ابو ماضى Admin
عدد المساهمات : 4763 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: كنيسة العدرا ارض الجولف السبت أغسطس 06, 2011 2:29 pm | |
| [size=16]شاءت العناية الألهية أن تلتقي مجموعة مباركة من أولاد الله فى منطقة أرض الجولف لهم احتياج واحد؛ لهم الروح الواحد و مجتمعين بقلب رجل واحد و على فكرة واحدة .. كانت الفكرة و كان الاحتياج هو بناء كنيسة يتمجد فيها اسم الرب و تحمل اسم القديسة العذراء مريم .. تكون قريبة من منازلهم و فى نفس الوقت تخدم المنطقة بأكملها؛ حيث لم تكن توجد كنيسة واحدة فى منطقة مدينة نصر المترامية الأطراف و التي يتبعها مكان سكناهم. كان صاحب الفكرة الأول و محتضن أولى اجتماعاتها فى بيته هو الأستاذ / جورج متى بقطر .. و مع صديقه الدكتور / نجيب بطرس، شرعا فى استطلاع إمكانية التنفيذ .. و فى حماس روحى مقدس ، قاما و صلِّيا طالبين المعونة و الإرشاد من الرب يسوع ، و كانت أول جلسة لدراسة هذا المشروع بتاريخ 13 يونيو 1965 م الموافق 5 بشنس 1681 ش ، و ضمت هذين الصديقين ، الذين سجَّلا وقائع هذه الجلسة المباركة فى محضر مكتوب ، و قرَّرا فيها دعوة كل من يشاركهم إلى الانضمام إليها ! فكان أن أنضم اليهما كل من : الأستاذ / كمال محفوظ و الدكتور / رمسيس كامل ، و المهندس / يوحنا الراهب ، و الأستاذ / الفريد أبادير .. و هكذا تشكلت منهم لجنة كانت بمثابة النواة التي كان عليها أن تبدأ عمل الرب برحلة البحث عن أرض تصلح لبناء كنيسة كبيرة تخدم جيلهم و الأجيال القادمة. و كان أيضاً لازما عليهم أن يعرضوا فكرهم هذا على قداسة البابا كيرلس السادس رئيس الكنيسة فى ذلك الوقت ، طلباً للإرشاد و المشورة؛ فكان ترحيب قداسته بالفكرة كبيراً، و أعطاهم بركته للبدء بنعمة الله و معونته لتحويل الفكرة الى واقع ، و دعا لهم بالتوفيق .. و هكذا بدأت هذه اللجنة اجتماعاتها التي كانت تفتتح و تختتم بالصلاة ؛ فكانت النتائج إيجابية جداً و كانت النعمة متكاثرة جداً ! " فى قلب الانسان أفكار كثيرة ، و لكن مشورة الرب هى تثبت" ( أم 19:21) .
بدأ البحث عن الأرض فى أكثر من اتجاه .. من خلال شركة مصر الجديدة للإسكان و التعمير و بين الأفراد من ملاَّك الأراضي ، و بفكر "الكنيسة الواحدة" بدأ أيضاً التنسيق مع أعضاء لجنتي كنيسة مارمرقس و كنيسة مارجرجس بمصر الجديدة ، انطلاقاً من الحاجة الى وجود كنيسة تخدم المنطقة الواقعة بين مصر الجديدة و مدينة نصر ؛ حتى يقوم العمل الروحي على أساس حياة الشركة التي تربطنا جميعاً. و قد تقرر أيضاً فى هذه المرحلة توسيع نطاق اللجنة بدعوة أعضاء جدد للاشتراك فى الاجتماعات و العمل ؛ فكان أن انضم اليها كل من : المهندس / جميل رزق الله ، و المهندس / حليم جندى ، و المهندس / سيفين عبيد، و المهندس / ميشيل محروس ، و الأستاذ / موريس شاكر . و تم اختيار المهندس / يوحنا الراهب سكرتيراً، و الأستاذ/ كمال محفوظ أميناً للصندوق .. و تقرر البدء فى تحصيل اشتراكات لعضوية الكنيسة ابتداء من أول يونيو 1965 م الموافق 24 بشنس 1681 ش ( عيد دخول السيد المسيح أرض مصر) . و لم يكن العمل قاصراً على الرجال فقط ، بل كان للسيدات دور كبير جداً أيضاً .. إذ بَدَأْنَ فى تكوين لجنة للسيدات و تدبير النشاط الخاص بهنَّ ؛ فكُنَّ فعلاً معيناً و نظيراً للرجال فى إنماء فكرة بناء الكنيسة و تحويلها إلى واقع، و تعريف مسيحيي المنطقة بها، و كان للجنة السيدات هذه دور كبير فى جمع التبرعات و إقامة المعارض لصالح سداد الأقساط فى مراحل المشروع المختلفة.
استئجار شقة صغيرة ومثل حبة الخردل ،التي هي أصغر جميع البذور، ولكنها متى نبتت تصير كبيرة تأوي إليها الطيور، كانت هكذا تماماً الشقة الصغيرة التي تم تأجيرها بالدور الأرضي بإحدى العمارات بشارع أحمد تيسير – بنفس الحي – و أطلق عليها اسم "شقة مارمرقس" .. و نمت هذه النبتة الصغيرة .. حيث افتتحت بها فصول مدارس الأحد لأبناء و بنات الشعب المسيحي بالمنطقة، و كان يشرف عليها المرحوم المهندس/ حليم جندي بصفته أحد أبناء التربية الكنيسة بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، كما كانت تتم فى هذه الشقة أيضاً جميع الاجتماعات و المناقشات الخاصة بمشروع الكنيسة بعد أن انتقلت هذه الاجتماعات و المناقشات الخاصة بمشروع الكنيسة بعد أن انتقلت هذه الاجتماعات إليها من منزل المرحوم الأستاذ/ جورج متى.
الله يدِّبر شراء أرض و جاء أخيراً يوم الأحد المبارك الموافق 30 يناير 1966 حينما اجتمع الجميع للاتفاق مع كل من السيد/ رمزى ميخائيل مشرقى و الأستاذ / إحسان الجيزاوي، مالكي قطعتي الأرض رقم 7 و رقم 8 من المربع 920 مكرر – منطقة أ – تقسيم مصر الجديدة، لشراء هاتين القطعتين منهما؛ و بعد مناقشات ممتدة وافقا على بيعهما بقصد تخصيصهما لبناء كنيسة على أن يتم سداد كامل الثمن لهما فوراً.
صدور قرار جمهوري بالبناء و على غير ترتيب من بشر .. جاء وقت تحركت فيه الأوراق .. و تسلم المرحوم المهندس اللواء / جميل رزق الله ترخيص بناء الكنيسة ؛ إذ صدر به قرار جمهوري بتاريخ 4 فبراير 1975 من السيد/ أنور السادات .. ليعمَّ الفرح و يسود الاطمئنان بين الجميع ، إذ بهذا الترخيص تصبح جميع مراحل التنفيذ قانونية ، و يمكن الاستمرار فى العمل و البناء دون أى قلق.
المبنى الأول للكنيسة
كان الجميع توَّاقين إلى سرعة الصلاة فى مبنى لكنيستهم ؛ فقامت لجنة الكنيسة لهذا الغرض ببناء مبنى صغير مؤقت فى الجزء الشمالي الشرقي من الأرض بطول 14 متراً و عرض 6 أمتار ليتسع لحوالي مائة شخص، و قد تمَّت إقامته خلال بضعة أيام ، و تمت عملية بناء الجدران و السقف على يد مقاول من الأخوة المسلمين، رفض أن يتقاضى أجراً بعد أن أتم العمل : " لقد قمت ببناء بيت للرب" ..!
وضع حجر الأساس و فى 29 مايو 1975 م الموافق 21 بشنس 1691 ش ( تذكار السيدة العذراء مريم ) قام قداسة البابا شنوده الثالث بوضع حجر الأساس لهذه الكنيسة .. و أقيم بهذه المناسبة احتفال كبير فى سرادق اتسع لبضعة آلاف ، و دعا قداسته لهذا الحفل الكثير من الآباء الأساقفة الأحبار و الكهنة الموقرين، كما دعا رسميين يمثلون أجهزة الدولة. و فى صباح اليوم التالي 30 مايو 1975، أقيم أول قداس فى الموقع برئاسة المتنيح الأنبا تيموثاوس الأسقف العام و اشترك فى الصلاة أبونا تادرس البراموسى ( نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية حالياً)، و ذلك فى المبنى المؤقت الصغير الذي تمت إقامته بالأرض. و طرحت بعد ذلك مناقصة لتنفيذ بناء الكنيسة، فاز بها المهندس/ حسن درة، الذي بدأ بهمة و نشاط بتوجيهات قداسة البابا و إشراف مهندسي مجلس الكنيسة، فحفر الأساسات تاركا الجزء الذي بنيت عليه الكنيسة الصغيرة و ملحقاتها المتواضعة المناسبة.
عمل الرب يتعاظم كان القسط الشهري فى المراحل الأولى للبناء 7000 جنية ( سبعة آلاف جنيه) ، و كان الله يدبرها كل شهر فى موعد سدادها ، و لم يحدث أثناء العمل، و لا لمرة واحدة، أن احتاج مشروع الكنيسة للمال ؛ لقد كانت الأرقام المطلوبة تعتبر ضخمة ، خاصة بمقاييس تلك الفترة، و لكن بركة الرب كانت تفيض بغزارة .. حدث مرة أن اقترب موعد سداد أحد الأقساط و لم يكن يوجد ما يكفى لسداده ، و قبل الموعد المحدد كان الأستاذ / جورج متى واقفا أمام باب الكنيسة، فجاء إليه أحد الأشخاص طالبا مقابلة أحد أعضاء مجلس الكنيسة ، و عندما أعلمه الأستاذ/ جورج بأنة هو شخصياً أحد الأعضاء قام هذا الشخص بتسليمه مظروفاً مغلقاً .. و عند فتح هذا المظروف كان بداخله من المال ما يكفى لسداد قيمة القسط المطلوب بالتمام ! .. حقا .. إن " بركة الرب هي تبني و لا يزيد معها تعبا" ( أم 10:22) . كانت عطايا الشعب سخية و تبرعاتهم وفيرة جداً، و كان الجميع سعداء برؤية أعمال البناء تتم و تنمو أمام أعينهم ؛ كانت فرصة اختبر فيها الكثيرون بركة العطاء و بركة العشور؛ "هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتي طعام و جربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات و أفيض عليكم بركة حتى لا توسع" ( ملاخي 3 :10) .. بل لقد كان البعض عند علمهم بوجود أى عجز مالي يسارعون بسداده من أعوازهم ليستردوه فى أي وقت لاحق .. المهم ألا يحدث تأخير أو توقف فى أعمال المباني بالكنيسة. و مما يثير التأمل فى كرم عطايا الله و قوة شفاعة القديسة العذراء مريم ما كان يحدث كل شهر فى تلك الفترة؛ حيث كان يتم إلقاء مبلغ من المال لا يقل عن 1000 جنيه بل يزيد فى شرفة منزل المهندس / سيفين عبيد .. و لم يتم التعرف على صاحب هذا التبرع حتى الآن رغم محاولة معرفة شخصيته ! . و مما يثير التأمل أيضا فى عظمة عناية الله و بركة شفاعة القديسة العذراء مريم أم النور ، ما حدث من معجزات أثناء أعمال المباني ، إذ لم ترض شفيعة الكنيسة القديسة العذراء مريم أن يحدث أي مكروه لأي فرد ممن عملوا فى موقع كنيستها ؛ فقد حدث أن سقط أحد المهندسين التابعين للمقاول فى بئر من الآبار الكثيرة المخصصة للأساسات ، إذ تصادف وقوفه على مقربة من أحد هذه الآبار، و عند حركة منه للخلف سقط و اختفى داخل هذا البئر فى لحظات! و أعتقد الجميع أنة قد مات نظراً لعمق البئر الشديد – حوالي 19 متراً – لكن المعجزة كانت فى انتظار الجميع .. فعندما حاولوا معرفة ما حدث له تبين لهم أنة على قيد الحياة ! .. و بعد أن تم انتشاله تبين أن إصابته عبارة عن بعض الكسور البسيطة و التي عولج منها ليعود بعد ذلك إلى موقع العمل سليما معافى !! .. و هكذا تمجَّدَ اسم الرب و ظهرت قوة شفاعة القديسة العذراء مريم أم النور . أما المعجزة الثانية التي نسجلها هنا ، فقد حدثت عندما كانت أعمال التشطيبات قد بدأت داخل الكنيسة، حيث أقيمت السقالات المعدنية الضخمة اللازمة العمل ؛ و حدث أيضاً أن سقط أحد عمال الكهرباء داخل الهيكل الرئيسي من ارتفاع خمسة أمتار تَقْرِيبًا .. لكن إرادة الله بشفاعة أم النور مريم شاءت أن ينجو هذا العامل أيضاً إذ تمّ إسعافه و علاجه رغم ارتطامه الشديد بالدرج الرخامي للمذبح الرئيسي !..
المبنى الثاني للكنيسة فى يونيو1977 كان المقاول قد انتهى من بناء الدور السفلي ( قاعة أم النور الحالية ) ، فانتقلت إليه الكنيسة مؤقتاً لتواجه الازدياد المستمر فى عدد أفراد الشعب.
المرحلة الثالثة و الأخيرة و فى 12 يناير 1982 انتقلت خدمة القداسات إلى الكنيسة الرئيسية التي كان قد تم إعدادها للصلاة ، على أن يجرى عمل الديكورات و الأيقونات فى أثناء الاستخدام ، و قد قام المتنيح نيافة الأنبا تيموثاوس، و معه كاهنا الكنيسة القس يوحنا ثابت و القس بيجول باسيلى ، بافتتاح الكنيسة بتوجيهات من قداسة البابا شنوده الثالث و ذلك أيضاً لتغطية الازدياد المستمر فى عدد الشعب . و جاء يوم 29 مايو 1995 م الموافق 21 بشنس 1711 ش ، حينما قام قداسة البابا شنوده الثالث بتدشين المذابح و شرقيات الهيكل، و أطلق على المذبح الرئيسي اسم "مذبح السيدة العذراء" ، و على المذبح الشمالي اسم "مذبح مارمرقس" ، أما مذبح الكنيسة الصغيرة فهو مذبح " أبو سيفين و الأنبا أبرآم" .. و قد أبدى قداسته إعجابه بالديكورات و الأيقونات القبطية التي تحتويها الكنيسة .. و كان يوماً تجلَّت فيه عظمة عمل الرب، و امتلأت فيه قلوب الجميع ابتهاجاً و فرحاً .. " ليبتهج و يفرح بك جميع طالبيك ليقل أبدا محبو خلاصك يتعظم الرب" ( مز40: 16) . و نحن نشعر حقاً أن الله قد ساند العمل بشفاعة والدة الإله ، مباركا مجهودات الآباء الكهنة و أعضاء المجلس التي تضافرت للعمل معاً بأمانة من أجل هذا العمل الجليل. [/size] | |
|