جورج يوحنا نائب المدير
عدد المساهمات : 639 تاريخ التسجيل : 14/07/2011
| موضوع: الصلاة لنيافة الأنبا مكاريوس الإثنين أكتوبر 03, 2011 8:20 am | |
| الصلاة لنيافة الأنبا مكاريوس
الصلاة هي
ترجمة لمشاعر الحب الموجود داخلنا من نحو الله، بل أنها أعلي درجات التعبير عن محبتنا لله، مثل شخص يحب آخر فيحب الحديث معه.. وكلما ازدادت المحبة ازادت الأحاديث وازادت خصوصية... ولعل هذا هو المقصود بالخلوة.. وغلق الباب.. فالحديث خاص جداً.. لا نريد أن يسمعه أحد كما لا نريد من يقلقنا... كذلك أيضا فإن الصلاة هي ترمومتر الحياة الروحية، وهي البعد الداخلي لروحيات الإنسان وعبادته... والصلاة من الصلة... والانسان الذي يصلي كثيراً هو الانسان الذي تكون له صلة وتواصل مستمر بالله... هذه هي الصلاة الدائمة.... أي الوجود الدائم في حضرة الله.. وبالتالي فالشخص الذي ليست له علاقة بالمخدع هو غريب عن الله. الكنيسة التي بلا صلاة بلا قوة... بلا شهادة.. بلا حياة. الكنيسة التي بها قداسات كثيرة وترفع فيها الذبيحة دائماً هي كنيسة صلاة. كما أن اجتماعات الصلاة تنعش الخدمة.. وترد الضال وتحل المشاكل، وفي الخدمة يجب أن يكون جنود الصلاة مساوين في عددهم للخدام (جنود الكلمة) كان موسي يصلي ويشوع يحارب... لقد طلب أب أسقف في الغرب من رئيس الدير أن يعطية أربعة رهبان ليكونوا معه ... وعندما احتج رئيس الدير لدي الأسقف أفهمه أنهم لن يخدموا لا في وعظ ولا إرشاد، وانما سيهبهم أربع قلالي يصلون فيها لأجل الخدمة فقط .... والخادم نفسه هو رجل صلاة... وليس معلم فقط ... فهو إما يقرأ عن المسيح أو يتكلم عن المسيح أو يتكلم مع المسيح، له صلوات حارة مع مخدوميه يعلمهم الصلاه... ويصلي معهم.. ويختلي بهم. وإذا تكلم خرج منه الكلام وكأنه صلاة... والصلاة هي اكثر عمل يحاربه الشيطان .. ليس هناك اكثر من الصلاة ازعاجاً للشيطان.. لذلك يحاول بكل قوته ألآ يجعلك تصلي واذا وقفت لتصلي فهو يعمل بكل وسيلة حتي تكون الصلاة فاترة وسريعة وحتي تنتهي.. ولكننا ننصح الذين يشعرون بالملل في الصلاة ان يلتزموا بتدبيرهم: لأن الالتزام هو ذبيحة في حد ذاتها. ولأنه بذلك يحافظ علي العجلة دائرة. ولأن الصلاة تقديس للوقت وتقديس للمكان. ولأنها ترعب الشياطين حتي وإن لم يكن المصلي متفاعلاً معها. بل إن مجرد رشم الصليب يبدد الشيطان، لذلك فلا يحارب الشيطان عملاً روحياً قدر الصلاة، لا القراءة ولا الخدمة.. ففي القداس مثلاً يعمل بكل وسيلة لتأتي متأخراً، ثم تتململ في الصلاة وتتعجل الكاهن وتشعر بالارهاق وثقل النوم، في حين تتجدد فيك الحيوية والنشاط عقب القداس، وحينئذ يظهر أن كل ذلك كان بإيجاز من الشيطان... لذلك يقول القديس بولس نحن لا نجهل أفكاره (حيله) ونعرف أن أحد الآباء عندما كان يقف ليصلي كان الشيطان يقف مقابله في هيئة أسد ناشبا مخلبيه في فخذي القديس حتي ينزل يديه، وما كان القديس يفعل إلاّ عندما ينتهي من الصلاه. ولعل السبب في انزعاج الشيطان من الصلاة، هو أنه لا يطيق أن يري الانسان في حضرة الله، تلك الحضرة التي طرد منها فكيف لإنسان أن يستمتع بها، (والشيطان في ذلك يشبه شخصاً يسرق كتب آخر أو سيارته أو ملابسه حتي لا ينجح... الخ أمّا عن الحروب التي تواجهنا أثناء الصلاة، فعندما يحين موعدها نميل إلى التماحك والتشاغل والانتقال من مكان لآخر، لتضييع الوقت ولنجد بذلك المبرر لتركها، فإذا وقفنا بالفعل قد نواجه بالآتي: أ- الشعور بالارهاق.. ولكن هذا الشعور يأتي عندما ينجذب نظرنا الي أسفل فنفكر في الجسد، فنشعر بثقله ويحل علينا التعب، أحد القديسين كان يشعر بذلك عند الصلاة فقط، ولعلمه أنها حرب شيطانية فإنه كان يقول لنفسه: حتي إذا كنت ُاوشك على الموت فلأصلي قبل الموت !. والجسد الذي أخطأ كثيراً جدير به أن يتعب من أجل خلاص النفس ولسوف يكلل في المجد مثلما قد يعاقب في حالة تهاونه، كما أن تعب الجسد هذا يحسب ذبيحة( قدموا أجسادهم ذبيحة حية لله... عبادتكم العقلية). ب – الانشغال بما ينتظرنا بعد الصلاة.. مثل الكلية.. العمل.. الافطار... سماع نشرة.. متابعة مباراه... مراجعة شئ.. شئ نسيناه. ولكنها خدعة.. تصوروا أن شخصاً راودته بعض الأفكار أثناء الصلاة يمكنه أن يوعز إلي فكره بأنه سيفرد لهذه الأفكار وقتاً بذاته، حيث لا يمكن الصلاه والتفكير بها معاً .. ولسوف يتأكد بعد الصلاة انها مجرد حرب لأنه قد ينسي فيما كان يفكر. ثم ولنفرض أنك وفرت بعض الدقائق ماذا ستصنع بها.. وفي المقابل لو أننا تأخرنا بضعة دقائق.. ماذا سيحدث! لا شئ فكم أضعنا من الوقت فيما لا يفيد (فالإنسان المعتدل ينام ثلث عمره ! فكم ينام الانسان الكسول) فإن الوقت الذي نقضيه في الصلاة نقدسه ونجعله زمناً خالداً... أبدياً.. فالمسيح بالتجسد وحّد الزمن بالأبدية لأنه إله وإنسان، ولذلك فإن الملل في الصلاة والاسراع فيها معناها جعل الصلاة حدثا عادياً مثل الأكل والعمل وليس عملا روحياً له صفة الأبدية، هكذا الصلاة تعويض للوقت الذي نفقده وتقديس لبقية الوقت، إذا ابتدأ اليوم بالصلاة صار لحساب المسيح، واذا بدأ أية بداية اختطفه الشيطان. ولكن ماذا عن فقدان الشعور بالحضور الالهي في الصلاة:... تبدأ الصلاة بالميطانية (السجود) للثالوث مثلما يفعل الكاهن قدام الهيكل لرهبة الموقف والحضور الالهي، ثم الاستئذان في الحديث مع الله مثلما قال أبونا ابراهيم (شرعت أن اكلم المولي وأنا تراب ورماد) كما أن الروح القدس هو الداعي، وهو الذي يشفع فينا بأنات لا ينطق بها، ولذلك يحضر الله ويفرح كأب بكل ما يصدر عن ابنه، ونطلب من الروح أن يعلمنا ماذا يقال في الصلاة.
| |
|
ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: الصلاة لنيافة الأنبا مكاريوس الأحد مارس 31, 2013 1:58 pm | |
| | |
|