الأستاذ الدكتور باهور أقلاديوس لبيب (1905 1994) أحد كبار رواد الدراسات القبطية في مصر والعالم وأول مصري يتعلم الهيروغليفية .
ينتمى دكتور لبيب باهور إلى عائلة متمرسة فى اللغة القبطية فوالده هو أقلاديوس بك لبيب عميد الأدب القبطي الذي أتقن اللغة القبطية علي أيدي رهبان دير السيدة العذراء المشهور بالمحرق. وعندما انتقل الي القاهرة للدراسة بمدرسة الأقباط الكبري زاد اهتمامه باللغة القبطية وقام بدراستها بطريقة علمية من خلال المخطوطات المتوافرة بالمكتبة البطريركية. وبعد أن أتم دراسته بمدرسة الآثار التحق بمصلحة الآثار حيث تتلمذ علي أيدي علماء فرنسيين مما ساعده علي اتقان الخط الهيروغليفي وكان أول مصري يتعلمه كما كان يتقن اللغات الأجنبية الانجليزية والفرنسية ، كان أقلاديوس لبيب شديد الغيرة علي احياء اللغة القبطية وبلغ اهتمامه بها أن علمها لزوجته وأولاده وأطلق علي أولاده أسماء مصرية. فكانت أسماء بناته (تاري تساهون موني) وأسماء أبنائه (باهور شنوتي) وصار يتكلم بها في بيته. في هذا المناخ المصري الصميم نشأ د.باهور لبيب.
د.باهور لبيب ينتمي الي عائلة لبيب الميري من بلدة 'مير' مركز منفلوط محافظة أسيوط.
رحلة الحياة
في 19 سبتمبر 1905 ولد الطفل باهور أقلاديوس لبيب بحي عين شمس بالقاهرة وبعد حصوله علي شهادة البكالوريا التحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (حاليا جامعة القاهرة) وفيها حصل علي ليسانس الآثار عام .1930 سافر بعد ذلك الي ألمانيا لاستكمال دراساته العليا حيث حصل علي درجة الدكتوراه في الآثار من جامعة برلين عام 1934 في موضوع: (تاريخ أحمس الأول والهكسوس). ومن شدة تأثره بسيرة أحمس الأول (الدولة الحديثة الأسرة 18 الذي حكم مصر في الفترة 1550 1525 ق.م) أطلق هذا الاسم علي ابنه الأكبر د.أحمس باهور لبيب أستاذ طب الأنف والأذن والحنجرة بجامعة برمنجهام انجلترا.
عين باهور لبيب مدرسا بمعهد الآثار عام 1935 وفي عام 1946 عين أمينا بالمتحف المصري بالقاهرة ثم مديرا للمتاحف الاقليمية عام 1948 فمديرا للمتحف القبطي بمصر القديمة في الفترة (1951 1965م) تاريخ احالته السن القانونية. ونظرا لخبرته الطويلة فقد ظل عضوا بمجلس ادارة المتحف القبطي حتي أوائل الثمانينات.
في خلال فترة ادارته للمتحف القبطي انتدب للتدريس بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة، وظل يعمل أستاذا غير متفرغ بكلية الآداب في الفترة (1965 أوائل الثمانينات).
وفي عام 1961 شغل منصب رئيس 'لجنة اليونسكو لبرديات نجع حمادي'، وفي عام 1963 اختير عضوا بالمجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب، وفي عام 1979 اختير عضوا بالمجلس القومي للثقافة التابع للمجالس القومية المتخصصة. كذلك اختير عضوا بالمجمع العلمي المصري وبلجنة الآثار والتاريخ ورئيسا للجمعية الأهلية للفنون الجميلة، عضوا بلجنة حفظ الآثار العربية، المجلس الأعلي للآثار الاسلامية، مجلس ادارة المتحف الاسلامي.
أعماله العلمية
قام بتمصير متحف الاسماعيلية الاقليمي الذي كان تابعا لشركة قناة السويس الأجنبية. وفي عام 1951 شارك في حفائر منطقة بومينا بصحراء مريوط (غرب الاسكندرية) التي قام بها المتحف القبطي. وكان قد اكتشف هذه المنطقة عالم الآثار الألماني كارل ماريا كاوفمان في 7 يوليو .1905
وفي عام 1954 عندما أصدرت جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالاسكندرية رسالتها الخامسة بعنوان 'صفحة من تاريخ القبط' ساهم د.باهور لبيب بمقال رائع بعنوان 'الآثار القبطية'. وكان قد اشترك في تحرير هذه الرسالة: الأثري بانوب حبشي، د.مراد كامل، أ.يسي عبدالمسيح د.منير شكري، د.صابر جبره.
أشرف علي العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في مجال الآثار والقبطيات منها الرسالة التي تقدم بها د.سليمان نسيم بكلية التربية جامعة عين شمس لدرجة الماجستير في موضوع (تاريخ التربية المصرية في العصر القبطي).
كما اشترك مع د.عزيز سوريال وعطية، د.سامي جبره، د.مراد كامل، الأستاذ راغب مفتاح في تأسيس معهد الدراسات القبطية بالقاهرة عام .1954
ومن أهم أعماله على الإطلاق هو أنه كان من ضمن لجنة الترجمة لإنجيل لوقا التي قامت لجنة اعتمد تشكيلها قداسة البابا كيرلس السادس ومكونة برئاسة نيافة الأنبا غر يغوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي وعضوية الإستاذ زكى شنوده والأستاذ الدكتور مراد كامل والأستاذ الدكتور باهور لبيب والأستاذ حلمي مراد .
وصدر في عهد قداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كل أفريقيا والشرق وبلاد المهجر
مؤلفاته وبحوثه العلمية
نشر العديد من المؤلفات باللغات الانجليزية والألمانية والعربية كما كانت له بحوث قيمة في الأصول الهيروغليفية للكلمات القبطية.
أولا: في مجال الدراسات المصرية القديمة:
(1) مختارات من القوانين المصرية القديمة مجلة القانون والاقتصاد القاهرة (1941).
(2) ملك مصر 'نب بحتي رع' (الذي هو أحمس الأول) مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة (1942).
(3) مختارات من القوانين الجنائية مجلة القانون والاقتصاد القاهرة (1942).
(4) الهكسوس: عاصمتهم ومدة حكمهم مجلة المقتطف القاهرة (1942).
(5) لمحات عن بعض الدراسات المصرية القديمة القاهرة (1947). وقد قامت مجلة المقتطف باهداء نسخة من هذا الكتاب لقرائها عام .1947
(6) الدولة الاتحادية في عصر الرعامسة (باللغة الألمانية) .1948
(7) علامة النصر الفرعونية مجلة الجمعية التاريخية المصرية القاهرة (1949).
(8) الوزير (باللغة الألمانية) .1950
(9) الملكية والوزراء من أصل مصري (بالفرنسية) المطابع الأميرية بالقاهرة (1950).
(10) الفرعون علي رأس السلطات في مصر القديمة القاهرة (1950).
(11) الزراعة في مصر القديمة مجلة الريف القاهرة (1954).
(12) لمحات عن الفنون الجميلة في الآثار المصرية القاهرة (1961).
(13) منصب الوزير أثناء حكم الرعامسة (باللغة الألمانية) (1969).
(14) تشريع الملك حور محب (بالاشتراك مع د.صوفي أبوطالب رئيس جامعة القاهرة ثم رئيس مجلس الشعب فيما بعد) القاهرة (1972).
(15) تاريخ الطب الفرعوني (باللغة الانجليزية) القاهرة (1985).
ثانيا: في مجال الدراسات القبطية:
(1) السيدة العذراء والطفل يسوع (نحت حجري بالمتحف القبطي) بالانجليزية (1951).
(2) حفائر المتحف القبطي في منطقة بومينا (بالانجليزية) .1953
(3) المتحف القبطي وحصن بابليون في مصر القديمة (بالانجليزية) (1953).
(4) الآثار القبطية رسالة جمعية مارمينا الخامسة الاسكندرية (1954).
(5) دليل المتحف القبطي قسم الأحجار بالجناح الجديد القاهرة (1955).
(6) مجموعة من خمس عشرة مخطوطة مصرية وقبطية قديمة لها أهمية دينية وموسيتية وفنية وتاريخية (باللغة الانجليزية) القاهرة (1956).
(7) مخطوط موسيقي من العصر القبطي المبكر من ست ورقات يرجع تاريخها الي ما بين القرن الخامس والسابع الميلادي (باللغة الانجليزية) القاهرة (1956).
(8) دليل مختصر للمتحف القبطي القاهرة (1959).
(9) الحياة اليومية في الفن القبطي (باللغة الانجليزية) القاهرة (1960).
(10) العصر القبطي مجلة جمعية محبي الفنون الجميلة (حاليا جمعية الآثار القبطية) القاهرة (1961).
(12) الفن القبطي (باللغة الألمانية) مجلة المسيحية في النيل ايسن ألمانيا (1963).
(13) آثار في المناطق التي مرت بها العائلة المقدسة أثناء زيارتها لمصر (كتاب المؤتمر الخامس للبلدان العربية المهتمة بالآثار) القاهرة (1969).
(14) الفن القبطي في العصر المسيحي المبكر مجلة محيط الفنون دار المعارف القاهرة (1971).
ثالثا: في مجال الدراسات اليونانية والاسلامية
(1) السرابيوم: معبد في الاسكندرية مجلة المقتطف القاهرة (1944).
(2) أمر سماح من العصر الفاطمي مؤرخ في سنة 1042 هجرية بالمتحف القبطي بمصر القديمة (باللغة الانجليزية) القاهرة (1957).
(3) الفن الا سلامي في مصر (باللغة الانجليزية) القاهرة (1960).
رابعا: في مجالي الدراسات الغونسطية والأبوكريفا
(1) البرديات القبطية الغونسطية بالمتحف القبطي بمصر القديمة (باللغة الانجليزية) الجزء الأول (1956).
(2) البرديات القبطية الغونسطية بالمتحف القبطي بمصر القديمة (باللغة الفرنسية) القاهرة (1956).
(3) ثلاثة أسفار أبوكريفا يوحنا بالمتحف القبطي بمصر القديمة مجلة معهد الآثار الألماني بالقاهرة (باللغة الألمانية) .1962
(4) المخطوط القبطي الغونسطي (بدون عنوان) جزء من مخطوطات نجع حمادي بالمتحف القبطي مجلة الأكاديمية الألمانية للعلوم ببرلين (باللغة الألمانية) (1962).
(5) أبوكاليبس (أي الرؤيا) قبطي غونسطي جزء من مخطوطات نجع حمادي بالمتحف القبطي مجلة مارتن لوثر (باللغة الألمانية) هاللي (1963).
(6) نصوص غونسطية من الكتابين المخطوطين رقمي 2، 5 من مجموعة مخطوطات نجع حمادي مجلة معهد الآثار الألماني (باللغة الألمانية) القاهرة (1971).
(7) مخطوطا نجع حمادي أرقام 11، 12، 13 (ثلاثة مجلدات باللغة الانجليزية) لندن (1973).
(9) مخطوط نجع حمادي رقم 2 (مجلد باللغة الانجليزية) لندن (1974).
(10) انجيل المصريين (باللغة الانجليزية بالاشتراك مع بوليج ويس Wase) لندن (1975).
(11) مخطوطات نجع حمادي أرقام 1، 3، 4، 5، 8، 9، 10 (مجلدات باللغة الانجليزية) لندن (ظهرت تباعا حتي عام 1984).
هذه الدراسات التي قام بها في مجال الغونسطية (فلسفة العارفين بالله) كانت من أهم أبحاثه العلمية التي نالت اهتماما عالميا ونشرت عنها الصحف في أنحاء العالم وكان معهد كليرمونت بولاية كاليفورنيا الأمريكية من أكثر المعاهد اهتماما بها. وتكريما لمجهوده في هذا المجال أصدرت هيئة اليونسكو كتابا عن برديات نجع حمادي علي شرفه عام 1975م بمناسبة بلوغه سن السبعين.
في مارس 1963 ألقي محاضرة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (بالاشتراك مع د.محمد مصطفي حماد) بعنوان: 'اكتشاف قدماء المصريين لأمريكا في القرن الثالث عشر قبل الميلاد). وقد قامت جريدة الأهرام بنشر تحقيق صحفي عنها (بقلم فوزي الشتوي) نشر بالجريدة في 15/3/.1963
نشر العديد من المقالات في صحيفة الأهرام ومنها: حفر الآبار في الصحراوات عملية مصرية قديمة، الملك خيان، فلسفة الجمال في الفن القبطي.
مظاهر التكريم التي نالها
في عام 1959 حصل علي الميدالية الذهبية من يد الامبراطور هيلاسلاسي امبراطور أثيوبيا الذي توجه لزيارة المتحف القبطي بصحبة د.ثروت عكاشة وزير الثقافة في ذلك الوقت.
وفي عام 1963 حصل علي وسام العالم من الدانمارك، وفي عام 1976 منحته جمهورية ألمانيا الغربية (في ذلك الوقت) وسام الاستحقاق من درجة الصليب الكبير.
اسم باهور Ba - Howr
اسم 'باهور' هو اسم مصري قديم مكون من شقين: 'باي' أي الروح، 'هور' أي النور أو الشمس الشارقة وهو أيضا إله النطق والكلام في مصر القديمة وكان يصور في الرسومات الفرعونية واضعا اصبعه في فمه. وهو أيضا معناه 'ذو الكنز' فهل يوجد كنز أعظم من موهبة النطق والكلام؟.
وفي 7 مايو 1994 رحل عن عالمنا وهو يبلغ من العمر 89 عاما أثري خلالها حياتنا بالكثير من الدراسات الهامة.
في الذكري المئوية لميلاده نذكره بكل الخير ونشكره علي اسهاماته الوفيرة في حفل الدراسات القبطية.
مراجع المقال:
(1) د.أحمس باهور لبيب وآخرون (1994): دكتور باهور لبيب أحد كبار رواد الدراسات القطية والمصرية القديمة في العالم جريدة وطني القاهرة.
(2) د.مينا بديع عبدالملك (2004): أقلاديوس لبيب عميد الأدب القبطي مجلة راكواتي السنة الأولي العدد الأول صفحتي 26 و27 تصدرها جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية.
(3) مجلة الهلال (سبتمبر 2005): حكام مصر من مينا الي مبارك.
*******************
المراجع (1) جريدة أخبار الأدب الإلكترونية 18/5/2005م د.مينا بديع عبدالملك مقالة بعنوان رائد الدراسات القبطية و أول مصري يتعلم الهيروغليفية: من يتذكر باهور لبيب في مئويته؟
(2) جريدة أخبار مصر الصادرة فى أستراليا بتاريخ 20/5/2009م العدد 312 تحت عنوان وجه فى الزحام الإسم الدكتور باهور لبيب
This site was last updated 09/06/09