كيف نأتى الى الله ؟!
كيف نأتى الى الله ؟!
1ـ نأتى بقلب منسحق :
زى الأبن الضال اللى كان تعبان وعايش فى مشاكل فى الكورة البعيدة ، وبعدين فكر يرجع لبيت أبوه ليستريح من متاعبه ، فأتى بقلب منسحق يقول : " اخطأت الى السموات وقدامك ولست مستحقا أن أدعى لك ابنا " (لو21:15) وبهذا الانسحاق قبله أبوه وألبسه الحله الأولى وجعل خاتما فى يده .... بينما أخوه الاكبر خسر الموقف ، لأنه رفض أن يأتى ... وتكلم مع أبوه بكبرياء القلب ....
+ اذن ميصحش نأتى الى الرب بكبرياء نقوله : ليه سايبنى ، أو ليه بيضطهدنى ، أو ليه تخليت عنى ، لا يصح أن نجعل الله هو سببا لمشاكلنا ... بينما السبب الحقيقى هو فى الانسان نفسه الذى يكرم الرب بشفتيه فقط ... على رأى أحد الآباء : ( اصطلح مع الله ، تصطلح معك السماء والأرض ) ــ اذن لا نأتى الى الله علشان يحل مشاكلنا ويريحنا من متاعبنا فقط ... أنما نأتى اليه لنصطلح معه أولا ، فربما يكون سبب المتاعب ان فيه خصومة بينى وبين الله وأن طرقى لا ترضيه .........
2- اذن نأتى الى الله لنصطلح معه :
ولما نصطلح مع الله ، نلاقى الدنيا كلها اصطلحت معانا ويعطيم الرب سلاما وراحة وهدوء داخلى ، ويريحك من متاعبك ومشاكلك ... ويتحقق فينا قوله :" ارجعوا الى ارجع اليكم قال رب الجنود " (ملا7:3)
3- أيضا نأتى الى الله بالايمان والصلاة :
ناس كتير تيجى لربنا ، لكن معندهمش ايمان ان الله ح يحل مشاكلهم ، ويصلوا وهم لا يشعرون بفائدة الصلاة أو أنها ستكون لها نتيجة ... فتكون النتيجة أنهم يستمرون فى متاعبهم ومشاكلهم بسبب عدم ايمانهم ، وبسبب فقدان الرجاء والثقة بالله . ــــــ السيد المسيح قال للمرأة التائبة :
" ايمانك خلصك ، اذهبى بسلام " (لو 5:7) وقال للأبرص : "قم امضى ايمانك خلصك " (لو19:17) .... وقال للأعمى : "أبصر ، ايمانك قد شفاك " (لو42:18) وقال للأعميين :
"بحسب ايمانكما يكون لكما " (مت29:9) ...... لذلك يجب أن نأتى الى الله بايمان وثقة أنه سيريحنا من أتعابنا ومشاكلنا ، وحينئذ سيكون لنا بحسب ايماننا .
4- أيضا نأتى الى الرب ونحن حاملين نيره علينا :
فهذا الذى قال عنه الرب " احملوا نيرى عليكم ، وتعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلب ، فتجدوا راحة لنفوسكم " ( مت29:11)
+ احمل نير المسيح ، يعنى احمل الصليب واتبعه ، لما أتى اليه فى مشاكلى ، اروح بدون تذمر ولا ضجر ، لكن لكن اذهب اليه فى حياة التسليم ، وأنا خاضع لمشيئته ، وانا متذكر قول الرسول :
" احسبوه كل فرح يااخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة " ( يع2:1) ، بهذا التسليم ، يبقى الداخل فى سلام ولا يفقد رجاؤه ... وتبقى المتاعب والمشاكل الخارجية بعيدة عن الداخل ، ولا يهتز الانسان فى وسط التجارب والضيقات والمتاعب ، لأنه يحمل نير الرب بفرح ، فيجد راحة عجيبة .....
++ الله مازال يعمل فى وسط أولاده ، نحن لا نراه ولكن نؤمن بذلك ، ولنا رجاء بنتيجة عمله .... حتى لو انغلقت أمامنا كل الأبواب ، يبقى باب الله مفتوح أمامنا على الدوام ، هذا الباب المفتوح رآه أبونا يوحنا الحبيب وهو فى الضيقه فى منفاه وقال عنه : "ابصرت واذا باب مفتوح فى السماء " (رؤ1:4-2) ، وقال السيد المسيح : " هأنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا ، لا يستطيع أحد أن يغلقه " (رؤ8:3) أنها كلمة معزية من الله ياأحبائى ، وكلمة عزاء نتذكرها فنمتلئ بالرجاء ، ونفرح بهذا الباب المفتوح .....
+ لابد أن نعلم ونتأكد ياأحبائى أن حياتنا فى يد الله وحده ، وليست فى يد الناس ، ليست فى يد التجارب والاحداث ، وليست فى يد الشيطان ....لكن فى يد الله وحده ، والله نقشك على كفه (أش16:49) ويظلل عليك بجناحيه (مز90) ، ويحرسك فى الليل والنهار ويحفظ دخولك وخروجك (مز120) ، وهو الراعى الذى يرعاك فلا يعوزك شئ (مز23) .
أن قوة المسيحية ياأحبائى فى أنها لا تعتمد على بشرية أو انسانية أو ذاتية ... أنما تعتمد على الوعد الالهى : " أنا معك ، واحفظك حيثما تذهب " (تك15:28) احفظك من الشياطين ، واحفظك من من الناس الأشرار ، واحفظك من نفسك ........ احفظك من كل سوء أ احفظ دخولك وخروجك (مز121) ـــــ يسقط عن يسارك ألوف وعن يمينك ربوات وأما أنت فلا يقتربون اليك " ( مز91) ــــــ " لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير فى النهار ، ولا من أمر يسلك فى الظلمة " (مز91) ـــــ "لأنى أنا معك احفظك حيثما تذهب " ـــــ واجعل بابى مفتوحا امامك دائما ، وافتح لك أبوابا أخرى كثيرة ..............
+ صادقة هى وعودك يارب ، وعجيبة هى تعزياتك ، هو القادر وحده أن يثبتنا فى الايمان والرجاء والمحبة ليتمجد فى حياتنا . آمين .
له كل مجد واكرام الآن وكل آوان والى دهر الدهور آمين