مسألة الثورة على الكهنوت، و الرغبة في تأميمه، أي يكون للأمة كلها، على اعتبار أنها " أمة مقدسة " و" مملكةكهنة " هي ثورة قديمة كان أول من قام بها قورح وداثان وأبيرام، وقصتهم معروفة في الأصحاح 16 من سفر العدد، حيث يقول الكتاب عنهم وعن 250 معهم، أمسكوا المجامر ليرفعوا البخور.
فاجتمعوا على موسى وهارون وقالوا لهما " كفاكما. إن كل الجماعة بأسرها مقدسة، وفي وسطها الرب. فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب؟!" (عد 16: 3).
وباقى القصة معروفة. لقد أمر الرب أن تفتح الأرض فاها وتبتلع كل هؤلاء، وثبت الرب الكهنوت لهارون وبنيه فقط وليس للكل. وهكذا أخمد هذه الثورة بحزم.
وقال الرب لهارون " أما أنت وبنوك معك، فتحفظون كهنوتكم، مع ما للمذبح، وما هو داخل الحجاب، وتخدمون خدمة. عطية أعطيت كهنوتكم. والأجنبي الذي يقترب، يقتل" (عد 18: 7).
وقد تكررت القصة بصور مختلفة، وتكررت معها العقوبة:
أ- شاول الملك تجرأ أن يصعد المحرقة، كما ورد في سفر صمؤئيل الأول (1صم 13: 9) فكانت النتيجة أن الرب رفضه، وفارقه روح الرب وبغتة روح رديء من قبل الرب (1صم 16: 14). مع أن شاول لم يكن شخصاً عادياً، وإنما كان مسيح الرب، وكان روح الرب قد حل عليه وتنبأ (1صم 10: 10، 11). ولكن كل هذا لم يعطه الحق في أن يعمل عملاً من أعمال الكهنوت يمكن أن يعمله إبن بسيط من أبناء هرون.
ب- وعزيا الملك جرؤ أيضاً أن يمسك مجمرة ليرفع بخوراً كما ورد في سفر أخبار الأيام الثاني (2أى 26: 19-21 ). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وكانت النتيجة أن ضربه الرب بالبرص، وأعتبر عمله خيانة، فطردوه، وقطعوه من بيت الرب، وظل أبرص إلى يوم وفاته..
هذه أمثلة خطيرة من الكتاب المقدس. ولكن البعض يحتج ويقول: كل هذا حدث في العهد القديم. أما العهد الجديد فقد تغير فيه الوضع، ألغى كهنوت العهد القديم، ولم تعد هناك واسطة يضعها الله بينه وبين الناس! هنا ويحق لنا أن نطرح سؤالا هاماً: