جورج يوحنا نائب المدير
عدد المساهمات : 639 تاريخ التسجيل : 14/07/2011
| موضوع: هل الروح العاقلة التي في الطبيعة البشرية هي شخص؟ الأربعاء أغسطس 17, 2011 11:32 am | |
| هل الروح العاقلة التي في الطبيعة البشرية هي شخص؟ هل الروح العاقلة التي في الطبيعة البشرية هي شخص؟لنيافة الأنبا بيشويهنا يحدث خلط بين مفهوم الشخص والطبيعة. لأن الطبيعة هى عاقلةٌ بطبيعتها ويملكها شخص. وقد مَلك الرب الطبيعة الإلهية العاقلة بطبيعتها، فهو بشخصه الإلهى كان يملك الجوهر الإلهى العاقل منذ الأزل. ولما صار إنساناً، صار يملك أيضاً ذهنية البشر أو العقل البشرى أيضاً لنفس الشخص، فأصبح له فِكر الإنسان وأسلوبه في التفكير وذاكرته أو ذهنية الإنسان بالطبيعة. وله أيضاً ذهنية إلهية أو فكر الله في وحدة غير ممتزجة بين الطبيعتين وخصائصهما وبلا تغيير، ولا تلغى الواحدة منهما الأخرى بسبب الاتحاد. لذلك عندما قال أنا لا أعرف ذلك اليوم وتلك الساعة، فهذه العبارة ليس بها أية مشكلة. وقد وردت هذه العبارة في إنجيل القديس مرقس بحسب النص التالى: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب" (مر13: 32). فمثلما شرح القديس أثناسيوس أنه بحسب إنسانيته أخلى نفسه ووُجد في الهيئة كإنسان وأخذ صورة عبد. فهو لم يقبل من حيث إنسانيته أن يقتنى معرفة هذا اليوم الأخير؛ متنازلاً عن هذه المعرفة بحسب التدبير إلى أن صعد إلى السماوات ورُفع في المجد. وقد ورد في الفقرة (45) من رسالة القديس أثناسيوس الثالثة ضد الأريوسيين ما نصه: "المحبون للمسيح والذين يحملون المسيح، يعرفون أن الكلمة قال لا أعرف، لا لأنه لا يعرف، إذ هو بإعتباره الكلمة يعرف (كل شئ)، ولكن لكى يظهر الناحية الإنسانية، إذ أن الجهل خاص بالبشر، وأنه قد لبس الجسد الذي يجهل، والذى بوجوده فيه قال بحسب الجسد "لا أعرف".ولهذا السبب، فبعد قوله، ولا الابن يعرف، وتحدث عن جهل الناس في أيام نوح، أضاف مباشرة قائلاً "إسهروا إذاً، لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتى ربكم"وأيضاً "فى ساعة لا تظنون يأتى ابن الإنسان"
(مت24: 42،44). ولكن إذ قد صرت مثلكم من أجلكم، قلت "ولا الابن". لأنه لو كان يجهل كإله كان ينبغى أن يقول "إسهروا إذن، لأنى لا أعرف، وفى ساعة لا أعلمها" لكن في الواقع ليس هذا هو ما قاله. ولكن بقوله "لا تعلمون" و "فى ساعة لا تظنون"، أوضح بذلك أن الجهل خاص بالبشر، الذين لأجلهم أخذ جسداً مشابهاً لأجسادهم، وصار إنساناً وقال "ولا الابن يعرف" لأنه لا يعرف بالجسد رغم أنه يعرف ككلمة". وقال أيضاً في الفقرة (46) من نفس الرسالة :"عندما سأله التلاميذ عن النهاية، حسناً قال حينئذٍ "ولا الابن" جسدياً، بسبب الجسد، لكى يظهر أنه كإنسان لا يعرف. لأن الجهل هو من خصائص البشر، ولكن إذ هو الكلمة، وهو الذي سوف يأتى، وهو الديان، وهو العريس، فهو يعرف متى وفى أية ساعة سيأتى، ومتى سيُقال "استيقظ أيها النائم، وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف5: 14).كما أنه إذ صار إنساناً فهو كان يجوع ويعطش ويتألم مع الناس. هكذا مع الناس كإنسان لا يعرف، رغم أنه كإله إذ هو كلمة الآب وحكمته فهو يعرف، ولا يوجد شئ لا يعرفه".إذاً عندما يقول: أنا أعرف، يكون بحسب ذِهنيته الإلهية. وعندما يقول: لا أعرف، فيكون بحسب ذهنيته البشرية... من حيث إنسانيته، هو لا يعرف، بدون فصل بين اللاهوت والناسوت.أُعطى مثلاً بسيطاً : إذا أتى شخص ما على سبيل الفرض وطرق على قبر السيد المسيح يوم السبت بعد موته على الصليب؛ ونادى "يا يسوع" ولم يفتح له أحد. فذهب لحال سبيله. ثم قابل هذا الشخص السيد المسيح بعد القيامة، وقال له إنه طرق على القبر يوم السبت فهل سمِعَه؟ فإذا قال له السيد المسيح:لم أسمع؛ يكون صادقاً لأنه من حيث الجسد لم يسمع. فالجسد مات موتاً حقيقياً، وبالتالى حاسة السمع الجسدية لم تكن تعمل. وبقوله "لم أسمع" يريد تأكيد موته بحسب الجسد لئلا يظن أحد أنه كان حياً يسمع الطرقات وهو بداخل القبر. العبارة إذن لتأكيد حقيقة إنسانيته الكاملة. وإذا قال له "كنت سامعاً" يكون صادقاً أيضاً لأنه من حيث لاهوته هو سامع لكل الأشياء... هو صادق في كلامه في كلتا الحالتين. العجيب في شخصية السيد المسيح؛ أنه كان ميتاً وحياً في نفس الوقت... ميتاً بحسب إنسانيته، وحياً بحسب ألوهيته.. هو ميت وحي في آنٍ واحد.. مات حقاً بحسب الجسد وفى نفس الوقت لم يمت حقاً بحسب اللاهوت... وبالمثل فإنه يعرف حقاً بحسب لاهوته، ولا يعرف حقاً بحسب إنسانيته. ولكن عندما رُفع في المجد؛ دخل ناسوته في حالة التمجّد التي تليق بالابن الوحيد... ولذلك نقول في القداس الباسيلى }وصعد إلى السماوات وجلس عن يمينك أيها الآب ورسم يوماً للمجازاة{... وعبارة "رسم يوماً للمجازاة" تعنى أنه لما رُفع في المجد، إنتهت فكرة أنه يُخلى نفسه من بعض نواحى المعرفة إنسانياً. وبهذا قدّم لنا القدوة في الاتضاع وعدم البحث عما هو في دائرة سلطان الآب السماوى... السيد المسيح شابه إخوته في كل شئ ما خلا الخطية. فلو كان قد عرف اليوم والساعة إنسانياً أثناء وجوده على الأرض؛ فكيف يكون قد شابه إخوته بعد في كل شئ ما خلا الخطية؟!! معنى معرفته اليوم والساعة؛ أن هناك أحد الأمور لم يشابهنا فيها (وهى معرفة اليوم). ولكنه إرتضى أن يختبر كل ما هو للإنسان بما في ذلك الجوع والعطش وبما في ذلك أيضاً أن ينسب إلى نفسه عدم المعرفة وهذه كانت أكبر ضربة للشيطان أن يقول السيد المسيح "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب" (مر13: 32) لأن الشيطان قال لا يمكن أن اللوغوس LogoV الذي هو الكلمة الأزلى لا يعرف اليوم والساعة وبهذا شك في ألوهية السيد المسيح وقدرته أن ينتصر على الموت، فأتم مؤامرة الصلب بكل ما فيها من خيانة وقساوة وعدوان. لقد نسى الشيطان أن السيد المسيح كان يتكلم في هذا الأمر بحسب إنسانيته إذ أخلى نفسه وأخذ صورة عبد "وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 8). | |
|
ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: هل الروح العاقلة التي في الطبيعة البشرية هي شخص؟ السبت أغسطس 20, 2011 9:07 am | |
| | |
|
ماريا مشرفة
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 26/08/2011
| موضوع: رد: هل الروح العاقلة التي في الطبيعة البشرية هي شخص؟ الجمعة أغسطس 26, 2011 12:09 pm | |
| شكرا اخى على الموضوع الرائع | |
|
جورج يوحنا نائب المدير
عدد المساهمات : 639 تاريخ التسجيل : 14/07/2011
| |
جورج مراقب عام
عدد المساهمات : 444 تاريخ التسجيل : 02/07/2011
| موضوع: رد: هل الروح العاقلة التي في الطبيعة البشرية هي شخص؟ الإثنين أبريل 16, 2012 7:21 am | |
| | |
|
ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: هل الروح العاقلة التي في الطبيعة البشرية هي شخص؟ الثلاثاء مايو 08, 2012 8:28 am | |
| | |
|