حياة التواضع والوداعة .كلمة منفعة للبابا
الإتضاع هو الأساس الذى تبنى عليه جميع الفضائل .
وهو السور الذى يحمى جميع الفضائل وجميع المواهب .
إن كل فضيلة خالية من الإتضاع ، عرضه أن يختطفها شيطان المجد الباطل ، ويبددها الزهو والفخر والإعجاب بالنفس .
الإتضاع ليس فقط فضيلة قائمة بذاتها ، إنما هو أيضاً متداخل فى باقى الفضائل .
إنه كالخيط الذى يدخل فى كل حبات المسبحة .. بحيث لا يكون لأية حبة منها ، ما لم يدخل هذا الخيط فيها ..فكل فضيلة لا إتضاع فيها ، لا تعتبر فضيلة ، ولا يقبلها الله .
المتضع إذ يشعر بضعفه ، يعتمد على قوة الله . فتسنده قوة الله ، وتحميه من فخاخ الشياطين .
ليس التواضع ان تنزل من علوك ، أو تتنازل إلى مستوى غيرك .
وليس التواضع ان تشعر انك على الرغم من عظمتك ،فإنك تتصاغر أو تخفى هذه العظمة . فشعورك أنك كبيرا و عظيم ، فيه شىء من الكبرياء .
وشعورك أنك فى علو تنزل منه ، ليس من التواضع فى شيء . وشعورك بأنك تخفى عظمتك ، فيه إحساس بالعظمة ، إحساس بعظمة تخفيها عن الناس . ولكنها واضحة أمام عينيك ..
التواضع بالحقيقة - كما قال الآباء – فهو معرفة الإنسان لنفسه ....
إن الله هو الوحيد الذى يمكن أن يتواضع بحق .لأنه هو الوحيد العالى جداً ، الذى يتنازل من علوه ..
إن كانت الكبرياء هى فى الإعتداد بالذات وتعظيمها ، يكون التواضع فى إنكار الذات .
ليس كل هادىء متواضعاً . ولكن كل متواضع لابد أن يكون هادئاً ، وأن يكون وديعاً طيب القلب .
الإنسان المتواضع لا يتغنى بأعمال قام بها ، ولا يفتخر . ولا يعقد مقارنات بينه وبين الآخرين ، تدل على تفوقه ومقدار ارتفاعه عليهم وإدراكه ما لا يدركون .
المتكبر هو إنسان ضائع ، ضيعته الذات . وفى كبريائه يقع فى عديد من الخطايا . وربما لا يشعر بضياعه ولا بخطاياه بسبب كبريائه .
كلما بعد الإنسان عن مشاعر التوبة وحرارتها ودموعها ، أصبح فى خطر أن يفقد إتضاعه