عقيدة فكر الطقس تطبيق .
الفكر بسهولة ينحرف أما التطبيق لا ينحرف ...
الطقس حارساً للعقيدة وتطبيق عملى لها ...
كما أن العقيدة يمكن تنحرف إن صارت فكلا بلا عمل والعكس صحيح ... لابد أن تترجم العقيدة إلى طقس يمارس عملياً إلا وينسى وينحرف .
يجب علينا أن نفهم الخلفيات العقيدية للطقس ...
لا يوجد طقس فى الكنيسة إلا وله ومعنى لاهوتى ولا توجد عقيدة لاهوتية فى لكنيسة إلا ولها معنى طقسى دقيق ... أصغر طقس فى الكنيسة ه رسم الصليب ومع ذلك يحوى فى داخله كل العقائد المسيحية العظمى
مجرد أن يرسم الإنسان علامة الصليب فهو يعلن إيمانه بالثالوث ، الإيمان الواحد بالإله الواحد ... وبالتجسد ...
الانتقال من الشمال إلى اليمين يعلن الإيمان بالصليب والفداء ... الإيمان بالصليب أنه قوى نحتمى فيه ...
رسم الصليب إعلان على الانتماء ليسوع المصلوب سؤال مكرر يتوجه إلى المخدومين : لماذا تفتخروا بالصليب .. أما كان يجب أن نخرق منه ونفتخر بالقيامة وبحيل التجلى ؟
العجيب أننا نفتخر بأضعف نقطة فى حياة المسيح والتى هى الصليب ...
والقديس بولس لرسول يقول "حاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذى به صلب العالم لى وأنا للعالم" (غلا 14:6) .
ويقول “لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (اكو 2:2) .
القديس بولس الرسول يقر على نفسه أنه ضد التيار والفلسفة لذلك أهل كورنثوس احتقروه وفضلوا أبلوس عنه الذى ذهب لهم بحكمة وفلسفة (أبولس) أنه باشتداد كان يفحم اليهود جهراً مبيناً من الكتب أن يسوع هو المسيح (أعمال) فحقق أبولس للمسيحيين ما لم يستطع بولس الرسول تحقيقه فهو وضح لأهل كورنثوس لماذا لم يتكلم بأسلوب الفلسفة فكتب إليهم قائلاً لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله لأنه مكتوب سأبيد الحكماء وأرفض فهم الفهماء .. أين الحكيم، أين الكاتب، أين مباحث هذا الدهر. ألم يجهل الله حكمة هذا العالم لأنه إذا كان العالم فى حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة أستحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة ، "وأما للمدعوين يهوداً وينانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس" (1كو 17:1-25) .
العمل القوى لا يحتاج إلى دعاية لذلك القديس بولس لم يكرز بذلك الملك الجبار إنما بالمسيح المصلوب فتحول العالم كله للمسيح .. وهذا أعظم برهان على صدق المسيحية .
اليهود رفضوا الإيمان بإله مصلوب يريدون إله معجزات الذى هو إله موسى ، واليونانيون يسخرون بالكرازة بإله ضعيف ويعتبرون أن هذا جهل ومع هذا فالقديس بولس الرسول أخذ يكرز لهم بهذا الإله المصلوب حتى آمنوا ..
وأصبحت هنا قوة الكرازة ليست بالفلسفة والحكمة إنما بقوة الصليب فعلاً كما قال "وأنا لم أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله . لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (1كو1:2:1، 2) .
وهنا يتسائل البعض قائلاً : الصليب كان وسيلة إعدام للمسيح كيف يتخذونه رمز للمسيحية ووسيلة فخر .. يلبسه المسيحيون على صدورهم ويعلقونه على منارات الكنائس .. الخ .
والإجابة كالآتى :
1- لو إن المسيح صلب باستحقاق لكان الصليب عار فالمسيح لم يصلب لأنه مذنب بل صلب لأجلنا نحن المذنبين لذلك فالصليب فخر ...
2- لو أن المسيح صلب عن ضعف لكان الصليب عار فالمسيح صلب عن قوة فهو كان يعلم كل ما كان مقدم عليه ومتقدم للصليب بكل قوة لذلك قال التلاميذ :
"ها أنا صاعد إلى أورشليم .. وأبن الإنسان يسلم..." .
“وحينما أتى الجنود ليقبضوا عليه ومعهم سيوف وعصى تقدم إليهم فى شجاعة وقال لهم يسوع أنا هو” (يو15:18) قالها بقوة ... فكان هو القوى وهم الضعفاء .
عندما "واحد من الذين مع يسوع مد يده وأستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه .. فقال له يسوع رد سيفك إلى مكاه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون . أتظن أنى لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبى فيقدم لى أكثر من أثنى عشر جيشاً من الملائكة . فكيف تكمل الكتب إنه هكذا ينبغى أن يكون" (مت 51:26-54) .
لأنه كان هدفه الصليب ، لذلك يقول له لحن فاى إيتاف إينف . (الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة) ... لأنه هو الكاهن وهو أيضاً الذبيحة .
ظن اليهود أنهم بالصليب تخلصوا من السيد المسيح ولكنه عاد وقام مرة أخرى بقوة .... فيم يتحقق هدفهم .. وبذلك لم يكن الصليب ضعف إنما كان قوة ...
الصليب مظهره الخاردى ضعف ولكن قيمته الداخلية قوة .. لذلك نقول فى لحن "أومونوجينيس" (يا من أظهر بالضعف من هو أعظم من القوة) ... لذلك فالمسيح كأنه يقول للشيطان أنا لم أسحقك بالقوة أو بسلطانى ولكن سوف أسحقك فى أضعف لحظات حياتى التى هى على الصليب ... سأترك لك تفعل بى كل ما تريد وفميا أنا أسلم الروح سوف أقبض عليك وأقيدك وأهزمك .. لذلك يقول التقليد الكنسى "أن الشيطان دنا من المسيح لكى يقبض على روحه كعادته مع جميع الذين يموتوا ... وهو ظن أن المسيح مثل إبراهيم .. أسحق .. يعقوب ... موسى ... الخ ... جميع الذين قبض على أرواحهم فى الجحيم ولكن عند المسيح على الصليب قال له بصرخة يائسة "أن كنت ابن الله أنزل .." لم يجبه المسيح لكى ينزل من على الصليب .. لأن الصليب كان طوال فترة حياة السيد المسيح على الأرض متحيراً من أعماله ... وفى هذه اللحظة إذ تظاهر السيد المسيح له بالضعف ولم ينزل من على الصليب فدنا منه الشيطان لكى يقبض على روحه .... وفى هذه اللحظة حيث المسيح متهالك وعلى وشك الموت وفى أضعف لحظات عمره قبض على الشيطان وقيده 1000 سنة (رقم رمزى) وأظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة لذلك "كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" (1كو18:1) فهو الذى به هزم الشيطان ونحن نفتخر به ونهاجم به أيضاً ضد الشيطان ... فنفكره بالموقعة الحربية التى هزم فيها الشيطان فيخزى عندما يأتى لمحاربتنا .
3- الصليب كان قصد الله ... كان قصد الله أن يموت المسيح مصلوباً رغم أن الإعدام كان فى ذلك الجيل بواحدة من ثلاثة طرق هى :
1- قطع الرقبة بالسيف : طريقة رومانية للرعاية الرومانيين ذوى الجنسية لرومانية لذلك لم تقطع رقبة المسيح ولأن المسيح رأس الكنيسة ولابد ن يظل مرتبطاً بها ...
ولأنه لو قطعت رقبته تكن هنا فرصة للشك بعد القيامة أن هذا الرأس ليس لهذا الجسد .. (من أقوال الآباء) وأستشهد بهذه الطريقة القديس بولس الرسول لأنه أخد الجنسية الرومانية .
2- الرجم بالحجارة : طريقة يهودية بحسب الناموس اليهودى ..
رغم أن بيلاطس رفض قتل المسيح نجد أنه فى نفس الجيل 36 سنه استشهد القديس اسطفانوس بالرجم بالحجارة ..
ورغم أن شاول كان يجر المسيحيين ويأخذ رسائل من رسائل من رؤساء الكهنة ويقتلهم فالمسيح لم يقتل رجماً لأن الرجم يفتت الجسد والعظام أما الكنيسة فلا تتفتت لذلك النبوة تقول “عظم من عظامه لا يكسر” لذلك على الصليب مات قبل أن يكسر الجنود ساقيه مع اللصين كعادة المصلوب (من أقوال الآباء) .
3- الصلب : طريقة رومانية للعبيد والأجانب .
كان لابد من الصليب لكى تتحقق القيامة أن هذا المصلوب أمام الجميع هو الذى نراه قام بجراحة ... ليس هنا مجال للشك ...
هذه الجراحات لا تعوق القيامة بعكس قطع الرقبة أو تفتيت العظام هذه الجراحات أيضاً لا تعوق إيماننا نحن بالقيامة بعكس لو قام بعد قطع الرقبة أو تفتيت العظام فهو فى إمكانه أعاده كل شئ على ما كان عليه ولكن نحن إيماننا ضعيف فكانت ستوجد فرصة للشك هناك .
لذلك أيضاً دفن المسيح فى قبر جديد لئلا يظن أنه آخر الذى قام من الأموات ..
أيضاً القديس أثناسيوس الرسول يعلل لماذا كان الصليب لازماً للمسيح فهو يقول لأن الشيطان لقبه لكتاب المقدس أنه رئيس سلطان الهواء لذلك كان يجب أن المسيح يقاتله فى مملكته وهو معلق على عود الصليب فى الهواء وهو على الأرض .
الصليب قائمتين إحداهما رأسية تربط السمائيين بالأرضيين والأخرى عرضية تربط الشعوب ببعضهما البعض .
لذلك كان الصليب قصد الله .. وفى خطة الله ولم يكن صدقة ويجب علينا أن نفتخر به لأنه حقق قصد الله وخطته بنجاح .
إشارات العهد القديم تبين أن الصليب كان فى قصد الله :
نحن نهتم بالصليب وبإشارة وعلامة الصليب التى يشير إليها العهد القديم بعكس البروتستانت الذين يؤمنون بالصليب ولكن لا يستخدمونه كإشارة .. ولا يجدون معنى للإشارة إنما كل الاهتمام بدم المسيح ...
رموز الصليب فى العهد القديم هى :
الحية النحاسية - سلم يعقوب - عصا هرون - بركة يعقوب لإبنى يوسف مسنى وافرايم - تحرك شعب إسرائيل فى الوسط خيمة الاجتماع والثلاثة أسباط فى كل ناحية على هيئة صليب - المذبح فى العهد القديم - التى أخرجوا بها الفأس الذى سقط فى الماء - وصارت المياه عذبه بدلاً من مرة - العصا التى ضربت بها صخرة حوريب .
فإن كانت جميع هذه العلامات لم تكن صدفة فى العهد القديم إنما كانت لحظة وقصد فلا بد لى أن أفتخر بعلامة الصليب والصليب صار فى دمنا ولنا حق أن نستخدمه .