سيرة القديسة "جوليا " .. التى تم صلبها حتى الاستشهاد

سيرة القديسة "جوليا " .. التى تم صلبها حتى الاستشهاد

ولدت جوليا التى يعنى اسمها (بهيجة او بهجة ) فى مدينه قرطاجنة فى
شمال افريقيا والدين مسيحيين غنيين فى الروحيات والجسديات فقد كانا من
اثرياء بلدتهما ويمتلكان من الاراضى والخدم والممتلكات الشئ الكثير لم
تغرهم الارضيات عن اقتناء الفضائل الروحية ولم ينسيا فقراء بلدتهم بل كانا
يعطفان عليهم وقد اختارا لجوليا معلمين مسيحيين قديسين فحفظت المزامير
وواظبت على قراءة الكتاب المقدس وحضور القداسات دخل هونريكس ملك الفندالين
الاريوسى مدينة قرطاجنة وفتك بالارثوذكس لاسيما اغنياءهم وشرفاءهم
واستاْسرهم ونساءهم وبنيهم وهدم رجاله ما وجدوه وسرقوا الاموال وسبوا
الصبيان والبنات ومن بينهم كانت جوليا عرضوا المسبيين للبيع فى سوق
الرق فاشترى جوليا رجل سورى وثنى يدعى (اوسابيوس)اخدها وسار بها الى
سوريا وهكذا وجدت جوليا نفسها تخدم رجلا وثنيا بعد ان كانت تخدمها
خدامات كتيرات وصارت عبده بعد ان كانت حره لكنها تذكرت كلام بوليس الرسول "
ايها العبييد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعده فى بساطه قلوبكم كما
للمسيح لا بخدمة العين كمن يرضى الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئه الله
من القلب خادمين بنيه صالحه كما للرب ليس للناس عالمين ان مهما عمل كل
واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان ام حر " (اف 5:6-9) فصارت تخدم
سيدها بفرح ثم تختلى فى حجرتها لتصلى وتزبح راى اوسابيوس ذلك فى جوليا
فاحترامها وقدرها واعتبرها كنز بيته وبركة منزله كثيرا ما كان يقول
"اننى اختار ان افقد كل مالى ولا اخسر امتى جوليا " استطاعت القديسة
ان تمارس عبادتتها فى حرية جهارا ولم يمنعها عن ذلك سيدها فكانت تقرا فى
الكتاب المقدس يوميا وتمارس الصوم والتقشوفات الجسدية بكل حرية وفى كل هذا
لم تتوانى عن خدمة سيدها وبكل اخلاص وقد حافظ هو على عفه عبدته ولم
يمسها بسوء فكانت قدوه فى كل امورها حتى مدح فضيلتها كل ما راءها ومدحوا
ديانتها وكرموا الهها غير ان جوليا كانت تتضع امام عيناها انه فى
يوم ما سوف يعرض عليها السجود لاوثان واعتناق ديانتها فوضعت امام عيناها
صورة ربنا يسوع المسيح المصلوب من اجل العالم واعتقدت فى نفسها انها سوف
تقدم نفسها ودمها من اجله اراد اوسابيوس السفر الى جزيرة كورسيا التى كان
اهلها لازلوا وثنين فاخد معه جوليا مع كثير من اعونه لتقوم بخدمته
وعندما رست السفينه عند شاطئ الجزيرة نزل اوسابيوس مع قوم من خدامه ودخل
هيكل الاوثان اما جوليا فمكثت فى السفينه واخدت تسجد وتصلى للسيد
المسيح ان يحفظها من كل دنس ويثبتها ويؤازرها فى وسط هؤلاء الوثنين وبينما
هى تسجد وتصلى وتبكى من اجل عمى قلوب الوثنين دخل الى السفينة خدام امير
الجزيرة" فيايكيوس" ليروا بضاعه اوسابيوس فوجدوا القديسة على هذا الحال
سالوا الملاحين عن هذة الفتاه ولماذا لم تدخل معبدهم فاجبيهم انها اسيرة
اوسابيوس التاجر وهى تدعى مسيحية وتستهزى بعباده الاوثان ذهب هؤلاء الخدم
الى اميرهم واخباره بما سمعوا فاستحضر الامير اوسابيوس وسالئه عن جوليا
فاجبيه قالا انها عذراء مسيحية فاضله جدا وعلى درجه من الاخلاص لا
تساويها من الفتيات واحدة لكن لم استطيع ان استميلها لعبادتنا قال
لهالامير" يجيب عليك ان تلزمها باكرام الهتنا او تبدلها باخرى وتبيعنى
اياها " اجاب اوسابيوس قائلا " لا استطيع ان افعل احد هذين الامرين ولو
قدمت لى كل اموالك فانها عندى لا توازى ثمن هذة العبادة المسيحية بل انى
مستعد ان اخسر كل مالى ولا ادعها تخرج من عندى " فكر الامير فى حيله ليخطف
القديسة فصنع وليمه عظيمة ودع اليها اوسابيوس ووضع امامه من الماكولات
والمبشروبات الشئ الكثير حتى سكر وغاب عن وعيه وارسل فاخد جوليا
واستوقفها امامه وطلب منها ان تذهب الى المعبد لتقدم الاكرام والسجود
للالهه واعدا اياها باطلاق سراحها بعد ذلك اجابته القديسة قائلة " انى
مادمت اخدم سيدى والهى يسوع المسيح فانا حرة ولست اعرف على الارض سواه ولا
يوجد اله غيره اما الهيك فلا اعرفها ولا اعبدها بل ارفضها من كل قلبى
لانها ليست الا اصنام لا تسمع او حيوانات لا تنطق " غضب الامير وامر ان
تعلق من شعرها فعلقت وشرع الجلادون يضروبونها بالعصا حتى كادت تموت اما
هى فكانت لا تسكت عن قولها ياربى يسوع المسيح اعنى خاف الامير ان ينتبه
اوسابيوس من نومه ويخلصها من يده فامر ان تسمر على الصليب لتموت مصلوبه
فصارت تهتف قائله "لتكن مباركه يا الهى وسيدى يسوع المسيح الذى اهلتنى ان
اموت مثلك ومن اجلك مصلوبة على خشبه الصليب اسالك يا الهى بحق دمك الطاهر
الذكى ان تنظر بعين رحمتك الى هذا الشعب الجالس فى ظلام الموت وتغفر لهم
وتنير عليهم بنور الايمان بك " صلبيوها على خشبه متاثره بروحها ونزيف
دمها انتبه اوسابيوس وادرك ما حدث فحزن حزنا شديدا على ما حدث لكنه لم
تسيطيع ان يفعل شياْ شعر الذين صلبوها بخوف شديد فتركوها وفى اثناء ذلك
ظهر ملاك الرب لمجموعه من التوحدين الانقياء فى جزيرة مجاورة تتدعى
"غرغونا" واخبيرهم ان يذهبوا الى جزيرة " قورسيكا"لياخذوا جسد الشهيدة
القديسة حضروا الى الجزيرة واخدوا الجسد بكل احترام وتحققوا سيرة هذة
الشهيدة العفيفه من ذلك الرجل الغنى ونقلوها الى ديرهم وكان ذلك فى الثانى
والعشرين من شهر مايو سنه 439 م وفى القرن الثامن نقل جسدها الى البندقيه
بايطاليا وبنيت كنيسة على اسمها وتعيد الكنيسة الغربيه بتذكار استشهادها
فى يوم 22 مايو عن كتاب قاموس اباء الكنيسة وقديسيها للقمص "تادرس يعقوب
ملطى" بركه صلاتها تكون معنا امين .