+حكيم:-
وقال إنسان كان له ابنان
(لو15:11) يشير الإنسان هنا إلي الحكمة التي تجيد
التدبير الحسن كما يقول الكتابأنا الحكمة أسكن الذكاء
وأجد معرفة التدبير(أم8:12)ما أحوجنا في هذه الأيام إلي
الحكيم الذي يدبر ويتبني ويجمع ولا يفرق فهكذا يقول
ابن سيراخالحكمة تنشئ لها بنين والذين يلتمسونها تضمم
إليها(سيراخ4:12 )
إن
الحكمة مدرسة سماوية تريد لمن يسلك طريقها النصيب
الصالح فهي تنادي علي لسان الرسول وتقولفي وقت مقبول
سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا
الآن يوم خلاص(2كو6:2) فتعال لتتمتع بالامتياز السماوي
ونعمة البنوية للحكمة الإلهية التي شرحها لنا القديس
بولس قائلاشاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين
في النور(كو1:12 ) فإن صرنا أبناء للحكمة فسوف نتمتع بكل
ما تعطيه لذويها وهو كقول الكتابميراث لا يفني ولا
يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم1(ط1:4.)
+وتقسيم:-
فقال
أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من
المال فقسم لهما معيشته وبعد أيام ليست بكثيرة جمع
الابن الأصغر كل شئ وسافر إلي كورة بعيدة وهناك بذر
ماله بعيش مسرف(لو15:12-13 )التقسيم هو مؤامرة شيطانية
دنيئة تضللنا فننقسم والرب يحذرنا قائلاً :إن انقسمت مملكة
علي ذاتها لا تقدرتلك المملكة أن تثبت (مر3:24 )وقال
إشعياءكلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلي طريقه(إش53:6
)وتفصلنا عن الجسد الواحد لنبعد عن نبع الحب الإلهي
كما قال الكتاب لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع
المياه الحي لينقروا لآنفسهم آبارا مشققة لا تضبط
ماء(إر2:13 )وبالتقسيم يقذف بنا الشيطان إلي سلة المهملات
فبعد أن نخرج إلي كورة بعيدة لا نجد كيانا يحتوينا
ولا زمانا يفخر بينا ولا سندا يحمينا ويضيع منا مجد
أبينا السماوي كما قال النبيأما شعبي فقذ بدل مجده بما
لا ينفع(أر2:11) لذلك أستطيع أن أقول احترس عزيزي من
الانقسام الذي يضلل ويفصل ويهمل فكم من أناس اتبعوه
وضاعوا ولم يجدوا معينا سوي الآب السماوي الذي قاللا
أهملك ولا أتركك(عب13:5)
+ورجوع:-
فرجع
إلي نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز
وأنا أهلك جوعا أقوم وأذهب إلي أبي وأقول له يا أبي
أخطات إلي السماء وقدامك(لو15:17-18) في رجوعنا وتوبتنا
نجد أحضانا تقبلنا كما يقول الكتابوإذ كان لم يزل
بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع علي عنقه وقبله(لو)15:20
كما اختبر النبي وقال أعظمك يارب لأنك احتضنتني(مز)29:1
وفي الرجوع نجد أيضا أمانا يشلمنا كما يقول الكتاب هوذا
علي كفي نقشتك أسوارك أمامي دائماً(اش49:16 )ويقول
المرتل أيضا الرب نوري وخلاصي ممن أخاف (مز26:1 ) وهكذا
قالت العروس وهي تبحث عن حبيبها عند رجوعهاأخبرني أنت
يا من تحبه نفسي أين تربض أين ترعي عند الظهيرة
(نش1:7) لقد أكد المخلص في مثل الابن الشاطر ولا سيما
عند رجوعه علي طقس الرجوع الذي كان يتزين بسر التوبة
والاعتراف وسر الافخارستيا وفرح الأسرة السمائية بالخاطئ
الذي يتوب لتظهر لنا نعمة الأب الحكيم وخطورة التقسيم
وحلاوة الرجوع إلي الآب العظيم الذي يلبسنا ثوب البر
مرة أخري وينظر إلينا قائلا:كلك جميل يا حبيبتي وليس
فيك عيبة (نش4:7 ).