شرح
الكتاب المقدس - القس أنطونيوس فكري
تفسير إنجيل متى - المقدمة
* تأملات في كتاب متي:
تفسير إنجيل متى: مقدمة إنجيل متى | معنى تسلسل الأحداث في إنجيل متى | متى 1 | متى 2 | متى 3 | متى 4 | متى 5 | متى 6 | متى 7 | متى 8 | متى 9 | متى 10 | متى 11 | متى 12 | متى 13 | متى 14 | متى 15 | متى 16 | متى 17 | متى 18 | متى 19 | متى 20 | متى 21 | متى 22 | متى 23 | متى 24 | متى 25 | متى 26 | متى 27 | متى 28 | ملخص عام
نص إنجيل متى: متى 1 | متى 2 | متى 3 | متى 4 | متى 5 | متى 6 | متى 7 | متى 8 | متى 9 | متى 10 | متى 11 | متى 12 | متى 13 | متى 14 | متى 15 | متى 16 | متى 17 | متى 18 | متى 19 | متى 20 | متى 21 | متى 22 | متى 23 | متى 24 | متى 25 | متى 26 | متى 27 | متى 28 | متى كامل
|
1-
من هو
القديس متى؟
بمقارنة (مت9:9+ مت3:10+ مت11:9-12+ لو29:5) نفهم أن متى هو أحد
التلاميذ الإثني عشر. وكان عشارًا واسمه لاوي بن حلفى. رآه السيد المسيح جالسًا
عند مكان الجباية فقال له إتبعني، فقام وتبعه. وكان اليهود ينظرون ببغضة لمهنة
الجباية لأنها تمثل السلطة الرومانية المستبدة وإذلالها للشعب. بل كان العشارين
يستغلون هذه الظروف لحسابهم الخاص، فكانوا مكروهين عند الشعب. وحينما دعا السيد
المسيح متى قام فورًا وترك مكان الجباية وصنع وليمة للرب في بيته (لو29:5)، دعا
إليها أصدقاؤه السابقين من عشارين وخطاة حتى يختبروا عذوبة التبعية للسيد
المسيح بأنفسهم، الأمر الذي أثار معلمي اليهود لأن المسيح يأكل مع خطاة.
2-
لغة الكتابة
كتب متى بالآرامية ثم ترجمت فيما بعد لليونانية (يقال أن متى هو
الذي ترجم أيضًا)
3-
تاريخ
الكتابة ومكان الكتابة
كتب بعد إنجيل مرقس وقبل خراب الهيكل، حيث يتكلم عنه كنبوة
(ص24) ويقول التقليد أنه كُتِبَ في فلسطين. وكتب ما بين عامي 60
، 65م بعد إنجيل مرقس.
4-
غرض الكتابة
كتب القديس متى إنجيله لليهود الذين كانوا ولا يزالوا ينتظرون
المسيا الملك الذي يقيم مملكة تسيطر على العالم. فالكاتب يهودي تتلمذ للسيد
المسيح، يكتب لاخوته اليهود ليعلن لهم أن المسيا المنتظر قد جاء، مصححًا
مفهومهم للملكوت، ناقلًا إياهم من الفكر المادي الزمني إلى الفكر الروحي
السماوي. ولقد كرر كلمة ابن داود لتأكيد أن المسيا هو الملك الخارج من
سبط يهوذا ليملك، لكن ليس على نفس المستوي الذي ملكوا به في أرض الموعد إنما هو
ملكوت سماوي (مت43:13+ 34:25+ 21:7+ 11:8+ 28:16)
5-
سمات الإنجيل
أ-
إذ يكتب متى لليهود
فهو يستخدم حوالي 60 نبوة من العهد القديم ليشير أن نبوات العهد القديم قد تحققت
في المسيح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و
التفاسير الأخرى). ويكرر كلمة الملكوت حوالي 55مرة ويذكر المسيح كابن لداود 8مرات
معلنًا أنه الموعود به. وهو يفترض أن القارئ يعرف العبرية (19:5). ويشرح
المفاهيم اليهودية بطريقة مسيحية. فأسس الأعمال الصالحة عند اليهود هي الصدقة
والصلاة والصوم ويقدم هذه بمفهوم مسيحي. لقد أوضح متى أن المسيح لم يأتي ليحتقر
العهد القديم بل ليدخل به إلى كمال غايته. لذلك فمتي يقدم المسيح الملك الالهى
الذى له الحق ان يشرع ( عظة الجبل )
ب-
إذ يكتب لليهود
صارحهم بأخطائهم (10:8-11+
18:20+ 43:21+ 1:12-13)+
(2:6+5+16)+(3:15-9).
ج-
مع أن هذا الإنجيل
كُتِبَ لليهود إلاّ أنه لم يغفل الأمم، فكان يشرح بعض الألفاظ المعروفة لدى
اليهود "عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (23:1+ 23:27+ 13:4+ 33:22).
د-
إنجيل متى هو إنجيل
الملكوت. الملكوت الذي بدأ بمجيء السيد وسكناه في قلوبنا ليعلن بكماله في مجيئه
الأخير (28:12+ 17:4.... + 34:25+ 21:7)
ه-
توجد خمسة مقالات
(مواعظ) كبرى في إنجيل متى يلحقها أو يسبقها بعض القصص وهذه الخمسة مواعظ هي:
1)
الموعظة على الجبل (ص5-ص7)
وهى شريعة العهد الجديد
2)
العمل الرسولي (ص10)
3)
أمثال الملكوت (ص13)
4)
تعاليم متنوعة (ص18)
5)
أحاديث اسخاتولوجية
(ص23-ص25)
6-
متى يذكر اسمه قائلًا متى
العشار، وتأدبًا
يذكر لوقا ومرقس اسمه قائلين لاوي حتى يتحاشوا لقب العشار المشهور به. ومن
المعتاد أن يكون للشخص أسمين سمعان/ بطرس، شاول/بولس، مرقس/يوحنا،.. وهكذا
لقب ابن الإنسان
تكرر هذا اللقب 71مرة في الأناجيل الثلاثة
المتناظرة (متى ومرقس ولوقا) و13مرة في إنجيل يوحنا و4 مرات خارج
الأناجيل (أع56:7+ عب6:2+ رؤ13:1+ رؤ14:14) وهو المقابل (لدانيال13:7). وهو
يعني:
1)
المسيح ابن الله صار ابنًا
للإنسان، تجسد وتأنس وأخذ جسدًا شابهنا به في كل شيء ما عدا الخطية.
2)
كل المجد الذي يقال أن
المسيح ورثه إذ جلس عن يمين الآب صار حقًا للبشر الذين يؤمنون به (عب2:1+
يو22:17)
3)
لم يقال ابن آدم فهو لم
يأتي مولودًا بحسب النظام الطبيعي للتناسل بل وُلِدَ من الروح القدس ومن
العذراء القديسة مريم، فهو ابن إنسان وليس ابنًا لآدم بحسب الطبيعة.
4)
هي تأتي معرفة بمعنى الابن
الذي للإنسان، فهو ابن بطريقة فريدة.
5)
نفهم من اللقب أن المسيح
سيحتفظ بناسوته في السماء متحدًا بلاهوته "سوف تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن
يمين القوة" (مر61:14-62)