محمد عبدالغني الجمسي من مواليد 9 سبتمبر 1921 البتانون المنوفية وخرج من منصبه كوزير للدفاع عام 1978،لم يكن قد أكمل السابعة عشرة حين التحق بالكلية الحربية مع عدد من أبناء جيله وطبقته الاجتماعية الذين اختارهم القدر لتغيير تاريخ مصر حيث كان من جيله جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وصلاح وجمال سالم وخالد محيي الدين وغيرهم من الضباط الأحرار وتخرج فيها عام 1939 في سلاح المدرعات ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية ألقت به الأقدار في صحراء مصر الغربية حيث دارت أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة روميل وكانت تجربة مهمة ودرسا مفيدا استوعبه الجمسي واختزنه لأكثر من ثلاثين عاما حين أتيح له الاستفادة منه في حرب رمضان وبعد هزيمة يونيه 1967 أوكل إليه جمال عبدالناصر مهام الإشراف علي تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات المشهود لها بالاستقامة والخبرة العسكرية استعدادا للثأر من الهزيمة النكراء وكان الجمسي من أكثر قيادات الجيش دراية بالعدو فساعده ذلك علي الصعود بقوة فتولي هيئة التدريب بالجيش ثم رئاسة هيئة العمليات ورئاسة المخابرات الحربية وهو الموقع الذي شغله عام 1972ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس الأركان والجمسي هو الذي اختار توقيت حرب أكتوبر بعناية بالغة حيث يكون في تمام الساعة الثانية ظهراً ووافق عليه السادات والمشير أحمد إسماعيل علي وبعد الخلاف بين الرئيس السادات ورئيس أركانه وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي الذي تمت إقالته علي إثرها تولي الجمسي رئاسة الأركان فأعد علي الفور خطة لتصفية الثغرة وأسماها "شامل" إلا أن السادات أجهضها بموافقته علي فض الاشتباك الأول عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر للقاهرة! واختار الرئيس السادات الفريق الجمسي ليتولي مسئولية التفاوض مع الإسرائيليين فيما عرف بمفاوضات الكيلو 101 وتطورت الأحداث بما أدي لخروج الجمسي من وزارة الحربية عام 1978 بسبب رفض الجمسي نزول الجيش إلي شوارع مصر لقمع مظاهرات 18 و19 يناير 1977 الشهيرة وتغير اسم وزارة الحربية إلي وزارة الدفاع ورقي الجمسي عام 1979 إلي رتبة المشير.. وقد أطلقت عليه جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل إبان حرب أكتوبر حين وصفته بـ"الجنرال النحيف المخيف".