ولادة القديس ونشأته :-
وُلد فى 27
أبيب فى مدينة أوسيم من أبويين تقيين هما أنسطاسيوس وسوسنة .. وما أن إشتد
عوده إلا أنه تربى فى مخافة الرب فكانت طفولته مقدسة فى صلوات وأصوام ،
وقد تتلمذ أبو فام على يد الأب أرسانيوس فلقنه الروحيات وعلمه ما يحويه
الكتاب المقدس من جواهر سمائيه فترعرع فام متوقد الذهن شديد الغيرة على
كنيسته ، وكان يصلى قائلاً " أعطنى يارب ينابيع دموع كثيرة " ...
السعى نحو النسك والتعفف :-
بالإضافة
لنسكه وتعففه فلقد وضع أيضاً فى قلبه قــول الرسول بولس " من زوَّج فحسناً
يفعل ، ومن لا يزوِّج يفعل أحسن " ( 1كو 7 : 38 ) ومن هنا إشتاق أبو فام
أن يقدم نفسه عذراء عفيفه للمسيح وأن لايختلط بالعالم . أما الشيطان فهو
كأسد زائر يلتمس من يبتلعه ...
بدء التجارب :-
فلما رأى
تقوى أبو فام أراد إبليس أن يهدم هذا الصرح العظيم والكيان النورانى
والكوكب المضئ ، فقد ألقى الشيطان فى قلب مكسيميانوس الملك الطاغية أن
يعذب القديس فأرسله إلى والى أنصنا أريانوس ليعذبه .. فأعد أريانوس جنوده
وذهب إلى أوسيم للقبض على أبو فام ، وفى نفس الوقت الذى فيه كان الجنود
وقائدهم يعدون أنفسهم لهدم أبو فام كانت السماء تمنحه نعمة لتعده لمجد
أسمى وأبقى .
السعى نحو الشهادة :-
إلا أن جهاده الروحى فى
المخدع كان عربوناً لجهاد روحى عظيم محفوف بالألم لأجل إكليل الشهادة
..وبالرغم من غناه المادى لدرجة أنه كان يمتلك خمسمائة عبداً مما جعل
الناس يلقبوه بأبو خمسمائة إلا أنه كان يتطلع إلى مملكة عُليا لا تزول .
نظر إلى أورشليم السمائية وكيف يكون وارثاً وملكاً هناك مع الملك الحقيقى
ربنا يسوع المسيح
عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسى :-
فإذ
بالملاك ميخائيل رئيس جند السماء يظهر لأبو فام ليشدده ويعلمه بأنه سينال
ثلاث أكاليل .. الأول للشهادة والثانى للبتولية والثالث للجهاد .. ففرح
أبو فام وصلى شاكراً الرب على هذه الهبة الروحية فى اختياره لطريق الألم
من أجل اسمه ، وأراد أن يشجع أمه ويعلن لها مساندة السماء للشهادة ، فقالت
له أمه (وأنا يا إبنى الحبيب لن أفارقك فى كل موضع أنت تذهب إليه ) ..
وكذلك أخبر أبو فام أعز وأحب أصدقاءه تاوضروس بما سمعه من رئيس جند السماء
... وعندما دخل أريانوس مدينة أوسيم وهو يطلب أبو فام .
قبول الإستشهاد بفرح :-
فإذ
بأبو فام يخرج إليه وهو يلبس حُله بهية ويركب حصان أشقر وهو متهلل فى سرور
واضح وسلام ملحوظ وهو يردد عبارته التى إشتهر بها:-(( هذا هو يوم عُرسى
لأنى سأُحل من رباطات هذا العالم)) فألقى عليه أريانوس كلمة السلام فأجابه
أبو فام أنت قلت لى السلام ، وأنت ليس لك فرح وسلام لأنه لا سلام قال إلهى
للأشرار ..
تعذيب القديس بيد أريانوس بالسحل :-
فأمر
أريانوس جنوده بربط أبو فام بسلستين فى مؤخرة حصان وأن يجروه فى شوارع
أوسيم فسمعت بذلك أمه وذهبت إليه لتراه وللوقت غضب أريانوس وأمر بحفر حفرة
كبيرة ويُوقَد فيها ناراً هائلة وأن يُلقوا أم أبو فام والـ 499 عبداً
وكان ذلك فى اليوم الثامن والعشرين من شهر توت. وكان أريانوس فرحاً بهذا
الأمر طمعاً فى أن يُثنى أبو فام عن عزمه
تعذيب القديس بيد مكسيميانوس بالغرق :-
لما
فشل الوالى أريانوس أرسله إلى الملك مكسيميانوس وأمر جنوده أن يميتوا أبو
فام غرقاً فأخذوه وألقوه فى البحر بعد أن ربطوا عنقه بحجر كبير إلا أن رب
المجد أرسل له درفيلاً فحمله إلى البر أمام حشد كبير وإذ بالناس يهتفون
قائلين ليس إله إلا إله السماء والأرض الذى يعبده أبو فام .
تعذيب القديس بيد أرمانيوس :-
ومرة
أخرى يرسله الملك ولكن هذه المرة إلى أرمانيوس والى الأسكندرية ففشل فى
إثناءه عن إيمانه ولطم القديس على وجهه فللوقت توقف ساعده الأيمن وظل يصرخ
بدموع :
أسألك يا سيدى أبو فام ،أعنى فى هذه الشدة العظيمة التى نالتنى
" فتراءف أبو فام وصلى له للوقت عادت ذراعه كما كانت مطبقاً كلام إلهه
(احسنوا إلى مبغضيكم ......) .
إيمان ديوناسيوس ومن معه واستشهادهم
:-وكان إلى جوار القديس رجل إسمه ديوناسيوس فأعترف أمام الوالى بأنه
وجنوده وأولاده وعددهم (109) يؤمنون بالمسيح، فأمر أرمانيوس بقطع رؤوسهم
أمام أبو فام .
سلسلة العذاب بيد أرمانيوس:-
أما القديس
أبوفام فأذاقه أرمانيوس ألوان شتى من العذاب ، فأمر بوضعه فى الهنبازين ،
ومرة أخرى أمر أن يُصب فى فمه وحنجرته جيراً ، ولكن أرسل له الرب رئيس
الملائكة ميخائيل فشفاه وعزاه بكلمات طيبة مملؤة من النعمة …
عذاب القديس بيد أريانوس مرة أخرى :-
فأرسله
ثانياً إلى أريانوس والى أنصنا فأمر أن يصنع له حذاء من حديد وألبسوه
للقديس وأن يعلقوه على خشبه على مثال الصليب ، ورفع القديس على الخشبه ..
ولكن فى هذه المرة ظهر له رب المجد يسوع على سحب الشار وبيم والساروفيم
وجنود من الملائكة قائلاً " لا تخف يا حبيبى أبوفام " فنهض أبوفام قوياً
وواقفاً كأنه لم يصبه أى أذى .. فثار أريانوس على ما رأه وغضب فقال للقديس
أختر واحدة من أثنين أن تبخر للألهه فى أخميم وأما الموت فأجاب أبوفام (لن
أسجد إلا لإلهى يسوع المسيح ربى) فأمر أريانوس جنودة يرُبط بسلاسل من
الحديد ويجروه على الأرض بهما حتى يصلوا الى الشاطئ وكان دم أبو فام يسيل
على الأرض طوال الطريق .