هوذا القديس بولس الرسول يقول".. حتى أكون مباشراً لأنجيل المسيح ككاهن، ليكون قربان الأمم مقبولاً مقدساً بالروح القدس" (رو 15: 16).
*إن كان بولس الرسول كاهناً، فكيف يقال إن كهنوت البشر قد انتهى؟ هل ننكر شهادة الكتاب هذه؟
على أن الأخوة الإنجيليين يقولون إن عبارة (ككاهن) هنا، معناها أنه يشبه نفسه بكاهن!! فهل تحمل العبارة هذا المعنى؟!
St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of St. Peter and St. Paul
صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديسان بطرس و بولس |
أباشر عملى ككاهن، أي بصفتى كاهناً.. كما تقول أحياناً " أنا كمسيحى عضو في جسد المسيح " ليس أنك تشبه نفسك بمسيحي، بل بصفتك مسيحياً.. أو كما تقول " أنا كإبن الله، لي صورته ومثاله " فأنت هنا لا تشبه نفسك بابن الله، وإنما تقول هذا بصفتك إبناً لله.
وقد وردت (الكاف) في الكتاب، كثيراً بهذا المعنى..
كما قيل في الإنجيل " و الكلمة صار جسداً، وحل بيننا، ورأينا مجداً كما لوحيد من الآب" (يو 1: 14 ).
فالكاف هنا ليست للتشبيه، وإنما السيد المسيح باعتباره الإبن الوحيد للآب، له هذا المجد، وليس مشبهاً بابن وحيد!
أو كما يقول بولس الرسول لأهل رومية " أنهم لما عرفوا الله، لم يمجدوه أو يشكروه كإله" (رو 1: 21)، أي باعتباره إلهاً، وليس مشبهاً بإله!!
بل إن الرسول يقول أيضاً " إن كنت كإنسان حاربت وحوشاً في أفسس، فما المنفعة إن كان الموتى لا يقومون" (1كو 15: 32)، فهل بولس الرسول هنا ليس إنساناً، بل يشبه نفسه بإنسان، حينما يقول كإنسان؟! أم هو يقول إنه بصفته إنساناً قد حارب وحوشاً..
كذلك يقول " يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل لله" (تى 1 ك 7) أي باعتباره وكيلاً لله وليس كتشبيه..
وهكذا حينما يقول " كخدام لله" (2كو 6: 4). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). لا يشبه نفسه وزملاءه بخدام الله، لأن خدمته ليست موضع مناقشة..
والأمثلة عديدة في الكتاب، وعلى هذا النحو، قال بولس الرسول إنه يباشر خدمته للإنجيل بصفته الكهنوتية (1كو 15: 16) لأنه إن كان يشبه نفسه بكاهن، فأى كاهن يشبه نفسه به، ولم يكن الكهنة في العهد القديم، ولا في الوثنية يباشرون خدمة الإنجيل..؟!
*نقطة أخرى، وهي أن السيد المسيح لم يقل الكتاب فقط عنه إنه " كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق " إنما قال الكتاب عنه في مواضع عديدة إنه (رئيس كهنة)