العطاء وبساطته
روت الأمّ تريزا هذه الحادثة قالت: بينما كنتُ أسير في احد شوارع المدينة المكتظة بالسكان، اقترب مني متسّول وقال: "ايتها الأم تريزا، أرى الكثيرين يقدّمون لك الهدايا والمساهمات، وانا بدوري اعطيك 29 سنتا جمعتُها اليوم". فكرتُ قليلا وقلتُ في نفسي: إن اخذتُ الـ29 سنتا -وهي قيمة زهيدة جدا- ربما حرمته من عشائه هذا المساء. وإن لم آخذها سيحزن ويذهب مكسور الخاطر. فمددت يدي وأخذت المال. فنظر الي مبتسمًا وانفرجت اساريره وشكرني بحرارة. اظن اني لم أَرَ ابدا في حياتي فرحا عظيما كهذا على وجه انسان. لقد قدّم عطية للأم تريزا كلّفته العطية تعبا كثيرا وقف يستعطي طول النهار في الشمس المحرقة. ضحّى كثيرًا وفرح كثيرًا. عطاؤه قليل القيمة المادية لكنه عطاء عظيم لأنه أعطى كل ما له كما قال يسوع في الانجيل (مرقس 12:44) لما رأى الأرملة الفقيرة تلقي بفلسين في صندوق الهيكل: "ان هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت اكثر من جميع الذين ألقوا في الصندوق لأن الجميع من فضلتهم ألقوا. اما هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها، كل معيشتها".
إليكم قصة ثانية مشابهة حصلت في ابرشية بجبل لبنان - عند افتتاح احدى الكنائس. فرح الناس كثيرا بالكنيسة الجديدة في منطقتهم، وراحوا يحملون التقدمات من مقاعد وأوانٍ وثريات للإنارة. انتظرت امرأة مسنّة فقيرة حتى خرجوا كلهم، وتقدمت من المسؤول وقالت له: انا لا استطيع ان اقدم الكثير، ولكني اود ان اشارك اليك علبتي كبريت ستحتاجونها لإضاءة الشموع .
منقـــولــــــــ