الرب رحيم و رؤوف ( المزمور 102 : 8 ) .
لا يستخف بالخطية إلا من كان غبياً . فالكتاب المقدس يحذرنا من شرها الفتاك في حياتنا و مجتمعاتنا . ولدي اعتقاد راسخ أن الخطية يجب أن تنال قصاصها . وكم يسوؤني أن يُعينَ محامٍ بارع مذنباً على الإفلات من عقوبة ذنبه . ولكني لا أريد أن أعاقب على خطيتي، و إن كنت – في اللحظات التي أكون فيها أصدق - أعلم أن خطيتي ينبغي أن تنال عقابها . فمهما كانت خطاياي ، أو خطايا سواي ، رديئة و شنيعة ، فليس من خطية أعظم من أن يقوى صليب الجلجثة عليها . إن الله يعلم كل شيء يتعلق بالخطية ، ولهذا السبب مات المسيح . فالصليب لا يُحدثنا عن إله قاس يلين قلبه بدافع الإشفاق على ابنه. بل إن الصليب أعلى من صوت خطايانا . وقد أحسن من قال : " إذا صرخت الخطية بصوتها العالي، يرعد الصليب بصوته الأعلى. وعندما تهمس الخطية في آذاننا بأكاذيبها و تُربكنا ، يدوي صوت الصليب مُعلناً الحق و مبدداً الظلمة . "هل يتساهل الله مع الخطية؟ " كلا! " يقولها الصليب بصوت عالٍ . وهل يرحم الله الخُطاة؟ " نعم! " كما يقول الكتاب ( مزمور 103: 10 ) . حقاً إن الله يُشفق علينا، "لأنه يعرف جبلتنا ؛ يذكر أننا تراب نحن " ( ع 14 ) . فبفضل الصليب ، نجد أن الله مستعد أن يعاملنا بغير ما نستحقه بسبب خطايانا . لعلك في حاجة اليوم لأن تدرك ذلك! فإن الصليب أعظم من أية خطية ارتكبتها . سواء اعتبرنا خطايانا كبيرة أو صغيرة ، فالمسيح يقدر أن يطهرنا منها كلها .