دعي
السيد المسيح
بـ"الكلمة"
(اللوغوس)
λόγος في ثلاثة
مواضع هامة:
1 (يو1: 1) " في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله. وكان الكلمة الله"
وهنا
الحديث عن لاهوته واضح تمامًا.
St-Takla.org Image: Coptic icon of Jesus Christ Pantokrator صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية تصور السيد المسيح ضابط الكل
|
ب (1يو5: 7) " اللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح
القدس.
وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (وهنا اللاهوت واضح أيضًا.
والكلمة هنا بدلًا من (الابن)
في (متى28: 19).
ج (رؤ19: 13) وهو متسربل بثوب مغسول بدم. ويدعى اسمه كلمة الله.
وعبارة (الكلمة) هي في اليونانية اللوجوس.
وهي لا تعنى لفظة. وإنما لها معنى لغوى وفلسفي واصطلاحي. كلمة لوجوس مأخوذة
من الفعل
اليوناني ومعناه ينطق.. وجاء منه المنطق
Pronunciation
إنما يعنى النطق المعقول أو العقل المنطوق به.
ومن هنا كانت عبارة الكلمة تعنى عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فهي
تعنى
العقل والنطق معًا. وهذا هو موضع الابن الثالوث القدوس. وطبيعي أن عقل الله
لا
ينفصل عن الله. والله وعقله كيان واحد. وإذا كان شهود يهوه يرونه إلهًا
أصغر غير
الله (الإله الأكبر الكلى القدوة)، فهم لا يفهمون معنى عبارة الكلمة التي
هي
اللوجوس في (يو1: 1) وفي (1يو5: 7).
ومادام المسيح هو عقل الله الناطق، إذن فهو الله، وإذن فهو أزلي، لأن عقل
الله كائن
في الله منذ الأزل. وإذن فهو غير مخلوق. لأن المخلوق لم يكن موجودًا منذ
خلقه.
ومحال أن نقول هذا عن الله. وهل يعقل أحد أن الله مر عليه وقت كان فيه بدون
عقل!؟
ثم بعد ذلك خلق لنفسه عقلًا! وبأي عقل يخلق لنفسه عقلًا؟! إن فهم الثالوث
يعرفنا
أزليه الأقانيم الثلاثة. وأن أقنوم الكلمة من طبيعة الله ذاته، وكائن فيه
منذ
الأزل.
وهكذا فإن الأقنوم الثاني، اللوجوس، الكلمة، هو أقنوم المعرفة أو العقل أو
النطق في
الثالوث القدوس، هو " المسيح المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو2:
3)، أو هو
أقنوم الحكمة في الثالوث لذلك قال
القديس
بولس الرسول
عن السيد المسيح إنه "حكمة
الله" (1كو1: 24). لذلك لما تجسد، رأينا الله فيه، الله لم يره أحد قط
(يو1: 18) أي
لم يره أحد في لاهوته. ولكنه لما تجسد، لما ظهر في الجسد (1تى3: 16) رأيناه
في هذا
الجسد، رأيناه متجسدًا. ولذلك قال
القديس
يوحنا الرسول " الله لم يره أحد قط. الابن
الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18) أي هو الذي أعطانا خبرًا عن
الله،
عرفنا الله.
وبهذا المعنى قيل أنه " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15). وقيل " الذي إذ
كان في
صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. بل أخلى نفسه آخذًا صورة
عبد" (في2:
5 7). أي أنه إن ظهر انه معادل لله (مساو له) ما كان يحسب هذا اختلاسًا،
لأنه هو
هكذا فعلًا. إنما وهو معادل للآب، أخلى نفسه من هذا المجد بتجسده، وأخذ
صورة عبد
صائرًا في شبه الناس... وأطاع حتى
الموت
موت الصليب (في2: 8).
وقال عنه القديس بولس في بدء رسالته إلى العبرانيين " الذي به أيضًا عمل
العالمين.
الذي بهاء مجده ورسم جوهره... بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في
يمين
العظمة في الأعالي، صائرًا أعظم من
الملائكة"
(عب10: 2 4). عبارة "رسم جوهره"
أي
الصورة بها الله في تجسده ن فرأيناه، أي المسيح. ولذلك قال المسيح "من رآني
الآب"
(يو14: 9). تجسد لأجل فدائنا، ليصنع بذلك تطهيرًا لخطايانا. وقد أخلى ذاته
مع أنه
بهاء مجد الله، وصورة الله (2كو4: 4). ومع ذلك أنه هو الذي عمل العالمين.
وهنا يقدم لنا الرسول صفة من صفات المسيح الإلهية، وهي كونه الخالق. وقد
خلق الكون
باعتبار أنه اللوجوس: عقل الله وحكمة الله...