في القرن الأخير استأثرت عدة عائلات بالحياة السياسية والاقتصادية في مصر فالوزير ينجب وزيراً ورئيس الحزب يعد ابنه لخلافته أما رجال الأعمال فهم يحجزون مجالس إدارة شركاتهم لأبنائهم.
وحتى في أمريكا تولى جورج بوش الابن الحكم لمدتين متتاليتين، بدعم من بوش الاب ومستشاريه.. أما في أوروبا وأمريكا فتبدو السيطرة الأكبر لعالم البيزنس.
ومن أشهر العائلات التي تحتكر كرسياً دائما داخل الحكومة.. عائلة "غالي".. منذ أن بطرس باشا غالي رئاسة الحكومة قبل الثورة وانتقل بعد ذلك إلي حفيده بطرس بطرس غالي الذي يقول أنه نشأ في بيئة تحترف العمل العام حتي أمنيته وهو طفل كانت أن يصبح وزيراً.
ويضيف غالي في هذه السن الصغيرة كنت أتخيل أن الوزارة مهنة وأن هناك كليات يتخرج منها الوزراء فأردت أن أسلك هذا الطريق.
ورغم أنه لا توجد كليات لتخريج الوزراء فقد خرج د.بطرس غالي من قلب عائلة غالي التي تعرف كيف تصل إلي مقعد الوزارة.
وحسب التحليل الذي نشره موقع مصراوي عن العائلات التي تحكم مصر كانت عائلة مكرم عبيد التي تعد من العائلات الشهيرة جداً في مجال العمل السياسي حكومة ومعارضة وبرلماناً وهي من أكبر ملاك الأراضي في صعيد مصر..وبرز نجمها قبل ثورة يوليو علي يد مكرم عبيد باشا سكرتير عام حزب الوفد القديم.
وبعد الثورة ظهر فكري مكرم عبيد كنائب لرئيس الوزراء في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ثم جاءت الدكتورة منى مكرم عبيد كعضو معين في البرلمان وأخيراً الدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرة الدولة لشئون البيئة في حكومة الدكتور الجنزوري.
ومن أشهر العائلات في الحياة السياسية المصرية عائلة محي الدين وقد ضمت رموزاً كبيرة مثل زكريا محي الدين نائب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأحد قيادات الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو52 وفؤاد محي الدين رئيس الوزراء وخالد محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة ومؤسس حزب التجمع..وأخيرا محمود محيي الدين وزير الاستثمار.
أما بداية الظهور الكبير لعائلة محي الدين في الحياة السياسية مع بداية الثورة حيث كان زكريا وخالد ضمن أعضاء مجلس قيادتها.
فيما كان الدكتور فؤاد محي الدين عضوا في الحركة الطلابية عن الشيوعيين لكن الغريب في هذه العائلة التي توزعت بين حكومة ومعارضة يسار ويمين أن أفرادها تواجهوا في معارك انتخابية عندما تنافس خالد محي الدين رئيس حزب التجمع علي مقعد دائرة كفر شكر أمام ابن عمه الدكتور صفوت محي الدين عن الحزب الوطني، وهو والد وزير الاستثمار الدكتور محمود محي الدين وانتهت الانتخابات بفوز المعارضة علي الحكومة داخل العائلة.
عائلات معارضة
داخل المعارضة هناك عائلات تسيطر علي الحياة السياسية..حيث تقاسم السيطرة على مقاليد الامور داخل حزب العمل قبل تجميده ومصادرة الجريدة الناطقة باسمه منذ سنوات ،آل شكري وآل حسين .. وهي السيطرة التي بدأت منذ تأسيس حركة مصر الفتاة علي يد أحمد حسين ونائبه شكري واستمرت داخل الحزب الاشتراكي قبل الثورة ثم في حزب العمل بعد قيام التعددية الحزبية.
سراج الدين والبدراوي
وسيطرت عائلتا سراج الدين والبدراوي علي حزب الوفد منذ تأسيسه الثاني بعد عودة الحزبية إلي مصر ،حيث تولى الراحل فؤاد باشا سراج الدين رئاسة الحزب وأخوه ياسين سراج الدين منصب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب
واستمر هذا الوضع حتى وفاة الاثنين، وتولى الدكتور نعمان جمعة رئاسة الحزب، ثم حدث الانقلاب عليه وتولى محمود أباظة الرئاسة، ولا يزال الامر في القضاء حتى الآن.. والصراع على رئاسة الوفد لم يحسم بعد.
الأحزاب الصغيرة
وحتي في الأحزاب الصغيرة تبرز مسألة السيطرة العائلية عليها فقد تولىمحمود عبد المنعم ترك رئاسة الحزب الاتحادي الديمقراطي بعد وفاة والده عبد المنعم ترك
أما في حزب الأمة فإن المناصب القيادية مقصورة علي عائلة الصباحي التي يرأسها كما يرأس الحزب أحمد الصباحي وكذلك عائلة شلتوت علي حزب التكافل الاجتماعي الذي يرأسه أسامة شلتوت...حتي إن البعض يحلو له أن يسمي الأحزاب مقرونة باسم الإقطاعيات نظراً للسيطرة العائلية عليها واعتماد مبدأ الوراثة وولاية العهد ما يحدث في الأحزاب الهندية والباكستانية وأحزاب بنجلادش.
وتبدو الوراثة أو العائلية في مجلس الشعب أكثر ظهوراً حتى أن معظم المقاعد النيابية تكاد تكون محجوزة لعائلات بعينها مثل عائلة نصار في البداري بأسيوط وعائلة الباسل في الفيوم والكاشف في العريش ومرعي والشهاري في المحلة والجوجري في المنصورة وغيرهم كثير.
وهناك وجوه عديدة دخلت البرلمان اعتمادا علي أسماء وشعبية آبائها مثل خالد محمود نجل حامد محمود الوزير الأسبق وحاول كريم يونس نجل أحمد يونس رئيس الإتحاد التعاوني ولم يوفق وسيد سيد جلال نجل سيد جلال نائب باب الشعرية منذ الملكية حتي وفاته في الثمانينيات، وهشام مصطفى خليل نجل رئيس الوزراء الأسبق مصطفى خليل.
لكن حظوظ بعض الأبناء لم تكن مثل حظوظ الآباء ومع ذلك الفشل لم يمنعهم من تكرار التجربة فالمقاعد النيابية في ذهن الكثيرين مازالت حكرا علي عائلات بعينها.
عائلات المال
ومن السياسة إلى المال والاقتصاد حيث تلمع أسماء عدد كبير من العائلات بعضها يضرب بجذوره في تاريخ الاقتصاد المصري والبعض الآخر بدأ ظهور في مطلع السبعينيات ومن أبرز عائلات المال في مصر أحمد عثمان أحمد ، وساويرس،ومنصور وفندي ومدكور وبباوي وعلام ومنتصر وأبو الفتوح والمفتي والشلقاني وعدلي أيوب والعيد وشتا.
قائمة العائلات اقتصادية الكبرى تشمل كذلك أسماء شهيرة في دنيا المال من بينها أحمد بهجت ومحمد فريد خميس الذي يمتلك أبناؤه وأشقاؤه نسبة من رأسمال شركاته المتعددة.
وتضم القائمة أيضاً عائلة عبد النور التي يرأسها الأخوان منير وسعد,وعائلة سعودي ومن رموزها عبد المنعم وعبد الحميد,وللعائلة شركات عديدة في مجال التنمية الزراعية والاستثمار وتوكيلات السيارات.
وكما تقول الدكتورة سامية سعيد الإمام - صاحبة سلسلة الدراسات حول العائلات المصرية - فإن التاريخ المصري شهد نهضة كبرى من العائلات امتلكت الثروة والسلطة منذ مطلع هذا القرن ومازالت هذه العائلات تنشط علي ساحة الاقتصاد المصري حتي اليوم.
ويرى د.علي لطفي – رئيس وزراء مصر الأسبق - أن ظاهرات العائلات الكبرى في عالم المال ظاهرة عالمية ولا تقتصر علي مصر فقط ولكنها تنتشر في جميع أنحاء العالم ففي البلدان العربية والعتيدة في رأسمالها تظهر أسماء عائلات ضخمة تتخصص في إنتاج سلعة معينة تشتهر بها علي مستوى العالم.
ولكن المشكلة التي تظهر في عائلات الغرب والتي تختلف كثيراً عما هو موجود في مصر هي "الاحتكار" فثروات العائلات الكبرى في الولايات المتحدة يتم ترجمتها في احتكارات هائلة لسلعة معينه الأمر الذي يسبب العديد من المشكلات وأغلب المنافسات الاقتصادية تكون أحياناً بين عائلات تمتلك شركات تجارية كبرى.
وفي رأي رجل الأعمال الكبير نبيل عبد اللطيف:اختيار الشركاء تظل مسألة مهمة في عالم الاستثمار وهنا تبدو صيغة الائتلاف العائلي هي الأكثر ضماناً ولهذا ظهرت العائلات الاستثمارية الكبرى في مصر منذ زمن بعيد وهي في تقديري مسألة صحية بالنسبة لأصحاب الاستثمارات الضخمة الذين يفضلون مشاركة ذويهم.
أما نجيب سويرس، فيرى أن العائلات الكبيرة في عالم المال لا تشكل ظاهرة كبيرة بالمعنى المفهوم فهناك عددا من العائلات ورث أسماً كبيراً نظراً لامتداد سنوات نشاطها داخل مصر لكن عدد هذه العائلات محدود ولا يشكل ظاهرة بالمعنى المفهوم خاصة أن محال الاستثمار في مصر فتح أبوابه الكبيرة الواسعة لاستقبال أعداد كبيرة من المستثمرين من خارج دائرة العائلات التقليدية
هذه الفئة من رجال الأعمال أصبحت هي الأكثر شيوعا في مصر خاصة أن ضخامة الاستثمارات الآن تتطلب مشاركة أطراف متعددة ويصعب أن يتصدى لها شخص بمفرده.