" دا 13 : 1 - 64
1- و كان في بابل رجل اسمه يوياقيم.
2- و كان متزوجا امراة اسمها سوسنة ابنة حلقيا جميلة جدا و متقية للرب.
3- و كان ابواها صديقين فادبا ابنتهما على حسب شريعة موسى.
4- و كان يواقيم غنيا جدا و كانت له حديقة تلي داره و كان اليهود يجتمعون اليه لانه كان اوجههم جميعا.
5- و كان قد اقيم شيخان من الشعب للقضاء في تلك السنة و هما من الذين قال الرب فيهم ان الاثم قد صدر من بابل من شيوخ قضاة يحسبون مدبري الشعب.
6- و كانا يترددان الى دار يوياقيم فياتيهما كل ذي دعوى.
7- و كانت سوسنة متى انصرف الشعب عند الظهر تدخل و تتمشى في حديقة رجلها.
8- فكان الشيخان يريانها كل يوم تدخل و تتمشى فكلفا بهواها.
9- و اسلما عقولهما الى الفساد و صرفا اعينهما لئلا ينظرا الى السماء فيذكرا الاحكام العادلة.
10- و كانا كلاهما مشغوفين بها و لم يكاشف احدهما الاخر بوجده.
11- حياء من كشف هواهما و رغبة في مضاجعتها.
12- و كانا كل يوم يجدان في الترقب لكي ينظراها.
13- و ان احدهما قال للاخر لنتصرف الى بيوتنا فانها ساعة الغذاء فخرجا و تفارقا.
14- ثم انقلبا و رجعا الى الموضع فسال بعضهما بعضا عن سبب رجوعه فاعترفا بهواهما و حينئذ اتفقا معا على وقت يمكنهما فيه ان يخلوا بها.
15- و كان في بعض الايام بينما هما مترقبان اليوم الموافق انها دخلت مثل امس فما قبل و معها جاريتان فقط و ارادت ان تغتسل في الحديقة لانه كان حر.
16- و لم يكن هناك احد الا الشيخان و هما مختبئان يترقبانها.
17- فقالت للجاريتين ائتياني بدهن و غسول و اغلقا ابواب الحديقة لاغتسل.
18- ففعلتا كما امرتهما اغلقتا ابواب الحديقة و خرجتا من ابواب السر لتاتيا بما امرتا به و لم تعلما ان الشيخين مختبئان هناك.
19- فلما خرجت الجاريتان قام الشيخان و هجما عليها و قالا.
20- ها ان ابواب الحديقة مغلقة و لا يرانا احد و نحن كلفان بهواك فوافقينا و كوني معنا.
21- و الا فنشهد عليك انه كان معك شاب و لذلك صرفت الجاريتين عنك.
22- فتنهدت سوسنة و قالت لقد ضاق بي الامر من كل جهة فاني ان فعلت هذا فهو لي موت و ان لم افعل فلا انجو من ايديكما.
23- و لكن خير لي ان لا افعل ثم اقع في ايديكما من ان اخطا امام الرب.
24- و صرخت سوسنة بصوت عظيم فصرخ الشيخان عليها.
25- و اسرع احدهما و فتح ابواب الحديقة.
26- فلما سمع اهل البيت الصراخ في الحديقة وثبوا اليها من باب السر ليروا ما وقع لها.
27- و لما تكلم الشيخان بكلامهما خجل العبيد جدا لانه لم يقل قط هذا القول على سوسنة.
28- و في الغد لما اجتمع الشعب الى رجلها يوياقيم اتى الشيخان مضمرين نية اثيمة على سوسنة ليهلكاها.
29- و قالا امام الشعب ارسلوا الى سوسنة بنة حلقيا التي هي امراة يوياقيم فارسلوا.
30- فاتت هي و والداها و بنوها و جميع ذوي قرابتها.
31- و كانت سوسنة ترفة جدا و جميلة المنظر.
32- فامر هذان الفاجران ان يكشف وجهها و كانت مبرقعة ليشبعا من جمالها.
33- و كان اهلها و جميع الذين يعرفونها يبكون.
34- فقام الشيخان في وسط الشعب و وضعا ايديهما على راسها.
35- فرفعت طرفها الى السماء و هي باكية لان قلبها كان متوكلا على الرب.
36- فقال الشيخان اننا كنا نتمشى في الحديقة وحدنا فاذا بهذه قد دخلت و معها جاريتان و اغلقت ابواب الحديقة ثم صرفت الجاريتين.
37- فاتاها شاب كان مختبئا و وقع عليها.
38- و كنا نحن في زاوية من الحديقة فلما راينا الاثم اسرعنا اليهما و رايناهما متعانقين.
39- اما ذاك فلم نستطيع ان نمسكه لانه كان اقوى منا ففتح الابواب و فر.
40- و اما هذه فقبضنا عليها و سالناها من الشاب فابت ان تخبرنا هذا ما نشهد به.
41- فصدقهما المجمع لانهما شيخان و قاضيان في الشعب و حكموا عليها بالموت.
42- فصرخت سوسنة بصوت عظيم و قالت ايها الاله الازلي البصير بالخفايا العالم بكل شيء قبل ان يكون.
43- انك تعلم انهما شهدا علي بالزور و ها انا اموت و لم اصنع شيئا مما افترى علي هذان.
44- فاستجاب الرب لصوتها.
45- و اذ كانت تساق الى الموت نبه الله روحا مقدسا لشاب حدث اسمه دانيال.
46- فصرخ بصوت عظيم انا بريء من دم هذه.
47- فالتفت اليه الشعب كله و قالوا ما هذا الكلام الذي قلته.
48- فوقف في وسطهم و قال اهكذا انتم اغبياء يا بني اسرائيل حتى تقضوا على بنت اسرائيل بغير ان تفحصوا و تتحققوا الامر.
49- ارجعوا الى القضاء فان هذين انما شهدا عليها بالزور.
50- فاسرع الشعب كله و رجع فقال له الشيخان هلم اجلس بيننا و افدنا فقد اتاك الله مزية الشيوخ.
51- فقال لهم دانيال فرقوهما بعضهما عن بعض فاحكم فيهما.
52- فلما فرقا الواحد عن الاخر دعا احدهما و قال له يا ايها المتعتق الايام الشريرة لقد اتت عليك خطاياك التي ارتكبت من قبل.
53- بقضائك اقضية ظلم و حكمك على الابرياء و اطلاقكك للمجرمين و قد قال الله البريء و الزكي لا تقتلهما.
54- فالان ان كنت قد رايتها فقل تحت اي شجرة رايتهما يتحدثان فقال تحت الضروة.
55- فقال دانيال لقد صوبت كذبك على راسك فملاك الله قد امر من لدن الله بان يشقك شطرين.
56- ثم نحاه و امر باقبال الاخر فقال له يا نسل كنعان لا يهوذا قد فتنك الجمال و اسلم الهوى قلبك الى الفساد.
57- هكذا كنتما تصنعان مع بنات اسرائيل و كن يحدثنكما مخافة منكما اما بنت يهوذا فلم تحتمل فجوركما.
58- فالان قل لي تحت اية شجرة صادفتهما يتحدثان فقال تحت السنديانة.
59- فقال له دانيال و انت ايضا قد صوبت كذبك على راسك فملاك الله واقف و بيده سيف ليقطعك شطرين حتى يهلككما.
60- فصرخ المجمع كله بصوت عظيم و باركوا الله مخلص الذين يرجونه.
61- و قاموا على الشيخين و قد اثبت دانيال من نطقهما انهما شهدا بالزور و صنعوا بهما كما نويا ان يصنعا بالقريب.
62- عملا بما في شريعة موسى فقتلوهما و خلص الدم الزكي في ذلك اليوم.
63- فسبح حلقيا و امراته لاجل ابنتهما مع يوياقيم رجلها و ذوي قرابتهم لانه لم يوجد فيها شيء قبيح.
64- و عظم دانيال عند الشعب من ذلك اليوم فما بعد"