- الذكرى التاريخية: ذكرى المنتقلين القديسين..
2- الذكرى التعبدية الخاصة بحياتنا اليومية: مثل تذكار القيامة في باكر، تذكار حلول الروح القدس في الثالثة، تذكار صلب المسيح في السادسة.
3- الذكرى السيدية: أى الأعياد السيدية وترتفع أكثر وتصل إلى أن تحيا الثلاث تذكارات فى:
4- الذكرى السرائرية: (ال Mestical "مستيكل") أو Skramltin "سكراملتن") تيموريكل أى تذكار تاريخى.. و Historical أو Timorical "تيموريكل".
الذكرى السرائرية: تجمع فيها كل التذكارات.. تذكر الذكرى التاريخية للقديسين في القداس وقراءات القداس تسير مع القديس صاحب الذكرى للقديسين في القداس وقراءات القداس تسير مع القديس صاحب الذكرى وتختلف القراءات إذا كان شهيد أو راهب أو راهبة.
والتذكارات التعبدية تسبق القداس (لابد من صلوات الأجبية قبل القداس ونفس القداس يعد ذكرى تعبدية.. مثال ما صنع المسيح مع التلاميذ.. كذلك الذكرى السيدية: كل الأعياد السيدية فيها قداسات وكل هذا تجمعه الذكرى السرائرية وكلمة سرائرية معناها فوق الزمن.
v الذكرى السرائرية أو القداس الإلهى فوق الزمن:
فالقداس الإلهى هو عمل لا يحده زمن ولا يقاس بالزمن.. ويلاحظ أن معظم كات (انتيقلوكيت) عكس عقارب الساعة نجد دورة أبونا حول المذبح عكس عقارب الساعة و البخور أما الهيكل عكس عقارب الساعة لماذا؟؟.
لأنها لا تخضع لزمن.. لا تسير مع الزمن وكذلك أبونا يحرك إصبعه على فوهة الكأس عكس عقارب الساعة ويرشم الجسد بالدم عكس عقارب الساعة.. كل حركات القداس تقريباً عكس عقارب الساعة لا تخضع للزمن، لذلك نقول في الصلاة قبل السجود ولكى يحل الروح القدس على الأسرار.. ففيما نحن أيضاً نصنع ذكرى آلامه المقدسة و صعوده إلى السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب.. هذه كلها حدثت في الماضى والآتى لم يحدث وظهوره الثانى الأتى من السموات المخوف المملوء مجداً.. مع أن ظهوره الثانى لم يحدث بعد لم يحدث كيف نصنع ذكرى شئ لم يحدث؟؟
التعليل الوحيد والسبب الواحد.. أننا نصنع ذكرى فوق الزمن.. كل ما حدث من التجسد إلى القيامة العامة وظهوره الثانى الآتى من السموات المخوف المملوء مجداً لذلك نقول هنا دينونة القديسين لكن دينونة الخطاة أمام كرسى الديان العادل فوق..
يُلاحظ باستمرار أن الأمور التعبدية كلها تشير إلى استمرار البركة المأخوذة من المناسبة الأصلية بنفس القوة.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). نقول في الساعة السادسة وبالمسامير التى سمرت بها أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية والشهوات العالمية إلى تذكارات أحكامك السمائية كرأفتك.. صليب المسيح أو المسامير التى تعمل في الإنسان تجعله يطرد الأفكار الشريرة وينقى الفكر من عمل الطياشة، كذلك حينما نذكر حلول الروح القدس في الساعة الثالثة أو موت المسيح في الساعة التاسعة نذكر كل البركات والعطايا الممنوحة لنا لأنها تدوم عبر الزمن لأنها لا تخضع لزمن تأثيرها وبركتها موجودة عبر الزمن.
+ يقول يواقيم جيرمينانوس (روم أرثوذكس) من العلماء الروحيين:
التذكار الأفخارستى هو تذوق مسبق للملكوت الآتى بصورته المكتملة بطريقة سرائرية أى أننى في التناول أذوق الملكوت الآتى بصورة كاملة بطريقة سرائرية لا يدركها إلا الإنسان العائش عمق الحياة الروحية ويستوعب العمل السرائرى ليس كل إنسان هكذا..
v الفرق بين العمل العادى والسرائرى:
العادى يشعر به الكل أما السرائرى لا يشعر به كل إنسان لكن حسب اتساعه ليس الطول والعرض وليس الاتساع الفكرى لكن الاتساع الروحى مدى قوة الإنسان الروحى الذى يعيش وبداخله قوة روحية وقوة إيمانية..
العمل السرائرى فيه الإيمان فنحن نتناول الجسد والدم تحت أعراض الخبز والخمر ولكن يلزم الإيمان لأن الفرق بيننا وبين البروتستانت أن البروتستانت يؤمنوا أن الخبز والخمر يتحول في المؤمن إلى جسد ودم المسيح لكن إيماننا نحن الأرثوذكسى أن الذى على المذبح هو الجسد والدم سواء أنا أكلته أم لا؟ البروتستانت يؤمنوا إيمان ضعيف أن الخبز والخمر يكونا في المؤمن بعد تناوله جسد ودم لكن على المذبح هو خبز وخمر فقط.. لكن إيماننا نحن الأرثوذكسى أن الذى على المذبح هو الجسد والدم حتى لو أكلته أم لا؟ لذلك أبونا يمسك الجسد في يده ويقول الجسد المقدس وكل الشعب يقول: نسجد لجسدك المقدس.. ويقول الكاهن: ولدمك الكريم ويرد الشعب: ولدمك الكريم..
يقول الأخ يواقيم جيرمينانوس:
أننا نذكر الخروف القائم الذى دائماً مذبوح وهذه هى خبرة الكنيسة فيما قاله سفر الرؤيا.. أن المسيح قائم دائماً مذبوح ودائماً نعيشه باستمرار فالتذكار الأفخارستى هو تذوق مسبق للملكوت الآتى بصورته المكتملة بطريقة سرائرية كل إنسان حسب اتساعه..
وفى الأبدية القديسين لا يشعرون بالأبدية نفس الشعور لكن كل واحد على قدر قامته الروحية.. لذلك واحد في القداس يشعر أنه أخذ طاقة روحية بخلاف الآخر وآخر يحضر القداس ولا كأنه حضر؟ كأنه في جلسة عادية.. تعتمد على مدى الاتساع الروحى.. وهذا ما حاوله السيد المسيح أن يعيشه مع التلاميذ فترة الأربعين يوم والذين نذكرهم فترة الخماسين المقدسة.. أنه عاش معهم على مستوى سرائرى وليس مستوى عادى مادى.. عاشوا معه وكان قائم من بين الأموات وظهر لهم بجسد القيامة وهم في جسد التراب وهم في الجسد الروحانى ويلتقوا ويعيشوا في الافخارستيا بطريقة سرائرية.. ونحن نعمل مثل التلاميذ كما فعل معهم السيد المسيح فترة الأربعين يوماً قبل صعوده.. المسيح في جسد القيامة ونحن في الجسد الترابى على المستوى السرائرى ونحن نشعر أن في كل مرة نخدم فيها الأفخارستيا إنما نضع أمامنا حادثة الصليب والقيامة موضع ديمومة الذبح وديمومة القيامة.. الدم يشير إلى الذبح والجسد هو جسد القيامة..
ولذلك اللحن الذى يُقال قبل آآنشف وقسم أو قسمه أو وذاقه على الكأس لها لحن يفيد ديمومة الذبح وكما قال القديس يوحنا الحبيب في الرؤيا: خروف قائم (إشارة للقيامة) كأنه دائماً مذبوح أى عملية الذبح نفسها مستمرة جراحات الصليب تعلن استمرارية عملية الذبح وهنا نرى أن فترة وجود السيد المسيح في الأربعين يوم هى فترة تمثل تأسيس ملكوته على الأرض وهو في جسد القيامة الذى يخص الملكوت الأبدى.. وفيما هو يؤسس ملكوته على الأرض كان يعلن ملكوته الأبدى.. ففي جسد الحياة الأبدية التى كان فيها.. واضح الربط الشديد بين الملكوت (ملكوت المسيح على الأرض وملكوته الأبدى)..
والسيد المسيح بعدما سجل انتصاراً على الشيطان من خلال المسيح والقيامة لكى يعلن أن موته مؤسس على النصرة على الشيطان من خلال الصليب والقيامة ولذلك نعيشه في الأفخارستيا.. إنه اغتصاب للملكوت الذى كان الشيطان معتدى عليه.. لذلك في الافخارستيا نعيش النصرة الدائمة على الشيطان والعالم والجسد ولذلك الإنسان المهزوم للشيطان والعالم والجسد لا يقدر أن يأخذ الأفخارستيا..
وأول خطوة في النصرة هى القيامة الأولى فيها تسجيل للنصرة وفيها نتعرض لعبارة ذكرى في (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 16: 23) وهى كلمة ما رآن آسا = الرب قريب كانت تقولها الكنيسة من ألفين سنة وتظل تقولها وهى عبارة يقول الآباء عنها أنها عبارة ليتورجية أفخارستيا آخروية.. لأنها تمثل جزء من العبادة.. ولأنها تمثل ملكوت الله الدائم هنا وفوق (آتى – قريب) لاستعلان ملكوته الأبدى.. وهى آخروية لأنها تمثل الأبدية وهى تنطبق على ما بدأناه من ملكوت على الأرض من خلال سر الأفخارستيا.