نيولا سادونيتا المعترفة
القبض عليها في عام 1975 ألقيَ القبض على نيولا سادونيتا، في جمهورية ليتوانيا التابعة للاتحاد السوفيتّي. كانت هذه البتول تهتم بخدمة المرضى وعلاجهم، كما عاونت في طبع ونشر جريدة تدعو إلى الحرية، وكانت تقوم بتوزيعها علانية، فألقت المخابرات السوفيتية القبض عليها. وهي في قفص الاتهام قالت نيولا: "إنني أحبكم جميعًا كما لو كنتم اخوتي. وأريد أن أُضحي بنفسي من أجل الإيمان بالله... إنني أعرف بأنه مقبوض عليّ بسبب الجريدة التي كنت أقوم بتوزيعها. ومن حقكم القبض عليّ، لأن الجريدة تكشف عن الجرائم التي يرتكبها الملحدون ضد المؤمنين بالله. وهذه هي العلّة أنكم تبغضون كل من يرفع القناع الغاش والحجاب الذي تختبئون وراءه". نفي العذراء صدر الحكم بنفيها لمدة ستة أعوام في سيبريا. فاقتادها الجنود إلى عربة قطار خاصة بالمساجين وسط حراسة مشددة، واستمرت في السفر والتنقل لمدة أربعة أسابيع متواصلة حتى بلغت المعتقل وقد أصابها الإرهاق الشديد والضعف الجسدي. أعمال شاقة في المعتقل كُلفت نيولا بأعمال صعبة في مصنع زجاج، وقد أثر الغبار الصادر من تقطيع الزجاج على صدرها حتى أنهكت قوتها الجسدية. أُسند إليها صناعة القُفّازات، وكانت تلتزم بعمل 70 زوجًا يوميًا، تبدأ العمل السادسة صباحًا حتى العاشرة مساءً لكي تنجز المطلوب منها. وفي نفس الوقت كانت بمحبتها تخدم السيدات المسنّات في المعتقل دون النظر إلى معتقداتهن، إذ كان قلبها متسعًا للجميع. في منطقة بوجوشاني إمعانًا في تعذيبها نُقلت إلى بوجوشاني في عربات خاصة بالمساجين. بلغت الموضع بعد 27 يومًا قاست خلالها أمراضًا صعبة دون أن تجد أية رعاية صحية. أُصيبت بالتهاب رئوي حاد، وبالتهاب في الأذن، بجانب ما كانت تعانيه من لدغات الحشرات بسبب عدم النظافة. وفي هذا كله كانت تقدم ذبيحة شكر للسيد المسيح الذي أهلها أن تشاركه آلامه. في منطقة صحراوية شعر رجال الأمن بأن هذا العمل مريح بالنسبة لها فشرعوا في نقلها إلى منطقة صحراوية رديئة السيرة. هناك عانت من مرضٍ شديدٍ، حيث ارتفعت درجة حرارتها فأصيبت بالتهابات شديدة، فأعيدت إلى عملها في المدرسة. وفي عام 1980 تم الإفراج عن هذه البطلة التي قبلت الآلام بشكر من أجل إيمانها بالسيد المسيح.