إذن هناك إرسالية في العهد القديم وفي العهد الجديد، ليس للكل، وإنما كانت لأشخاص معينين، يرسلهم الرب برسالة خاصة.
[11] وحتى في الفترة التي بين العهدين، نقرأ عن يوحنا المعمدان، الكاهن ابن زكريا الكاهن، أنه قيل عنه في الإنجيل " كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا.
St-Takla.org Image: Saint John the Baptist ancient Coptic icon
صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية أثرية تصور القديس الشهيد يوحنا المعمدان |
هذا جاء للشهادة، ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته" (يو 1: 6، 7).
[12] نفس الوضع، إرسالية لشخص معين، برسالة معينة. نلاحظ هنا أن كهنوته كان للشهادة للنور، ولا تركيز على تقديم الذبائح..
كان عمل هذا الكاهن أن " يهيئ للرب شعباً مستعداً" (لو 1: 17) ويهيئ الطريق قدامه، كارزاً بمعمودية التوبة (مر 1: 2 – 4).
الله اختار يوحنا، قبل أن يولد، وقدسه وهو في بطن أمه، وملأه منالروح القدس (لو 1: 15)، وأرسله، وحدد له رسالة معينة يقوم بها ككاهن، لم تكن تقديم الذبائح، بل الكرازة بمعمودية التوبة، وإعداد القلوب لاستقبال الرب..
[13] مادام الكهنوت إذن دعوة واختيار وإرسالية من الله، إذن ليس هو لجميع الناس، وإنما لمن اختارهم الرب ودعاهم..
في مملكة الله، مادام الله هو الملك، فهو الذي يختار خدامه، وهو الذي يدعو ويرسل. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ولا يعمل أحد شيئاً من ذاته بل كل شيء حسب أمر الرب (خر 39: 43) " حسب المثال الذي صنعه الرب" (خر 25: 9).
ليس هذا عن درجة الرسولية فقط، بل عن خلفائهم الأساقفة أيضاً: إذ يقول الرسول لأساقفة أفسس " احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس عليها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 20: 28).
إذن الأساقفة خلفاء الرسل، يقيمهم الروح القدس رعاة.
الروح القدس هو الذي يقيم وهو الذي يرسل. لذلك يقول السيد المسيح "أطلبوا إلى رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده" (مت 9: 38)..