في أول أصحاح من سفر الأمثال، نجد الإنسان عامة والشاب خاصة، حائر بين ين .. الخطية تنادي متملقة، و الحكمة تنادي محذرة.
إن الخطية هو:
(1) التملق والخداع: فهي تُغري
وتخدع أقوى الرجال بمُتعها الوقتية. ألم ينجح الفلسطينيون مع شمشون مرتين
من خلال تملق امرأتين له، لذلك يقول: "يا ابني، إن تملقك الخطاة فلا ترضَ".
(2) الوحشية والنزاع: فنداء
الخطاة هو "هلم معنا لنكمن للدم". فالخطية تجرِّد القلب من العواطف، فتجعل
الناس بلا حنو ولا رحمة، تملأهم بالشراسة فيهزأون بالمبادئ ويسحقون كل
الأخلاقيات العالية، ويسلبون ويكذبون، بل ويقتلون دون خوف أو حياء.
(3) الأوهام والضياع: فوعد الخطية
الخادع هو "فنجد كل قنية فاخرة ونملأ بيوتنا غنيمة". فقد وعدت شمشون
بالمُتعة وأخذت عينيه، ووعدت أبشالوم بالمُلك وأخذت حياته، ووعدت عُزيا
بالمقام المقدس وضربته بالداء المنجس. ولا زال إلى اليوم، ملايين الخطاة
يلهثون وراءها مصدقين وعودها الزائفة، ولا يدرون أنها لا تعطي بل تأخذ، لا
تمنح بل ت.
أما الحكمة فهو:
(1) المحبة التاعبة: فهي تبحث عن الكل دون تمييز، فهي تنادي
للرعاع الذين في الأسواق، ولأصحاب المراكز العالية في مداخل الأبواب،
وأعطت ها للمارين في الشوارع، وذهبت أيضاً للساكنين في المدينة (ع20،21).
وهكذا أيضاً فعل المسيح.
(2) الوعود الصادقة: فهي تَعِد
بالأمان يقي لكل خائف من دينونة الله، فتقول إن "المستمع لي يسكن آمناً"
(ع33). ألم يَقُل المسيح: "مَنْ يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة
أبدية ولا يأتي إلى دينونة" (يو 5: 24 )، وتَعِد بالراحة من خوف الشر،
وهكذا قال المسيح "فتجدوا راحة لنفوسكم".
(3)
التحذيرات المُرعبة: فمَنْ يرفض يدها الممدودة ولا يبالي بنداءات محبتها،
لن يبقى له سوى الخوف والبلوى .. وعندئذ سيلتمس الرحمة والخلاص، فيسمع
القول المُرعب: قد فات