هي انتقال من المحدود إلي اللامحدود.
انتقال من هذا العمر المحدود بأيام وسنين، إلي حياة غير محدود، بل إلي مجال هو فوق الزمن. أتري هل توجد هناك أرض تدور حول نفسها وحول شمس، وتترجم دوراتها إلي أيام وسنين؟! أم أننا سنرتفع فوق الزمن بدخولنا في عالم آخر جديد..! مقاييس الزمن ستنتهي.. لحظة واحدة في الأبدية، هي أطول وأعمق من حياة الأرض كلها.
2- القيامة أيضاً هي انتقال من المرئيات إلي ما لا يري:
هي دخول فيما قال عنه الكتاب "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر علي قلب بشر، ما أعده الله لمحبي إسمه القدوس" (1 كو 2: 9). إنه دخول في عالم الأرواح، والتقاء مع الملائكة، وهم أرواح، تري. مع أفراح لم تعرف من قبل في هذا العالم المادي المرئي. وهنا تكون القيامةسمواً فوق مرتبة ما تدركه الحواس، بارتفاع إلي ما لا تدكه سوي الروح.
3- هي إذن انتقال من عالم الحواس إلي عالم الروح:
أو هي اقتناء حواس روحية غير الحواس المادية الحالية، حواس تري الروح والروحيات، وتبهر بها. وهنا أصمت مرة أخري..
هنا نوع من التجلي للطبيعة البشرية.
تدرك فيه ما لم تكن من قبل، وتكتسب خواصاً روحية لم تكن تمارسها قبلاً، وتصبح في القيامة في وضع تستطيع به أن تري ما لا يري، أو بعضاً منه، أو تتدرج في الرؤية، منتقلة من شبع روحي، إلي شبع أسمي واسمي، حياة التجلي..
4- والقيامة هي انتقال من عالم الباطل إلي عالم الحق.
من عالم الفناء إلي عالم البقاء. من عالم كل ما فيه يبطل بعد حين، إلي عالم باق ليس فيه بطلان. عالم كل ما فيه حق وثابت، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. انتهت منه الخطيئة، وأصبح كل ما فيه براً. وفيه أيضاً ينتقل الإنسان من عشرة إلي عشرة، أنقي وأبقي وأصفي.. وماذا عن القيامة أيضاً؟