يعقوب نخلة روفيلة بك الأرخن
حبه للعلم ونشره تخرج من المدرسة الكبرى التي كان قد أنشأها البابا كيرلس الرابع الشهير بأبي الإصلاح، ثم اشتغل مدرسًا للغتين الإنجليزية والإيطالية في المدرسة التي تخرج منها، ثم أصبح ناظرها. وبعد ذلك عيَّنته الحكومة في المطبعة الأميرية فاكتسب من الخبرة ما أهَّله لأن يكون رئيسًا لمطبعة جمعية التوفيق عندما تقرر إنشاء هذه المطبعة، وفي الوقت عينه كان مرشدًا في إنشاء مطبعة الوطن القديمة وجريدتها. روح الخدمة نقله المسئولون إلى وظيفة كبرى في مصلحة الأملاك الأميرية، وأنعم عليه الخديوي برتبة البكوية، ورأى بعد ذلك أن يعتزل العمل الحكومي، وذهب إلى الإسكندرية حيث قضى سنتين، استدعته بعدها الحكومة وعينته سكرتيرًا لإدارة سكة حديد الفيوم. أثناء إقامته بتلك المدينة خدم كنائس الإيبارشية هناك كما أسس فيها مدرستين وفرعًا لجمعية التوفيق. ومما يجدر ذكره أنه حين كان يعمل بالمطبعة الأميرية لم يعقه عمله الحكومي عن خدمة كنيسته، فأسس مدرسة قبطية بالفجالة أصبحت فيما بعد الأساس الذي قامت عليه مدارس جمعية التوفيق. كتاباته أعظم خدمة أسداها لوطنه ولكنيسته هي كتابه: "تاريخ الأمة القبطية" الذي مازال حجة يستند إليها الكُتَّاب. من الواضح أنه كان كالنحلة الدءوب إذ قد وضع كتابين آخرين غير الكتاب المذكور، أولهما: "التحفة المرضية في تعليم الإنكليز اللغة العربية" وثانيهما "الإبريز في تعلم لغة الإنكليز". ووضع لكل فريق طريقة نطق ألفاظ اللغة المراد تعلمها بلغة الطالب الساعي إلى تعلم اللغة الأخرى. عضوية المجلس الملي وإلى جانب هذه الأعمال فقد فاز بعضوية المجلس الملي سنة 1883م ثم أعيد انتخابه سنة 1892م. ونشط أيضًا في تأسيس "النادي القبطي"، ولم يكتفِ بذلك بل أسس ناديًا علميًا أطلق عليه "النادي المصري الإنجليزي للمحاورات"، استهدف منه تمكين المصريين من التضلع في اللغة الإنجليزية. شاء الله أن يمد في عمره، فنشأ في عهد كيرلس أبي الإصلاح وخدم تحت رياسة البابا ديمتريوس الثاني وخلال الفترة الأولى من بابوية الأنبا كيرلس الخامس، إذ قد انتقل إلى دار الخلود سنة 1905م. قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الرابع صفحة 380.