بدأت إلقاء هذه المحاضرات على طلبة الكلية الإكليريكية، ضمن مادة اللاهوت المقارن خلال سنة 1978 م.
وكانت لنا عودة إليها وإكمال لموضوعها في سنة 1981.
وبخاصة لأن البعض كانت قد حاربته كتب وضعتها طائفة " الأخوة " البلاميس لمحاربة سر الكهنوت من أساسه اعتماداً على أمرين:
1-الادعاء بأنه لا يوجد سوى كاهن واحد في السماء وعلى الأرض، هو يسوع المسيح
2-الفهم الخاطئ للآية التي تقول: "جعلنا ملوكاً وكهنة الله أبيه" (رؤ 1: 6)
St-Takla.org Image: A Jewish High Priest in Robes and Breastplate
صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة كاهن يهودي أعلى في ملابسه الكهنوتية و الصدرية |
ومن أجل الرد على هاتين النقطتين، كان هذا الكتاب.
تكلمنا فيه عن محاولة تأميم الكهنوت التي قام بها قورح وداثانوأبيرام في أيام موسى يقولون إن الأمة كلها أمة كهنوتية مقدسة، ثم شرحنا كيف أن الله هو هو، كما في العهد القديم، كذلك في العهد الجديد، بلا تغيير. وشريعة الكهنوت بقيت كما هى، ولكن على طقسملكي صادق، وليس على طقس هرون.
وحول إثبات سر الكهنوت، وأنه لمجموعة معينة، وليس لكل الشعب، دار هذا الكتاب. وكان يمكننا أن نكتفي بقول الرسول:
" لا يأخذ أحد هذه الوظيفة (الكرامة) بنفسه، بل المدعو من الله كماهرون" (عب 5: 4).
ولكننا قدمنا إثباتات كثيرة: منها أن الكهنوت دعوة واختبار وإرسالية، وهذا طبعاً ليس لجميع الناس، وإنه يحتاج إلى شروط معينة، وإلى وضع اليد ونفخه الروح القدس، وهذا أيضاً ليس لجميع الناس. وذكرنا أيضاً ألقاباً واختصاصات للكهنوت ليست للكل..
وتطرفنا من ذلك إلى علاقة الكهنوت بالمذبح والذبيحة المقدسة، وما أعطى له من سلطان الحل والربط.
أما الذين يغارون للسيد المسيح، ويرون أنه الكاهن الوحيد، كما لو كان رجال الكهنوت قد سلبوا اختصاصاته له المجد، فهؤلاء خصصنا بابا كاملاً لمناقشتهم.
تعرضنا بعد ذلك للكهنوت كخدمة، ورجال الكهنوت كخدام.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ومع ذلك هم خدام ووكلاء في نفس الوقت.
وانتهينا إلى الإجابة عن بعض الأسئلة في الفصل العاشر، كما اشتملت الفصول السابقة على ذكر اعتراضات كثيرة والرد عليها..
هذه الفصول العشرة تحوى الجزء الأول من كتابنا عن الكهنوت. أما الجزء الثاني فسوف يكون عن العمل الرعويللكهنوت بمشيئة الله، وبعض الصفات التي يجب أن تتوافر في رجال الكهنوت لتساعدهم على القيام برسالتهم.
وقد تقرر هذا الكتاب لتدريسه على طلبة الكلية الإكليريكية بكل فروعها.
البابا شنوده الثالث