أصوات الأقباط الحائرة بين «مرسى» و«شفيق»
مسيحى انتخب مرشح الإخوان: كلنا لآدم وحوا.. وآخر صوّت للفريق: اخترته علشان برنامجهكتب : أحمد منعمتصوير : إيمان هلالمنذ 3 دقائق
قبطية أثناء الإدلاء بصوتها
«الويل لأمة كثرت فيها طوائفها.. وقلّ فيها الدين».. كلمات سطرها قلم جبران
خليل جبران، وغنتها فيروز خلال الحرب الأهلية اللبنانية، التى نشبت بين
طوائف دينية بلبنان، بعد تنازعها على السلطة. وهو نفس الأمر الذى يخشى
حدوثه كل عاقل فى مصر، ولعل ذهاب نسبة كبيرة من أصوات المسيحيين للفريق
شفيق، هو ما دفع البعض لاستنتاج خوف المسيحيين من وصول جماعة الإخوان
المسلمين لسدة الحكم، رغم وجود نسبة ثانية من المسيحيين تعتزم مقاطعة
الانتخابات، ونسبة ثالثة تعتزم تأييد مرشح الإخوان نفسه.
جلس المسيحى يوسف زكى مجلى، 72 سنة، أمام ورشته يتفكر فى آيات الإنجيل،
التى تذكر رموزاً إسلامية كالنبى إسماعيل، والسيدة هاجر أمه، لينتهى تفكيره
إلى أن المسلمين كالمسيحيين على حق، لا فرق بين هؤلاء وهؤلاء، فكلهم لآدم
وحوا. قرر مجلى انتخاب مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى، وعن ذلك
يقول «الإسلام ماله يعنى؟ ما إحنا عايشين مع المسلمين من زمان وبينا وبينهم
معاملة طيبة، مفيهاش أى شىء أو مشاكل، وأنا نفسى بتعامل مع الشباب اللى
تبع الجماعات الإسلامية وبيجيبولى أنبوبة الغاز بـ10 جنيه، وأغلب زبائنى
مسلمون، فهل لما ييجى واحد مسلم بعربيته عندى أقول له لأ؟».
ويعلن الميكانيكى المسيحى عدم خوفه من رد فعل من حوله من المسيحيين أو
المسلمين، لأنه يؤمن أن «كل واحد حر فى رأيه، ولو حد قال لى أنا هنتخب فلان
هقوله أهلاً وسهلاً ده رأيك، وبعدين أنا راجل عندى 72 سنة هيعملوا لى إيه
يعنى؟»
أما حنا سلامة ترياق، 59 سنة، فقرر انتخاب الفريق أحمد شفيق، إلا أنه يرفض
أن تكون دعاية المرشحين على أساس الدين، قائلاً «الكلام ده ممكن يعمل فتنة
طائفية وده شىء محدش يتمناه، ولو إحنا هننتخب شفيق، فمش معنى كده إنى أقبل
إنه يعاملنى إنى مسيحى.. أنا مصرى».
ويناقش ترياق جيرانه من أصحاب المحلات المجاورة لكشك البقالة الذى يمتلكه
فى أمور الانتخابات والسياسة، وكان انتخب مرشحى جماعة الإخوان المسلمين فى
الانتخابات البرلمانية، ولكنه يقول الآن إن «الإخوان مقدروش يقدموا شىء
يخلّينى أنتخبهم دلوقتى، المهم إنى هختار شفيق لأنى مقتنع بيه، وغيرى لو
هيختار مرسى، فلازم يكون لأنه مقتنع بيه مش لأنه تبع الإخوان، وهيطبق
الشريعة والكلام ده».
ويتفق المسلمون فى محافظة المنيا مع مواطنيهم، حول خطورة الشحن على أساس
الدين فى الانتخابات، ويرى إسلام سيد كامل، بائع، أنه رغم انتخابه لشفيق،
فإنه «مينفعش إن حملة أحمد شفيق تطلب من المسيحيين إنهم ينتخبوا الفريق
علشان يخرّجوا الإخوان لأنهم إسلاميين، لأن التقسيم الطائفى ده هيقلب البلد
فتنة ويخلّى الدنيا تولّع، وده ميرضيش حد أياً كان الحد ده هينتخب شفيق أو
مرسى».
ومثلما اختار إسلام الفريق أحمد شفيق على أساس برنامجه الانتخابى لا لموقفه
من خلط الدين بالسياسة، فإن أحمد إبراهيم محمد، مساعد صيدلى، له نفس
الموقف فى اختياره لمحمد مرسى، مؤكداً أن انتخاب مرسى لم يكن لأنه إسلامى،
لكن لأن برنامجه محترم، ولأنه سيتمكن من تحقيق أهداف الثورة. ويضيف «حتى لو
هنتكلم فى الإسلام فالرسول قال «من آذى ذمّياً فأنا حجيجه يوم القيامة»
فإزاى نتوقع إننا نؤذى إخواننا المسيحيين علشان انتخابات زائلة».
الوطن