بمناسبة عيد مارمرقس

من إنجيل معلمنا القديس مرقس "الإصحاح 14" من "الآية 12":

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--043-St-Mark-the-Evangelist-14

St-Takla.org Image: Saint Marc the preacher of Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس مرقس كاروز مصر

"وَفِي
الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ
الْفِصْحَ، قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ
وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ
تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ،
فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ.
وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ
يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ
تَلاَمِيذِي؟ فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً
مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا». فَخَرَجَ تِلْمِيذَاهُ وَأَتَيَا
إِلَى الْمَدِينَةِ، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. فَأَعَدَّا
الْفِصْحَ" (إنجيل مرقس 14: 12- 16).

ذكرى استشهاد مارمرقس 8 مايو (30 برمودة):

† كل سنة وأنتم
طيبين يا أحبائي بمناسبة عيد القيامة وبمناسبة الخمسين المقدسة
وأيضًا بمناسبة بداية نهضة القديس مارمرقس.

يوم 8 مايو (30 برمودة) من كل عام تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد أبونا الحبيب القديس مارمرقس.

فنحن نعلم أن القديس مارمرقس
استشهد في 26 أبريل في سنة 68 ميلاديًا (ولكن عندما طبق التقويم
الإغريغوري حدث هذا الفرق في التاريخ الميلادي).

قصة استشهاد مارمرقس:

† تحكي سيرة
القديس مارمرقس أن الوثنيين وجدوا أن الناس بدأت تترك معابدهم
الوثنية وتنجذب لكلمات النعمة علي فم أبونا مارمرقس وبدأ شعب
الإسكندرية كله ينجذب لأبونا مرقس وللإيمان المسيحي. ووجد الوثنيين
معابدهم الوثنية خالية من الناس مما أثار غيرتهم وحقدهم فدخلوا
الكنيسة أثناء قيام أبونا مارمرقس بصلاة قداس عيد القيامة
وسحبوه من الكنيسة وبدءوا يسحلوه في شوارع الإسكندرية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. لذلك دائمًا عيد استشهاد القديس مارمرقس يأتي في الخمسين المقدسة.

† وهذه المناسبة
لطيفة لأنه ليس التلميذ أفضل من معلمه فإن كان السيد المسيح صلب ومات
بالجسد في عيد الفصح، أيضًا تلميذه وخادمه أبونا مارمرقس
استشهد في ذات الوقت.

- ميراثنا من مارمرقس

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of St. Mark, by Shawkat, 2003. at Saint Mark Cathedral, Alexandria, Egypt
صورة في موقع الأنبا تكلا:
أيقونة قبطية حديثة للقديس مرقس الإنجيلي، رسم الفنان شوكت سنة 2003،
الكنيسة الصغيرة في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية

موضوع العظة (علية مارمرقس):

† القديس مارمرقس
هو أبونا كلنا، والأبناء يرثون من الآباء كما قال معلمنا
القديس بولس الرسول (الآباء يذخرون لأبنائهم) "لأَنَّهُ لاَ
يَنْبَغِي أَنَّ الأَوْلاَدَ يَذْخَرُونَ لِلْوَالِدِينَ، بَلِ
الْوَالِدُونَ لِلأَوْلاَدِ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 14). أبونا مارمرقس في الحقيقة ذخر لنا ميراث غنى.

ميراثنا الأول من مارمرقس الإنجيل:

الميراث الأول الذي تركه لنا القديس
مارمرقس هو إنجيله وقد تكلمنا في أحد الأعياد عن هذا الميراث
الذي هو إنجيل مارمرقس.

ميراثنا الثاني من مارمرقس هو علية مارمرقس:

† وسنتكلم اليوم
عن الميراث الثاني الذي تركه لنا القديس مارمرقس وهو بيته (علية
مارمرقس). وعندما نقول العلية، نقصد العلية التي اجتمع فيها
السيد المسيح مع تلاميذه وهى بيت مارمرقس التي فيها تم
الفصح المسيحي الأول، القداس، الافخارستيا وفيها حل الروح القدس
على التلاميذ وفيها غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه.
† أبونا
القديس مارمرقس ترك لنا هذا الميراث وهو عليته وأصبحت علية
مارمرقس الجديدة هي كنيسة الإسكندرية. فالعلية كانت بيت
مارمرقس وكنيسة الإسكندرية أيضًا هي بيت مارمرقس،
والمكان الذي يسكن فيه.
† لذلك لا نتعجب
عندما نسمع في سيرة القديس أبونا بطرس خاتم الشهداء أنه كان طوال
فترة رئاسته يرفض الجلوس علي الكرسي المرقسي، وكان يجلس علي أسفل
السلم. ولما كان يُسأل لماذا يفعل هذا كان يقول أنه يرى
مارمرقس جالس على كرسيه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. فكنيسة مارمرقس هي بيته ومكان سكناه، وهي عليته الجديدة.
† أيضًا لا نتعجب
عندما نقرأ في التاريخ أن أيام البابا كيرلس السادس عندما أعاد
رفات مارمرقس من إيطاليا وكان يوم احتفال عظيم، يشهد تلميذ
البابا كيرلس قائلًا أن قداسته كان فرحًا جدًا وقال له يا ابني
أبونا مارمرقس فرحان اليوم لأنه جاء إلى بيته.
عندما أتكلم اليوم عن علية
مارمرقس، أقصد العلية التي تمم السيد المسيح فيها الفصح المسيحي
الأول والتي ورثتها الكنيسة.

- فضل مارمرقس في ترتيب طقس أسبوع الآلام

النقطة الأولي التي أريد أن أكلمكم فيها:

أن الكنيسة ورثت ميراث أبونا مارمرقس في طقس أسبوع الآلام ورتبته داخل
العلية داخل بيت مارمرقس، وأصبحنا من خلال هذا الطقس نعايش أحداث الخلاص
كأننا معاصرين للسيد المسيح ونري أحداث أسبوع الآلام والقيامة رؤية العين
من خلال الطقس.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مارمرقس له الفضل في ترتيب أسبوع الآلام:

† نحن مدينين بالفضل لأبونا مارمرقس في ذلك وصدقوني يا أحبائي طوال أسبوع
الآلام، كلما أتطلع لأيقونة مارمرقس أكلمه قائلًا: أنت صاحب الفضل في العز
والغنى والخير الذي نتمتع به. لماذا يا أحبائي؟ لأن أبونا مارمرقس هو
الوحيد في الإنجيليين الأربعة الذي رتب لنا أسبوع الآلام ترتيب زمني يوم
بيوم. فالكنيسة ورثت طقس مارمرقس في خلال أسبوع الآلام وفي طقس أسبوع
الآلام وسأعطيكم مثال على ذلك:
مارمرقس الوحيد في الإنجيليين الذي وضح موعد تطهير الهيكل:

† الإنجيليين الأربعة قالوا أن السيد المسيح يوم الأحد دخل أورشليم. وعندما
تقرأ الأربعة أناجيل باستثناء إنجيل مارمرقس تفهم من الأحداث أن السيد
المسيح يوم الأحد دخل أورشليم وفي نفس اليوم دخل وطهر الهيكل.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

St-Takla.org Image: St Mark - Andrea Del Cas***no - Religious Painting Art - 1442 - Fresco - San Zaccaria, Venice
صورة في موقع الأنبا تكلا: الكاروز مرقس الرسول، لوحة فريسكو حائطية للفنان
أندريا ديل كاستانو، 1442، في كنيسة سان زاكاريا (القديس زكريا)، فينيسيا
† القديس يوحنا لم يذكر تطهير الهيكل لأنه ذكرها في السنة الأولي لخدمة
السيد المسيح "يوحنا 2" لكن القديس لوقا والقديس متى عندما تقرأ دخول السيد
المسيح أورشليم تجد أن المسيح دخل أورشليم يوم الأحد وفي الحال دخل الهيكل
وطهره.
† لكن في الحقيقة يا أحبائي أن السيد المسيح طهر الهيكل يوم الاثنين وليس
يوم الأحد. والوحيد الذي وضح هذه الحقيقة هو القديس مارمرقس وسأوضح لكم ذلك
فيما يلي:
في إنجيل القديس مارمرقس "الإصحاح 11" يقول: " فَدَخَلَ يَسُوعُ
أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ
إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ
الاثْنَيْ عَشَرَ" (إنجيل مرقس 11: 11) أي أن السيد المسيح دخل الهيكل يوم
الأحد ونظر حوله إلى كل شيء ثم خرج.
† ثم يكمل مارمرقس في الآية التالية قائلًا: "وَفِي الْغَدِ لَمَّا
خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ
عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا
جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
وَقْتَ التِّينِ.فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ
مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون.
وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ
ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي
الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ
الْحَمَامِ" (إنجيل مرقس 11: 12-15)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. أي أن
السيد المسيح في اليوم التالي (يوم الإثنين) وهو ذاهب للهيكل لعن التينة ثم
دخل الهيكل وطهره.
وقد رتبت الكنيسة طقس أسبوع الآلام علي هذا الأساس.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الخلاصة:

من يقرأ إنجيل متى أو إنجيل لوقا يفهم أن السيد المسيح دخل الهيكل يوم
الأحد وفي نفس اليوم طهر الهيكل. ولكن الواقع أن السيد المسيح دخل الهيكل
يوم الأحد ونظر حوله إلى كل شيء وكان الوقت قد أمسى فخرج. ثم في يوم
الاثنين عاد مرة ثانية ودخل الهيكل وطهر الهيكل في ذلك اليوم (يوم
الاثنين). والفضل يرجع لمارمرقس لأنه الوحيد الذي وضح الأحداث بهذا الترتيب
الدقيق.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مارمرقس الوحيد في الإنجيليين الذي رتب أحداث أسبوع الآلام ترتيب دقيق:

† ليس هذا فقط يا أحبائي بل بدأ أبونا مرقس يتابع أيام أسبوع الآلام يوم
بيوم. فعندما نقرأ الإصحاحات الأخيرة في متى، وفي مرقس، وفي لوقا، وفي
يوحنا، نجد الآتي:
في إنجيل القديس متى لن تستطيع ترتيب الأحداث.
بينما في إنجيل القديس مرقس "إصحاح 11" تجد كما سبق وقلنا أن أبونا مرقس تابع أيام أسبوع الآلام يوم بيوم وكما يلي:
يوم الأحد: (سبق أن تكلمنا عنه)
" فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ
إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى
بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ" (إنجيل مرقس 11: 11)
أي دخل نظر حوله إلي كل شيء وإذ كان الوقت قد أمسي فخرج هو والاثنى عشر تلميذ.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوم الاثنين:

(سبق أن تكلمنا عنه)
"وَفِي الْغَدِ........ وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ
يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ،
وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ"
(إنجيل مرقس 11: 12-15)
أي في الغد ثاني يوم (الاثنين) دخل الهيكل وطهر الهيكل.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوم الثلاثاء:

يقول مارمرقس في إنجيله: "وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ
رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ" (إنجيل مرقس 11: 20)
وكلمة "في الصباح" أي في اليوم التالي (يوم الثلاثاء) وهم ذاهبين إلي
الهيكل وجدوا التينة يبست ودخل السيد المسيح الهيكل، وبدأ يعلم لذلك تجد
أنجيل مارمرقس باقي "إصحاح 11" و"إصحاح 12" كله عبارة عن تعاليم وكل هذه
التعاليم كانت يوم الثلاثاء في الهيكل حيث نجد مارمرقس يقول في "إصحاح 13"
الآية الأولى: "وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ، قَالَ لَهُ
وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ! مَا هذِهِ
الْحِجَارَةُ! وَهذِهِ الأَبْنِيَةُ" (إنجيل مرقس 13: 1) وأكمل السيد
المسيح تعاليمه يوم الثلاثاء، فيوم الثلاثاء هو يوم التعاليم، حيث تكلم عن
خراب الهيكل وعن المجيء الثاني له.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوم الأربعاء:

ويكمل لنا مارمرقس أسبوع الآلام في مرقس "إصحاح 14" ويقول: " وَكَانَ
الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ
وَيَقْتُلُونَهُ،" (إنجيل مرقس 14: 1) أي وصلنا ليوم الأربعاء حيث دخل بيت
عنيا عند سمعان الأبرص "وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ
سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا
قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ
الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ" (إنجيل مرقس 14: 3) وهذا
الموضوع أثار حقد وغيرة يهوذا فبدأ يتآمر وبهذا يكمل لنا مارمرقس أحداث يوم
الأربعاء.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوم الخميس:

وفي يوم الخميس أدخلنا مارمرقس في بيته (في العلية) وأكلنا الفصح وبعد الفصح ذهب إلى البستان.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوم الجمعة:
وفي يوم الجمعة وقفنا عند الجلجثة والصليب.
هذا الترتيب العجيب يا أحبائي كما ذكره لنا أبونا مارمرقس يوم بيوم يوضح
مدى دقة أبونا مرقس في تحديد الأوقات التي علي أساسها رتبت الكنيسة طقس
أسبوع الآلام. ولم نستوضح ترتيب هذه الأحداث من إنجيل متى أو من إنجيل لوقا
أو من إنجيل يوحنا بل من إنجيل مارمرقس فقط. فأصبح له الفضل في الخير
والبركة التي نتمتع بها في ِأسبوع الآلام في الكنيسة.

† القديس يوحنا لم يهتم بذكر أحداث الأسبوع الأخير فيما عدا ما ذكره عن
الوليمة التي أقيمت في بيت مريم ومرثا ولعازر حيث قال: "ثُمَّ قَبْلَ
الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ
كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ" (إنجيل
يوحنا 12: 1). ثم بدأ يكلمنا عن خميس العهد عندما غسل المسيح أرجل تلاميذه
ولكن باقي الأحداث لم تذكر.
لذلك أقول لكم أن الغنى الذي نحن فيه الآن, والعز الذي تتمتع به في طقس
أسبوع الآلام بالكنيسة (علية مارمرقس الجديدة) استلمته من أبونا مارمرقس.

مارمرقس أعطانا مفهوم جديد للصليب

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org___Holy-Cross-05-Silver

St-Takla.org Image: Power of the Holy Cross, silver cross
صورة في موقع الأنبا تكلا: قوة الصليب، صليب فضي

† ليس هذا فقط بل الأكثر من ذلك يا أحبائي أن مارمرقس عندما تكلم عن أحداث الصلب في يوم الجمعة العظيمة قال: "وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ" (إنجيل مرقس 15: 25).
وقد علمتنا الكنيسة في الصلاة بالأجبية أن نقول: "يا رب
يا من في اليوم السادس وفي وقت الساعة السادسة سمرت علي الصليب"،
فلماذا قال مارمرقس في الساعة الثالثة صلبوه؟ في الظاهر
يبدو أن هناك اختلاف ولكن الحقيقة أنه لا يوجد أي اختلاف لأن
مارمرقس لم يقل وكانت الساعة الثالثة صلبوه بل قال "فصلبوه".
"الفاء" هذه معناها أن هناك فترة زمنية من الساعة الثالثة حتى الصلب. ففي
الساعة الثالثة صدر الحكم بصلب المسيح وبدأ المسيح يدخل في سلسلة من
الإهانات ومن التعيير ومن الجلد إلى أن علق على الصليب في
الساعة السادسة. وهنا أعطانا أبونا مارمرقس طقس جديد، ومفهوم جديد
لحمل الصليب مع المسيح.
† فالمسيح يقول "وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (إنجيل لوقا 14: 27) أي من أراد أن يكون لي تلميذًا يحمل صليبه ويتبعني. وبالطبع كلمة "يحمل صليبه" لا تعني أن نُسَمر على الصليب مثله، بل تعني المفهوم الذي أعطاه لنا مارمرقس حيث اعتبر جلد السيد المسيح
والتفل عليه والتعيير والشتيمة والإهانة كل هذا صلب للمسيح وأعطانا
مفهوم جديد لآية بولس الرسول "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20). فنحن مدينين بهذا المفهوم للقديس مارمرقس

مارمرقس له الفضل في تحديد موعد القيامة

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org___Jesus-After-Resurrection-01

St-Takla.org Image: Apparitions of Jesus after Easter
صورة في موقع الأنبا تكلا: ظهور السيد المسيح بعد القيامة

†
أيضًا يا أحبائي نحن مدينين للقديس مارمرقس أنه حدد لنا موعد
القيامة بدقة. فعندما نقرأ للإنجيليين الثلاثة الآخرين: القديس
متى، والقديس لوقا، والقديس يوحنا لا نستطيع تحديد موعد القيامة. فلم
يذكر أحدهم موعد القيامة ولكن كل الذي ذكر في الثلاثة أناجيل هو أن
يوم الأحد باكر جدًا ذهبت المريمات إلي القبر ووجدن الحجر مدحرج.
ولكن هل قام السيد المسيح يوم الجمعة ليلًا أم السبت أم الأحد؟
لا نستطيع أن نستوضح الإجابة من هذه الأناجيل الثلاثة. لم يذكر أي من
الإنجيليين الثلاثة الموعد بالتحديد.
مارمرقس هو الوحيد الذي حدد موعد القيامة بدقة ففي "الإصحاح 11" يقول: "وَبَعْدَمَا
قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلًا
لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا
سَبْعَةَ شَيَاطِينَ" (إنجيل مرقس 16: 9).

الخلاصة:

دوَّن مارمرقس ما استطعنا ترتيب
طقس أسبوع الآلام كما تعيشه الكنيسة الآن. فالكنيسة ورثت
طقس أسبوع الآلام من أبونا مارمرقس.

مارمرقس له الفضل في ترتيب ظهور السيد المسيح بعد القيامة:

† أيضًا مارمرقس له الفضل في ترتيب ظهور السيد المسيح بعد القيامة فهو الوحيد الذي ذكر أن السيد المسيح
ظهر أولًا لمريم المجدلية: "وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا
فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلًا لِمَرْيَمَ
الْمَجْدَلِيَّةِ" (إنجيل مرقس 16: 9) ومن هذه الآية أخذنا الترتيب الذي رتبنا عليه الظهورات بعد القيامة.

كنيسة مارمرقس هي موضع راحة السيد المسيح

النقطة الثانية: كنيسة مارمرقس هي موضع راحة السيد المسيح:

الرب يسوع أطلق اسم "موضع راحتي" على علية مارمرقس:

† لذلك يا أحبائي
لا نتعجب أن السيد المسيح قال عن علية مارمرقس "موضع
راحتي". حيث يحكي لنا مارمرقس أن السيد المسيح عندما
أرسل أثنين من تلاميذه وهما بطرس ويوحنا لكي يعدا الفصح سألا
قائلين: "المعلم يقول إن وقتي قد حضر أين موضع راحتي حيث آكل الفصح مع
تلاميذي" وكلمة "موضع راحتي هذه ذكرت في "مرقس 14" وفي "لوقا 22"
ولكن في الترجمة القبطي فقط (أي لم تُذكر في الترجمة البيروتية التي
بين أيادينا). فإذا رجعنا وقرءنا "دلال أسبوع الآلام" المأخوذ من
الترجمة السبعينية (الترجمة القبطي) سنجد في أحداث يوم الخميس أن
السيد المسيح يقول "أين موضع راحتي حيث آكل الفصح مع تلاميذي". ونحن
نعلم أن السيد المسيح ذبح الفصح في علية مارمرقس،
إذًا أصبح السيد المسيح يعتبر علية مارمرقس هذه مكان
راحته.

كنيسة الإسكندرية موضع راحة السيد المسيح:

† كنيسة
الإسكندرية هي علية مارمرقس الجديدة التي ورثت كل ميراث علية
صهيون فأصبحت كنيسة مارمرقس هي موضع راحة السيد
المسيح.

مصر موضع راحة السيد المسيح منذ القدم:

† ومصر يا أحبائي ليست فقط موضع راحة للسيد المسيح
بعد أن أسس مارمرقس الكنيسة لكن منذ القدم،
فالسيد المسيح رأى بعينه الإلهية كيف ستصير مصر للرب ولمسيحه،
ورأى كيف سيكون بها كنيسة. فمنذ القدم عندما ولد وهاج عليه
هيرودس وشعب إسرائيل ترك السيد المسيح اليهودية ووجد موضع راحته هنا في مصر.

مصر موضع راحة السيد المسيح في وقت ظهور الهرطقات:

St-Takla.org Image: Saint Marc the preacher of Egypt
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس مرقس كاروز مصر

†
كنيسة الإسكندرية هي موضع راحة السيد المسيح ليس فقط في
مهد المسيحية عند ميلاد المسيح لكن أيضًا في شباب المسيحية في عصورها
الأولي عندما بدأ الإيمان المسيحي ينتشر وبدأت تظهر هرطقات كثيرة ضد
الإيمان المسيحي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره.
كانت أيضًا كنيسة مارمرقس (كنيسة الإسكندرية)
هي موضع راحة السيد المسيح. وهناك مثل واضح هو وقوف الكنيسة
ضد بدعة آريوس.

كنيسة الإسكندرية دافعت عن الإيمان الصحيح ضد آريوس:

† فعندما ظهر
آريوس وبدأ ينكر لاهوت السيد المسيح، البابا ألكسندروس رأى
في حلم أن ثوب السيد المسيح مشقوق وعندما سأله "يا سيد من الذي
شق ثوبك؟!" أجابه الرب يسوع:
"آريوس فصلني عن الآب". والذي وقف ودافع عن لاهوت السيد المسيح هو
البابا أثناسيوس من علية مارمرقس فصارت هي موضع راحة
المسيح.

كنيسة الإسكندرية ستظل موضع راحة المسيح حتى المجيء الثاني:

† أيضًا يا أحبائي
ستظل كنيسة الإسكندرية موضع راحة السيد المسيح حتى مجيئه
الثاني. أنا لا أقول هذا الكلام لأننا أقباط لكن هذه هي الحقيقة.
هناك في الغرب الآن حنين للأرثوذكسية، فالكنيسة تغربت
كثيرًا عن الكنيسة الأولي، وعندما أرادت الكنيسة في
الغرب الرجوع للكنيسة الأولي وجدوا أنه لا يوجد كنيسة حافظت على العقيدة
كما حافظت عليها كنيسة الإسكندرية.
كنا نتكلم في أسبوع الآلام عن ألحان
الكنيسة وكيف أن كنيستنا احتفظت بكل هذه الألحان وبعضها به الكثير من
الهزات كما هي بدون تغيير منذ ألفين سنة تقريبًا! رغم عدم وجود نوته
موسيقية مكتوبة! فالكنيسة التي حافظت علي هزات لحن ألا تحافظ
على الطقس وعلى العقيدة وعلى الإيمان. الكنيسة التي سلمت هذه
الألحان تسليم فم لفم ويد ليد بذات الأسلوب وبذات الأمانة وبذات الحرص
حافظت أيضًا علي طقس الكنيسة الأولي. إذا أردت أن تعرف كيف
كان الآباء الرسل يصلون فاحضر القداس فقد كانوا يصلون كما نصلي
الآن في القداس. لذلك صارت الكنيسة هي بيت
مارمرقس وهي موضع راحة المسيح كما سبق وقال: "موضع راحتي حيث آكل
الفصح مع تلاميذي".
† الأكثر عجبًا أن
السيد المسيح لكي يؤكد لنا أن كنيسة مارمرقس هي موضع
راحته بالحق هو أن الحجر الذي سند عليه السيد المسيح رأسه في
القبر صار مذبح للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفيما يلي توضيح
لذلك:
† فعندما وضع جسد
السيد المسيح في القبر كان ممددًا رأسه ناحية الغرب ورجليه
ناحية الشرق بحيث عندما يقوم يكون ناظرًا إلي الشرق. والقبر المقدس الذي
دفن فيه السيد المسيح - وهو موجود إلي اليوم كما نعرف ويتبع
الروم الأرثوزكس (اليونان) - مكانه بالضبط هو مكان كنيسة الروم
الأرثوزكس. وفي الجهة الغربية من القبر (أي إذا تخيلنا أن القبر هو
الكنيسة من الجهة الغربية أي من عند الباب) هناك كنيسة صغيرة
(مساحتها حوالي أثنين متر في أثنين متر) هذه الكنيسة تتبع
الأقباط تتبع كنيسة مارمرقس، والحجر الذي كانت عليه رأس
السيد المسيح هو المذبح الخاص بالكنيسة القبطية.
الروم عندما جددوا الكنيسة الخاصة بهم
كسوها كلها بالرخام فالحجر الذي كان مسجى عليه جسد السيد المسيح
مغطى بالرخام عند كنيسة الروم الأرثوزكس.
† أما في
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الخاصة بنا فالحجر الذي أراح السيد
المسيح رأسه عليه كما هو حتى هذا اليوم. فالسيد المسيح
الذي قال عن نفسه في حياته: "ابن الإنسان ليس له مكان يسند رأسه" سند
رأسه في القبر والحجر الذي سندت رأسك عليه يا يسوع هو مذبح كنيسة
الإسكندرية فهي موضع راحته.

الخلاصة:

كم هو قدر اعتزازنا بكنيسة
مارمرقس، فقد ورثنا منه طقس أسبوع الآلام وسلم لنا الكنيسة
التي شهد لها المسيح أنها موضع راحته.

كنيسة الإسكندرية ورثت كل ميراث علية صهيون

St-Takla.org Image: St. Mark
the Apostle, Modern Coptic art icon, by painter Samy Hennes, June
2004, Saint Mina the Wonder Maker Cathedral, Mariout, Alexandria,
Egypt
صورة في موقع الأنبا تكلا:
القديس مرقس الرسول، أيقونة قبطية حديثة للرسام الفنان سامي حنس، يونيو
2004، في كاتدرائية الشهيد مارمينا العجايبي، مريوط، الإسكندرية، مصر

النقطة الثالثة: كنيسة مارمرقس ورثت كل ميراث علية صهيون:

† النقطة الثالثة
يا أحبائي أن كنيسة الإسكندرية (علية مارمرقس
الجديدة) ورثت كل ميراث علية صهيون (علية مارمرقس
الأولي). وسنعرف كيف حدث هذا فيما يلي:
مارمرقس أعد علية صهيون للفصح:

† عندما أرسل السيد المسيح أثنين من تلاميذه ليعدوا الفصح يقول لنا القديس لوقا:
"َقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ
يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى
الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ وَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ
لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ
تَلاَمِيذِي؟ فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً.
هُنَاكَ أَعِدَّا" (إنجيل لوقا 22: 10-12) والإنسان الحامل جرة الماء هو (أبونا مارمرقس). ونلاحظ أن القديس لوقا وصف العلية بأنها: "كبيرة مفروشة".
† هذا ما قاله القديس لوقا. أما أبونا مارمرقس فقد ذكر نفس القصة ولكن مع اختلاف بسيط ولكن له دلالة حيث قال عن السيد المسيح:
"فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا:
«اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ
جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ، وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ
الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ
آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً
كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا»" (إنجيل مرقس 14: 13-15)
نلاحظ هنا أنا مارمرقس أضاف على وصف العلية كلمة "معدة"
فقال "علية كبيرة مفروشة معدة" وكلمة "معدة" هذه لم يذكرها
القديس لوقا. لماذا؟ لأن مارمرقس هو الذي أعد العلية
بنفسه. يوم الخميس قبل مجيء السيد المسيح والتلاميذ
مارمرقس أعد العلية لاستقبالهم. لقد كان هناك اتفاق بين السيد
المسيح وبين مارمرقس أن السيد المسيح وتلاميذه سيأكلون
الفصح في علية مارمرقس. وسبق أن تكلمنا في عظة "إنسان حامل
جرة ماء" وقلنا أن مارمرقس من عائلة غنية، ولديهم الكثير من
الخدم ولكن لأن مارمرقس كان يتميز بروح الخدمة فكان يحب أن
يقوم هو بنفسه بعمل الخدم أو العبيد، فلذلك هو الذي أعد العلية
بيديه (هذا المكان الذي سيذبح المسيح فيه ذاته) وهو الذي ذهب ليملأ
جرة الماء بنفسه و حملها علي كتفيه، بالرغم من أنه كان يستطيع أن
يوكل بهذه الأعمال إلى من لديه من عبيد وإماء، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. ولأنه هو الذي عملها بيديه فلما كتب أنجيله قال علية كبيرة مفروشة ومعدة هذه هي علية صهيون.

الكنيسة ورثت ميراث علية صهيون في إعداد المذبح:

فما فعله أبونا مارمرقس في العلية
يفعله أبونا في القداس حيث يعد أبونا المذبح ليصير "علية
مفروشة معدة" لاستقبال جسد ودم الرب يسوع.
وكل كاهن يعد المذبح يقوم بنفس العمل الذي قام به مارمرقس. في
كل مرة أفرش المذبح في القداس أكلم الرب قائلًا: "يا رب أنا لا
أستحق أن أعمل العمل الذي قام به مارمرقس بيديه".
لذلك أقول لكم يا أحبائي أن الكنيسة ورثت ميراث علية صهيون أولًا: في إعداد المذبح وثانيًا: في الافخارستيا.

الكنيسة ورثت ميراث علية صهيون في الفصح الجديد (الافخارستيا):

† من المؤكد أن
القديس مارمرقس كان حاضرًا الفصح. هو فعلًا لم يتناول من يد
السيد المسيح لأن هذه المناسبة كانت تخص السيد المسيح مع تلاميذه،
لكن لا يمكن أن يكون مارمرقس على علم أن السيد
المسيح سيكون موجودًا في بيته في ذلك اليوم دون أن يكون هو موجود
وحاضر. كان مارمرقس موجودًا في ذلك اليوم وكان يراقب ما يحدث
وسأقول لك الدليل على ذلك:

قداس مارمرقس | القداس الكيرلسي

أول قداس كُتبَ هو القداس الذي كتبه
القديس مارمرقس، ولكن البابا كيرلس عمود الدين أعاد ترتيبه وأضاف
إليه بعض الأواشي لذلك نسب إلي القديس كيرلس فأصبح أسمه
القداس الكيرلسي لكن أصلا كاتبه مارمرقس.
† ونحن في
القداس الكيرلسي - كما هو مدون في الخولاجي وكما نسمعه من أبونا
أثناء القداس - نقول: "فأخذ خبزًا علي يديه الطاهرتين ونظر إلي
فوق"، بينما كلمة "ونظر إلى فوق" غير مكتوبة في الأربعة أناجيل.
فقط مكتوبة في القداس الكيرلسي والذي منه أخذ القداس
الباسيلي فذكر فيه أيضًا "نظر إلى فوق"، والذي منه أخذ القداس
الإغريغوري فذكر فيه أيضًا "نظر الي فوق" رغم أن جملة "نظر إلي فوق" غير
موجودة في الأناجيل الأربعة.

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org___Saint-Pope-Cyril-The-Great-02

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org___Saint-Pope-Cyril-The-Great-02

[size=9]St-Takla.org Image: Saint Cyril the Great of Alexandria, Coptic pope, modern Coptic icon
صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية[/size]

†
مارمرقس كتب في قداسه "نظر إلى فوق" لأنه كان موجود في ذلك
اليوم وكان يرقب السيد المسيح ورآه أخذ الخبز ونظر إلى فوق، فدون لنا
في القداس الذي كتبه ما رآه.
† جوهر
القداس وصلوات التقديس يا أحبائي ثابتة في كل القداسات الاختلاف يكون
فقط في صلاة الصلح وفي الأواشي. وهذا دليل أن
مارمرقس كان حاضر والذي رآه سلمه لنا في الكنيسة.
† أيضًا لما أخذ
الكأس يقول مارمرقس في قداسه "ذاق وأعطى تلاميذه" وعندما نرجع
للأربعة أناجيل نجد أنها لم تذكر كلمة "ذاق". وكلمة ذاق موجودة أيضًا
في القداس الباسيلي والقداس الاغريغوري، مأخوذة من قداس
مارمرقس. من أين جاء مارمرقس بهذه الكلمة؟ فلأن
مارمرقس كان حاضرًا ورأى أن السيد المسيح قبل أن يعطيهم الكأس ذاق
ثم أعطاهم.
† لذلك أقول لكم أن كل ميراث علية صهيون ورثته كنيسة الإسكندرية فأصبح طقس القداس نذكره كما سلمه لنا مارمرقس.
† لذلك أشعياء في القديم (قبل مجيء السيد المسيح بـ 700 سنة) سبق ورأى خدمة مارمرقس ورأى كنيسة مارمرقس
(العلية الجديدة) فقال: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ
لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ
عِنْدَ تُخْمِهَا" (سفر إشعياء 19: 19).
† البعض فسر "يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر" تفسير خاطئ. لأن أيام بطليموس - وكان محبًا لليهود
- كان اليهود موجودين في الإسكندرية بأعداد كبيرة فواحد
منهم أسمه أونياس الرابع طلب من بطليموس أن يأذن لهم ببناء هيكل مشابه
لهيكل أورشليم.
وفعلًا بُني هيكل مشابه لهيكل اليهود في مصر ثم خرب فيما بعد.
فالبعض يقول أن هذه النبوة عن الهيكل الذي بني في عهد أونياس الرابع،
ولكن بالطبع هذا الكلام خاطئ لأن النبوة تقول "يكون مذبح للرب"،
فالرب في القديم هو الذي أختار مكان الهيكل وهو الذي حدد موقع حقل
أرونه اليبوسي المكان الذي ذبح فيه أبونا إبراهيم ابنه إسحق قال هذا هو المكان الذي يبنى فيه هيكلي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره.
أيضًا ممنوع على اليهود أن يبنوا الهيكل في أي مكان آخر حسب
اعتقادهم، فمشكلة اليهود حتى اليوم أنهم لا يستطيعوا بناء الهيكل
في أي مكان فهم يقولون لا ينبغي أن يبنى الهيكل إلا في الموضع المحدد
الذي اختاره الرب وإلا لا يعتبر مذبحًا للرب، إذًا المذبح الذي بنى
في مصر لم يكن مذبح للرب لأنه مكان لم يختاره الرب. فما معنى هذه
النبوة؟
† فهذه النبوة عبارة عن نبوة عن مذبح للعهد الجديد "يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر".
† لذلك أكرر يا أحبائي أن كنيسة الإسكندرية ورثت كل ميراث العلية ورثت فرش المذبح، ورثت طقس القداس، ورثت أيضًا سر الميرون.

مارمرقس بالحقيقة ناظر الإله

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--008-Fra-Angelico-Linaiuoli-Tabernacle-The-Martyrdom-of-St-Mark-Predella-1433-Museo-di-San-Marco-Florence-Italy

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--008-Fra-Angelico-Linaiuoli-Tabernacle-The-Martyrdom-of-St-Mark-Predella-1433-Museo-di-San-Marco-Florence-Italy

St-Takla.org Image: Fra
Angelico. Linaiuoli Tabernacle - The Martyrdom of St. Mark. Predella.
1433. Religious Painting Art - Tempera on panel. 39 x 56 cm. Museo di
San Marco, Florence, Italy
صورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة الفنان فرانجليكو سنة 1433 تصور استشهاد القديس مرقس البشير، زخرفة
على لوحة بمقاس 39×56، محفوظة في متحف دي سان ماركو، فلورنسا، إيطاليا

†
أيضًا موقف آخر يظهر مدى دقة مارمرقس ويظهر أن
مارمرقس رأى بعينيه ما دونه في إنجيله: عندما كان السيد
المسيح في البستان بدأ يحزن ويكتئب وعرقه ينزل كقطرات دم،
القديس مارمرقس هو الوحيد الذي قال أنه ابتدأ يدهش كلمة يدهش (وكلمة
"يدهش" تعني حال الإنسان عندما يرى منظر مرعب فجأة فيرتجف من
المفاجأة) مارمرقس كان في البستان لأن هذا البستان ملك
لمارمرقس وعائلته. لذلك نحن لا نبالغ عندما نقول عن
مارمرقس أنه "ناظر الإله" لأنه رأى بعينيه السيد المسيح في مواقف
كثيرة ورآه في البستان وقد نزل عليه رعبه مفاجأة فكتبها في إنجيله
الوحيد الذي ذكر كلمة "ابتدأ يدهش" هو مارمرقس.
† كان مارمرقس مدققًا جدًا في نظراته وفي كتاباته وفي ترتيب أحداثه ونحن مدينين له بالكثير يا أحبائي.

الخلاصة:

† الوحيد الذي ذكر موضوع "مسحة زيت المرضي" هو القديس مارمرقس "َدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ" (إنجيل مرقس 6: 13) ومنها سلمنا طقس مسحة المرضي عندما جاء إلينا في الإسكندرية.

- مارمرقس يهتم بكل نفس

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--081-St-Mark-Chapel-of-Manchester-College-Oxford-England-by-Burne-Jones

St-Takla.org Image: Saint
Makos the Evangelist with the Lion, stained glass ******, designed by
Burne Jones, made by Morris and Company, chapel of Manchester College,
Oxford, England
صورة في موقع الأنبا تكلا: زجاج معشق يصور القديس مرقس الرسول، تصميم برون جونس، من عمل موريس وشركاه، في كنيسة كلية مانشتر، أكسفورد، إنجلترا

من طبيعة مارمرقس أن يهتم بكل نفس:

† إذا رجعنا
وقرءنا أحداث القيامة في الإنجيل بتدقيق سنجد أن أول زيارة تمت للقبر
كانت حين ذهبت مريم المجدلية ومريم الأخرى (زوجة كلوبا وأم يعقوب
وسمعان ويوسي) للقبر ورأوا الملاك - بحسب طقس الكنيسة الملاك
ميخائيل هو الذي نزل ودحرج الحجر وجلس على فم القبر.
† وفي إنجيل القديس متى
تجد أن الملاك قال لهما: "اذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ
لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ
يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا
قَدْ قُلْتُ لَكُمَا" (إنجيل متى 28: 7).
† نفس الحادثة يرويها مارمرقس في "إصحاح 16":
"لكِنِ اذْهَبْنَ
وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى
الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ" (إنجيل مرقس 16: 7).
نلاحظ أن مارمرقس لم يكتف بكلمة "قلن لتلاميذه" بل حرص
أن يذكر بعدها كلمة "ولبطرس" بالرغم من أننا كلنا يعلم أن بطرس
من تلاميذ السيد المسيح، وذلك لأن مارمرقس طبيعته أن يهتم
بكل نفس في ضيق أو تعب أو في حالة انكسار فهذه هي طبيعته.
القديس متى لم يهتم بهذه الجزئية. فكلمة "ولبطرس" عندما سمعها
مارمرقس نقلا عن النسوة كان لها وقع قوي علي قلب مارمرقس
فكتبها في الإنجيل لأنها كانت تعبر عن اعماق قلبه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. فالقديس
مرقس كان يعلم أن بطرس بعدما أنكر السيد المسيح تعبت
نفسيته لأنه شعر انه أخطأ في حق السيد المسيح وشعر أن هذا الإنكار قد
يجعل السيد المسيح يرفضه. كان القديس مارمرقس مشغول
بالقديس بطرس ويشعر بمشاعره ففرح بكلمة "ولبطرس" فدونها في
إنجيله وهي دليل على اهتمام السيد المسيح بالنفس الواحدة. وصار
الاهتمام بالنفس الواحدة هو طقس كنيس

طقس غسل الأرجل من ميراث علية مارمرقس

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--061-Lion-of-St-Mark

St-Takla.org Image: The winged lion, symbol of St. Mark
صورة في موقع الأنبا تكلا: الأسد المجنح رمز مارمرقس

الكنيسة ورثت ميراث علية مارمرقس في طقس غسل الأرجل في يوم خميس العهد:

† أيضًا يا أحبائي ورثنا ما حدث في العلية يوم الخميس عندما غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه ورثنا هذا في كنيسة الإسكندرية والفضل يرجع لمارمرقس. ففي يوم الخميس قال السيد المسيح لتلميذيه: "فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ" (إنجيل مرقس 14: 13)
وهذا الإنسان هو مارمرقس الذي حمل جرة الماء على كتفيه
وذهب ليملأها بيديه، وهذه الجرة هي نفسها التي أخذ منها السيد
المسيح الماء ليغسل أرجل التلاميذ. كل هذا سلمه لنا أبونا
مارمرقس عندما جاء إلى الإسكندرية. وأصبح في طقس الكنيسة كل
يوم خميس عهد ينحني أبونا البطريرك أو أبونا الكاهن ويغسل أرجل الشعب
واحد واحد. فهذا ميراث سلمه لنا أبونا ونحن كأبناء حافظنا علي هذا
الميراث.

طقس الأربعين المقدسة من ميراث علية مار مرقس

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--006-Fra-Angelico-Linaiuoli-Tabernacle-Peter-Preaching-with-Mark-Predella-1433-Museo-di-San-Marco-Florence-Italy

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--006-Fra-Angelico-Linaiuoli-Tabernacle-Peter-Preaching-with-Mark-Predella-1433-Museo-di-San-Marco-Florence-Italy

St-Takla.org Image: Fra
Angelico. Linaiuoli Tabernacle - Peter Preaching with Mark. Predella.
1433. Tempera on panel. 39 x 56 cm. Museo di San Marco, Florence, Italy
صورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة للفنان الإيطالي فرا أنجيليكو في خيمة اجتماع لينايولي - بطرس
الرسول يعظ مع القديس مرقس، بريديلا، سنة 1433، زخرفة "تيمبرا" على
لوحة بمقاس 39×56 سم، متحف مارمرقس، فلورنس، إيطاليا

الكنيسة ورثت ميراث علية مارمرقس في طقس الأربعين يوم المقدسة:

† أيضًا ورثنا من
علية مارمرقس أن السيد المسيح بعد ما قام في اليوم الثالث
ظل فترة الأربعين يوم يظهر لتلاميذه.
† وفي طقس القيامة، طوال فترة الخمسين المقدسة الكنيسة تدور بأيقونة القيامة وسط الكنيسة. والدوران بأيقونة القيامة له معاني كثيرة لكن من ضمن هذه المعاني أنها أشارة أن السيد المسيح كان يظهر لتلاميذه مدة أربعين يوم يتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. فلذلك ندور بأيقونة القيامة في وسط الشعب علامة أن السيد المسيح
كان يظهر لتلاميذه خلال الأربعين اليوم التالية للقيامة. لذلك الدوران
بأيقونة القيامة يكون من عيد القيامة إلي عيد الصعود لأنه كان يظهر لهم
أربعين يومًا. أما بعد عيد الصعود حيث صعد الرب يسوع، فالفترة من عيد الصعود إلي عيد حلول الروح القدس لا ندور بأيقونة القيامة في وسط الكنيسة، بل في المذبح فقط، لأن السيد المسيح
قال لتلاميذه: "وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي.
فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ
تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي" (إنجيل لوقا 24: 49). أنا فقط أريد أن أنقل لكم مدى روعة طقس كنيستنا الذي يجعلنا نعيش أحداث الخلاص كلها.

المدرسة اللاهوتية من ميراث مارمرقس

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--042-St-Mark-the-Evangelist-13

St-Takla.org Image: Saint Mark the Evangelist
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس مارمرقس الإنجيلي والرسول

ورثنا ضمن ميراث علية صهيون المدرسة اللاهوتية التي أسسها الرب يسوع بنفسه.

† قلنا أن
السيد المسيح طوال فترة الأربعين المقدسة كان يظهر لتلاميذه ويتكلم
معهم عن الأمور المختصة بملكوت الله. ففي داخل علية مارمرقس أسس
الرب يسوع أول إكليريكية.
ولأن الكنيسة ورثت كل ميراث علية صهيون فعندما جاء أبونا مارمرقس الإسكندرية أسس كلية إكليريكية، فما علمه الرب يسوع للتلاميذ في العلية سلمه مارمرقس للكنيسة كميراث.
† ومن هذه الكلية خرج الذين حافظوا علي الإيمان مثل أثناسيوس وكيرلس وديسقورس. ومن هذه الكلية يا أحبائي تخرج آباء الكنيسة الجامعة:
القديس باسيليوس تتلمذ علي كنيسة الإسكندرية،
ذهبي الفم لم يأتي لكن تتلمذ علي كتابات أوريجانوس مدير مدرسة
الإسكندرية، لذلك نقول له في المديحة أسس كلية للعلوم اللاهوتية
أول إكليريكية.

علية مارمرقس ودروس الصلاة

كنيسة الإسكندرية ورثت ضمن ميراث علية صهيون الصلاة الدائمة:

علية مارمرقس علية صلاة:

† أخيرًا يا أحبائي أريد أن أختم بهذه النقطة أن علية مارمرقس كانت علية صلاة، وقد رأينا هذا كثيرًا في الكتاب المقدس.
كانت علية صلاة طوال الفترة من صعود السيد المسيح إلي حلول
الروح القدس (عشرة أيام) كان أتباع السيد المسيح مجتمعين في
علية مارمرقس.
الكنيسة الأولي كانت تواظب على الصلاة وكان مقرها علية مارمرقس فهو مكان صلاة.

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--009-fra-angelico-saint-mark-Fra-Angelicos-portrait-of-Saint-Mark

بمناسبة عيد مارمرقس Www-St-Takla-org--009-fra-angelico-saint-mark-Fra-Angelicos-portrait-of-Saint-Mark

St-Takla.org Image: Fra Angelico's portrait of Saint Mark
صورة: لوحة للفنان فرا أنجيليكو تصور الشهيد مرقس ناظر الإله

أيضًا يا أحبائي عندما دخل القديس بطرس السجن أيام هيرودس يقول الكتاب: "فَكَانَ
بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا
الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى
اللهِ مِنْ أَجْلِهِ" (سفر أعمال الرسل 12: 5)، وعندما خرج بطرس من السجن، توجه مباشرة إلى المكان المعتاد لاجتماع الكنيسة وهو بيت مارمرقس
فنجد الكتاب المقدس يحكي لنا: "ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ
إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ،
حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. فَلَمَّا
قَرَعَ بُطْرُسُ بَابَ الدِّهْلِيزِ جَاءَتْ جَارِيَةٌ اسْمُهَا
رَوْدَا لِتَسْمَعَ. فَلَمَّا عَرَفَتْ صَوْتَ بُطْرُسَ
لَمْ تَفْتَحِ الْبَابَ مِنَ الْفَرَحِ، بَلْ رَكَضَتْ إِلَى دَاخِل
وَأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطْرُسَ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ" (سفر أعمال الرسل 12: 12-14) فكانت العلية مكان صلاة.

†
أيضًا يا أحبائي كنيسة الإسكندرية ورثت هذا الميراث من
علية صهيون، فأصبحت كنيسة صلاة، ومن هذه الكنيسة خرج
الرهبان. فطقس الرهبنة عبارة عن صلاة دائمة، الراهب يصلي ليلًا
ونهارًا.
لذلك لا نتعجب إن كنيسة مارمرقس كنيسة الصلاة كل يوم تسهر ليلًا تقول تسبحة سفر الخروج "خروج 15" "حِينَئِذٍ
رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ هذِهِ
التَّسْبِيحَةَ لِلرَّبِّ وَقَالُوا: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ
قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ.
الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي. هذَا إِلهِي
فَأُمَجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ" (سفر الخروج 15: 1، 2).
لقد نسى إسرائيل هذه التسبحة، لقد نسوا
العمل العظيم الذي عمله الرب مع إسرائيل. لقد أخرجهم الرب من
مصر، وأهلك فرعون مصر وشق البحر الأحمر، الفرس وركابه طرحهما في
البحر الأحمر. بينما المصريين الذين أُهلك جدهم فرعون في البحر كل يوم
ليلًا يقفوا قائلين "نسبح الرب لأنه قد تمجد الفرس وركاب الخيل
طرحهما في البحر". المصريين يسبحون الرب الذي أهلك أجدادهم! تصورا يا
أحبائي إسرائيل نسي هذه التسبحة ونحن المصريون نسبحها لأن كنيسة
مارمرقس كنيسة صلاة وهذا هو طبع علية مارمرقس.

أي شكر يا أحبائي! نشكر الله كثيرًا أنه
أرسل لنا مارمرقس وأي شكر نشكر به أبونا مارمرقس
الذي نحن مدينين له بالفضل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. مهما
تكلمنا عن مارمرقس يا أحبائي لن نفيه حقه أنما فرحته أن يجد
كنيسته ملتفة حوله فرحانة به مربوطة بالمسيح يشفع فينا باستمرار أمام
عرش النعمة. ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا آمين.