إن أهم علاقة شخصية يعرفها الرجل، غير علاقته الروحية مع الله من خلال الرب يسوع المسيح، هي علاقته بزوجته. فمن المباديء الأكثر أهمية في البحث عن زوجة هو البحث عن إمرأة لها إيمان شخصي بالرب يسوع المسيح. يقول لنا الرسول بولس أن "لا نكون تحت نير مع غير المؤمنين (كورنثوس الثانية 6: 14). فلا يمكن أن يختبر رجل وإمرأة علاقة الزواج المقدسة والكاملة ما لم يتفقا تماما في هذا الموضوع شديد الأهمية. ولكن مجرد الزواج من شخص مؤمن لا يضمن إختبار الحياة تحت "النير المتساوي". فكون المرأة قد قبلت المسيح لا يعني بالضرورة أنها مناسبة لك روحيا. فهل لها نفس الأهداف الروحية التي لك؟ هل تؤمن بنفس العقائد التي تؤمن بها؟ هل تحمل نفس الحماس والمحبة لله التي لك؟ إن موضوع الصفات التي تبحث عنها في من ستكون زوجتك هو موضوع مهم جدا. فكثير من الرجال يتزوجون بناء على الإنجذاب الجسدي أو العاطفي فقط وهذا قد يكون الطريق إلى الفشل. سأل الرب شعب إسرائيل: "أيسير إثنين معا إن لم يتفقا؟" (عاموس 3: 3) هذه هي الحالة المثالية، ولكن الواقع أن الأزواج لن يكونوا على إتفاق بإستمرار. وفي أي حال يمكننا أن نتفق على ألا نتفق في إطار نظام الله للزواج. لهذا فإن وجود صورة واضحة في أذهاننا لما نتوقعه وتواصلنا أحدنا مع الآخر بهذا الشأن مهم جدا ويجب أن يتم قبل الزواج. فإن المفاوضات تكون أسهل بكثير قبل أن يتم التوقيع على العقد أو ختمه. فلا يجب أن نتزوج أبدا معتقدين أننا يمكن أن نغير الطرف الآخر بعد الزواج. ما هي بعض الصفات الجيدة التي يبحث الرجل عنها في شريكة حياته؟ يقدم لنا الكتاب المقدس بعض المباديء التي تساعدنا في رسم صورة للمرأة التي تصلح للزواج. أولا يجب أن تكون خاضعة للرب في علاقتها الروحية معه. يقول لنا بولس الرسوا أن الزوجة يجب أن تخضع لزوجها كما للرب (أفسس 5: 22-24) فإذا لم تكن المرأة خاضعة للرب، فإنها لن ترى بالضرورة أن الخضوع لزوجها مهم لحياتها الروحية. لا يمكننا أن نلبي توقعات أي شخص آخر ما لم نسمح للرب أولا أن يملأنا بنفسه. فالمرأة التي يكون الرب هو مركز حياتها هي مرشحة لتكون زوجة صالحة. يقدم لنا الرسول بولس بعض الصفات التي تميز المرأة من خلال تعليمه عن الصفات التي يتحلى بها قادة الكنيسة (1 تيموثاوس 3). نجد هذه الصفات في 1 تيموثاوس 3: 11 حيث يقول: "كذلك يجب أن تكون النساء ذوات وقار غير ثالبات صاحيات أمينات في كل شيء." بكلمات أخرى يجب أن تكون هذه المرأة غير متكبرة، تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، قادرة على أن تأخذ مكانتها إالى جانب زوجها بثقة. هي إمرأة تهتم أولا بعلاقتها الشخصية مع الرب وبنموها الروحي. إن مسئوليات الرجل في الزواج هي مسئوليات أكبر من المرأة لأن الله عينه هو رأسا لزوجته وعائلته. هذه العلاقة تمثل علاقة المسيح بالكنيسة (أفسس 5: 25-33). إنها علاقة مؤسسة على المحبة. كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، هكذا ليحب الرجل إمرأته أيضا كنفسه. لهذا فإن علاقة الرجل الشخصية بالرب شيدية الأهمية بالنسبة لنجاح زواجه وعائلته. إن التضحية الباذلة وقدرة الشخص على إختيار أن يكون خادما من أجل تحسين علاقته الزوجية هي من علامات الرجل الناضج روحيا والذي يكرم الله. إن إختيار الزوجة بحكمة بناء على الصفات الكتابية هو شيء مهم جدا، ولكن النمو الروحي المستمر للرجل وخضوعه لإرادة الله لحياته هو بنفس القدر من الأهمية. فإن الرجل الذي يضع عينيه على الرب والذي يسعى أن يكون رجل بحسب قلب الله سوف يساعد زوجته لتكون إمرأة بحسب قلب الله وسوف يتمكن من بناء زواجه بالطريقة التي ترضي الله وترضيه هو وزوجته أيضا.