|
|
| باكورة الآباء البطاركة: | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:22 am | |
| <BLOCKQUOTE> هو اول واشهر الشهداء في مصر وهو يوحنا الملقب مرقس وينحدر اصله من اليهود الذين كانوا قاطنين بالخمس المدن الغربية المسماه "بنتابوليس" التي كانت تقع في منطقه برقه بشمال افريقيا. وقد أنشأ اليونان هذه المدن فيما بين القرنين السابع والخامس الميلادي علي حدود مصر الشمالية الغربية. وكان ميلاد القديس مرقس في مدينة القيروان التي تقع في اقليم ليبيا بهذه المنطقة. وكان مرقس منذ ولادته ينعم بما كان لاسرته من ثروة كبيرة واراضي زراعية شاسعة ولذلك تمكن ابواه من ان يهيئا له افضل سبل التعليم والثقافة. فاتقن اللغتين اليونانية واللاتينية، كما اتقن اللغة العبرية وتعمق في دراسة كتب التوراة والناموس اليهودي. غير ان بعض القبائل المتبربرة من البدو هجمت علي اسرة مرقس في القيروان وهبتها – وكان ذلك في عهد الامبراطور الروماني اغسطس قيصر – فاضطرت هذه الكريمة إلى الهجرة، ومن ثم نزحت إلى فلسطين موطن اجدادها الاولين. وكانت قد استقرت هناك حين بدأ السيد المسيح ينادي ببشارته، وبذلك اتيح للقديس مرقس في حداثته ان يري السيد المسيح ويؤمن به ويصبح من تلاميذه. وكذلك تبعته ام مرقس واستضافته في بيتها. وصارت من النسوة اللاتي يخدمنه، كما كان بيتها هو اول كنيسة مسيحية في العالم، ولذلك كانت لهذه السيدة مكانه عظيمة بين المسيحيين الاوائل. وفي بيتها تناول السيد المسيح عشاءه الاخير مع تلاميذه عشية صلبه. وفيه كان يجتمع التلاميذ بعد قيامه السيد المسيح، حيث دخل عليهم واظهر لهم نفسه. وفي هذا البيت حل الروح القدس عليهم. وحين خرج بطرس من السجن الذي وضعه فيه هيرودس مزمعا ان يقتله بسبب تبشيره بالمسيحية. ذهب بطرس مباشرة إلى ذلك البيت. والراجح ان مرقس هو الشاب الذي تبع ليلة تسليمه، إذ يقول في الانجيل الذي يحمل اسمه:" وكان يتبعه شاب يلف جسده العاري بإزار فأمسكوه، فترك الازار وهرب عاريا" (مر 14: 51، 52 ).
وقد بدأ القديس مرقس كرازته مع بطرس الرسول في منطقة اليهودية، وفي جبل لبنان، وفي بيت عنيا، وفي مناطق من سوريا ولا سيما انطاكيا حتي سنه 45 ميلادية – ثم كرز مع القديس بولس وبرنابا في رحلتهما الاولي في قبرص وفي باخوس، حتي إذا وصلوا إلى " برجه بمفيلية " تركهما هناك وعاد إلى اورشليم سنه 51 ميلادية. ثم ظهر في انطاكية مرة اخري بعد مجمع اورشليم واشترك مع القديسين. وبولس في تاسيس كنيسة روما. وبعد ذلك قصد القديس مرقس وحده إلى مسقط رأسه في شمال افريقيا حيث بشر الخمس مدن الغربية وهي القيروان، وبرينيكي وبرقه وارسينوي وابولونيا. وكانت هذه المدن في ذلك الحين تحت حكم الرومان، وكان شعبها خليطا من اليونايين والليبين والرومان واليهود وكانت ذات عبادات وثنية وثقافة يونانية. وقد وصل القديس مرقس إلى هذه البلاد في نحو سنه 58 ميلادية. وهناك واظب علي التبشير، وكانت تجري علي يديه كثير من المعجزات، مما جذب اليه كثيرين من المؤمنين فيقول ساويرس بن المقفع اسقف الاشمونيين في كتابه " تاريخ البطاركة " فلما عاد القديس مرقس من روما قصد الي الخمس مدن اولاً، وبشر في جميع انحاءها بكلام الله، واظهر عجائب كثيرة، حتي انه ابرأ المرضي وطهر البرص واخرج الشياطين، بنعمة الله الحاله فيه فأمن بالسيد المسيح كثيرون وكسروا اصنامهم التي كانوا يعبدونها وعمدهم باسم الاب والابن والروح القدس. وبعد ان قضي مرقس الرسول يبشر في الخمس المدن الغربية نحو تسع سنوات واتجه بعد ذلك إلى الاسكندرية سنه 61 ميلادي وكانت هي عاصمة مصر في ذلك الحين، كما كانت العاصمة الثقافية للعالم كله – وكانت مدرسة الاسكندرية الفلسفية الشهيرة هي مركز العلم والفلسفة في كل الامبراطورية . وقد كانت تزدحم بعدد عظيم من كبار العلماء كما كانت تزدحم مكتبتها الشهيرة بمئات الالاف من الكتب النادرة والمخطوطات المتعمقه في كل العلوم، وكانت تلك المدينة الضخمة حينذاك تضم نحو مليون شخص من المصريين والرومان واليونان واليهود والفرس والاحباش وغير ذلك من الاجناس التي تعتنق عددا لا يحصي من ديانات الامم مختلفه. وقد وقف مرقس وحيداً امام كل هذه الديانات والفلسفات يتأهب لان يصارعها جميعا وان ينتصر عليها كلها. وقد كان قدوم مرقس الرسول الي الاسكندرية في الغالب عن طريق الواحات، ثم الصعيد ثم تقدم شمالاً نحو بابليون ويقال انه في هذه الفترة كتب إنجيله بالغة اليونانية ثم غادر بابليون الي الاسكندرية، وهو لا يفتأ يجول مبشرا في الطرقات – وكان حذاؤه قد تمزق فمال علي إسكافي في المدينة يدعي انيانيوس ليصلحه. وفيما الاسكافي يفعل ذلك دخل المخراز في يده فأدماها، فصرخ قائلاً " ايس ثيئوس" أي " يا الله الواحد " فانتهز القديس مرقس هذه الفرصة واخذ يده فشفاها، ثم راح يبشر ه بذلك الاله الواحد الذي هتف باسمه وهو لا يعرفه، فامن الاسكافي بكلامه ودعاه إلى بيته، وجمع له اقاربه واصحابه فبشرهم بالمسيح وعمدهم فكانوا هم باكورة المؤمنين في مصر كلها.
google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
فلما رأي الوثنيين بوادر نجاح الرسول في بشارته حنقوا عليه وراحوا يتربصون به الدوائر ليفتكوا به ولكنه واصل اداء رسالته غير عابيء بما يدبرون، فأقام انيانوس اسقفا، ورسم معه قسوسا وشمامسة، وشيد اول كنيسة بالاسكندرية في الجهة الشرقية منها عرفت بأسم " بوكاليا " وبذلك إزداد عدد المؤمنين زيادة كبري في وقت وجيز. وفي ذلك يقول المؤرخ السكندري يوسابيوس الشهير " كان جمهور المؤمنين الذين اجتمعوا هناك في البداية من الكثرة حتي ان الفيلسوف اليهودي فيلون وجده امرا جديرا بالاهتمام ان يصف جهادهم واجتماعاتهم وتعزياتهم وكل طرق معيشتهم ويقول الاب شينو في كتابه " قديسو مصر " إن الحياة التي تدعوا إلى الاعجاب في مصر بعد الايمان جعلت الفيلسوف اليهودي الشهير فيلون يؤكد فيما بعد ان الاسكندرية اعادت الينا ذكر الايام الاولي التي كانت لكنيسة اورشليم. وقد اسس القديس مرقس بالاسكندرية مدرسة لاهوتية لتتصدي لتعاليم المدرسة الوثنية التي كانت هي الخلفية الطبيعية لمدرسة اثينا وكان يقوم بالتدريس فيها اكبر الفلاسفة الوثنيين في ذلك الحين. وقد اقام مرقس الرسول القديس يسطس اول رئيس للمدرسة اللاهوتية، هو الذي صار فيما بعد سادس بابا للاسكندرية. كما ان القديس مرقس وضع القداس الالهي للصلوات الكنسية وهو المعروف بالقداس المرقسي والكيرلسي نظرا لان البابا كيرلس الاول هو الذي دونه بعد ان كان رجال الكنيسة يتسلمونه بعضهم من بعض شفهيا. فلما راي الوثنيين بوادر نجاح الرسول في بشارته اشتد حنقهم عليه وراحو يتربصون به الوائر ليقتلوه. ولكنه واصل اداء رسالته غير عابيء بما يدبرون ثم اعتزم ان يترك مصر بعض الوقت ويعود ليفتقد اولاده من المؤمنين في الخمس مدن الغربية ثم مضي منها إلى افسس حيث تقابل مع القديس تيموثاوس، ثم اتجه الي روما تلبية لدعوة القديس بولس الرسول، وبقي معه هناك حتي استشهاده في سنه 68م، وبعد ذلك عاد إلى مصر واستأنف فيها عمل الكرازة وقد كان عدد المؤمنين لا يفتأ يتزايد تزايدا عظيما. فلما كثر عدد المؤمنين وتوطدت دعائم الكنيسة التي اسسها تغلغل الحقد في قلوب الوثنيين عليه واضمروا الغدر به، حتي اذا كان عيد القيامة المجيد في 26 ابريل سنه 68م الذي يوافق 30 برموده بالتقويم المصري القديم وكان المسيحيون يحتفلون بهذا العيد في كنيسة بوكاليا وقد تصادف ان كان ذلك اليوم هو نفسه يوم الاحتفال بعيد الاله الوثني، وقد تدفقت جموع الوثنيين للاحتفال بهذا العيد، فلما علموا ان القديس مرقس يحتفل بعيد القيامة في الكنيسة مع شعبه حتي اندفعوا إلى الكنيسة في جموع ساخطة وهجموا علي القديس ووضعوا حبلا في عنقه والقوه علي الارض وراحو يسحلونه في طرقات المدينة وساحاتها وهو لا يفتأ يرتطم بالاحجار والصخور حتي تناثر لحمه ونزف دمه واستمروا يفعلونه به هكذا طوال النهار، حتي اذا خيم الليل القوا به في السجن. وفي ظلام ذلك السجن ظهر له السيد المسيح في نور عظيم وشجعه وقواه وهو يخاطبه قائلا (يا شهيدي الامين) واعدا اياه بفردوس النعيم، ولذلك اصبح لقب القديس مرقس المعروف به في طقوس الكنيسة وصلواتها هو (ثيورديموس) أي (ناظر الاله) ثم في فجر اليوم التالي عاد الوثنيين الي القديس مرة اخري، ورابطوا عنقه ايضا بحبل غليظ، ثم راحوا يسحلونه كذلك في كل طرقات الاسكندرية حتي اسلم الروح. علي ان موت القديس لم يهديء من ثائرة الوثنيين وحقدهم فاعتزموا حرق جثته بعد موته إمعانا في التنكيل به والتشفي منه وبالفعل جمعوا كومه عظيمة من الحطب واعدوا نارا للمحرقة، غير انه حدث في اللحظة التي اوشكوا فيها ان يلقوا الجسد في النار ان هبت عاصفة مصحوبه بمطر غزير فانطفأت النار وتفرق الشعب وعندئذ اسرع جماعة من المؤمنين فأخذوا الجسد وحملوه الي كنيسة (بوكاليا) ووضعوه في تابوت ثم صلي عليه خليفته القديس إنيانوس مع الاكليروس والشعب ودفنوه في قبر نحتوه في الجانب الشرقي من الكنيسة اطلقوا عليها اسم كنيسة القديس مرقس، وتحتفل الكنيسة القبطية في كل الانحاء بذكري استشهاد القديس يوم 30 برموده من كل عام وقد كان استشهاده في الثامنه والخمسون من عمره. وقد ظل جسد القديس مرقس في تابوته حتي سنه 644م في كنيسة بوكاليا بالاسكندرية، وكانت تطل علي الميناء الشرقي للمدينة. فلما وقع الانشقاق العقيدي في مجمع خلقدونية سنه 450م تعرضت الكنيسة القبطية التي تؤمن بالطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة للسيد المسيح لاضطهاد عنيف من اصحاب بدعه الطبيعتين والمشيئتين الذين اطلق عليهم لقب الملكيين لانهم اعتنقوا مذهب الملك الروماني واستولي اولئك الملكيون علي الكنائس القبطية ومنها كنيسة القديس مرقس بالاسكندرية وبداخلها جسد القديس وظلت تحت سيطرتهم حتي سنه 644م. وفي هذه السنه التي تم فيها الفتح العربي لمصر بقياده عمرو بن العاص، حاول احد البحارة سرقة رأس القديس بعد ان فصلها عن الجسد وخبأها في سفينه معتقدا انها تخص رجلا عظيما ولكن حين تحرك اسطول عمرو بن العاص وخرج كله من الميناء حدث ان السفينة التي تحمل راس القديس ثبتت في مكانها ولم تشأ ان تتحرك علي الرغم من كل ما بذله البحارة من المحاولات، فادركوا ان في الامر سرا ومن ثم اصدر عمرو بن العاص امره بتفتيش السفينة. فلما اخرجوا الرأس تحركت السفينة علي الفور. فإستحضر عمرو بحار السفينة واستجوبه فلما علم انه سرق هذا الرأس من الكنيسة إستدعي القديس بطرس بطريرك الاقباط وسلمه الرأس كما وهبه عشرة الاف دينار لبناء الكنيسة لصاحب هذا الرأس الذي له كل هذه الكرامة. وبالفعل تم بناء الكنيسة بالاسكندرية وهي المعروفة بالمعلقة بالقرب من المسله الاثرية، وقد إستقر الرأس فيها حتي القرن السادس، بينما كان جسد القديس مرقس راقدا في كنيسة بوكاليا التي كانت لا تزال تحت سلطان الرومان الملكيين وقد ظل الجسد في هذه الكنيسة حتي حدث في نحو عام 815 م وبعدها بسنوات قليلة ان احتال بعض البحارة من اهل البندقية وسرقوه ونقلوه إلى مدينتهم حيث ظل بها واهتم حاكم البندقية جستنيان ببناء هيكل فخم جميل ووضع فيه الجسد، غير ان هذا الهيكل احترق سنه 977م فجدد عمارته الدوق بطرس ارسيلوا، ثم اقيمت للجسد كنيسة تعتبر من اضخم وافخم كنائس العالم وهي كنيسة القديس مرقس بالبندقية وقد بدأ في بناءها سنه 1052 م ولم يتم بناؤها الا في القرن الثامن عشر للميلاد وقد تباري في بنائها وزخرفتها اعظم واقدر مهندسي وفناني العالم فخرجت تحفه بديعة رائعة. أما رأس القديس مرقس فقد ذكرنا ان البابا بنيامين الثامن والثلاثين بدأ في بناء كنيسة لتوضع فيها الرأس. غير ان الرومان بدأوا يحاولون الاستيلاء علي الرأس ايضا. حتي اخذها الاقباط المؤمنين وخبأها في دير القديس مكاريوس ببريه شيهيت حوالي سنه 1013م. ثم في خلال القرن الحادي عشر وحتي القرن الرابع عشر تتابع نقل رأس القديس إلى كثير من بيوت اغنياء الاقباط لاخفائها عن الولاه العرب الذين كانوا لا يفتأون يفتشون عنها ليقسروا علي دفع مبالغ ضخمة لاستعادتها فكانوا لا يعلمون ان رأس القديس موجوده بإحد بيوت سراة الاقباط حتي يقبضوا عليه ويضربوه ويهينوه ويفرضوا عليه مبلغاً فاحشاً من المال فإذا اضطر إلى دفعه تركوا الرأس له وإذا رفض وعجز نكلوا به وأوثقوه والقوة في السجن وقد تكرر هذا مراراً كثيرة، وحتى تم أخيراً بناء مدفن خاص لرأس القديس في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية في القرن الثامن عشر ووضع فيه داخل صندوق من الرخام. وذلك منذ ايام بطرس السادس. و قد ظل جسد القديس مرقس راقداً في كاتدرائيته العظمى في البندقية منذ سنة 828 م حتى طلب البابا كيرلس السادس بطريرك الأقباط الأرثوذكس من بابا روما إعادة الجسد إلى موطنة الأصلى في مصر وكان ذلك بمناسبة الاحتفال بمرور تسعة عشر قرناً على استشهاد القديس، وكذلك بمناسبة تأسيس الكاتدرائية المرقسية الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة لتكون مقراً للجسد المقدس وفي يوم 24 يونيو سنة 1968 ميلادية عاد الوفد الذي أوفده البابا كيرلس السادس لإعادة الجثمان إلى مصر، ومعه أعضاء البعثة التي أوفدها بابا روما ما يحملون الرفات المقدس. وكانت في هذه الأثناء أجراس الكنائس تدق في القاهرة كلها ابتهاجاً بهذه المناسبة الرائعة. ثم في الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء 26يونيه سنة 1968م بدأ الاحتفال الدينى الطقسى بإفتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديده بدير الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة، فجاء قداسة البابا كيرلس السادس بسيارته يحمل صندوق رفات القديس مرقس الرسول من الكاتدرائية المرقسية بالازبكية التي ظل موضوعاً بها منذ ثلاثة ايام وتقدم الموكب يحف به المطارنة والأساقفه والكهنة والشمامسة إلى أن صعد البابا إلى الكاتدرائية الجديدة، ووضع الصندوق بكل إجلال على مائدة خاصة في شرقية الهيكل، وبدأت مراسم القداس الحبرى الحافل الذي خدمه قداسة البابا كيرلس السادس واشترك معه مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد من المطارنة الأقباط والأثيوبيين والسريان والهنود الأرمن الأرثوذكس، وحضرة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا والكاردينال دوفال رئيس البعثة البابوية الرومانية وكثير من رؤساء الأديان والمطارنة والأساقفة ورجال الدين من مختلف بلاد العالم ونحو عشرة آلاف من الشعب وما أن انتهى القداس حتى نزل البابا كيرلس يحمل الرفات ومعه الإمبراطور وبطريرك السريان الأرثوذكس ورؤساء الكنائس في موكب كبير واتجه إلى مزار القديس مرقس الذى كان قد سبق إعداده تحت المذبح الرئيسى للكاتدرائية وأوضع الصندوق المزخرف فى القبر الرخامى وغطس بلوحة رخامية كبيرة وسط الترتيل والأناشيد. وقد اشتهر القديس مرقس الذي أسس كنيسة الإسكندرية بلقب ظل يطلق علية على مدى التاريخ القبطى كله وهذا اللقب هو "كاروز الديار المصرية ورئيس بطاركة كرسى الإسكندرية العظمى". و قد اشتهر أسم القديس مرقس على مدى التاريخ المسيحى والقبطى فأصبح يطلق بعده على كثير من البطاركة والأساقفه والكهنة والرهبان والكنائس باعتباره هو كاروز الديار المصرية ومؤسسها. <BLOCKQUOTE>أ- فمن بطاركة الأقباط الأرثوذكس أطلق اسم هذا القديس على سبعة منهم وهم البابا مرقس الثانى البابا 49 - البابا مرقس الثالث البابا 73 - البابا مرقس الرابع البابا 84 - البابا مرقس الخامس البابا 98 - البابا مرقس السادس البابا 101 - البابا مرقس السابع 106 - البابا مرقس الثامن 108. ب- أما الأساقفة الذين أطلق عليهم القديس مرقس فكانوا كثيرين جداً، لم يخل منهم عهد ومكان ومن أمثلة ذلك انه عندما قام البابا بنيامين وهو الثانى والثمانون بصنع الميرون شاركه في ذلك إثنا عشر أسقفاً كان منهم أربعة باسم مرقس. وفي عهد البابا ديمتريوس الثانى كان وكيل الكرازة المرقسية وهو الأنبا مرقس مطران البحيرة. كما كان يوجد بهذا الأسم الأنبا مرقس مطران ابو تيج. ويوجد حالياً نيافة الأنبا مرقس الأسقف الارثوذكسى لمرسيليا وطولون بفرنسا، إلخ.. ج- أما الكهنة والرهبان والنساك الذين يحملون اسم القديس مرقس فعددهم عظيم جداً يصعب حصره. وقد بنيت كنائس كثيرة في أنحاء مصر باسم القديس مرقس فأندثر بعضها وبقيت آثار البعض الآخر. </BLOCKQUOTE>من أقاصى الأرض خرج منطقهم وإلى أقصى المسكونه بلغت أقوالهم</BLOCKQUOTE> | |
| | | ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:24 am | |
| الرسول الأنجيلى رئيس أساقفة المدينة العظمى الأسكندرية ( الأول)
يطلق الأقباط على مرقس رسول الرب يسوع إلى أرض مصر اسم "بى تيئوريموس ماركوس" أى بمعنى "رائى الإله " يقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة : " كان أخوين ساكنبن فى مدينة أسمها كيرنابوليس من أعمال الخمس مدن الغربية ( غرب مصر / ليبيا الان ) أسم الأكبر أرسطوبولس وأسم أخيه الصغير برنابس , وكانا فلاحين لهما حقل يزرعام ويحصدان , وكان لهما أواسى ( حقول ) ولم تكن أعمال العالم تلهيهم عن محبة الرب فقد كانا عارفين بناموس موسى معرفة جيدة , كما حفظا كثيراً من كتب العتيقة ( العهد القديم لأنهما كانا يهوديين) .
وحدث أن هاجمت قبائل البربر والحبش أراضيهما ونهبوا ما كان لهما فى زمان أوغسطس قيصر روما ولأجل فقدهما ما يمتلكان ونهبت مدخراتهما وما لاقوا من بلايا رحلا من تلك البلدة ونجوا بأنفسهم وهربوا إلى اليهودية وكان للأخ الكبير أرسطوبولوس أبناً يسمى يوحنا , فلما سكنوا أحدى بلاد اليهودية بالقرب من مدينة أورشليم ونمى يوحنا وكبر , وكان لهذين ألأخوين أبنة عم هى زوجة سمعان بطرس الذى كان أكبر تلاميذ السيد المسيح سناً , وعندما أختار السيد المسيح سبعين رسولاً ليرسلهم إلى العالم ليبشروا بملكوت السموات كان بينهم مرقس .. وأطلقوا على يوحنا أسم مرقس ومرقس له أسمان أسماً يهودياً هو يوحنا والأسم ألاخر مرقس وهو أسم يونانى .. ولهذا وصل إلى مصر ليبشر مصر برسالة الخلاص . , وكان يأوى عند بطرس ويتعلم هناك الكتب المقدسة
ولهذا يمكن القول أن مرقس (يوحنا) رسول السيد المسيح إلى ارض مصر ولد من ابويين يهوديين الأصل أستوطنا بلدة تسمى أبريانولوس فى شمال أفريقيا تقع بين مصر وطرابلس , حيث كانت توجد جاليات يهودية كبيرة فى مصر وفى ليبيا , وكانت ليبيا بها قبائل من البدو دائمة السطو على مدن شمال أفريقيا فقد سطت على أبريانولوس وفقد أرسطو بولس ثروته كلها ونهبت أمواله وأمتعته فأصاب والى مرقس الفقر والعوز فأضطرا إلى الهجرة إلى اليهودية وسكنا بالقرب من أورشليم .
وكان مرقس قريب لبطرس تلميذ السيد المسيح وكان بطرس الرسول يدعوه دائما أبنه , وآمن مرقس بالمسيحية , وفى أحدى رحلاته مع والده الذى لم يؤمن بالمسيح بعد قابلهما اسد ولبؤة يزأران بصوت مخيف , فقال أبوه أنا رجل شيخ وأيامى فى الحياة قليلة دعنى أقدم نفسى عنك وأهرب انت , فقال الرسول مرقس لأبيه : " لا تخف يا أبى المسيح الذى أؤمن به ينجينا من كل شدة " ولكن تقدم مرقس وصلى بأيمان لكى ينقذه السيد المسيح ولما أقترب منه الأسد صاح مرقس الرسول بصوت عظيم قائلاً : " السيد يسوع المسيح أبن الإله الحى يأمركما أن تنشقا وينقطع نسلكما من هذا الجيل , ولا يكن لكما فيه ولد إلى الأبد فإنشقا الأسد واللبؤة للوقت والساعة من وسطهما " فأنطرح الأسدان على الأرض وماتا فى اللحظة التى أنتهى فيها مرقس من كلامه فلما رأى أبيه أرسطوبولس هذه الأعجوبة العظيمة التى كانت بقوة من ناداه بالكلمات التى نطق بها مرقس أبنه للمسيح الذى لا يغلب قال أبوسطولوس لأبنه : " أنا أبيك الذى خلفتك يا مرقص , وأنت اليوم تصير أبى ( يقصد أبيه الروحى) ونجيتنى أنا وأخى , أطلب منك أن تجعلنا عبيد للرب يسوع المسيح الذى تبشر به ومنذ ذلك الوقت تعلم أبى الرسول مرقس وعمه تعاليم الرب يسوع من فمه الطاهر ولهذا صور المصورون والفنانون صورة مار مرقص وبجانبة أسداً ورمز إلي مرقس وانجيلة برمز الأسد لأن أنجيلة كتب كأن السيد المسيح ملك ومرسل امامه يوحنا المعمدان الصوت الصارخ فى البرية . وكان مرقس من بيت بركة لأن أمه هى أخت برنابا الرسول . الوثنيون يشركون إلاه القمر بشجرة : وذكر أبن المقفع فى تاريخ البطاركة ج1 ص 2 : وكان فى تلك البلاد بلد تسى أزدود بها شجرة زيتون كبيرة جداً وكان الناس يتعجبون من عظمة هذه الشجرة وقدمها فصار الناس يتعبدون لهذه الشجرة , فرأى مرقس الرسول صلاتهم فقال لهم : " هذه الزيتونة تأكلون ثمرها وتوقدون أغصانها فى النار ثم تسجدون لها كإله , فماذا تصنع هذه الشجرة بكلمة الرب الذى أعبده فآمر هذه الشجرة أن تسقط إلى الأرض بلا حديد يدنوا منها " .. فقالوا له : " نحن نعلم أنك تعمل سحر الجليلى ( يقصدون السيد المسيح له المجد) ومهما أردته فعلته , أما نحن فسندعو إلهنا القمر الذى أقام لنا هذه الشجرة الزيتون نصلى لها " .. فأجاب القديس مرقس وقال لهم : " أنا أطرحها (أسقطها) على الأرض فإن أقامها إلهكم فأنا أعبده معكم " .. فرضوا بهذا القول منه ( فوافقوه على شروطه ) , فقال أبعدوا جميع الناس عنها وقالوا : " أنظروا (أبحثوا) لئلا يكون أنسان مختفياً فيها " .. حينئذ رفع القديس مرقس عينية إلى السماء متجها إلى المشرق وفتح فاه وصلى قائلاً : ياسيدى يسوع المسيح أبن الإله الحى أسمع عبدك وأمر القمر الذى هو خادم ثانى لهذا العالم الذى يضئ فى الليل بأمرك وسلطانك , أن يظهر صوته على هؤلاء الذين ليس لهم إله ويعرفهم من خلقه وخلق جميع الخليقة ومن هو الإله حتى يعبدوه , وأنا أعلم ياربى وإلهى أنه ليس له صوت ولا نطق ولا جرت عادته أن يكلم أحداً لكى يسمع منه كلاماً فى هذه الساعة بقوتك التى لا تقاوم ليعرف هؤلاء الذين ليس لهم إله أنه ليس إلهاً لكنه خادم تحت سلطانك وأنت إلهه , وهذه الشجرة التى يصلون إليها تقع على الأرض , ليعرف الكل ربوبيتك أنه لا يوجد إله إلا أنت والآب الصالح والروح القدس المحى إلى الأبد آمين " وفى تلك الساعة بعد إتمام صلاته حدثت ظلمة شديده على الأرض وكان الوقت نصف النها , وظهر لهم القمر مضيئاً فى السماء , وسمعوا صوتاً من القمر قائلاً : " أيها الناس القليلوا الإيمان , لست أنا الإله فتعبدونى , بل أنا عبد الإله ومما خلقه , وأنا خادم المسيح ربى الذى يبشر به مرقس تلميذه , فهو وحده الذى نعبده ونخدمه " وبعد هذا سقطت شجرة الزيتون , وصار خوف عظيم على كل من شاهد هذه الأعجوبة . أما القوم الذين كانوا يخدمون الشجرة (يسترزقون منها ) والذين يسجدون لها مسكوا القديس مرقس وضربوه وسلموه لليهود المخالفين , فسجنوه , وفى تلك الليلة رأى القديس مرقس فى نومه السيد المسيح يقول لبطرس : " أنا أخرج كل من هو معتقل " فلما أنتبه من نومه ( أستيقظ) راى ابواب السجن مفتوحه , فخرج هو وكل من كان فى السجن , وكان حفظة السجن (الحراس) نياماً كالأموات . أما الجموع الذين شاهدوا المعجزة (عندما رأوهم أحراراً ) قالوا : " ليس لنا عمل (قوة) أمام هؤلاء الجليليين , لأنهم يفعلون هذه الأفعال ببعلزبول رئيس الشياطين .
وكان مرقس من السبعين تلميذاً (رسولاً) , وكان هو من ضمن الخدام الذين حملوا جرار الماء وصبوه فى جرار الخمر الذى صيره سيدنا الرب يسوع خمراً فى عرس قانا الجليل . وهو أيضاً الذى حمل جرة الماء فى بيت سمعان القريانى فى وقت العشاء السرى. وكان مرقس يأوى التلاميذ فى منزله فى وقت ألآم السيد المسيح ومن بعد قيامته من الأموات حيث دخل عليهم الرب والأبواب مغلقة , وبعد صعوده إلى السماء , ذهب مرقس مع بطرس إلى أورشليم وبشرا الجموع بكلام الرب يسوع وظهر الروح القدس لبطرس وأمره أن يمضى إلى المدن والقرى التى هناك , فذهب بطرس ومعه مرقس إلى بلدة بيت عينيا وبشرا بكلمة الرب , وأقام بطرس هناك أياماً , فنظر فى المنام ملاك الرب يقول له فى كورتين (بلدتين) غلاء عظيم , فقال بطرس للملاك فقال بطرس للملاك : " أى الكور تعنى ؟ " .. قال له : " الأسكندرية وكورة مصر وكورة رومية , وليس الغلاء من عدم وجود خبز وماء بل هو غلاء من قلة معرفة كلام الرب الذى تبشر به " .. فلما أستيقظ بطرس من نومه قال لمرقس ما شاهده فى منامه . وبعد هذا الحلم ذهب بطرس ومرقس إلى رومية وبشرا هناك بكلمة الرب , وفى السنة الخامسة عشر من بعد صعود المسيح أرسل القديس بطرس مار مرقس الأب الأنجيلى إلى مدينة الأسكندرية ليبشر فيها ويكرز بكلمة الرب وأنجيل السيد يسوع المسيح الذى له ينبغى المجد والكرامة والسجود للآب والروح القدس الإله الواحد إلى الأبد آمين .
(1) مار مرقس الرسول البطريرك الأول فى مصر[ 55م ـ 68م ]
1- مرقس الرسول هو بن أخـت برنـابا الرسول. 2- ويعتبر مرقس الرسول من السبعين رسولا. 3- فى بيت مرقس الرسول كان الفصح. 4- خرج مع بولـس وبرنـابا للتبشير ثم رجـع (أع13:13 ) 5- في الرحـلة الثانية خرج مرقس الرسول مع برنابا إلى قبرص. 6- جاء إلى مصر سنة 55م وكرز فيها. 7- رسم مرقس الرسول إنيانوس أسقفا. 8 - استشهد سنة 68م. | |
| | | ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:25 am | |
| إستشهاد مار مرقس وبشارته فى المدينة المحبة للمسيح بالأسكندرية
لماذا ذهب مرقس الرسول ليبشر المصريين بالمسيح يسوع ؟ ولما كان فى الوقت الذى دبره الرب المخلص يسوع المسيح بعد صعوده إلى السماء , أنه قسم جميع الكور ( البلاد فى العالم ) على الرسل بإلهام الروح القدس ليكرزوا فيها بكلام البشارة بالسيد يسوع المسيح , وبعد مدة وقع نصيب مرقس الأنجيلى أن يمضى إلى كورة (بلدة) مصر ومدينة الإسكندرية العظمى بأمر لاروح القدس لكى يسمعهم كلام أنجيل السيد المسيح ويثبتهم عليه لأجل ضلالتهم وإنغماسهم فى عبادة ألأوثان وعبادة المخلوق دون الخالق . وكان عندهم برابى (أوثان) كثيرة لآلهتهم المرزولة يخدمونها فى كل مكان ويعبدونها فى أثم وسحر ويذبحون لها بينهم قرابين لأنه أول من كرز فى مصر وأفريقيا والخمس مدن وجميع بلدانها .
إيمان أول مصرى بالمسيحية وكان أسكافياً فلما عاد القديس مرقس من روميه قصد إلى الخمس مدن أولاً وبشر فى جميع مدنها بكلام الرب الإله وفعل معجزات فشفى الأمراض وطهر برصاً وأخرج شياطين بنعمة الرب التى حلت فيه وآمن كثير بالرب يسوع من أجل كلامه ومعجزاته فكسروا أوثانهم التى كانوا يعبدونها وكل الشجر التى كانت الشياطين تأوى إليها وتخاطب الناس منها , ولما آمنوا بالمسيح عمدهم القديس مرقس بإسم ألاب والأبن والروح القدس وقال له : أمضى إلى مدينة الأسكندرية لتزرع فيها الزرع الجيد الذى هو كلام الرب الإله فقام رسول المسيح ونهض وتقوى بالروح القدس مثل مقاتل فى الحرب , فسلم على الأخوة وودعهم وقال لهم : " السيد يسوع المسيح يسهل طريقى لأمضى إلى الأسكندرية وأبشر فيها بأنجيله المقدس ثم صلى قائلاً : " يارب ثبت الأخوة الذين الذين عرفوا اسمك المقدس وأعود إليهم فرحاً " فودعوه الأخوة وتوجه إلى مدينة الأسكندرية , فلما دخل من بابها (الأسكندرية كانت داخل حصن وله عدة أبواب) أنقطعت سيور حذاءه , فلما حدث ذلك قال : " الآن قد علمت أن الرب سهل طريقى " ثم ألتفت فرأى أسكافى هناك فذهب إليه وأعطاه الحذاء ليصلحه , فلما أخذه الأسكافى ووضع الشفا (المخراز) لعمل ثقب , فدخل المخراز فى كفه فقال باللغة القبطية : " إيس أو ثاوس ( ) " الذى معناه يا الإله الواحد فلما سمعه القديس مرقس يذكر أسم الإله , فرح جداً وأتجه بوجهه إلى الشرق وقال : " يا سيدى يسوع .. أنت تسهل طريقى فى كل مكان " .. ثم تفل على الأرض , وأخذ منه طيناً ووضعه على موضع ثقب الذى أحدثه الشفا فى يد الأسكاف وقال : " بإسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد الحى الأبدى تشفى يد هذا الأنسان فى هذه الساعة ليتمجد أسمك القدوس فشفى فى الحال وإلتئم الجرح .. ثم قال له القديس مرقس : " إذا كنت تعرف أن الإله واحد فلماذا تعبد آلهة كثيرة ؟ " فأجاب الأسكافى : " نحن نذكر الإله بأفواهنا لا غير (كعادة) ولا نعرف من هو " وظل السكافى متعجباً من قوة الرب التى كانت فى صلاة مار مرقس وقال له : أنا أطلب منك يا رجل الإله أن تأتى إلى منزل عبدك وتستريح وتأكل خبزاً لأننى رأيت اليوم أنك رحمتنى وخففت جرح يدى " ففرح القديس مرقس من هذه الدعوة وقال له : " يعطيك لارب خبز الحياة فى السماوات " ومضى معه إل بيته ولما دخل إلى منزل الأسكافى الفقير باركه قائلاً : " بركة الرب تحلف ى هذا البيت " وصلى , ولما أكلوا قال له الأسكافى : " يا أبى أريد أن تعرفنى من أنت وبأى قوة فعلت هذه الأعجوبة العظيمة معى ؟ " فقال له : " أنا أعبد يسوع المسيح أبن الإله الحى إلى الأبد " .. فقال له الأسكافى : " أنا أريد أن أراه " فقال له القديس مرقس : " سأدعك تبصره " ثم بدأ يشرح له أنجيل البشارة وأقوال ربم المجد والعز كما وعظه بمواعظ وتعاليم كثيرة وأقوال الروح القدس التى ألقاها فى فمه إلى أن قال له : " أن السيد المسيح فى آخر الزمان تجسد من مريم العذراء وجاء إلى العالم وخلصنا من خطايانا , وقد تنبأت له النبياء وقالت عنه أقوال كثيرة , فقال له الأسكافى : " هذه الكتب التى ذكرتها لم أسمع بها قط , لكن هنا كتب الفلاسفة اليونانيين هى التى تعلمها الناس لأولادهم وكذلك المصريون " فقال له القديس مرقس : " هذا العالم باطل وقبض الريح , حكمتهم لا شئ " فلما سمع الأسكاف كلام الحكمة وكلام الكتب المقدسة من فم القديس مرقس مع ما رآه من العجيبة التى صنعها مرقس بواسطة رب المجد فى يده التى جرحت , مال قلبه إليه وآمن بالرب وتعمد هو وكل أهل بيته وكل من يجاوره , وكان أسمه أنيانوس , وكثر المؤمنون بالمسيح وزاد عددهم . وسمع أهل مدينة الأسكندرية أن رجلاً يهودياً جليلياً (يقصدون مرقس الرسول) قد دخل المدينة وهو يريد أن يزيغ الناس عن عبادة الأوثان , وعرفوا أن الرجل الجليلى أستطاع أن يضم إلى من يعبده عددا كثيراً من الناس , وثار عباد ألأوثان فأردوا أن يقبضوا علي القديس مرقس فبحثوا عنه فى كل مكان وحددوا أشخاصاً لمراقبة الطرق والبيوت والأماكن التى يتردد عليها الرجل الجليلى فلما علم القديس مرقس بمؤامرتهم , قسم أنيانوس أسقفاً لمدينة الأسكندرية وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة , أى أن كنيسة السكندرية بدأت بأحدى عشر فرداً مصرياً , وجعلهم يخدمون ويثبتون الأخوة الجدد الذين يؤمنون بالمسيحية كل يوم , وخرج من مدينة الأسكندرية وذهب إلى بلاد الخمس المدن الغربية (ليبيا حاليا) وأقام بها سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوساً وشمامسة فى كل مدنها وبلادها , ثم عاد إلى مدينة الإسكندرية فوجد الأخوه ثابتين فى الإيمان وكثروا جداً بنعمة الرب وأهتموا ببناء بيعة (كنيسة) فى موضع يعرف بمرعى البهائم ( كانوا يربونها فى هذه المنطقة للذبائح التى تذبح للأوثان ) قريبة عند البحر عند صخرة يقطع منها الأحجار . إستشهاد الرسول القديس مرقس الرسول على أسم المسيح فى الأسكندرية فرح القديس مرقس فرحاً عظيماً وسجد على ركبتيه وشكر الرب يسوع إذ ثبت الأخوة على الإيمان المسيحى وتركوا عبادة الأوثان , وحدث أن علم عبدة الأوثان أن القديس مرقس أنالدقيس مقس عاد إلى الأسكندرية من إزدحام المؤمنين بالمسيحية عليه لأخذ بركته , فإمتلأ الوثنيين غضباً لأجل أنتشار المسيحية والأعمال الخيره التى يفعلها هؤلاء المؤمنين بالمسيح من شفاء المرضى وإخراج الشياطين والخرس نطقوا والفاقدى السمع سمعوا والبرص تطهروا وشفوا , وبحثوا عن القديس مرقس فى كل المدينة فلم يجدوه فصروا بأسنانهم غيظاً فى برابيهم ومعابد أوثانهم وقال كهنة الأوثان : " لماذا تنتظرون على ظلم هذا الساحر على آلهتنا ؟ " وفى أحد السبوت يوم عيد فصح السيد المسيح وكان فى تلك السنة يوم 29 من برمودة أتفق أنه كان أيضاً عيد الوثنيين بحثوا عنه بجد فوجدوه يصلى فى الهيكل فهجموا عليه وأخذوه وجعلوا فى حلقه حبلاً وجروه على الأرض وكانوا يهللون يرددون قائلين : " جروا التنين فى دار البقر " ( وما زال أطفال المصريين حتى الان يرددون عبارة البقرة جهزت هاتوا السكينة عند ذبح الأبقار فى القرى ) وكان القديس مرقس يسبح الرب ويقول : " أشكرك يارب إذ جعلتنى مستحقاً أن أتألم على أسمك القدوس " وتهرأ لحمه وتقطع ويلتصق بحجارة أرضية الشوارع ودمه يسيل على الأرض , وفى المساء أعتقلوه حتى يتشاوروا فى الطريقة التى يقتلونه بها وأبواب السجن مغلقة والحراس نيام على الأبواب وإذا زلزلة عظيمة وإضطراب شديد ونزل ملاك الرب من السماء ودخل إلى القديس وقال له : " يا مرقس عبد الرب الإله هوذا قد كتب إسمك فى سفر الحياة , وأنضممت إلى جماعة القديسين وروحك تسبح مع الملائكة فى السموات وجسدك لن يهلك أو يزول من على الأرض , فلما أستيقظ من نومه رفع عينه إلى السماء وقال : " أشكرك ياربى يسوع المسيح وأسألك أن تقبلنى إليك لأتنعم بصلاحك " فلما إنتهى من صلاته أكمل نومه فظهر له السيد المسيح كما كان يراه قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده , وقال له : " السلام لك يا مرقس الأنجيلى المختار " فقال له القديس : " أشكرك يا مخلصى الصالح يسوع المسيح إذ جعلتنى مستحقاً أن أتألم على أسمك القدوس " وأعطاه السيد المسيح سلاماً فى قلبه وغاب عنه ولما أستيقظ من نومه كان الفجر قد بدأ , وأشعة الشمس بدأت ترسل أشعتها وسمع ضجة خارج السجن فقد أجتمع خلق كثير من أهل المدينة , وأعادوا الحبل فى حلقه وأعادوا ما فعلوه من قبل وهم يرددون : " جروا التنين فى دار البقر " وجرجروه على الأرض وهو دائم الشكر والتعزية من الليلة الماضية وكان يقول : " أنا أسلم روحى فى يدك يا إلاهى وقطعوا رأسه , ثم جمع كهنة الأوثان وخدامها وعبدتها الأنجاس حطباً فى موضع يطلق عليه " ألنجيليون " ليحرقوا جسد القديس هناك , وإذ الرب يسوع يرسل ضباباً كثيفاً وريح شديدة وزلزلت الرض وهطلت أمطاراً غزيرة ومات قوم من الخوف والرعب وكانوا يقولون : " أن أوزوريس الصنم " إله الموت عند قدماء المصريين" أفتقد الإنسان الذى قتل فى هذا اليوم ) فإجتمع الأخوة المؤمنين وأخذوا جسد القديس مرقس الطاهر والشهيد من الرماد ولم تاكل منه النار شيئ وذهبوا إلى البيعة ( الكنيسة) التى كانوا عليه كما جرت العادة وحفروا له موضعاً ودفنوا جسده الطاهر ليتمموا تذكاره فى كل وقت بفرح وأبتهال وبركة لأجل النعمة التى أعطاها لهم الرب يسوع على يديه فى مدينة الأسكندرية وجعلوا موضعه فى شرق البيعة ( الكنيسة ) وفى اليوم التى تمت فيه شهادته وكان مرقس الرسول هو أول من أستشهد من الجليليين على أسم السيد يسوع المسيح بالأسكندرية فى فى آخر يوم من برمودة للمصريين ألقباط يوافق ثمانية من قلنطر مايص من شهور الروم , ويوافق 24 يوما من نيسان من شهور العبرانيين . ونحن أبناء الأقباط الأرثوذكسيين نبتهل إلى الرب يسوع المسيح فله المجد والتقديس والترتيل له لأنه أرسل لنا قديساً هو مرقس رسوله إلى أرض مصر لم يبخل بروحه لأن يقدمها من أجل أن يعرفنا نحن المصريين بيسوع المسيح صاحب المجد والكرامة والسجود وللآب والروح القدس المحى المساوى الآن وكل أوان إلى الأبد آمين | |
| | | ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:25 am | |
| عودة رفاة مار مـــــــرقس رسول السيد المسيـــــح لمصرفى عام 828 م سرق البنادقة (البحارة من أهل مدينة فينسيا) جسد كاروز الديار المصرية وأبحروا به متجهين إلى بلادهم فينيسيا إيطاليا وبنوا كنيسة ضخمة وتعتبر من أفخم وأروع كنائس العالم تبجيلاً لهذا القديس العظيم حيث يعتبرونه شفيع مدينتهم وسميت هذه الكنيسة بأسم قديسنا العظيم "سانت مارك " وتبارى فى بنائها وتجميلها أعظم مهندسى العالم وفنانيهم وأصبحت تحفة من الفن اللمباروى والإستروجوتى البابا شنودة الثالث فى كتاب مرقس الرسول .الإيطاليون يسرقون رأس القديس مرقس الرسول وقالت مسز بتشر تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع من ص 72 شئ غريب عن سرقة رأس مارى مرقص ولم توضح كيف تم سرقة الرأس ؟ : وفى تلك السنة سرقت (من المرجح سنة 1418 م الموافقة 821 ش ) رأس مارى مرقس كاروز الديار المصرية من السكندرية فى مركب إيطالية فكانت أعظم مصيبة حلت بأقباط مصر " .ملاحظة من موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر : " إذا كان كلام المؤرخة مسز بتشر حقيقة , فلمن هى إذا الرأس التى تسلمها الآباء ؟ هذا الموضوع يريد بحثاً .. !! " عوده جزء من الرفات الى أرض مصرفى 8 يوليو 1965 م وبعد ان ظل جسد مرقس الرسول فى مدينه البندقيه بعيدا عن تراب أرض مصر الذى رواه بدمه منذ سنه 828م قام قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 ومعه الآباء نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ونيافة الأنبا كيرلس مطران قنا ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج ونيافة الأنبا صموئيل بزيارة السيد الرئيس جمال عبد الناصر فى منزله لدعوته لوضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة فى أرض الأنبا رويس .. فأعلن الرئيس جمال عن مساهمة الدولة بمبلغ 100 ألف حنية فى بناء الكاتدرائية وفى يوم 24 يوليو 1965 م وفى أثناء أسبوع الإحتفالات السنوى فى العيد الثالث عشر لثورة يوليو .. إحتفلت الكنيسة بوضع حجر الأساس للكاتدرائية فى أرض الأنبا رويس وجاء يوم الأحتفال بهذا اليوم العظيم فقد زحفت الجماهير لتأخذ مكانها فى السرادق الكبير الذى أنشئ خصيصاً ليسع عدداً ضخماً من الشعب للمشاركة فى حفل وضع حجر الأساس , وأخذ كبار المشاركين فى الإحتفال أماكنهم على المنصة فى مواجهة الشعب وهم الآباء الأحبار المطارنة والأساقفة وكبار رجال الدولة فى مقدمتهم السادة نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونزابه والوزراء, وفى الساعة العاشرة والنصف دقت اجراس الكنائس معلنه وصول البابا العظيم كيرلس السادس , وفى تمام الساعة 11 أعلنت اجراس الكنائس من جديد وصول ضيف الكنيسة القبطية السيد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية ليشارك فى الإحتفال .. وقام البابا كيرلس السادس بأستقبال السيد الرئيس معانقاً وكان معه نيافة النبا انطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وسكرتير المجمع المقدس , والمهندس يوسف سعد وكيل المجلس الملى العام والأستاذ راغب حنا المحامى وسكرتير هيئة الأوقاف .وجلس الرئيس جمال عبد الناصر بجوار البابا كيرلس السادس فى منتصف المنصة , وقام نيافة الأنبا انطونيوس مطران سوهاج وسكرتير المجمع المقدس ليلقى كلمة قداسة البابا وعبر فيها البابا عن أمتنانه وشكره لحضور السيد الرئيس والمشاركة فى وضع حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة ثم قام الرئيس جمال عبد الناصر بإلقاء خطابه وبعد أن أنتهت كلمة الرئيس قام قداسة بصلاة الشكر , وبعد الصلاة دعا قداسة البابا الرئيس عبد الناصر ليضع بيده حجر الأساس بيده الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة والمقر البابا وى الجديد , وبدأ زأير الجماهير بالهتاف المدوى من جماهير الشعب الحاضر لهذه المناسبة , ووضع الرئيس الصندوق وعليه حجر الساس ودعا قداسة البابا إلى مشاركته فكانت لفته جميلة من سيادته وإتجاهاً عملياً لروح المحبة التى سادت السنين الأخيرة من حكمه وعندما إنتهت مراسيم الإحتفال ودع قداسة البابا السيد الرئيس وودعته قلوب الملايين التى أحبته أرجع إلى مجلة مدارس الأحد العددان الخامس والسادس 1965 م وبدأ التشييد وبناء الكاتدرائية يعلوا يوما بعد يوم .. ومئات من العمال يقضون الليل والنهار , يعملون عملاً شاقاً يحملون الحديد والأسمنت والرمل , ويصعدون وينزلون على السقالات الخشبية ومما يذكر أن المهندسين د/ عوض كامل وسليم كامل فهمى هما اللذان فازا فى مسابقة رسم وتصميم الكاتدرائية , وقام بالتصميم الإنشائى فقد أعده د / ميشيل باخوم أشهر مهندساً للأنشائيات فى مصر , وقامت شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة "سيبكو" بتنفيذ المبنى العملاقى للكاتدرائية .رفات مار مرقس حدث أن طلب البابا كيرلس السادس بطريرك الأقباط الأرثوذوكس المصرى من بابا روما إعاده الجسد الى موطنه الأصلى فى مصر وتصادف وصوله حدثين هامين هما :-مرور 19 قرنا على إستشهاده بمصر0 والحادث الثانى بناء الكاتدرائيه المرقسيه الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسيه لتكون مقرا للجسد وأيضا مقرا لباباوات الإسكندريه0 وكان قداسه البابا كيرلس السادس قد بعث الى قداسه البابا بولس السادس بابا روما (1963م - 1978م ) يطلب فيه إعاده جزء من جسد القديس مرقس رسول المسيح الذى سرقه البحاره الإيطالين سنه 825 م ونقلوه الى فينسيا (مدينه البندقيه الإيطاليه ) إستجاب قداسه البابا بولس السادس إلى طلب البابا القبطى كيرلس السادس , ويجدر بالذكر أن قامت سفارة الفاتبكان فى القاهرة بدور كبير وهام فى تدعيم الطلب المصرى أثناء المفاوضات والمباحثات التى جرت بين الكنيستين بشأن هذا الموضوع .ولكن حدث أن البندقية رفضت تسليم الرفات لأن مار مرقس هو شفيع مدينتها , ,انها أتخذت الأسد المرقسى " أسد القديس مرقس المجنح " علامة وشعاراً لها منذ عصور سحيقة , فضلاً أن وجود الرفات يمثل أهمية سياحية لمدينتهم وكادت المفاوضات أن تتعثر .وظل قداسة البابا كيرلس السادس يلح على أعادة رفات مرقس رسول المسيح .. فأضطر البابا بولس السادس أن يتدخل ويطلب جزء من رفات القديس يٌهدى إليه شخصياً بصفته بابا كنيسة روما , وأن يحتفظ البنادقة بالجزء الباقى من الرفات كبركة لهم ولمدينتهم , وبناء على هذا الإتفاق الداخلى فى الكنيسة الكاثوليكية ووافق الكاردينال أوريانى بطريرك البندقية المدينة التى تحتفظ بالرفات فى أكبر كنائسها , وقدم الجزء الأكبر من الرفات إلى قداسة البابا بولس الذى ارسل بدوره إلى غبطة البابا كيرلس السادس يبلغه فيه أنه فى أنتظار وصول وفد الكنيسة القبطية لإستلام رفات القديس مار مرقس الرسول الذى يحتفظ به فى حجرته الخاصة راجع كتاب الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط الجزء الثانى - نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى فإختار قداسه البابا كيرلس السادس وفدا رسميا مكون من سبعه من الآباء المطارنه والأساقفه وثلاثه من الأراخنه برئاسة نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج للسفر إلى روما لمقابله البابا بولس السادس لإستلام رفات القديس مرقس والوفد هم :-نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط , نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة , نيافة الأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته , نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة , نيافة الأنبا أغريعوريوس أسقف البحث العلمى , نيافة الأنبا بولس أسقف حلوان , نيافة الأنبا يحنس مطران كرسى تيجرى بأثيوبيا , نيافة ألأنبا لوكاس مطران كرسى أروسى بأثيوبيا , نيافة الأنبا بطرس مطران جوندار بأثيوبيا , الأستاذ فرح أندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية , الإستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة المالية لإدارة أوقاف البطريركية , المستشار فريد عونى وكيل المجلس الملى العام .وفى يوم 20 يونيو 1968 م سافر الوفد القبطى ومعهم رسالة إلى البابا بولس ومعها هدايا تذكارية مقدمة له , وقد رافق الوفد تسعون من ألاباء الكهنة والآراخنة فى رحلة تاريخية لم تحدث من قبل ولن تحدث من بعد . وفى يوم السبت 22 يونيو 1968 فى الساعة 12 ظهراً أقيم إحتفال دينى كبير فى قاعه البابا بولس السادس بالفاتيكان تلك التى يبلغ طولها أكثر من 20مترا حيث إصطف الحاضرون ليشاهدوا حرس البابا وهو يدخلون وورائهم حامل الرفات ثم حراس آخرون وبعد ذلك ظهر البابا بولس السادس وعلى يمينه نيافه الأنبا مرقس مطران أبو تيج رئيس الوفد المصرى ومندوب البابا كيرلس السادس وعلى يساره الكاردينال دوفال مندوب البابا بولس السادس فى إحتفالات القاهره , وعلى منضده كبيره وضع الصندوق الذى يضم الرفات مفتوحا تحوطه الزهور والشموع , ووقف الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى وألقى كلمه باللغه الإنجليزيه , وبعد أن ألقى البابا بولس كلمته تقدم وحمل الصندوق فى خشوع وسلمه إلى رئيس الوفد القبطى , وسلمه أثنائها وثيقه رسميه خاصه بالرفات , والتى تنص على :-الأب بتروس كاتيزويوس فان ليرد , من جماعه رهبان القديس أوغسطينوس بنعمه الله وبأمر الكرسى الرسولى , أسقف لورفسير حارس زخائر الكرسى الرسولى , معاون بقصر قداسته , ومساعد للكرسى البابوى والوكيل العام للفاتيكان بموجب هذا المستند نؤكد ونشهد لوجه الله وتكريم قديسيه أننا تحققنا من أن رفات مرقس الإنجيلى قد أستخرجت من مكانها الأصلى وأننا وضعناها بكل وقار فى وعاء من الفضه وضع بدوره داخل صندوق فضى مشغول بفن رفيع وجوانبه من البلور وأغلق بإحكام , والوعاء مغلق داخل الصندوق المذكور بخيط رفيع ومختوم بخاتمنا بالشمع الحمر لكى يتمكن حائزه من الإحتفاظ به ومن عرضه ليكون موضع الإجلال والإحترام العام من قبل المؤمنين وإننا ننذر المؤمنين الذين قد توجد هذه الرفات بين أيديهم فى يوم من الأيام بأنه لا يحق لهم أن يبيعوها أو يستبدلوها بأشياء أخرى مما يباع ويشترى وإقرار منا بذلك نسلم هذه الوثيقه موقعه منا وعليها خاتمنا0 وكانت مؤرخة بتاريخ 28 مايو 1968 م وقد القى نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى كلمة نيابة عن الوفد القبطى معبراً فيها عن مدى السغادة لعودة رفات مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر وفى يوم الأحد 23 يونيو 1968 أقام الوفد القبطى قداسا إلهيا فى إحدى الكنائس الفاتيكان وهى كنيسة القديس القبطى البابا أثناسيوس الرسولى فى روما حضره كثيرون حيث إسترعت إنتباههم الألحان القبطيه ونالت إعجابهم . وفى مساء الإثنين 24 يونيو 1968م تحرك الوفد القبطى الذى أرسله البابا كيرلس السادس، ومعه أعضاء البعثه المرافقه للرفات مرسله من قبل بابا روما ، من كنيسه القديس أثناسيوس الرسولى ، فى موكب رسمى لأعظم شخصيه فى تاريخ مصر ، وتقدمت الدراجات البخاريه الموكب حتى وصلت مطار روما الدولى ، وإستقلوا طائره خاصه وصلت الطائره الى مطار القاهره الدولى فى الساعه 45 ,10من مساء اليوم نفسه 0 وإحتشد فى المطار مئات الألوف من شعبه القبطى الذى آمن على يديه يرتلون الألحان الدينيه وكان فى إنتظار الجسد قداسه البابا كيرلس السادس ومعه مندوب عن إخوتنا فى الإيمان مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد لا يحصى من المطارنه والأساقفه الأقباط والأجانب ورؤساء الطوائف والأديان المختلفه من المصريين والأجانب 0وإهتز المطار بالتهليل والتصفيق لرؤيتهم حمامه كبيره الحجم تتقدم الطائره فى الجو وعندما رست الطائره فى أرض المطار صعد البابا كيرلس السادس سلم الطائره وتسلم من يد رئيس الوفد الإسكندرى الذخيره الثمينه 0 وفى هذه اللحظه شاهدت الجموع ثلاثه حمامات بيضاء كبيره الحجم ناصعه البياض يشع منها نور وهاج تحلق فوق الطائره الراسيه بالمطار وفوق الصندوق (هذا الوصف مأخوذ من كتاب بطاركه عظماء اعده الشماس جميل فخرى المدرس بمعهد الدراسات القبطيه ! ويشرفنى ككاتب هذه المقاله بأن أشهد بأننىرأيت بعينى ما حدث لأننى كنت حاضرا فى المطار وما قاله الأستاذ جميل رآه كل الشعب الذي كان موجودا) ومن المعروف أن الحمام لا يطير ليلا 0 ورأينا البابا كيرلس نازلا وعلى كتفه صندوق الرفات وبدأ الشمامسه بالترتيل بين هدير الشعب وفرحته التى لا توصف فهى لحظه من الزمان حضر أبانا مرقس رسول المسيح الى أرض مصر بعد أن طال فراق قديسنا عن بلادنا مصر وتحرك الموكب الجماهيرى والكتل البشريه والقلوب تنبض بالوفاء لما بقى من هذا الإنسان الذى عرفنا طريق المسيح فالفرح عم أرض مصر 0وحمل البابا كيرلس الصندوق الى الكاتدرائيه المرقسيه الكبرى بالأزبكيه ووضع الصندوق على المذبح الكبير الذى دشن على إسم مرقس الرسول ، ومكث على المذبح ثلاثه أيام ، وعاد رفاه أول من بشر مصر بالمسيح الىالأرض التى روت دمائه مضحيا بحياته من أجل نشر كلمه الله فى مصر فمرحبا عودتك ياأبينا ورسولنا من عند المسيح إنتظرنا عودتك ياحبيبنا ويارسولنا مده 1140سنهوفى صباح 25 يونية 1968م وفى أرض دير الأنبا رويس بالعباسية المعروف فى التاريخ باسم دير الخندق أقيم أحتفال رسمى تحت رئاسة البابا كيرلس السادس وحضره السيد الرئيس حمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر فى ذلك الوقت , وحضره أيضاً الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا فى ذلك الوقت وعدد كبير من رؤساء الأديان ومندوبى الكنائس العالمية والمحلية - ولم يحدث مثيل لمثل هذا التجمع فى العصر الحديث لتكريم شخص مات منذ 1400سنة مثلما حدث للقديس مار مرقس رسول المسيح إلأى أرض مصر. وقد ألقيت الكلمات وعبر من ألقوها عن مدى السعادة عن رجوع القديس مرقس إلى بلاده التى مات فيها فتكلم كل من : + كلمة قداسة البابا كيرلس السادس .. ألقاها نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وسكرتير المجمع المقدس + كلمة مار أغنوطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية .+ الكاردينال دوفال رئيس البعثة الباباوية الروحانية .+ أبونا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا .. وألقاها نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هرر . + دكتور أوجين بليك السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمى .+ قداسة البطريرك أليكس بطريرك كنيسة روسيا .. وألقاها المطران سيكنوف أنطونيو مطرتن منسك . وبعد الإنتهاء من ألقاء الكلمات قام البابا كيرلس وأمسك بيد الرئيس جمال عبد الناصر ومعهما الإمبراطور هيلاسيلاسى بالتوجه نحو سلم الكاتدرائية الشرقى وكانت الجماهير تهتف وتهلل حيث أزاحوا الستار عن اللوحة التذكارية لأفتتاح الكاتدرائية . ومما هو جدير بالذكر أن التفزيون المصرى والإذاعة نقلت على الهواء مباشرة هذا الإحتفال الكبير . وفى 26 يونيو 1968 م أقيم أول قداس إلهى فى الكاتدرائية المرقسية برئاسة البابا كيرلس السادس , وتميز بانه كان قداساً تاريخياً لأنه إشتركت فيه جميع الطوائف الأرثوذكسية الشرقية وحضر هذا القداس الإمبراطور هيلاثيلاسى ووفود قدمت من العالم المسيحى تشارك فى هذا العمل الضخم , وحضر الألوف من الشعب القبطى , وفى نهاية القداس حمل البابا كيرلس الصندوق الذى فيه رفات مار مرقس الرسول ومن وراؤه رؤساء وأعضاء الوفود الأجنبية التى شاركت فى القداس فى موكب كنسى بديع ووضع الصندوق فى القبر الرخامى وغطى بلوح رخامى كبير وسط الألحان والترانيم القبطية وبكل اللغات الأخرى تكريماً لكاروز مصر العظيم القديس مار مرقس رسول المسيح إلى أرض البركة مصر . --------------------------------------------------المـــــــراجع (1) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص 139(2) تاريخ ابوالمكارم عن الكنائس والأديره فى القرن 12 بأسيا وأوربا طبع بمصر سنه 1999ج3 ص76 (3) تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م ص363(4) السنكسارالقبطى ( الصادق الأمين فى أخبارالقديسين ) جزءان طبعه 1910& السنكساراليعقوبى نشره رينيه باسيه فى سيرهالآباء البطاركه(5) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص 134(6) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 فى تاريخه نقلا عن الاشدياكون جوارجيوس سكرتير البابا سمعان 689م-701م في مخطوط بجبل هبيب (7) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص122 (8) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص122 (9) تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م ص363 ************************************************** ****************************************
فى صباح 25 يونيه 1968م وفى أرض ديرالأنبا رويس بالعباسيه أقيم إحتفال رسمى تحت رئاسه البابا كيرلس السادس وحضره السيد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهوريه فى مصر فى ذلك الوقت ، وحضره أيضا الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا فى ذلك الوقت وعدد كبير جدا من رؤساء الأديان ومندوبى الكنائس العالميه والمحليه 0 وكان هذا التجمع لم يحدث له مثيل فى العصر الحديث لتكريم قديسا مسيحيا قتل منذ 1935 سنه وبعد إلقاء كلمات الترحيب بهذه المناسبه ، قام قداسه البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور إثيوبيا ، الى مدخل الكاتدرائيه الجديده وأزاح الستار عن اللوحه التذكاريه التى أقيمت بمناسبه تسجيل ذكرى هذا الحدث التاريخى لكنيسه مصر أول وأقدم كنيسه فى أفريقيا فى الصورة المقابله مكان وجود عظام أسفل الكاتدرائية المرقصية بالعباسية التى حصل عليها ألأقباط من الكنيسة الكاثوليكية فى روما وقد زين ت جدرانها بصور تمثل ألحتفال وتسجله وقد رسم صورة البابا كيرلس طفل مسلم يبلغ من العمر 6 سنوات________________________________________ مراجع هذا البحث
(1) فريد فرعونى : عوده رفات القديس مرقس الإنجيلى- الإسكندريه 1991
(2) أمين حكيم, يوسف منصور : عشره سنوات مجيده فى تاريخ الكنيسه 1969 (3) مجله رساله المحبه الإحتفالات بعوده رفات القديس مرقس وإفتتاح الكاتدرائيه الجديده- يوليو 1968 (4) جريده وطنى – 8 يوليو سنه 2001 ص15
| |
| | | ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:26 am | |
| الخطابات والكلمات التى قيلت بمناسبة رجوع جزء من الرفاة مار مرقسخطاب قداسة البابا كيرلس السادس فى حفل وضع حجر أساس الكاتدرائية بأرض الأنبا رويس السيد الرئيس جمال عبد الناصر السادة الكرام والأخوة العزاء بأسم الإله الواحد الكائن بذاته , الناطق بكلمته الحى بروحه .. الذى نعبده ولا نشرك به أحد بإسمه نبدأ حفلنا هذا رافعين الشكر لجلاله الأمقدس بأسم الكرازة المرقسية وأبنائها فى شتى البقاع ,أقدم لكم ورجال الحكومة جزيل الشكر لتفضلكم بتشريف هذا الحفل لإرساء حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية والمقر الباباوى ..ولمساهمة الدولة فى نفقات بناء الكاتدرائية بمبلغ مائة ألف جنية .. هذا العمل الذى ترسمونبه تقليداً ومبدأ سامياً فى تدعيم أسس الوحدة والأخاء .سيادة الرئيس إنكم تستمدون من إيمانكمبالله والوطن والإنسانيةالجهاد فى تجديد بناء مجتمعنا , فالثورة فى مجالات الزراعةوالتصنيعوالتعليم وسائر ميادين الإنتاج والخدماتتسير بخطى سريعة لكى تصل بالمواطنين إلى أعلى مستويات العزة والكرامة فى كفاية وعدل .إن إيمانكم بفاعلية القيم الروحية الموجهةللطاقات البشرية هو الذى دعاكم لأن تسجلوا الميثاق : "أن القيم الروحية الخالدة النابعو من ألأديان , قادرة على هداية الإنسان وعلى إضاءة حياته بالنور ,وعلى منحة طاقات لا حدود لها من أجلالخير والحق والمحبة " إنكم تبنون المصانع , وتصلحون ألراضى ,وتقيمون المشاريع العمرانيةالجبارة لبناء الوطن , وبقدومكم اليوم لإرساء حجر الأساس لبيت من بيوت الرب , وإنما تعملون على بناء الإنسان الصالح الذى هو دعامة القوة العاملة لتحقيق مشروعاتكم التقدمية العظيمة , وإذ تقومون بهذا العمل التاريخى الجليل أبان إحتفالات أعياد الثورة , ترسمون للعالم كلهصورة واضحة لأهدافكم المتكاملة لتنشئة المواطن عقلاً وروحاً وجسداًليستطيع تقدير مسؤولياته الإيجابية ,ويتعاون مع أخيه المواطن بروح التسامح والتفانىفى خدمة الوطن .سيادة الرئيس إن الكنيسة التى تساهمون اليوم فى إقامة كاتدرائيتها , مدرسة تعلم ابناءها ما تسلمته من الوحى الإلهى القائل فى الكتاب المقدس " فإسأل قبل كل شئ أن تقامتضرعات وصلوات وتوسلات وتشكرات من أجل جميع الناس , من أجل الملوك وكل ذى منصب , لنقضى حياة مطمئنة هادئة فى كل تقوى وكرامة " (1تيموثاوس 2: 1- 2)كما أنها توصيهم بلسان رسولى : " ومن قاوم السلطة قاوم ترتيب الرب ,والمقاومون يجلبون دينونة على أنفسهم أتريد ألا تخاف السلطة ؟ أفعل الخير تنل ثنائها , فإنها فى خدمة الرب للخير , فأما أن فعلت الشر فخف , فإنها لم تتقلد السيف عيشاً , لأنها خدمة الرب كيما تنتقم لغضبه من فاعل الشر ( رومية 13: 2- 4) وتدعو الكنيسة أبناءها لأن يرفعوا أكف الضراعة إلى الرب فى صلواتها اليومية , من أجل سلام العالم ومدينتنا وسائر المدن والأقاليم .. وتطلب إلى العلى قائلة "وكل الشعوب وكل القطعان ياركهم .. السلام السمائى إنزله على قلوبنا جميعاً .. والرئيس والوزراء .. والحكام والجند وجيراننا ومداخلنا ومخارجنا زينهم بكل سلام , يا ملك السلام " وتدعو الكنيسة أيضاً طلبات من أجل أهوية السماء , وثمرات الأرض , والشجر , والكروم , وكل شجرة مثمرة فى المسكونة كلها , من أجل النهار ,أن اصعدها كمقدارها كنعمتك , فرح وجه الأرض , ليرو حرثها , ولتكثر أثمارها ,أعدها للزرع وللحصاد , ودبر حياتنا كما يليق , بارك إكليل السنة بصلاحك , من أجل الفقراء شعبك , من أجل الأرملة , واليتيم , والغريب , والضعيف ,ومن أجلنا كلنا .. لأن أعين الكل تترجاك , أنت الذى تعطيهم طعامهم فى حينه الحسن .وهكذا ندعوا الرب من أجل الفلاحيين والكادحين والعاملين , حاكماً ومحكومين , رعاة ورعية , من اجل المرضى , والمسافرين .. وجميع الناس , من كل جنس ولون ولسان, فى المسكونة من أقصاها إلى أقصاها . سيادة الرئيس إن تفضيلكم بتشريف هذا الحفل , لتقدير منكم لهذه الرسالة السامية , التى نادت بها الأديان جميعاً , وتجديد ما شهد به التاريخ من مواقف السماحة التى عبربها حكام وكرام من أسلافكم , بمساهمتهم مع مواطنيهم المسيحيين فى تشييد معابدهم , وفى عصرنا الحاضر أمثلة للتعاون بين مواطنى هذا البلد الكريم , الذين إستمدوا من أديانهم روح المحبة والتآخى , فساهم المسلمون فى بناء الكنائس , والمسيحيونفى بناء المساجد .سيادة الرئيس إن هذه الكاتدرائية تنتسب إلى القديس مرقس الرسول , أحد تلاميذ السيد المسيح , وهو أفريقى ولد فى شمال أفريقيا , وهاجرت أسرته إلى فلسطين قبل ظهور المسيحية , فتتلمذ للسيد المسيح , ثم عاد إلى قارته أفريقيا ينشر الإيمان بالرب الواحد , حيث أستشهد من أجل رسالته على يد الرومان فى ألسكندرية عام 68 م .ولقد كانت الكنيسة القبطية كرسى كرازة مار مرقس , اول من خدم الكرازة بالإيمان فى ربوع افريقيا وغيرها , وما زالت تشعر بمسئولياتها نحو إستمرار خدمة القوى الروحية فى قارتنا , كمساهمة فى بناء المجتمع الأفريقى المتحرر ألا فليهبنا الرب عوناً لنتم مشروعنا هذا بتشجيعكم ومؤازرتكم , حتى نحتفل فى عام 1968 م بتدشين مبانى هذه الكاتدرائية فى أحتفال عالمى كبير يتناسب مع ذكرى 1900 عام على إستشهاد كاروزنا مار مرقس البشير . سيادة الرئيس لا يسعنا - فى هذا المقام - إلا أن نبعث بتحياتنا وشكرنا إلى صديقكم العزيز جلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول عاهل أثيوبيا , والأخ العزيز غبطة الأنبا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا لمشاركتهم فى هذا الحفل بإيفاد الأنبا ياكوبوس مطران ليكمبتى .وفى الختام نضرع إلى الرب أن يشملكم برعايته , ويسدد خطاكم لتحقيق الرفاهية والرخاء لأبناء وطننا العزيز , ولتدعيم أسس الحرية والعدل نص خطاب الرئيس عبد الناصر فى حفل وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويسايها الأخوة يسرنى ان اشترك معكم اليوم .. فى إرساء حجر أساس للكاتدرائية الجديدة وحينما تقابلت اخيراً مع البابا فى منزلى , فاتحته فى بناء الكاتدرائية , وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع , ولم يكن القصد من هذا فعلاً الناحية المادية , فالمساهمة المادية امرها سهل , وامرها يسير , ولكنى اقصد كنت أقصد الناحية المعنوية .إن هذه الثورة قامت اصلاً على المحبة , ولم تقم أبدأ بأى حال من الأحوال على الكراهية والتعصب .هذه الثورة قامت من اجل مصر , ومن اجل العرب جميعاً .. هذه الثورة قامت وهى تدعو للمساواة , ولتكافؤ الفرص , والمحبة والمساواة , وتكافؤ الفرص من اول المبادئ التىنادت بها ألأديان السمائية , لأنها بالمحبة والمساواة وتكافؤ الفرص نستطيع أن نبنى المجتمع الصحيح , المجتمع السليم الذى نريده والذى نادت به الأديان .. ونادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمحبة ..ونادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمساواةوتكافؤ الفرص .. وبالعمل من اجل الفقراء والمساكين ..ومن أجل العاملين .. وإستنكرت الأديان والإستغلال بكل معانية , والإستعباد بكل معانية .. وكلنا نعلم أن المسيح -عليه السلام - كان ضحية للأستعباد والذل إستعباد الإحتلال الرومانى , وذل الإحتلال الرومانى , وقد تحمل من العذاب ما يتحملة بشر , كلنا نعلم هذا , ولكن تحمله هذا كان فى سبيل رسالته السماوية , وفى سبيل نشر الدعوة , لأن هذا العذاب وهذا اللم جعل منه المثل العلى فى كل بقاع العالم .. وبعد هذا خرج المسيحيون فى كل العالم يدعون للدين الإلهى ويتقبلون العذاب بصبر وإيمان .. وكان دائماً لسانهم يدعو .. رغم العذاب .. غلى المحبة .. وإلى الأخاء .أيها الأخوة على مر العصور .. وعلى مر الأيام .. وفى ايام ألإسلام ..كان المسيحيون والمسلمون اخوة .. دائماً منذ عهد الرسول - علية السلام - وقد أشار القرآن إلى ذلك .. وإذاً فالأخوة والمحبة بين المسلم والمسيحى قديمة من ايام محمد عليه الصلاة السلام .. فإذا كنا ندعو إلى تمكين هذه الأخوة وهذه المحبة فإنما نعمل بما املاة الله علينا ..لم يدع الله أبداً للتعصب .. ولكنه دعى للمحبة ..وحينما دخل الإسلام مصر إستمرت المحبة بين ألقباط والمسلمين , لم يتحول القباط عن دينهم قسراً , ولا عنفاً , لأن الإسلام لا يعترف بالقس , ولم يعترف بالعنف , بل أعترف بأهل الكتاب , وأعترف بالمسيحيين أخوة فى الدين وأخوة فى الله .هذا هو مفهوم الثورة للديانة .. المحبة بالآخاء .. بالمساواة .. وتكافؤ الفرص , نستطيع أن نخلق الوطن القوى ,الذى لا يعرف للطائفية معنى , ولا يحس بالطائفية أبداً بل يحس بالوطنية .. الوطنية التى يشعر بها الجندى فى ميدان القتال . وكما قلت لكم فى أول الثورة , حينما كنا فى فلسطين فى سنة 48 م كان المسلم يسير جنباً إلى جنب مع المسيحى , ولم تكن رصاصة ألعداء تفرق بين المسلم والمسيحى .. وحينما تعرضنا للعدوان فى سنة 1956 م وضربت بورسعيد هل عرفت قنابل العداء بين المسلم والمسيحى ؟؟ إننا جميعاً بالنسبة لهم ابناء مصر - أبناء مصر - لم يفرقوا بين مسلم ومسيحى . على هذا الأساس سارت الثورة وكنا نعتقد دائماً أن السبيل الوحيد لتأمين الوحدة لتأمين الوحدة الوطنية هى المساواة وتكافؤ الفرص . فإن المواطنين جميعاً لا فرق بين مواطن ومواطن .. فى المدارس .. الدخول بالمجموع .. مش أبن فلان ولا أبن علان ولا مسلم ولا مسيحى .. أبدأص فى الجامعة الدخول بالمجموع .. اللى بيجيب مجموع بيدخل .. إن شاء الله يطلعوا تسعين فى المية منهم أولاد خفر ولا أولاد فلاحين أو أولاد عمال , ده موضوع مش بتاعنا أبداً , إحنا عندنا مساواة , ما فيش فرق عندنا بين ابن الغفير ولا أبن الوزير , ده متساوى مع ده , مافيش تمييز بين مسلم ومسيحى , إللى بيجيب النمر بيدخل , بيدخلوا 10% مسيحيين , 50% مسيحيين موش موضعنا أبدأ , بيدخلوا كلهم مسلمين مش موضوعنا أبداً , بيدخلوا كلهم مسيحيين مش موضوعنا ابداً , المهم بيجيبوا أحسن نمر هم اللى بيدخلوا كلهم مسيحيين موش موضوعنا ودى بنعتقد أنها شريعة العدل , وشريعة المساواة .التعينات فى الحكومة .. فى القضاء بالأقدمية .. اللى بيجيب نمرة أحسن بيروح القضاء - ما نعرفش أبن مين ولا ده أبن مين ولا ده دينه ايه , فى كل الوظائف نسير على هذا المنوال , فى الترقى , جميع الترقيات فى الدولة بالأقدمية لغاية الدرجة الأولى , كل واحد بياخد دوره بالأقدمية , مافيش فرصة للمتعصبين أنهم يتلاعبوا , طبعاً سبيلنا وده سبيل الثورة , ودى الناحية المعنوية اللى أنا جيت أبينها لكم بمساهمة الحكومة وحضورى معكم النهاردة فى إرساء حجر الأساس .إحنا - كحكومة رهينة حاكمة - وأنا كرئيس جمهورية مسئول عن كل واحد فى هذا البلد , مهما كانت ديانته ومهما كان أصله أو حسبه أو نسبه , إحنا مسئولين عن الجميع , ومسئوليتنا دى أحنا مسئولين عنها ربنا يوم الحساب .طبعاً كلنا عايزين الكمال , والكمال لا يتحقق إلا بالكمال , والكمال لا يتحقق إلا بالنضال , والكفاح , ومعروف عندكم مثل هذا فى نشأة المسيحية , وفى كفاح السيد المسيح , وفى الإسلام وفى كفاح سيدنا محمد , الكمال لم يتم حتى ألان , من ألاف السنين الإنسان يطالب بالكمال , ويطالب بالمثل العليا , ولكن المجتمع فيه الطيب وفيه الخبيث فيه السليم وفيه غير السليم .طبيعى هذه هى المثل والمبادئ اللى إحنا ينادى بيها , ولكن لا بد أن نجد أمامنا مشاكل وعقبات .هذه المشاكل والعقابات من فشة المتعصبين , سواء كانوا مسيحيين أو كانوا مسلمين , بيخلقوا مشاكل , وكلنا بنعرف الخناقات اللى بتحصل فى بعض القرى , وفى بعض الأماكن , بيطلع واحد متعصب مسلم يثير الناس أو يطلع واحد مسيحى يثير الناس , ونبص نلاقى الإخوان إبتدأوا يعادوا بعض , ويخانقوا بعض , ولكن الحمد لله هذه الحوادث حوادث قليلة جداً , ولكن نرجوا أن لا ينعكس صدى هذه الحوادث القليلة علينا ونأخذها كمثل عام , أبداً إحنا علينا واجب إن إحنا ندعوا المتعصبين إلى الهداية سواء أكانوا مسلمين ام مسيحيين - علينا واجب إزاى؟ إذا وجدنا المتعصبين مسلمين وشادين المسيحيين مايشدوش , وإذا وجدنا المسيحيين متعصبين وشادين المسلمين ما يشدوش , با أعتبر دى قضية وطنية , وقضية بناء المجتمع , العقلاء يستطيعوا إنهم يحلوا المشاكل الصغيرة - أنا باتكلم بصراحة -اللى بتظهر كل عدة أشهر من مكان ناء صغير أو قرية صغيرة أو أى مكان من الأمكنة , طبعاً خلق العالم وخلق معاه التعصب والمتعصبين , وسينتهى العالم وحيفضل معاه حتى ينتهى التعصب والمتعصبين .ده موضوع لن ينتهى أبداً , ولكن علينا نحنالعقلاء مننا أن يخففوا من غلواء المتعصب والمتعصبين .وباقول لكم فيه متعصبين مسلمين , وفيه متعصبين مسيحيين ,ولكن المتعصب المسلم لا يمثل إتجاه المسلمين ابداً والمتعصب المسيحى لا يمثل إتجاه المسيحين أبداً كل دول شواذ .ونحن نفخر , والحمد لله بأن بلدنا ليست فيها طائفية أو تعصب أو إنقسام .اللى باتكلم عليه حوادث فردية بسيطة ,ولكن زى ما باقول إحنا عايزين الكمال وعلشان كده أنا بأتكلم عليه بوضوح , وبأتكلم عليه بصراحة .عايزين الكمال , وعايزين الوحدة الوطنية اللى بنيت بالدم سنة 1919 م وقبل سنة 1919 م تتدعم وتقوى , وعاوزين كل واحد فى بلدنا يثق بنفسه, ويثق أن البلد بلده , بلد المسلم وبلد المسيحى 100% كل واحد فينا ,كل واحد منا له الفرصة المتساوية المتكافئة , الدولة لا تنظر إلى الدين ,والمجتمع لا ينظرإلى الدين , ولا ينظر إلى الأب ولا ينظر إلى الأصل , ولكنه إلى العمل وإلى الجهد , وإلى الإنتاج , وإلى الأخلاق , وبهذا نبنى فعلاً المجتمع الذى نادت به الأديان السماوية التى نص الميثاق على إحترامها . أرجوا الله أن يدعم المحبة بين ربوع هذا الوطن ,وأن يدعم الأخاء , وأن يوفقكم جميعاً , والسلام عليكم ورحمة اللة كلمه البابا كيرلس السادس فى حفل إفتتاح الكاتدرائيهمبارك الرب الذى باركنا بكل بركة روحية واعطاتنا ان نبنى هذا البيت ليحل فيه وهو الذى السموات وسماء السماوات لا تسعه , فلنشكر الرب لأنه صالح وإلى البد رحمته وليسبحه الواقفون فى بيت الرب له العظمة والقدرة , وله المجد والسلطان إلى البد الآبدين . أحبائى00 نشكر الله على هذه النعمه العظيمه و إذ جعلنا اهلا بأن نحى الذكرى المباركه التى تشهد بعمل الله ومحبته وأمانته على مر الأجيال , فهذا التراث الروحى والحضارى الذى إزدهر فى هذه البلاد المباركه بمجئ قديسنا مرقس الرسول إليها منذ 1900 سنه , قدمه أبناء مصر وإخوانهم فى أفريقيا اولا ثم فى أنحاء العالم ليشاركوهم فى نعم الله , وأصبح جزءا من التراث الحضارى العالمى 00ثم أضاف قائلا 00 ويسرنى أن أذكر بالفخر والإعجاب فى هذه المناسبه ما تفضل به السيد الرئيس جمال عبد الناصر من إرساء حجر أساس هذه الكاتدرائيه خلال أعياد العام الثالث عشر للثوره المجيده فى 24يوليو 1965ومن المساهمه القيمه التى قدمها سيادته فى إقامتها تعبيرا عن سماحته وكريم مشاعره 0كما يسرنى أن أشيد بفضل قداسه الأخ الحبيب البابا بولس السادس الذى سمح بنقل جسد القديس مرقس الرسول الطاهر لحفظه كذخيره مقدسه بهذه الكاتدرائيه , وتكرم بإيفاد ممثليه الموقرين الحاضرين معنا فقدم بذلك دليلا على سمو مشاعره , كما يقول يوحنا الرسول : محب لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق 0وإلى الله القدير نتضرع أن يجعل هذه الأحداث المباركه الباهره خير بشير لرفع ألويه السلام فى العالم أجمع وإزدهار المحبه والأخاء بين البشر جميعا 0 وقد ألقى كلمات بهذه المناسبه كل من 00غبطه مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه ثم , الكاردينال دوفال أسقف الجزائر ورئيس وفد بابا روما والأنبا ثاوفيلس مطران هور بأثيوبيا , والدكتور يو ين بلاك السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمى , ومندوب البطريرك اليكسى بطريرك الكنيسه الروسيه الذى أعلن فى كلمته أن كنيسه روسيا قدمت للكاتدرائيه الجديده مذبحا مذهبا وكذلك وحده علميه للكليه الإكليريكيه 0لا ينبغى أن نفسر أى رسالة بها أى موضوع سياسى أو رأى سياسى للبابا فى عصر من العصور على أساس أنه رأى الكنيسة ولكن الرسائل التى بها موضوع سياسى تتدخل فيه عوامل كثيرة مختلفة وقد يكون فيها ضغوط من الدولة أو رئيس الدولة أو الإتجاه العام والأقباط كما نعرف يحكمون وليس لهم يد فيمن هو يحكمهم أو جتى لهم رأى فى ذلك وستلاحظ بعد العبارات والكلمات التى ليست شائعة لدى المسيحيين مثل (يحلو له أن يموت شهيداً) وغيرها وعلى هذا ننقل إليكم رسالة البابا كيرلس السادس إلى بابا روما بشأن تدويل مدينة القدس بدون الأخذ فى الأعتبار الآراء التى أحيطت حول هذا الموضوع . رسالة قداسة البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس بخصوصطلب بابا روما تدويل مدينة القدس لا يخفى ما أحدثة القرار الذى اتخذته أسرائيل بضم القدس القديمة إليها من هزة عنيفة فى مشاعر العرب عموماً , مسيحيين ومسلمين , وليس أشقعلى ضمير الأنسان ووجدانه من عمل عدوانى يمس عقيدته ومقدساته , عندئذ تهون عليه روحه ودمه , ويحلو له أن يموت شهيداً قى سبيل الزود عن تراثه الخالد ومجده التليد . إننا هنا فى الشرق نحس بالألم فى الصميم , ونعتبر الطعنة التى سددتها إسرائيل بقرارها التعسفى موجة إلى قلب العرب , كل العرب مسيحيين ومسلمين . إننا طالبنا ولا نزال نطالب , متجهين إلى الرب , وإلى الضمير العالمى ,ونسأل أيضاً مساندة قداستكم ومعاونتنا - لنكون صفاً واحداً فى نصرة هذه القضية العادلة ,وأن تعود القدس إلى الوضع الذى كان قائماً فعلاً قبل العدوان الأخير , فى كنف دولة الأردن التى رعت الأماكن المقدسة بكفاية وعدل وسماحة تامة , ومنحت الحرية كاملة لجميع الطوائف المسيحية والإسلامية بصورة تستحق التقدير والشكر . وان الرب الذى اسس كنيستنه المقدسة الجامعة الرسولية لتكون دائماً عمود الحق وقاعدته , وأقام لكنيسته أساقفة وكهنة وخداماً ليكونوا قادة وجنوداً دائماً عند مسئولياتهم الروحية ودعوتهم الرسولية . لا بد إذا أن لا نمكن إسرائيل من الأماكن المقدسة الطاهرة , وقد طردهم مخلصنا منها , ودعا على هيكلهم بالخراب إلى الأبد . يا صاحب القداسة بإسم ربنا يسوع المسيح , وبأسم الحق والعدل , أصلى أن نكون معاً بإتحاد القلب والفكر فى نصرة المظلوم على الظالم , ورد الحق إلى صاحبة فهذه رسالة الكنيسة التى هى رسالتنا كخدام المسيح راجع كتاب الكنيسة وقضايا الوطن والشرق الأوسط لنيافة النبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى ******* جريدة وطنى 15/7/2007م عن مقالة بعنوان " خطاب له تاريخ " إعداد:الراهب القمص ثيؤدوسيوس السريانـينص الكلمة التي ألقاها صاحب النيافة المتنيح الأنبا أنطونيوس مطرانكرسي سوهاج وسكرتير المجمع المقدس الأسبق نيابة عن البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس أثناء وقائع الاحتفال الرسمي الذي أقيم بأرضالأنبا رويس بالعباسية يوم 25 يونيو عام 1968,وعقبه أزيح الستار إيذانا بافتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية,تمهيدا للقداس الافتتاحي الذي أقيم صباح الأربعاء,وإيداع رفات القديسمارمرقس بالمزار الخاص به تحت الهيكل الرئيسي للكاتدرائية.وهذا نص الكلمة:-'بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين-مبارك الله الذي باركنا بكل بركة روحية وأعطانا أن نبني هذا البيت ليحل فيه,وهو الذي السماء وسماء السموات لاتسعه,فلنشكر الرب لأنه صالح وإلي الأبد رحمته,وليسبحه الواقفون في بيت الرب له العظمة والتقدير وله المجد والسلطات إلي أبد الآبدين.أحبائي ما أسعدني بقدومكم لتشاركونا في أعياد مرور تسعة عشر قرناعلي استشهاد القديس العظيم الإنجيلي مرقس الرسول كاروز الديار المصرية الذي أتي إلي ديارنا مناديا ببشري الفداء والخلاص وبالاحتفال بافتتاح هذه الكاتدرائية التي شيدت تخليدا لهذه المناسبة الجليلة والتي ستبقي بإرادة الله عنوانا لثبات الإيمان ورسوخ الشهادة ببشارة نعمة الله.ما أسعدني عندما أري ممثلين عن كنائس العالم اجتمعوا معا في هذا المكان مقدمين الشكر لله كما هو في يوم الخمسينعندما كان الجميع معا بنفس واحدة...إخوتي وأبنائي إن بلادنا التي تباركت بمجئ الرب يسوع إليها وهو طفل مع أمه القديسة الطاهرة مريم العذراء ويوسف تفتح رحابها لكموشعبها الذي باركه الرب بقوله: 'مبارك شعبي مصر' تغمره الفرحة عندما يراكم معه حس واحد في محبة أخوية,وكما أن مجئ ممثلي كنائس العالم ليفرحوا بالرب في كنيسته يعتبردليلا علي شعورهم بأن المسيح له المجد يربطهم جميعا برباط واحد كذلك أن في تعاطف مواطنينا من كل معتقد ودين ما يدل علي قوة الوحدة الوطنية,ويسرني أن أذكر بالفخر والإعجاب في هذه المناسبة ما تفضل به السيد الرئيس جمال عبد الناصر منإرساء حجر أساس هذه الكاتدرائية خلال أعياد العام السادس عشر للثورة المجيدة,ومن المساهمة القيمة التي قدمها سيادته في إقامتها تعبيرا عن سماحته وكريم مشاعره,كذلك يسرني أن أشيد بفضل قداسة الأخ الحبيب البابا بولس السادسالذي سمح بنقل رفات القديس مرقس الرسول الطاهر لحفظهاكذخيرة مقدسة في هذه الكاتدرائية,وتكرمبإيفاد ممثليه الموقرين الحاضرين معنا,فقدم بذلك دليلا علي سمو مشاعره وعلي أنهكما يقول يوحنا الرسول: 'نحب لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق',ولا شك أنني فيما أقول وأعبرعن شعور أبناء الكرازة المرقسية كافة وفي مقدمتهم جميعا حضرة صاحب الجلالةالأخ الحبيب وابن الكنيسة الأرثوذكسي البار الإمبراطور هيلاسلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا العظيم الذي بمساهمته في بناء هذه الكاتدرائية وتفضله بحضورهذا الحفل بل وباشتراك إخوتنا الأحباء مطارنة الكنيسة الإثيوبية في إحضار رفات القديس مرقس ما ينبئ عن توثق وحدة الكرازة المرقسية,وإني أذكر مع عظيم التقدير والامتنان الخالص مشاركة صاحب الغبطة الأخ الحبيب مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق,والأخ الحبيب الكاردينال أسطفانوس الأول بطريرك الأقباط الكاثوليك وأصحاب النيافة المطارنة والأساقفة ممثلي الكنائس وسكرتير عام مجلس الكنائس العالمي وأعضاء الوفود ورؤساء الكنائس وممثليها بمصر والخارج...أحبائي لا شك أنه سيسعدكم أن تقتفوا آثار العائلة المقدسةفي مصر وتزوروا الأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة,وبوركت بحلولها فيها وكأنها شاءت الإرادة الإلهية أن تبينمعالم الطريق الذي سارت فيه القديسة الطاهرة مرتمريم سلام الرب عليها فظهرت عيانا للآلاف المؤلفة من الناس مرات عديدةفوق قباب كنيستها ناحية الزيتون,تلك الضاحية التي مرت بها العائلة المقدسة عند مجيئها إلي مصر,وما صاحب هذا الظهور من معجزات الشفاء التي نالها مرضي كثيرون من مختلف الأجناس والأديان عجز الطب عن مداواتهم,فيالها من نعمكبري وفيرة قوت إيمان الكثيرين وقربت إلي الله البعيدين,وهكذا سيبقي اسم الزيتون شعار السلام ورمزالتكريم خالدا,وإلي الله القدوس القدير نتضرع أن يجعل من هذه الأحداث المباركة الباهرة خير بشير لرفع ألوية السلام في العالم أجمع وازدهار المحبة والإخاء بين البشر جميعا ولعظمته تعالي المجد والعزة والشكر الدائم إلي الأبد'يذكر أن قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالثوهو بعد أسقفا للتعليم حضر هذا الاحتفال الكبير والقداس الافتتاحي أيضا الذي رأس خدمته وقتئد قداسة البابا كيرلس السادس وكبار ضيوفه الكرام. | |
| | | ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:28 am | |
| القديس مرقس أكبر الأنوار / للمتنيح العلامة: الأنبا غريغوريوس جريدة وطنى 13/5/2007م السنة 49 العدد 2368 عن مقالة بعنوان " القديس مرقس أكبر الأنوار " للمتنيح العلامة: الأنبا غريغوريوس اسقف الدراسات العليا فسيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلاممادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور.قال المسيح له المجدأنا هو نور العالموقال أيضا للآباء الرسلأنتم نور العالمولكن فرق بين أن يكون المسيح له المجد هو نور العالم وبين أن يكون الرسل هم نور العالم.المسيح له
المجد هو النور الأصيل,أما الرسل فنورهم نور منعكس عليهم من نور المسيح,مثل نور القمر الذي ليس فيه من ذاته,إنما هو من نور الشمس ,إن القديسين من فرط عشرتهم للمسيح وتأملهم فيه,تضيء وجوههم ويلمع محياهم,وبهذا يتحولون وهم بطبيعتهم أجسام معتمة إلي أجسام منيرة تشع نورا وتضيء في الظلمات,وأظن أننا نذكر موسي النبي الذي وهو جسم معتم كإنسان لكنه حينما دخل إلي جبل حوريب في الحضرة الإلهية,لمع وجهه وصار منيرا حتي أنه عندما نزل من الجبل كان حينما يكلم الشعب يضع برقعا علي وجهه,فإذا ارتفع إلي الجبل رفع البرقع من علي وجهه,وهذه صورة محسوسة ووسيلة إيضاح أعطاها الكتاب المقدس ليبين كيف أن القديسين وهم أجسام معتمة بطبيعتهم كبشر,لكنهم حينما يدخلون دخولا حقيقيا الحضرة المقدسة يتحولون إلي أجسام منيرة,ويصبحون نورا للعالم بطهارة سيرتهم وأيضا بالتعاليم المقدسة التي يحملونها. تحتفل كنيستنا بعيد استشهاد واحد من أكبر الأنوار التي أشرقت علي البشرية وهو هذا النور الذي أضاء علينا نحن المصريين,مارمرقس الرسول الذي نور في بلادنا ونقل إلينا نور الإنجيل ونقلنا من الظلمة إلي نور ابن الله الوحيد.في يوم 30 برمودة استشهد مارمرقس الرسول في شوارع الإسكندرية,في يوم 29 برمودة جره وسحبه وسحله الوثنيون الذين غضبوا علي ما فعله مارمرقس الرسول في بلادنا المصرية,حيث جذب كثيرين إلي نور المسيح,ومثل ما قال المسيح له المجد سيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلاموالذي يسير في الظلام لايعلم إلي أين يذهب,ثم يقول الإنجيلمع أنه قد صنع أمامهم آيات هذه عددها لم يؤمنوا بهليتم قول إشعياء النبي الذي قاليارب من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الربلهذا لم يقدروا أن يؤمنوا به لأن إشعياء قال أيضاقد أعمي عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم, ويقول الكتاب أيضامع ذلك آمن كثيرون من الرؤساء غير أنه بسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصيروا خارج المجمع لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله.وهذا معناه أنه علي الرغم من أن النور واضح أمام الكل لكن هناك البعض لغباوة قلوبهم وعنادهم وإصرارهم علي رفض النور فإنهم يقاومون النور ويضعون الحجاب بينهم وبين النور,ثم يقيمون حرب علي أهل النور,وتنشأ بينهم وبين أهل النور حرب وقتال,قتال بالفكر وقد يتطور إلي قتال بالسيف وبغيرها من وسائل العنف البدني والمادي,وهذا ماحدث بالنسبة للمسيحية في مصر,هذه الديانة الناشئة التي جاء مارمرقس الرسول يحمل مشعلها ليضيء علي الجالسين في الظلمة وظلال الموت,فوجد هناك أناس أبرياء استجابوا للنور,وفتحوا عيونهم وفتحوا قلوبهم لهذا النور فاستناروا به,وتحولوا إلي دين المسيح وتعمدوا باسم المسيح وصاروا مسيحيين وأسس لهم مارمرقس كنيسة وسلمهم القداس المعروف بالقداس المرقسي والذي دونه فيما بعد البابا كيرلس الأول فصار ما يعرف بالقداس الكيرلسي,وكتب إنجيله وأنشأ المدرسة اللاهوتية الأولي في الإسكندرية والتي لم ينتصف القرن الثاني للميلاد حتي صارت جامعة لاهوتية وصار يقصد إليها طلاب المعرفة من كل بلاد العالم ولذلك فأن كثيرين من الآباء الكبار المعروفين في القرون الأولي للمسيحية من غير أبناء كنيستنا هؤلاء بعد أن أتموا علومهم اللاهوتية في بلادهم جاءوا إلي جامعة الإسكندرية اللاهوتية ليتزودوا بمعارفها,ومن هؤلاء يوحنا ذهبي الفم الذي صار فيما بعد بطريرك القسطنطينية,وغريغوريوس الثيئولوغوس الذي أصبح أيضا بطريركا وباسيليوس الكبير الذي أصبح بطريركا وغيرهم كثيرون من آباء الكنيسة الكبار في العالم الأرثوذكسي المسيحي الأول,هؤلاء أيضا تزودوا من المعارف اللاهوتية من جامعة الإسكندرية بعد أن أتموا دراساتهم الدينية في بلادهم,إن مارمرقس الرسول أحدث ثورة,وأقول أيضا أحدث انقساما في مصر,لكنه ليس الانقسام الذي من النوع البغيض الذي تلعب به الأهواء النفسية والشهوات البشرية والكرامة الإنسانية دورها.إنما هذا الانقسام من النوع الروحاني الذي لابد أن يحدث بين الظلمة و النور,وهذه الحرب الضروس التي لابد ولامفر من أن تحدث بين أبناء النور وأبناء الظلمة,وهذا ما قاله السيد المسيح له المجدلاتظنوا أني جئت علي الأرض لأحمل سلاما بل جئت لأحمل سيفا,جئت لأفرق الأب ضد ابنه,والابنة ضد أمها والحماة ضد كنتها وأعداء الإنسان أهل بيتههذه الحرب حرب المباديء حرب بين النور والظلمة,حرب بين المعرفة والجهل,حرب بين الخير والشر,المسيحية لاتعرف الاستكانة,إذا كانوا يفسرون السلام بمعني الاستكانه,فليس هذا هو السلام الذي جاء المسيح لينشره علي الأرض,إنه سلام الله وسلام الله يجيء بناء علي رسالة مقدسة تأتي فيقبلها الناس فيؤمنون.أحدث مارمرقس هذه الثورة وهذا الانقسام بين أبناء النور وأبناء الظلمة بين من يعبدون الله ومن يعبدون الأوثان,وبينما كان مارمرقس الرسول يحتفل بعيد القيامة الذي وقع في تلك السنة في 29 من برمودة وكان يقابل 26 من أبريل من عام68لتجسد المسيح,وتصادف أن هذا اليوم كان أيضا عيدسيرابيسالإله المصري وكانت عبادة سيرابيس تجمع بين عبادة الإله آمون والإله أبيس.كان هذا عيدا عظيما عند الوثنيين,وبينما هم يحتفلون بعيد سيرابيس الإله الوثني هاجت الجموع وثارت ثورتهم علي أن فريق من المصريين تبع مارمرقس الرسول في ديانة جديدة ناشئة هي الديانة المسيحية التي جاء مارمرقس يكرز بها,فخرجوا من معبدهم بحماسة بالغة وهياج عظيم ودخلوا إلي الكنيسة.وكانت كنيسة مارمرقس في ذلك الوقت في بقعة تسمي دار البقر,دخلوا إلي مارمرقس وكان يحتفل بالقداس الإلهي,دخلوا وشدوا عنقه بحبل,وبعنف شديد جروه وسحلوه إلي خارج الكنيسة,وكانوا يهتفون جروا جروا التيتل إلي دار البقرخرجوا بحماسة بالغة كما تعلمون كيف تكون المظاهرات,خاصة وإذا كانت هذه المظاهرة دينية,وهي مظاهرة الأغلبية الكثيرة ضد الأقلية الناشئة الضعيفة,بحماسة بالغة وبهياج شعبي ضخم أخذوا يجرون مارمرقس الرسول في طرقات الإسكندرية علي الأحجار والتراب وفي الشوارع,فتقطعت أوصاله وسالت دماؤه وتكسرت وتهشمت عظامه في كل طرقات الإسكندرية,إلي أن جاء المساء وحينئذ أودعوه في السجن بعد أن صار حطاما نتيجة ما أصابه من ضرب وركل وسحل,وفي هذه الحالة المؤلمة التي كان فيها,ظهر له ملاك من السماء,وبعد قليل ظهر له رب المجد نفسه,وحياه وقال لهالسلام لك ياعبدي مرقس,بعد قليل ستنتقل إلي السماء وتنال إكليل الشهادة,كن ثابتا رابط الجأش لك الجزاء المبارك.أجرك عظيم جدا.وربما لهذا السبب وغيره سمي مارمرقس الإنجيلي ناظر الإله,الذي تشرف بأن نظر الإله ورآه عينا بعين ليس فقط أيام أن كان تلميذا للمسيح عندما كان بين السبعين رسولا ولكن أيضا بعد صعود الرب إلي السماء نظره في هذه الرؤيا وفي غيرها من المناظر الروحانية التي أنعم الله بها عليه,وهذا هو السبب بأن مارمرقس أختص بهذا اللقب أنهالثيئوفورسأي الناظر الإله.فلما أشرق الصباح أقبل الوثنيون في مظاهرة ثانية وأخذوه مرة أخري وأخذوا يسحلونه بعد أن نال الشجاعة والقوة وكان قد نال الشفاء من جراحاته بظهور السيد المسيح له,ولكنه من جديد عاني معاناة أخري بهذا السحل الجديد وهذا التحطيم الجديد لعظامه,ومن كثرة ما عاني ارتطم رأسه وانقطع من جسمه,ففارقت روحه جسده وحملتها الملائكة إلي أحضان القديسين إلي السماء.وكان هذا هو يوم 30 من برمودة ولم يكف الجماهير أنهم رأوه قد مات,وأن رأسه قد انفصل عن جسده,ولكن أرادوا أن ينكلوا به أكثر فجمعوا أجزاءه وأشلاءه المبعثرة إلي بعضها البعض ليشعلوا فيها النار,وبالفعل أشعلوا النار غير أن شيئا عجيبا حدث,وهو أن أمطار تجمعت من غير توقع وسقطت علي النار فأطفأتها.وبهذا أنقذ جسد مارمرقس الرسول من الحريق الذي أحال الوثنيون علي إحداثه تنكيلا بهذا القديس الذي أزعجهم وأقضي مضاجعهم,والذي صنع تلك الثورة وأحدث ذلك الانقسام الروحاني بين المؤمنين وغير المؤمنين وصارت الكنيسة الناشئة الصغيرة ابتداء من هذه الفترة تمتد شيئا فشيئا بسبب استشهاد مارمرقس الرسول فزاد عدد المؤمنين وكان استشهاده بذرة لنمو الإيمان وازدياده في مصر,وهذا هو ماقاله آباء الكنيسة ونقلته كتب التاريخ أندماء الشهداء بذار الإيمانفكان عندما يموت شهيد,المتوقع أن ينتهي بموته المبدأ الذي كان يدعو له,وهذا هو المقصود في تخطيط الناس الذين يضطهدوا الشهداء للقضاء علي الإيمان المسيحي,ولكن الذي كان يحدث هو العكس تماما,فبموت الشهيد يولد للمسيح أولاد كثيرون فتمتد الكنيسة,فتكون فعلا دماؤهم بمثابة البذرة التي تنبت وتخرج من هذا النبت ثمار كثيرة متعددة. وصارت الكنيسة تعيد في الثلاثين من برمودة بعيد استشهاد مارمرقس الرسول الذي يوافق 8 من مايو ولكن وقت استشهاد القديس مرقس كان 26 من أبريل لأن الكنيسة في ترتيباتها وترتيب الأعياد لاترتبط بالتقويم الجريجوري ولكنها ترتبط بالتقويم القبطي. قبل أن يستشهد مارمرقس الرسول كانت الكنيسة قد تكونت بالفعل وصار عدد لابأس به في مدينة الإسكندرية,ثم في خارج الإسكندرية وخصوصا في ليبيا لأن مارمرقس الرسول جاء أول ماجاء إلي ليبيا,لأن مرقس الرسول أصلا من عائلة يهودية أقامت في إحدي بلاد الخمس مدن الغربية,وحاليا ليبيا.وحدث أن بعض اللصوص سطوا علي العائلة فسلبوها أمتعتها,فصاروا فقراء فهاجروا من ليبيا إلي بلاد فلسطين,في الوقت الذي كان فيه مخلصنا له المجد قد ظهر يكرز ويعلم فانضم إليه مارمرقس وأصبح واحدا من أتباعه,واختاره المسيح ليكون واحدا من السبعين رسولا وكان مارمرقس صغيرا في السن في ذلك الوقت,وأغلب الظن أنه لم يكن قد تعدي العشرين من عمره,فلما كرز بعد صعود المسيح في بلاد فلسطين وفي آسيا الصغري وفي قبرص وفي روما جاء إلي ليبيا إلي الخمس مدن الغربية,ومنها دخل إلي الإسكندرية,وبعد أن كرز في الإسكندرية وكسب إلي المسيح أعدادا وفيرة وبعد أن قضي وقتا طويلا نحو سبع سنوات رجع مرة أخري إلي الخمس مدن الغربية,وكرز هناك أيضا,وأسس كنيسة وصارت كنيسته شمال إفريقيا التابعة للكرسي المرقسي,وهذا هو السبب أنه من ألقاب بابا الإسكندرية يقال:بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر والنوبة والحبشة والخمس مدن الغربيةوالخمس مدن الغربية كانوا يسمونهابنتوبوليسوهو التعبير القديم وهي الآن تقع في حدود ليبيا تقريبا إنما هي كلها في شمال إفريقيا.ثم رسم قسوسا وشماسة ثم عاد إلي الإسكندرية. ورسم مارمرقس أسقفا في الإسكندرية اسمه حنانيا وباليونانيةإنيانوسوهو أول أسقف رسمه مارمرقس كذلك رسم قسوسا وشمامسة ومات في الإسكندرية شهيدا.نحن من واجب الوفاء نحتفل بعيد استشهاد الرجل الذي أحسن إلينا والذي خدمنا والذي نقلنا من الحياة الوثنية إلي الحياة المسيحية وعرفنا بالمسيح وكلفه هذا التعريف وكلفته هذه الخدمة الكثير من التعب والبذل والتضحية وتحمل المشقات والآلام والاضطهادات إلي أن استشهد بهذه الصورة المؤلمة,وبهذا العذاب الذي تحمله الذي دام علي الأقل يومين وهو يجر في الطرقات ويصدم جسمه بالأحجار وتخضبت أرض مصر بدمه,فلا نستطيع أن نحصي قطرات الدم التي انتشرت من جسده في شوارع الإسكندرية فتباركت شوارع الإسكندرية بهذا الدم الطاهر النقي,هذا الدم المقدس,استنارت الإسكندرية بهذا النور الذي أشرق عليها والذي سطعت منه وعن طريقه أنوار المسيح له المجد,فنحن مدينون لهذا الرجل مدينون له بهذا الفضل وطالما أن كنيسة الإسكندرية باقية سيظل شعورنا بالدين عظيما نحو هذا الرجل الذي أسس كنيسة احتلت في التاريخ أعظم سمعة وأفخر مجد نالته كنيسة أخري.إن كل الذين قرأوا التاريخ يعلمون أن كنيسة الإسكندرية في الخمسة القرون الأولي صارت أعلي منارة في المسيحية في العالم,وصار رؤساؤها أساتذة وعلماء تتلمذ علي أيديهم أساقفة العالم المسيحي,وهذا هو السبب في أن بابا الإسكندرية حمل علي مجري التاريخ لقبقاضي المسكونةومعني أنه قاضي المسكونة أنه كان يحتكم إليه في المسائل اللاهوتية والمسائل الكنسية.
ولما كان بابا الإسكندرية من أساتذة المدرسة اللاهوتية التي تتلمذ علي يديه فيها كثيرون ممن صاروا أساقفة وكهنة في العالم المسيحي فأصبح يلقب بـالأستاذبالألف واللام ولقبالمعلمودائما كان بابا الإسكندرية في المجامع المسكونية التي عقدت في الخمسة قرون الأولي يحتل فيها مكانة المعلم ومكانة القاضي ومكانة المرجع والحكم الذي يحتكم إليه.هذه المكانة اللاهوتية التي وصلت إليها كنيسة الإسكندرية هي التي أثارت مشاعر الحقد الذي ترتب عليه ذلك الانقسام المؤلم الذي حدث في مجمع خلقدونية في عام 451م والذي بسببه انقسمت الكنيسة إلي شرقية وإلي غربية.أيها الإخوة والأبناء نذكر هذا الرجل الرسول,تلميذ المسيح الشهيد العظيم,أول أسقف وأول بطريرك في مدينة الإسكندرية ولكنيسة الإسكندرية,نذكر فضائله ونذكر طهارته فقد كان الرسول المعروف بأنه الرسول البتول لأنه آثر البتولية منذ شبابه المبكر وكرس حياته كلها روحا ونفسا وجسدا لخدمة سيده ومعلمه وصار البذرة الأولي للإيمان المسيحي الأرثوذكسي,ليس في مصر وحدها بل في كل بلاد إفريقيا والشرق,بعد أن أصبحت كنيسة الإسكندرية كنيسة إفريقيا الأولي وفي اللحن الكنسي قصد أجزاء من إفريقيا من ليبيا إلي نيجريا إلي الكنغو إلي أواسط إفريقيا إلي جنوب إفريقيا,وفي عهد المتنيح البابا يوساب الثاني في جنوب إفريقيا حوالي 6 ملايين أرسلوا خطابات إلي البابا علي أيدي مندوبين منهم وقالوا إننا أصلا أقباط تسربنا إلي جنوب إفريقيا لظروف الاضطهاد من جهة أو لأسباب تجارية من جهة أخري واستقرينا في جنوب إفريقيا ونحن الآن نريد أن يكون لنا أسقف من الإسكندرية من كنيستنا القديمة الأصيلة,وفعلا أجيب طلبهم ووافق مجمع الكنيسة علي هذا ورسم لهم أسقفا,غير أن هناك ظروفا سياسية تتصل بحكومة جنوب إفريقيا سببت متاعب لهذا الأسقف فلم تعترف له بالإقامة الدائمة,وظلت هذه المشكلة دائمة,ولم تستطع وزارة الخارجية المصرية مع كل مابذلت من جهود أن تحل هذه المشكلة وتوفي هذا الأسقف قصدت أن أقول إن هؤلاء الناس الذين من جنوب إفريقيا قالوا إنهم أصلا من أصل قبطي,والآن يبلغون نحو 6 ملايين وهنا يظهر النفوذ الروحي لكنيسة الإسكندرية الذي امتد إلي كل إفريقيا وأوغندا...وعلي الرغم من الظروف السياسية التي مرت بالحبشة يقولونأبونا هو مرقس وأمنا هي الإسكندريةفكنيسة إفريقيا الأولي تدين بوجودها لهذا الرجل العظيم.أنتم نسل الشهداء أنتم أولاد مارمرقس الرسول,إننا نحتفل اليوم بذكراه وبذكري استشهاده وفاء لأبينا العظيم أننا نذكره بكل فخر ويجب أن نشرفه بأعمالنا ويجب علينا كأقباط أن نتمسك بإيماننا الأرثوذكسي إلي النفس الأخير,ونثبت عليه غير متزعزعين غير عاثرين,عارفين بمن آمنا وموقنين أنه قادر أن يحفظ وديعتنا إلي ذلك اليوم العظيم. لنبارك الله ولنذكر القديس مرقس ونحيي ذكراه ونفتخر بأعماله لأن في أعماله تمجيدا لعمل المسيح,وامتدادها في بلادنا.هنا تصدق نبوءة إشعياء النبييكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب في تخومها فيعرف الرب من مصرإشعياء19:19-21لم يكن هذا المذبح في وقت إشعياء النبي,كانت هناك مذابح في مصر ولكنها كانت مذابح للأوثان وللأصنام,ولم يكن مذبح للرب في أرض مصر,ومنذ دخول المسيحية لأرض مصر,ومنذ إنشاء الكنيسة المسيحية التي أقيمت مذابحها في كل أرض مصر,وصار المسيحيون بالروح الدينية التي ورثوها من آبائهم,أقوياء ثابتين راسخين حتي صاروا أعرق شعوب العالم تمسكا بالإيمان حتي صار المثل القائلزحزحة جبل من موضعه أيسر من زعزعة قبطي من إيمانهلنا شرف أن نفخر به ونعتز به,إن آباءنا الأماجد صنعوا تاريخنا وصنعوا أعظم تاريخ للمسيحية في العالم كله,والعالم إلي اليوم يعترف بفضل كنيسة الإسكندرية في العالم المسيحي هذا الفخر نذكره ونرده إلي مارمرقس الرسول أبينا الذي أحسن إلينا والذي بذل نفسه كما بذل سيده من قبله نفسه من أجلنا. لإلهنا المجد والإكرام والسجود الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور آمين. | |
| | | ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:28 am | |
| رحلة رأس وجسد مار مرقس جريدة وطنى 13/5/2007م السنة 49 العدد 2368 عن مقالة بعنوان " كاروز الديار المصرية...رحلة الرأس والجسد " بقلم: زكريا عبد السيد و أحد السبعين رسولا وقد كرز مع القديس بطرس في اليهودية وأورشليم وبيت عنيا ثم صاحب بولس وبرنابا في رحلتهما التبشيرية الأولي وبشر معهما في سورية وأنطاكية عام 45مأع13:4-5كما بشر معهما في قبرص ثم فارقهما في برجةأع13:13 واشترك مع بولس الرسول في تأسيس كنيسة رومية ثم توجه إلي الخمس مدن الغربية وهي برنيق وحاليا بني غازي -برقه باركهوحاليا المرج-طوشبرا وحاليا توكره- القيروان سيرين وتسمي الشحات حاليا أبولونيا وحاليا تسمي سوسة ويذكر الأب شينو في كتابه قديسو مصرأنه بدأ أولا بالكرازة في ليبيا وبعد ذلك جاء إلي مصر وكرز في ربوعها وقام بسيامة أنيانوس أسقفا عليها سنة 61م ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة ثم غادرها إلي الخمس مدن الغربية مرة أخري ثم إلي رومية لكي يكون بجوار
بولس الرسول في وقت استشهاده سنة 67م وأخيرا عاد إلي مصر لكي يري ويعاين ثمار كرازته التي امتدت إلي أرجاء القطر المصري ونال أكليل الشهادة في 30 برمودة سنة 68م. رحلة الرأس والجسد: ظل جسد القديس مارمرقص ورأسه معا في تابوت واحد موضوعا في كنيسته وهي كنيسة بوكاليادار البقرمنذ يوم الشهادة سنة 68م حتي عام 644م,ويذكر أنه بعد الانشقاق الخلقدوني سنة 451 وقعت بعض الكنائس في يد الروم الملكانيين ومن بين هذه الكنائس كنيسة القديس مرقص التي يوجد بها جسده كاملا. وفي عام 644م سرق أحد البحارة رأسه وخبأها في مركبه ولكن عمرو بن العاص والي مصر أمر بتفتيش المركب لعدم تمكنه من مغادرة الميناء كباقي المراكب فوجدوا الرأس موجودة به واعترف البحار بما أقدم عليه حيث قام عمرو بن العاص بتسليم الرأس المقدس للبابا بنيامين ال 62338-662مالذي كان هاربا من الخلقدونيين 13 عاما ,وتم بناء كنيسة تحفظ بها الرأس-حاليا الكنيسة الكائنة بشارع المسلة بالإسكندرية إلي يومنا هذا-وهكذا انفصل الرأس عن الجسد ثم استولي أحد الأفراد الأتراك علي الرأس في زمن الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي 966-1020 ولكن أحد الأقباط قام بشراء هذه الرأس وسلمه للبابا زخارياس 100464-1032الذي كان مختفيا بدير القديس مقاريوس وهكذا وصل الرأس إلي بريه شيهيت نحو عام 1013م وظل ينتقل بين بيوت أعيان الإسكندرية الأقباط لإخفائه من أعين الحكام الذين كانوا يفتشون عنه سعيا وراء المال خاصة في أيام البابا خريستوذولوس 66 1046-1077في دار أولاد السكري وقد ذهب إلي هناك البابا كيرلس الثالث ال 70 1235-1243لنوال بركته بعد سيامته بطريركا. وفي القرن الثامن عشر وضع في ضريح خاص بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية وأخيرا في أيام البابا بطرس السادس1718-- 1726وضع مع جماجم أخري خاصة بالقديس في جرن من الرخام ووضع في مكانه المعروف حاليا بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية وفي سنة 828م قام أهل البندقية بالاحتيال علي الكهنة اليونانيين المسئولين عن حراسة الجسد بحجة أن السلطات تهدم الكنائس وهناك خوف من ضياع هذه الذخيرة الثمينة.في البندقية أقيمت كنيسة سان مارك لحفظ الجسد وهي من أقدم الكنائس في العالم حيث ظل الجسد محفوظا هناك حتي الآن. عودة رفات مارمرقص:- وفي عام 1968م وبمناسبة مرور 1900 عام علي استشهاد القديس مارمرقص الرسول تمكن البابا كيرلس السادس من إحضار رفات مارمرقص إلي مصر وكان ذلك يوم 24 يونية سنة 1968م في احتفال مهيب وسعادة بالغة للأقباط الأرثوذكس حيث تجمع الآلاف
في استقبال هذا الجسد المقدس في مطار القاهرة . وفي يوم 25 يونية كان الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الكبري الجديدة بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, والامبراطور هيلاسلاسي وفي اليوم التالي أقيم أول قداس بالكاتدرائية وفي نهاية القداس تم وضع صندوق الرفات المقدسة في المزار الذي أعد خصيصا له أسفل المذبح الرئيسي للكاتدرائية المرقسية الجديدة. ========================= المـــــــــــراجع: مرقص الرسول: البابا شنودة الثالث القديس مارمرقص وكنيسة الإسكندرية:أمير نصر تاريخ الكرازة المرقسية وعشرون قرن:زكريا عبد السيد | |
| | | ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: باكورة الآباء البطاركة: السبت يونيو 18, 2011 7:29 am | |
| | |
| | | | باكورة الآباء البطاركة: | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|