تكريم جورج حنين
جريدة وطنى 24/6/2007م السنة 49 العدد 2374 عن مقالة بعنوان " فكر و أدب - بودلير وجورج حنين في المركز الثقافي الفرنسي "
ينظم المركز الفرنسي للثقافة والتعاون غدا محاضرة لتكريم الكاتب المصري جورج حنين, تلقيهاكاترين فرحيالمديرة السابقة لقسم الترجمة وأستاذة اللغة والأدب العربي بمعهد الدراسات السياسية بباريس ,تأتي هذه المحاضرة حول حياة وأعمال جورج حنين بمشاركة الأديبةفيلنا موغازي.
أيضا يقدم قسم الترجمة بالمركز الفرنسي للثقافة والتعاون ترجمة الشاعر رفعت سلام للأعمال الكاملة للشاعر الفرنسي الشهيرشارل بودليريصاحب قراءة الأشعار المترجمة عزف علي البيانو للفنان محمد صلاح وهو عضو في أوركسترا القاهرة السيمفوني بدار الأوبرا المصرية إلي جانب معرض لنسخ من بورتريهات ورسومات لبودلير,سيقدم قسم الترجمة آخر إصدراته وحصيلة25عاما من الترجمة بحضور الناشرين والمترجمين المصريين.
من هو الكاتب جورج حنين ؟
عن "البيان" الإماراتية - الأحد 25 أغسطس 2002 م
جورج حنين شاعر وناقد وصحافي مصري يكتب بالفرنسية، رغم إلمامه بالعربية وهو رائد للتيار السوريالي المصري على صعيديه الأدبي والفني.
ولد في القاهرة 1914 لعائلة استقراطية، سافر في العام 1924 الى مدريد حيث كان والده صادق حنين باشا سفيرا للمملكة المصرية وقتذاك، وبعد عامين، التحق بليسيه شاتوبريان (روما) وأكمل دراسته الثانوية في ليسيه باستورد ونوي (باريس)، غير ان مصدرا مقربا له ذكر انه تحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة «العائلة المقدسة» (القاهرة): من دراسة علمانية (مدارس الليسية تابعة للارسالية العلمانية) الى مدرسة دينية.
في العام 1939، حاز على درجة الليسانس في الحقوق من السوربون، ورغب في دراسة الآداب غير ان قيام الحرب العالمية الثانية قضى على آماله.
في نفس الوقت، تعاون مع مجلة «آينغور» منذ 1934 لسان حال جماعة «المحاولين» المصرية، وكايبه ديزامبل» الباريسية.
في 1934 صدرت له كوميديا قصيرة: «تتمة وخاتمة» وفي 1935 نشر بالاشتراك مع جيوفارنا، الاسم المستعار للمصري جوزيف حبشي كتاب: «التذكير بالقذارة» وأخذ يشارك بفاعلية في النشاط الثقافي المصري: اصدر وآخرين: سلامة موسى وأنور كامل وغيرها في 1938 بيان «يحيا الفن المنحط» ردا على النازية الثقافية، اصدر وآخرين نشرة «الفن والحرية» التي صدر منها عددان في العام 1939، تعاون والسورياليون المصريون في الكتابة بمطبوعة «دون كيشوت في 1939،
أصدر مجلة «حصة الرمال» بالاشتراك مع الشاعر المصري ادمون جابيس في 1947، وقبلها بأعوام تعاون مع انور كامل في اصدار مجلة «التطور» وكذا» المجلة الجديدة مع رمسيس يونان الذي استأجر رخصتها من سلامة موسى وسرعان ما دب الخلاف بينهما وبقية السورياليين وبين المفكر الكبير(!) نتيجة لما وضعه امامهم من عراقيل: غير مؤكد صراحة موافقته دكتاتورية اسماعيل صدقي على حجب المجلة.
على الرغم من اقترابه من الدائرة السوريالية الضيقة مجموعة اندريه بروتون وعلاقاته الجيدة سواء السياسية قبل الثقافية معها الا انه انسحب منها في العام 1948.
في كتابه «مدخل الى الادب المصري المكتوب بالفرنسية» كتب جون جاك لوئي: «تتشابه قصائده وقصائد أندريه بروتون وجاك بريفير(..) لديه، لقد اضحت الصور ابداعا ثانيا لا نهائيا للزمن وعلى الدوام متزامنة مع الشاعر وحتى تتقدم (القصيدة) باسطة يدها لصورها في عمق لتخلق مساحات نقية في هذا العالم الشعري، يستورد الشاعر قليلا من القيم الغربية، واذا غلفناها ببعض الجاذبية، تتشابه الكلمات ـ كلمات اليوم البسيطة ـ غير ان استخدمها مكانها وقيمتها يمتلكان قبولا جديدا فالشاعر يبدع لغته الذاتية ونحن من يقيمها. وفي العام 1948 تابع حنين طريقه مناوئا لكل بلاغة شفاهية بلى.
تمثل بعض قصائد ديوانية: «المتنافر» و«العتبة المحرمة» مثالا عظيم الاهمية لعرض هذه الرؤية.. وحنين بنشاطه المتواصل في القاهرة يجد الآفاق والمطامح الشعرية ويحدث انقلابا في الاستعمال اليومي للصور الجمالية ويصور: «الصور المفتوحة على ذاتها» و«الصور المنغلقة على ذاتها» تلك هي لعبة المرايا حيث تتضح نهاية القصيدة المنصهرة في اللغة "العصبية التي لا تخجل من صفع قارئها".
في العام 1960، رحل باديء الامر الى روما ثم باريس، وكان قبلها يشرف على الصفحة الادبية بجريدة: «لا بورص ايجبسيان» لحوالي 16 عددا فقط منها قبل ان ينسحب للظروف غير الملائمة، وبدءا من العام 1964 أدار مجلة: «شباب افريقيا».
لم تقتصر كتابته بالفرنسية وانما شارك مجدي وهبة وكامل زهيري في اعداد دراسات عن نيتشه (القاهرة، 1950) وكافكا (القاهرة، 1954) وتيرتجار (القاهرة، 1955(.
جورج حنين (تروبادور الصمت)، النموذج الاكثر ذكاء لهذا الجيل عن الانتلجنسيا خلال النصف الاول من القرن الحالي» على حد قول اندريه مالرو، توفي في 1973 ودفن بمصر.
من نتاجاته الشعرية: «لا مبررات الوجود» 1938 المتنافر 1949 «الاشارة الاكثر غموضا 1977، «الروح الضاربة» 1980، «على مدى الانسان» 1981، «مسافر اليوم السابع» 1981، وضمن سلسلة «شعراء اليوم» الشهيرة التي تصدرها مطبوعات سيجيرين، نشر المؤرخ الأدبي ساران الكسندريان: «جورج حنين»، العدد 243، أحد اهم الكتب التأريخية، ليس فقط عن شخصية التروبادور وانما عن الحركة السوريالية المصرية التي تأتي في المرتبة الرابعة في نشاطها بعد الفرنسية والألمانية (الفرنسية) والسويسرية، كأنه يرد على الجهالة التوثيقية في رصدها ومتابعتها