد في موضع أخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2015 3:13 pm



اقتباس :

 
كانت مدينة روما في عصر الرسل هي المدينة الأولى في العالم -من الناحية السياسية- باعتبارها عاصمة الإمبراطورية الرومانية... وكان المعاصرون ينظرون إليها نظرة كلها إجلال وتقدير حتى سموها "روما الخالدة". وارتبطت أفكار الناس بها إلى حد بعيد... سبق لنا أن تناولنا موضوع دخول المسيحية إلى روما وقلنا أن ذلك تم إما بواسطة من حضر معجزة يوم الخمسين من الرومان، وإما بواسطة بعض المتحمسين من فلسطين و[size=24]سوريا وآسيا الصغرى وبلاد اليونان... لكن تأسيس كنيسة رومية ككنيسة لم يتم إلا على يد بولس الرسول... لكن البابويين يدعون لمار بطرس ما لم يعط له، وما لم يدعيه هو لنفسه وما لم تعرفه الكنيسة الأولى. يقولون أن السيد المسيح أقام بطرس نائبًا عنه على الأرض، ورئيسًا للكنيسة المنظورة. ويقولون أيضًا أن القديس بطرس هو مؤسس كنيسة رومية وأول أسقف عليها، وأنه أقام بها 25 سنة من سنة 42 إلى سنة 67!! وسوف لا نتعرض لدحض الادعاءات الخاصة برئاسة بطرس لأن ذلك يبعد عن جوهر بحثنا في التاريخ الكنسي، وإنما سنناقش فقط تأسيس بطرس لكنيسة رومية، وإقامته الطويلة المزعومة بها... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولابد أن نشير أولا إلى نقطة هامة ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا، وهي أن المراكز الدينية في عصور المسيحية الأولى كانت تُقاس قيمتها وعظمتها بما للمدن الكائنة فيها تلك المراكز من قيمة وعظمة، ولعله مما يفيدنا في هذا المقام، أن نورد شهادة القديس إيرونيموس (القديس جيروم) الذي تعتبره الكنيسة البابوية أحد قادتها في التعليم.... يقول في كلامه عن الأسقف "حيثما يوجد أسقف، سواء في روما وفي القسطنطينية وفي الإسكندرية، فإن كرامته واحدة وكهنوته واحد، فلا الثروة ولا الفقر يزيده وينقص من قدره عن كونه أسقفًا، فالجميع سواء خلفاء الرسل".[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:01 pm



اقتباس :

 
(1) بولس رسول الأمم:
إن الكنيسة التي تأسست في مدينة رومية عاصمة العالم الوثني، هي كنيسة أممية وليست يهودية (رو1: 5، 13). وكان القديس بولس هو رسول الأمم، بينما القديس بطرس هو رسول الختان "إذ رأوا (يعقوب وبطرس ويوحنا) إني اؤتمنت على إنجيل العزلة (تبشير الوثنيين)، كما بطرس على إنجيل الختان (تبشير اليهود)، أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غل2: 7 – 9).. نلاحظ التعبير الذي استخدمه القديس بولس "إذ رأوا أنى اؤتمنت"... من الذي ائتمنه؟ الرب نفسه منذ البداية أفرز بولس لهذه المهمة، وقال لحنانيا في دمشق عن بولس عقب اهتدائه مباشرة "هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام الأمم والملوك وبنى إسرائيل" (أع9: 15).... ومرة ثانية يسجل القديس لوقا في سفر الأعمال، أن الرب ظهر لبولس في رؤيا في الهيكل بأورشليم وقال له "أسرع واخرج عاجلا من أورشليم... فأنى سأرسلك إلى الأمم بعيدا" (أع22: 18، 21).. هذا عن الأمم بوجه عام، أما عن رومية بوجه خاص، فقد أعلن له الرب ذلك في رؤيا بينما كان مقبوضا عليه، ومودعًا بالمعسكر الروماني في أورشليم... "ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضًا" (أع23: 11). ولا حاجة بنا إلى تفنيد الادعاء بأن القديس بطرس -بعماد كرنيليوس قائد المائة الأممي- سار رسول الأمم. فهذه كانت حادثة فردية وقعت حوالي سنة 40.. ولقد تحدد هذا الاختصاص وتأيد فيما بعد بواسطة مجمع الكنيسة في أورشليم الأمر الذي أشار إليه بولس في (غل2: 7 – 9).
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Divider-3

(2) مبدأ بولس في الكرازة:
St-Takla.org Image: Saints Peter and Paul
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسان بطرس وبولس

سار بولس في كرازته على مبدأ واضح، وهو أنه لا يكرز في مكان كرز فيه آخر " كنت متحرصًا أن أبشر هكذا. ليس حيث سمي المسيح. لئلا أبنى على أساس لآخر. (رو15 : 20) ومن العجيب أن يذكر بولس هذا المبدأ في رسالته إلي رومية، مما يدل على أن أحدًا من الرسل لم يذهب إلي تلك المدينة ويبشرها. وكان بولس يشتهى تبشير أهل رومية (رو1: 11، 15) وذهب إليها بالفعل وأستأجر بيتًا هناك يكرز فيه ويقبل كل الذين يدخلون إليه لمدة سنتين كاملتين (أع28: 30) وهذا دليل أكيد على أن بطرس لم يكن قد ذهب إلي رومية حتى ذلك الوقت ولم يكن موجودًا بها في تلك الفترة بين سنتي 61، 63.
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Divider-3

(3) صلات بولس بمؤمني رومية:
الأصحاح السادس عشر من رسالة بولس إلي أهل رومية حافل بعدد كبير من أسماء المسيحيين الرومان -يهود وأمميين- يبعث إليهم بولس بتحياته الحارة وتقديره، الأمر الذي يقطع بأن له صلات وثيقة معهم.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فمنهم من عمل معه في ميدان الخدمة، ووضع عنقه لأجله ومنهم من أحتمل الأسر معه. ومنهم من تعب كثيرًا لأجله ولأجل خدمة الرب (رو16: 3 – 16)... وهو يشرح لهم في هذه الرسالة كيف أنه كثيرًا ما قصد أن يأتي إليهم لكنه منع وأنه مشتاق أن يراهم لكي يمنحهم هبة روحية لثباتهم.. والرسالة إلي رومية تشعرنا بأنه -حتى وقت كتابتها سنة 58- لم تكن هناك أي كنيسة مؤسسة من هيئة رسولية في روما. فالرسالة يوجهها بولس إلي "جميع الموجودين في رومية أحباء الله مدعوين قديسين" (رو1: 7).
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Divider-3

(4) كرازة بولس برومية:
لا تحوى أسفار العهد الجديد أية إشارة -ولو من بعيد- لكرازة بطرس في رومية.. لكن ثبت أن بولس وصل إلي رومية وأقام كارزًا بها (أع28: 16، 30، 31).. فبعد ثلاثة أيام من وصوله إلي رومية سنة 61 أستدعي وجوه اليهود وحدثهم عن المسيح رجاء إسرائيل، الذي لأجله كان موثقا وجاءت إجابتهم أنهم لا يعرفون شيئًا عن المسيحية، وبالتالي أن أحدًا لم يبشرهم "لكننا نستحسن أن نسمع منك ماذا ترى، لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم في كل مكان" (اع28: 20، 22)... كان معنى إجابة اليهود هذه أنه حتى تلك السنة (61)، لم تكن قد تأسست في روما كنيسة ecclesia... فأين أذن كانت كرازة بطرس في رومية، لو كان قد ذهب إليها سنة 42 كما يدعى البابايون؟! أما عن كرازة بولس فيشهد عنها كاتب سفر الأعمال بصراحة "وأقام بولس سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه. وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه كارزًا بملكوت الله، ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع " (أع28 : 30، 31)... وإلى جانب جهوده الكرازية في رومية، فقد كتب فيها رسائله إلى افسس وفيلبي وكولوسى وفليمون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:02 pm



اقتباس :

 
(1) أثبتنا في كلامنا السابق عن كنيسة إنطاكية، والادعاء بأن بطرس هو مؤسسها، أنه حتى انعقاد مجمع أورشليم حوالي سنة 51، كان بطرس ما يزال ببلاد اليهودية، وأنه ذهب إلى إنطاكية سنة 51 وبعدها (غل2: 11)... بعد ذلك نجد كلوديوس قيصر يطرد اليهود من روما حوالي سنة 52، الأمر الذي أشار إليه القديس لوقا في (اع18: 2)... وكانت المسيحية حتى ذلك الوقت، معتبرة شيعة يهودية. فلا يمكن أن يكون بطرس قد ذهب إلى رومية في تلك الفترة – ما بين طرد اليهود من روما وعودتهم إليها.
 
(2) ولا يمكن أن يكون بطرس قد ذهب إلى رومية قبل سنة 58 م. – تلك السنة التي كتب فيها بولس رسالته إلى أهل رومية من كورنثوس، والتي لم يرد فيها أي تحية أو ذِكْر لبطرس بينما حوت الرسالة تحيات إلى أشخاص عديدين كما سبق أن ذكرنا (عشرين شخصا وأسرتين).. والقديس بولس في هذه الرسالة يقول لأهل رومية أنه مستعد لتبشيرهم (رو1: 15)، مما يقطع بأن أحدًا من الرسل لم يبشرهم حتى ذلك التاريخ، لا بطرس ولا غيره من الرسل.
 
St-Takla.org Image: Saints Peter and Paul
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسان بطرس وبولس

(3) ويغلب على الظن -كما يعتقد البعض- أن بطرس كان في جوالات تبشيرية مع زوجته حتى سنة 57 م.، وهي السنة التي كتب فيها بولس رسالته الأولى إلى كورنثوس من مدينة أفسس، وقال فيها "ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وأخوة الرب وصفا (بطرس)" (1كو9: 5) وغالبًا ما كانت تلك الجولات التي وجه إليها رسالته الأولى (1بط1: 1).
 
(4) لا أثر لوجود القديس بطرس بروما في فترة وجود بولس بها (61-63)... فالقديس لوقا في سفر الأعمال لا يذكر شيئًا عن بطرس. والقديس بولس -في رسائله الأربع التي أنقذها من روما في تلك الفترة- لم يورد أية إشارة تفيد -ولو من بعيد- إلى وجود القديس بطرس في رومية.
 
(5) من غير المعقول أن يغفل القديس لوقا كاتب الأعمال، خبر وجود بطرس الرسول برومية لمدة ربع قرن من الزمان، وتأسيسه لكنيسة عاصمة الإمبراطورية، بل عاصمة العالم كله وقتذاك، لو كان ذلك حدث فعلا!! وعلى ذلك، فإن الادعاء بوجود مار بطرس في روما قبل سنة 63 أمر مستحيل كما أثبتنا... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما احتمال ذهابه إليها بعد ذلك التاريخ، فليس له ما يؤيده، سوى إشارات عابرة غير واضحة ولا قاطعة لبعض الآباء اللاحقين...
 
(6) أول من أشار من الآباء إلى استشهاد بطرس هو القديس كليمنضس الرومانى أسقف رومية (92-101 م.) في رسالته إلى كنيسة كورنثوس لكنه لم يذكر مكان استشهاده في روما أم غيرها.
 
(7) في الاكليمنضيات المزورة، والكتابات المدسوسة الغُفل من أسماء كاتبيها (غير مكتوب مَنْ كتبها)، يربطون بين بطرس الرسول وسيمون الساحر عقب اللقاء الذي حدث بينهما في السامرة حوالي سنة 37 م.، ويصورون بطرس أنه أخذ يتعقبه حتى وصل إلى روما عاصمة الإمبراطورية.
 
(8) ذكر بعض آباء القرن الثاني، من أمثال ديونيسيوس الكورنثي وأيريناوس ومن جاء بعدهما، أن بطرس اشترك مع بولس في تأسيس كنيسة رومية.. أما تعليل ذلك. فهو إما أن هؤلاء الآباء أخذوا عن مصدر خاطئ بلا فحص وإما أنهم اعتبروا بطرس – في أشخاص الرومانيين اليهود والخلاء الذين حضروا معجزة يوم الخمسين، وآمنوا بعد سماعهم عظة بطرس ومن ثم حملوا الإيمان إلى وطنهم – أنه أشترك بصورة غير مباشرة في تأسيس كنيسة روما.
 
(9) وثمة نقطة كانت مثار جدل بين العلماء. وهي بابل المذكورة في رسالة بطرس الأولي والتي منها كتب هذه الرسالة (1بط5: 13) فقد فسرها البابويون على أنها روما (بابل = روما) على أساس أن القديس يوحنا أشار إليها في سفر الرؤيا بهذه التسمية الرمزية... وقصدهم من ذلك أن يثبتوا وجود بطرس في روما وأنه كتب منها هذه الرسالة..
يجمع الآباء والعلماء بلا استثناء على أن بابل المذكورة في سفر الرؤيا هي روما. بناء على الملابسات المذكورة معها.. ذكرها يوحنا خمس مرات وفي كل مرة يذكرها باسم بابل العظيمة أما بابل المذكورة في رسالة بطرس (1بط5: 13) فهي بابل الواقعة على نهر الفرات، ولا يمكن أن يكون المقصود بها التسمية الرمزية أي روما... هذا هو رأي فطاحل العلماء حاليًا أما الأدلة على ذلك فكثيرة منها:
اقتباس :
(أ) حينما أشار يوحنا في رؤياه إلي روما على أنها بابل فإن هذا السفر نبوي ورمزي وتستقيم معه هذه الإشارة لكن ليس ما يدعو بطرس لأن يستخدم الأسلوب الرمزي في رسالته. علمًا أن أسفار الكتاب المقدس كلها لم تشر إلي روما على أنها بابل إلا في سفر الرؤيا فقط.
(ب) الأماكن الجغرافية والأقاليم المذكورة في رسالة بطرس الأولي (مقاطعات بنطس وغلاطية وكبادوكية وآسيا وبيثينية) تعنى المعنى الحرفي فلماذا لا يعني بطرس بابل بمعناها الحرفي أيضًا؟؟
(ج) ليس ما يدعونا إلى الافتراض أن المسيحيين -وقت كتابة هذه الرسالة- كانوا يفهمون روما على أنها بابل القديمة..
(د) سفر الرؤيا –وهو الموضع الوحيد في الكتاب المقدس الذي فسرت فيه بابل على أنها رومية– كتب بعد زمان كتابة رسالة بطرس الأولى بنحو ثلاثين سنة فكيف أتبع بطرس نفس أسلوب يوحنا الرمزي؟؟
(هـ) أينما ذكرت مدينة رومية في العهد الجديد ذكرت باسمها باستثناء سفر الرؤيا.. وحتى في الرؤيا ذكرت باسم (بابل العظيمة).
(و) هناك أدلة قوية على أنه في وقت كتابة رسالة بطرس كان المسيحيون من اليهود والوثنيون يؤلفون جماعة كبيرة في مدينة بابل على نهر الفرات وما حولها وكانت المدينة على جانب كبير من الأهمية. وقد لعبت مدارس التعليم اليهودي في ذلك الإقليم دورًا هامًا في النهوض باليهودية خاصة بعد خراب أورشليم وهيكلها ولا شك أن هذه النقطة كانت حقلًا هامًا ومتسعًا لأعمال بطرس الرسول الكرازية باعتباره رسول الختان الأول...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:03 pm



اقتباس :

 
اللغة الإنجليزية: Peter - اللغة العبرية: פטרוס - اللغة اليونانية: Πέτρος - اللغة القبطيةPetroc - اللغة الأمهرية: ጴጥሮስ (بيتروس) - اللغة السريانية: ܫܡܥܘܢ ܟܐܦܐ.
 
* الخلاصة حول علاقة بطرس الرسول بكنيسة رومية:
يكاد يجمع التقليد الكنسي المعترف به شرقًا وغربًا، على أن الرسول بطرس أستشهد في روما حوالي سنة 67م في عهد نيرون... وكثير من المؤرخين يذكرون أنه قبض عليه في مكان آخر بعيد عن روما باعتباره من قادة المسيحيين، وسيق إلي روما لمحاكمته، علي نحو ما حدث مع القديس أغناطيوس الشهيد أسقف إنطاكية الذي سيق من إنطاكية إلي روما ليلقي للوحوش سنة 107 م. وهذا يتفق مع رواية يوسابيوس -نقلًا عن العلامة أوريجينوس- الذي قال عن بطرس "وإذ أتي أخيرًا إلي روما صلب منكس الرأس".
القديس بطرس
St-Takla.org Image: Saints Peter and Paul
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسان بطرس وبولس

هو سمعان بن يونا معني اسمه صخرة وحجر. ولد في قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبل ميلاد السيد المسيح بعده سنوات، قد تصل إلى العشرة وتزيد قليلًا. وكان يشتغل بصيد الأسماك شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته.... يحتمل أنه كان -مع أخيه اندراوس- تلميذًا ليوحنا المعمدان... كان لقاؤه الأول بالرب يسوع، بعد أن أخبره اندراوس أخوه -بناء على توجيه يوحنا- قد وجدنا المسيا واصطحبه إلى حيث المسيح... وفي ذلك اللقاء قال له الرب "أنت سمعان بن يونا. أنت تدعي صفا " (يو 1: 35- 42)... أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس". وحالما وصل بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو وأخوه وابنا زبدي (لو 5: 1-11).... وما لبث أن شرفه الرب بدرجة الرسولية ودعاه "بطرس". كان بطرس أحد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الأخير، وأحد الثلاثة الذين عاينوا إقامة ابنة يايروس بعد موتها، وتجلي المسيح علي جبل طابور Mount Tabor، وصلاته في جثسيماني، وأحد الأربعة الذين سمعوا نبوته عن خراب أورشليم والهيكل.
كان بطرس ذا حب جم لسيده وغيرة ملتهبة ولكنه كان متسرعًا ومندفعًا.. فهو الأول الذي اعترف بلاهوت المسيح والأول الذي بشر بالمسيح في يوم الخمسين. لكنه في اندفاعه حاول أن يمنع المسيح أن يموت (مر 8: 31: 33) ولما قال له المسيح أنه سينكره ثلاثة قبل أن يصيح الديك مرتين، أجاب في تحد "لو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك"... وفي لحظة القبض على المسيح استل سيفه ليدافع عن ذاك الذي مملكته ليست من هذا العالم!! كان بطرس والحال هذه بحاجة إلى تجربة مره تهزه وتعرفه ضعفه..
فكان أن أنكر سيده ومعلمه بتجديف ولعن وأقسم أمام جارية ولكنه سرعان ما رجع لنفسه وثاب إلى رشده وندم ندمًا شديدًا وبكي بكاءًا شديدًا، وقصد قبر معلمه باكرًا جدا فجر يوم قيامته...
وقد قبل الرب توبته واظهر له ذاته على بحر طبرية بعد قيامته وعاقبة في رفق مخاطبا إياه باسمه القديم قائلًا له "يا سمعان بن يونا أتحبني"... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد وجه إليه هذه الكلمات ثلاث مرات وذكّره بإنكاره المثلث ورده إلى رتبته الرسولية ثانية بقوله "أرع غنمي" وعقب تأسيس الكنيسة يوم الخمسين بدأ خدمته بين اليهود من بني جنسه في اليهودية والجليل والسامرة... وكان الرب يتمجد على يديه ببعض المعجزات كشفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل (أع 3)، وشفاء إينياس في مدينه اللد وإقامة طابيثا بعد موتها في يافا (أع 9)... وقد فتح الرب باب الأيمان للأمم على يديه في شخص كرنيليوس قائد المائة عقب رؤيا أعلنت له بخصوصه (أع 10)...
فلما خاصمة يهود أورشليم المنتصرون من أجل قبول الأمم، شرح لهم الأمر وقال "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده " (أع 10: 34، 35) ومع ذلك فقد ظل ميدان العمل الأساسي لهذا الرسول هو تبشير اليهود (غل 2: 7-9) ليس من ينكر الدور الرئيسي الذي قام به بطرس في الطور الأول لتأسيس الكنيسة، فالرسول بولس يذكره مع الرسولين يعقوب ويوحنا على أنهم معتبرون أعمدة في كنيسة الله.... جال كارزًا بإنجيل الخلاص في جهات متفرقة من العالم القديم.... كرز في إنطاكية – لكنه ليس مؤسس كنيستها – وطاف بلاد بنطس وغلاطية وكبادوكية وبيثينية، وبعض مقطاعات آسيا الصغرى، وهي الأقاليم التي وجه إليها رسالته الأولي... أما الروايات التي تثبت لبطرس الكرازة في بلاد اليونان ومصر وروما وكل جزء هام في العالم، فليست إلا من صنع المسيحيين المتهودين ليجعلوا من بطرس رسول الختان، كارزًا للعالم أجمع ومبشرًا كل الخليقة. ويكاد يكون ثابتا أن القديس بطرس ختم حياته في روما، حين حكم عليه بالموت صلبًا في عهد نيرون الطاغية وان كنا لا نستطيع أن نحدد على وجه الدقة تاريخ استشهاده لكنه على أية الحالات بعد يولية سنه 64... على أن ذهاب القديس بطرس إلي روما لم يكن إلا قبيل استشهاده مباشرة.... وهذا يؤكده أقوال آباء الكنيسة ومعلميها الأوائل، وجداول الأزمنة، والأسفار التي قطعها في رحلاته التبشيرية.... ولا صحة مطلقا لما يدعيه الكاثوليك من أنه أسس كنيسة روما وأنه أسقفها الأول، وأنه أمضي بها خمسًا وعشرين سنة!!
وقد يكون ذهابه لها في طريقة إلي استشهاده بعد أن قبض عليه في مكان ما في حدود الإمبراطورية، وسيق إلي روما ليلقي حتفه على نحو ما سيق إليها القديس أغناطيوس الأنطاكي سنة 107 ليلقي للوحوش. فقد كانت هذه هي عادة الحكام الرومان. أن يرسلوا إلي بعض البارزين لعرضهم علي الشعب هناك، كنوع من التحقير، إن كل الأدلة تجمع على أنه لم يذهب إلي روما أواخر حياته. وقد يكون ذهابه إليها بقصد اللحاق بسيمون الساحر الذي كان قد التقي به في السامرة والتصدي له على نحو ما تروي بعض الروايات وبخاصة كتب الأبوكريفا. فيما كان السيد المسيح يسأل تلاميذه عن عقيدة الناس فيه أعترف بطرس بلاهوته "أنت هو المسيح ابن الله الحي"، فطوبه السيد وقال له أنت بطرس وعلي هذه الصخرة أبني كنيستي (مت 16: 13-18)....
وهم يقصدون بذلك أن المسيح بني الكنيسة على بطرس كأساس لها....
هل هذا الخلط حدث من تجاور كلمتي "بطرس" و"صخرة"؟! إن "بطرس" هو اللفظ اليوناني، يقابله في الآرامية "كيفا" وفي العربية "صفا"... فهذه الأسماء الثلاثة واحدة ولكن بلغات مختلفة.... وبطرس باليونانية لا تعني "صخرة" فصخرة أسم مؤنث وهو "بترا" أما بطرس فاسم مذكر معناه حجر مقطوع من صخرة...
وهذه التفرقة واضحة في اللغات القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية... هذا والمسيح لم يؤسس كنيسته على بطرس... لكنه أسسها على هذا الأيمان "المسيح ابن الله الحي".
وكل من يريد أن يصير مسيحيا يجب أن يعترف أولًا ويبني إيمانه على الصخرة التي هي "أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي"... أما وضع بطرس في الكنيسة فهو كحجارة في أساسها، شأنه في ذلك شأن باقي الرسل.. هكذا صرح يوحنا في رؤياه "وسور المدينة كان له أثني عشر أساسًا وعليها أسماء رسل الخروف الاثني عشر" ويقول القديس "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 2: 20) يجب ألا ننس دائما أن المسيح هو حجر الزاوية، وهو نفسه الصخرة (1كو 10: 4) وهو أساس الكنيسة... هكذا يقول معلمنا بولس "فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح" (1كو 3: 11).. هذا هو إيمان كل آباء الكنيسة، وكمثال نذكر القديس اوغسطينوس في العظة العاشرة على تفسير يوحنا الأولي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:04 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Saint Andrew
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس أندراوس

اللغة الإنجليزية: Andrew - اللغة العبرية: אנדראס - اللغة اليونانية: Ἀνδρέας - اللغة القبطيةAn`dreac - اللغة السريانية: ܐܢܕܪܐܘܣ ܫܠܝܚܐ.
 
هو شقيق بطرس الرسول (يو 1: 40) معني اسمه "ذو مروءة" كان في بادئ أمره تلميذًا ليوحنا المعمدان ومنه سمع عن الرب يسوع، فقصده ومكث معه يوما كاملًا ليعاين أعماله وأقواله فأيقن أنه المسيا المنتظر.. بعدها بشر أخاه بطرس بأنه وجد المسيا.. وبعد معجزة صيد السمك الكثير دعاه الرب مع أخيه بطرس ليكون صيادا للناس، فترك السفينة والشباك وتبع المسيح ولم يفارقه منذ ذلك الحين..
يذكره الإنجيل في ثلاثة مواضع: في معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات (يو 6: 8 ،9)، وعند مجيء اليونانيين الذين أتوا لكي يروا يسوع تقدم إليه وسأله في ذلك (يو 12: 22).. وعندما تقدم ليسأل الرب مع ثلاثة من التلاميذ عن خراب أورشليم ودمار الهيكل وانقضاء الدهر (مر 13:3).
بدأ عمله الكرازي بعد يوم الخمسين... وإن كنا لا نستطيع أن نحدد على وجه الدقة خط سيره الكرازي، لكن يبدو إنه ركز نشاطه التبشيري في مناطق شبه جزيرة البلقان، وبعض مقاطعات آسيا الصغرى.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبناء على رواية اوريجينوس التي سجلها يوسابيوس فإنه بشر في سكيثيا وهي المنطقة الواقعة شمال بحر قزوين والبحر الأسود..
انتهي به المطاف في مقاطعه أخائية في بلاد اليونان، كما يشهد بذلك جيروم وثيودوريت ونال إكليل الشهادة مصلوبا في مدينة بتراس احدي مدن المقاطعة... وصلب هذا الرسول في بتراس يؤيده إجماع عام من جميع التقاليد القديمة. وقد قيل أن الصليب الذي صلب عليه كان على شكل (×) وهو المعروف باسم crux decussata، وفي رواية أخرى أنه لم يثبت في الصليب بالمسامير بل ربط عليه حتى تستطيل مده عذابه.
وأندرواس الرسول هو شفيع كل من الكنيستين الروسية واليونانية. الأولي لأنه كاروزها، والثانية لأنه صلب في إحدى المدن التابعة لها.
ويذكر أن ذخائره نقلت إلى القسطنطينية سنة 357. وفي زمن الحملات الصليبية نقلت إلى مدينة Amalpae بإيطاليا حيث مازالت كاتدرائيتها تحتفظ بها حتى الآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:05 pm


[size=53] 27- القديس يعقوب الكبير ابن زبدي[/size]

اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Saint James son of Zabadee
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يعقوب ابن زبدي

اللغة الإنجليزية: James, son of Zebedee - اللغة العبرية: יעקב בן זבדי - اللغة اليونانية: Ιάκωβος - اللغة القبطية: Iakwboc - اللغة الآرامية: Yaʕqov - اللغة السريانية: ܝܥܩܘܒ ܒܪ ܙܒܕܝ.
 
هو ابن زبدي وشقيق يوحنا الحبيب.. ويدعي أيضًا يعقوب الكبير تمييزًا له عن يعقوب الصغير (ابن حلفي). كان من بيت صيدا من مدينة بطرس واندراوس. دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يوحنا في نفس المرة التي دعا فيها بطرس واندراوس، فتركا السفينة وأباهما وتبعاه (مت 4: 21، 22) ويبدو أن يعقوب كان حاضرًا معجزة الرب يسوع الأولى في قانا الجليل حيث حول الماء خمرًا (يو 2: 2).
أختاره الرب يسوع مع بطرس ويوحنا ليكون شاهدًا لبعض الأحداث الهامة.
فكان معه حينما أقام ابنه يايرس من الموت وفي حادث التجلي وفي بستان جثسيماني ليله آلامه...
وقد أحبه المخلص مع أخيه يوحنا محبة خاصة فميزهما بلقب خاص، إذ دعاهما بوانرجس أي "ابنيّ الرعد" (مر 3: 17) تعبيرًا عن حماستهما وغيرتهما. أما عن جهوده الكرازية، فمعلوماتنا عنها ضئيلة لكن التقاليد تجمع على أن ميدانه في التبشير كان اليهودية والسامرة. أما القول بأنه كرز بالإنجيل في أسبانيا فقول ليس له أسانيد تاريخية... وقد كانت غيرته الرسولية سببا في إثارة عداوة اليهود فثاروا ضده، وأحدثوا شغبًا في اورشليم فقبض الجند الرومان واحضروه أمام الملك هيرودس اغريباس فأمر بقطع رأسه بحد السيف (أع 12: 1) وكان ذلك سنة 44... ويعتبر هذا الرسول أول من استشهد من الرسل، وهو الوحيد بين الرسل الذي سجل لنا كتاب العهد الجديد موته وكيفيته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويذكر لنا يوسابيوس المؤرخ نقلًا عن كليمنضس الإسكندري أن الجندي الذي قاد هذا الرسول إلى المحاكمة تأثر عندما رأي شجاعته وصلابته، وحركت النعمة قلبه، فاعترف هو الآخر بالإيمان المسيحي، فكان جزاؤه قطع رأسه مع الرسول في وقت واحد ويبدو أن الذي حرك الجندي إلى اعتناق الإيمان معجزة أجراها الرب على يد الرسول وهو مساق بواسطة ذلك الجندي فقد أبرأ مخلعًا كسيحًا.... وقد حفظ لنا التقليد وشهد بذلك ابيفانيوس أن هذا الرسول حافظ على بتوليته طوال حياته. وقيل أن جسده نقل إلى بلده تدعي كومبوستيلا compostella في أسبانيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:06 pm



اقتباس :

 
اللغة الإنجليزيةJohn the Apostle - اللغة العبرية: יוחנן בן זבדי - اللغة اليونانية: Ἰωάννης - اللغة القبطيةIwannhc (الاختصار: Iwa) - اللغة الآرامية: Yoħanna - اللغة السريانية: ܝܘܚܢܢ ܫܠܝܚܐ.
هو ابن زبدي، وشقيق الرسول يعقوب الكبير... هو التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو 19: 26).
وهو الذي اتكأ على صدره في العشاء الأخير هو الرسول الذي جمع في شخصه بين حب البتولية والعظمة الحقيقية، والبساطة القلبية، مع المحبة الفائقة العجيبة. هو الذي انفرد من بين التلاميذ في سيره بدون خوف وراء المخلص في الوقت العصيب الذي تركه الجميع وانفضوا من حوله...
كان هو واسطة إدخال بطرس حيث حكم الرب يسوع نظرا لأنه كان معروفا عند رئيس الكهنة (يو 18: 15، 16) وهو الوحيد الذي رافق الرب إلى الصلب فسلمه أمه العذراء مريم. ومن تلك الساعة عاشت معه (يو 19: 25- 27).
St-Takla.org Image: Arabic Coptic art of St. John the Evangelist and the Disciple

كان أبوه زبدي يحترف مهنه الصيد، ويبدو أنه كان في سعه من العيش، ويغلب الظن أن أسرة يوحنا الإنجيلي كانت تقيم في بيت صيدا. يبدو أنه تتلمذ بعض الوقت ليوحنا المعمدان وكان يتردد عليه (يو1: 35-42) دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يعقوب فتبعه -وقيل- بناء عن رواية القديس جيروم – أن يوحنا في ذلك الوقت كان في الخامسة والعشرين... كانت أمه واحدة من النسوة القديسات اللواتي تبعن وكن يخدمنه (مت 27: 55، مر 10: 40 – 41) كان يوحنا واحدًا من التلاميذ المقربين من الرب يسوع مع يعقوب أخيه وبطرس. كان هو مع اندرواس أول من تبعه في بشارته (يو 1: 40) وآخر من تركه عشية آلامه من قبل موته... هو الذي سجل لنا خطاب الرب يسوع الرائع عن الافخارستيا (يو 6) وهو الذي انفرد بين الإنجيليين بذكر لقاء الرب مع السامرية (يو 4) وموقفه مع المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل (يو8) وشفاء المولود اعمي (يو 9) وإقامة اليعازر من الموت (يو 11) وصلاته الوداعية (يو 17).
ويوحنا هو واحد من التلاميذ الثلاثة الذين صحبوه في إقامة ابنه يايروس من الموت وفي حادث التجلي وفي جثسيماني ليلة آلامه. وبكر مع بطرس وذهب إلى قبر المخلص فجر أحد قيامته وكان حماسه وحبه ظاهرين. حتى أنه سبق بطرس ووصل أولًا إلى القبر وهو الوحيد بين التلاميذ الذي استطاع أن يتعرف على الرب يسوع عندما أظهر ذاته على بحر طبرية عقب قيامته. وقال لبطرس هو الرب (يو 21: 7) والقديس يوحنا لم يكن كما يتصوره البعض شابًا رقيقًا خجولًا بل كان له وضع بارز في الكنيسة الأولي؛ نقرأ عنه في الإصحاحات الأولي من سفر الأعمال ونراه جنبا إلى جنب مع بطرس أكبر الرسل سنا نراهما متلازمين في معجزة شفاء المقعد عند باب الهيكل (اع 3) وأمام محكمة اليهود العليا السنهدرين يشهد المسيح (اع 4) وفي السامرية يضعان أيديهما على أهلها ليقبلا الروح القدس (اع يبدو أن خدمته الكرازية في الفترة الأولى من تأسيس الكنيسة كانت في أورشليم والمناطق القريبة منها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالتقاليد القديمة كلها توضح بقائه في أورشليم حتى نياحة العذراء مريم وبعدها انطلق إلى آسيا ومدنها الشهيرة وجعل إقامته في مدينة أفسس العظيمة متابعًا ومكملًا عمل بولس وأبلوس الكرازي في آسيا الصغرى (أع 18: 24 – 28، 19 : 1-12)... وأخذ يشرف من تلك العاصمة الشهيرة على بلاد آسيا الصغرى ومدنها المعروفة وقت ذاك من أمثال ساردس وفلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغاميس وثياتيرا وغيرها، وهي البلاد التي وردت إشارات عنها في سفر الرؤيا.
وبسبب نشاطه الكرازي قبض عليه في حكم الإمبراطور دومتيان (81: 76) وأرسل مقيدًا إلى روما، وهناك ألقي في خلقين (مرجل) زيت مغلي. فلم يؤثر عليه بل خرج منه أكثر نضرة، مما أثار ثائرة الإمبراطور فأمر بنفيه إلى جزيرة بطمس، ومكث بها حوالي سنة ونصف كتب أثناءها رؤيا حوالي سنة 95. ثم أفرج عنه بعد موت دومتيان وعاد إلى أفسس ليمارس نشاطه التبشيري...وكل التقاليد القديمة تؤيد بالإجماع نفي يوحنا إلى جزيرة بطمس في ذلك التاريخ وكتابته رؤياه هناك.... ومن الآباء الذين شهدوا بذلك ايريناوس واكلمنضيس السكندري وارجينوس وترتليانوس. وغيرهم من الألقاب اللاصقة بيوحنا. لقب (الحبيب) فقد ذكر عن نفسه انه كان التلميذ الذي يحبه يسوع.. وقد ظل يوحنا رسول المحبة في كرازته ووعظه ورسائله وإنجيله..
وكتاباته كلها مفعمة بهذه الروح.... روي عنه أنه لما شاخ ولم يعد قادرا على الوعظ، كان يحمل إلى الكنيسة ويقف بين المؤمنين مرددًا عبارة "يا أولادي حبوا بعضكم بعضًا" فلما سأموا تكرار نفس العبارة تساءلوا لماذا يعيد هذه الكلمات ويكررها فكان جوابه لأنها هي وصية الرب وهي وحدها كافية لخلاصنا لو أتممناها... ومن القصص التي تروي عن حبه الشديد لخلاص الخطاة، تلك القصة التي تروي أنه قاد أحد الشبان إلى الإيمان وسلمه إلى أسقف المكان كوديعة وأوصاه به كثيرًا. لكن ذلك ما لبث أن عاد إلى سيرته الأولى وصار رئيسا لعصابة قطاع الطرق..
وعاد يوحنا بعد مده إلى الأسقف وسأله، عن الوديعة واستخبره عن ذلك الشاب... تنهد الأسقف وقال (لقد مات)...... ولما استفسر عن كيفية موته روي له خبر ارتداده...... حزن يوحنا واستحضر دابة ركبها على الرغم من كبر سنه، وأخذ يجوب الجبل الذي قيل أن هذا الشاب كان يكمن فيه... وأمسكه اللصوص وقادوه إلى زعيمهم، الذي لم يكن سوي ذلك الشاب...
تعرف عليه الشاب، وللحال فرَّ من وجهه وأسرع يوحنا خلفه وهو يناشده أن يقف ويسمع له رحمة بشيخوخته.. فوقف الشاب وجاء وسجد بين يديه، فأقامه ووعظه فتاب عن إثمه ورجع إلى الله..... لكن على الرغم من محبته الشديدة للخطاة، كان حازمًا مع الهراطقة.. ويظهر هذا الأمر واضحًا في كتاباته المليئة بالتحذير من الهراطقة...... يذكر معلمنا بولس هذا الرسول على أنه أحد أعمدة الكنيسة الأولى، وأنه من رسل الختان (غل 2: 9)..... ويذكر بوليكراتس أسقف أفسس أواخر القرن الثاني أن يوحنا كان يضع على جبهته صفيحه من الذهب كالتي كان يحملها رئيس أحبار اليهود، ليدل بذلك على أن الكهنوت قد انتقل من الهيكل القديم إلى الكنيسة..... لكن مع ذلك، نستدل من مواقفه وكتاباته أنه كان معتدلا وغير متطرف..... وبعد أن دون لنا هذا الرسول إنجيلًا ورؤيا وثلاث رسائل تحمل اسمه، رقد في الرب في شيخوخة وقورة حوالي سنة 100.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:06 pm



اقتباس :

 
اللغة الإنجليزية: James, son of Alphaeus - اللغة العبرية: יעקב בן חלפי - اللغة اليونانية: Ἰάκωβος - اللغة القبطية: Iakwboc `nte Alveoc - اللغة السريانية: ܝܥܩܘܒ ܒܪ ܚܠܦܝ.
 
هو يعقوب بن حلفي أحد الاثني عشر رسولًا، وهو أحد الأعمدة الثلاثة لكنيسة الختان كما دعاه معلمنا بولس (غل 2: 7-9). عرف باسم يعقوب أخا الرب، لأنه ابن خالته بالجسد من مريم زوجه كولوبا. فكلمه حلفا آرامية ويقابلها (كلوبا) في اليونانية وعرف باسم يعقوب الصغير (مر 15: 40) تميزًا له عن يعقوب الكبير بن زبدي. وعرف أيضًا باسم يعقوب البار نظرًا لقداسة سيرته وشده نسكه. كما عرف باسم يعقوب أسقف أورشليم لأنه أول أسقف لها. وقد أثير جدل حول شخصيته. وحول اللقب الذي عرف به (أخ الرب)... وهناك ثلاثة آراء بخصوص أخوة الرب:-
 
1- رأي يقول أنه ابن ليوسف ومريم بعد ميلاد رب المجد يسوع..... قال بهذا الرأي العلامة ترتليانوس. ويثني هذا الرأي بعده شخص يدعي هلفيدسوس الهرطوقي من روما سنة 380 م، مما دعي القديس إيرونيموس أن يرد عليه برسالة قوية سنة 383م فند فيها كل هذه الادعاءات الباطلة، ودعا كل من ترتليانوس وهيلفيديوس منشقان على الكنيسة الجامعة...... وهذا الرأي هو رأي البروستانت. وهو يتناقض مع روح الكتاب المقدس ونصوصه وعقيدة الكنيسة الجامعة منذ عصرها الرسولي. ونحن نرفض هذا الرأي ونشجبه لأن العذراء مريم ظلت عذراء أيضًا بعد ولادة المسيح، فهي "العذراء كل حين" وهي لم تعرف يوسف خطيبها معرفه الزواج قبل وبعد ميلاد المخلص.
St-Takla.org Image: Saint James son of Alphaeus
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يعقوب ابن حلفى

2- رأي ثان يقول أن المذكورين في الإنجيل أخوة الرب، هم في الحقيقية أبناء ليوسف النجار من زوجه سابقه توفيت قبل خطبته لمريم العذراء..... وقد ظهر هذه النظرية إلى عالم الوجود عن كتابات الأبوكريفا المنسوبة إلى القديس يعقوب أخ الرب ومنها إنجيل يعقوب المعروف باسم protevangelium (ف9). وقد أخذ بهذا الرأي بعض الآباء الشرقيين – وهذا هو رأي الكنيستين اليونانية والسريانية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذا الرأي -علي ما فيه من أخطاء وثغرات لا محل للرد عليها هنا- فإن كان هؤلاء المدعوين أخوة الرب أولادًا ليوسف من زوجة سابقة، لكانوا أكبر من الرب يسوع سنًا، وفي هذا هدم لنصوص الكتاب ونبوات العهد القديم. حيث أن الكتاب بعهديه يتحدث عن السيد المسيح كـ"بِكر"، أي الابن الأكبر أو الأول أو الوحيد.. فنرى داود يقول عن المسيا "أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا، أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ" (سفر المزامير 89: 27)، وبولس الرسول يتحدث عن المسيح "لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 29)، ويقول أيضًا عنه "الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 15).. والمثل في (عبرانيين 1: 6؛ 12: 23؛ رؤيا 1: 5).. ويتنبأ زكريا النبي فيقول: "أُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ" ([size=24]سفر زكريا 12: 10).[/size]
3- الرأي الثالث: وهو رأي كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والكنيسة اللاتينية أيضًا بأن يعقوب هذا هو عينه ابن حلفي (كلوبا) وابن خالة السيد المسيح بالجسد من مريم أخرى شقيقة العذراء مريم، وذلك استنادا لما جاء في الإنجيل المقدس – وقد دافع عن هذا الرأي بحماس كبير كل من جيروم واغسطينوس. والغريب أن هذا الرأي الثالث يدافع عنه حاليا كثير من العلماء والبروتستانت..... وفضلًا عن ذلك، فليس أدل علي صحة هذا الرأي من أن التقليد الكنسي القديم في العالم كله، يجعل منهما -يعقوب بن حلفا ويعقوب أخا الرب- شخصًا واحدًا. ويؤكد رسولية هذا القديس وأنه من الاثني عشر. نص صريح ذكره القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية. يذكر بولس زيارته الأولي لأورشليم بعد إيمانه فيقول "ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف على بطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يومًا. ولكنني لم أرى غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (غل 1: 18 – 19)..
وواضح من هذه الآية أن يعقوب أخا الرب رسول نظير بطرس والآخرين.....
وقد رأس كنيسة أورشليم وصار أسقفًا عليها واستمر بها إلى وقت استشهاده. ولا يعرف بالضبط متى صار أسقفًا على أورشليم. لكن هناك رأي يقول أن ذلك كان سنة 34م. وهذا التاريخ يتفق تقريبًا مع شهادة جيروم التي ذكر فيها أنه ظل راعيًا لكنيسة أورشليم نحو ثلاثين سنة وعمله كأسقف على أورشليم يوضح لنا حكمة الكنيسة الأولى في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب....
فقد كان هذا الرسول يتمتع بشخصية قويه بحكم صله القرابة الجسدية بالرب، فضلًا عن تقواه الشديدة ونسكياته الصارمة. ومن هنا فقد تمتع بسلطان كبير بين اليهود المتنصرين، بل تمتع بمكانه كبيرة بين اليهود أنفسهم، ولذا وضع في أورشليم معقل اليهودية في العالم كله، وإليها يفد آلاف منهم، ليكون كارزًا لهم..... وبناء على تقليد قديم دونه لنا أبيفانيوس، كان يعقوب يحمل على جبهته صفيحة من الذهب منقوش عليها عبارة (قدس الرب) على مثال رئيس أحبار اليهود. تمتع هذا الرسول بمكانه كبيرة في كنيسة الرسل.. فقد رأس أول مجمع كنسي سنة 50م. وهو مجمع أورشليم، الذي عرض لموضوع تهود الأمم الراغبين في الدخول إلى الأيمان (أع 15) وكان رأيه فيه فصل الخطاب بالنسبة لموضوع، كان يعتبر موضوع الساعة وقت ذاك. بل يبدو أنه هو الذي كتب بنفسه قرار مجمع، فقد لاحظ العلماء تشابهًا بين أسلوب ذلك القرار وأسلوب الرسالة التي تحمل اسمه (رسالة يعقوب)، مما يدل على أن كاتبهما شخص واحد. والرسول بولس يذكره كأحد أعمدة كنيسة الختان الثلاثة، الذين أعطوه مع برنابا يمين الشركة ليكرز للأمم، بل ويورد اسم يعقوب سابقًا لاسمي بطرس ويوحنا مما يدل علي مكانته (غل 2: 9) ويؤيد هذه المكانة أيضًا الخوف والارتباك اللذان لحقا ببطرس في إنطاكية لمجرد وصول أخوة من عند يعقوب!! الأمر الذي جعله يسلك مسلكًا ريائيًا ووبخه عليه بولس علانية" انظر غل 2: 11-14 " أما عن نسكه فقد أفاض هيجيسبوس في وصفه، وقال أنه كان مقدسا من بطن أمه لم يعل رأسه موس، لم يشرب خمرًا ولا مسكرًا وعاش نباتيًا لم يأكل لحمًا....... وكان لباسه دائمًا من الكتان. وكان كثير السجود حتى تكاثف جلد ركبتيه وصارت كركبتي الجمل وبسبب حياته ونسكه ومعرفته الواسعة بالكتب المقدسة وأقوال الأنبياء نال تقديرًا كبيرًا من اليهود وآمن على يديه كثيرون منهم في مدة أسقفيته....
بل أن يوسيفيوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر خراب أورشليم، لم يتردد عن الاعتراف بأن ما حل باليهود من نكبات ودمار أثناء حصار أورشليم، لم يكن سوي انتقام إلهي لدماء يعقوب البار.... لكن انعكاف اليهود نحو القديس يعقوب أثار حنق [size=24] [size=24] [size=27] [size=24] [size=24] رؤساء الكهنة[/size][/size][/size][/size] والكتبة والفريسيين عليه فقرروا التخلص منه. وذكر هيجسبوس -وأيده في ذلك كلمنضيس الاسكندري– أن اليهود أوقفوه فوق جناح الهيكل ليشهد أمام الشعب ضد المسيح...... فلما خيب ظنهم وشهد عن يسوع أنه المسيا وهتف الشعب أوصنا لابن داود، صعدوا وطرحوه إلى أسفل، أما هو فجثا على ركبتيه يصلي عنهم بينما أخذوا يرجمونه، وكان يطلب لهم المغفرة. وفيما هو يصلي تقدم قصار ملابس وضربه بعصا على رأسه فأجهز عليه ومات لوقته وكان ذلك في سنة 62 وسنه 63 بحسب رواية يوسيفوس وجيروم وفي سنة 69 بحسب رواية هيجيسبوس والرأي الأول هو المرجح وقد خلف لنا هذا الرسول، الرسالة الجامعة التي تحمل اسمه والتي أبرز فيها أهمية أعمال الإنسان الصالح ولزومها لخلاصه إلى جانب الإيمان أما عن تاريخ كتابتها. فهناك رأي يقول أنه كتبها في الأربعينيات قبل مجمع أورشليم ورأي آخر يقول أنه كتبها قبيل استشهاده بوقت قصير..... كما خلف لنا يعقوب الرسول الليتروجيا (صلاة القداس) التي تحمل اسمه والتي انتشرت في سائر الكنائس. أما عن صحة نسبتها إليه، فالتقليد الكنسي لجميع الكنائس الشرقية يجمع على ذلك.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
ابو ماضى
Admin
Admin
ابو ماضى


عدد المساهمات : 4763
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل   مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 4:07 pm



اقتباس :

 
St-Takla.org Image: Saint Philip
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس فيلبس أو القديس فيليب

اللغة الإنجليزية: Philip the Apostle - اللغة العبرية: פיליפוס הקדוש - اللغة اليونانية: Φίλιππος - اللغة القبطيةVilippoc - اللغة السريانية: ܦܝܠܝܦܘܣ ܫܠܝܚܐ.
 
ولد في بيت صيدا (يو1: 44) اسم يوناني معناه (محب للخير)..
ويبدو أنه عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة. فنحن نجده سريعًا لتلبية دعوة الرب حالما قال له اتبعني، ونجد في حديثة إلى (نثنائيل) "وقد وجدنا الذي كتب عنه موسي في الناموس والأنبياء، يسوع.." (يو1: 45)، ما يدل على الانتظار والتوقع.
... لم يرد ذكره كثيرًا في الإنجيل..... ذكر اسمه في معجزة إشباع الآلاف بالخمسة خبزات والسمكتين، حينما سأله الرب سؤال امتحان "من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء"؟! فأجاب فيلبس "لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئًا يسيرا" (يو 6: 5-7)، وجاء ذكره في يوم الاثنين التالي لأحد الشعانين حينما تقدم إليه بعض اليونانيين الدخلاء وسألوه أن يروا يسوع (يو 12: 20-22)....
وجاء ذكره أيضًا في العشاء الأخير في الحديث الذي سجله لنا القديس يوحنا حينما قال للرب يسوع "أرِنا الآب وكفانا" فكان جواب الرب عليه "أنا معكم زمانا هذه مدتها ولم تعرفني يا فيلبس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أرنا الآب. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ" (يو 14: 8-10).
حمل بشري خلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فيرجيا، وانتهي به المطاف في مدينة هيرابولس حيث استشهد مصلوبا بعد أن ثار عليه الوثنيون.
ونلاحظ الخلط بينه وبين فيلبس المبشر أحد السبعة في بعض الروايات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marygrgs.ahlamontada.com
 
مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الكنيسة الأرثوذكسية تدرس رفع "الإيقاف" عن القمص بولس عويضة
» روائع من تاريخ الكنيسة
»  تاريخ أنشقاق الكنيسة
» انسان صار لغزا في تاريخ الكنيسة ؟؟؟حد عرفه ؟
» كتاب مارمرقس - القمص بيشوي كامل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى كنيسة مارجرجس بالمدمر :: تاريخ الكنيسة-
انتقل الى: