جورج يوحنا نائب المدير
عدد المساهمات : 639 تاريخ التسجيل : 14/07/2011
| موضوع: ماكرينا العذراء والقديسة الأحد يوليو 24, 2011 12:29 pm | |
| ماكريناالعذراءالقديسة سيرة القديسة ماكرينا التي سجّلهاأخوها القديس غريغوريوس أسقف نيصص هي إنجيل حي عملي مفتوح أمام أعيننا، ترفع النفسإلي السماءنشأتها : وُلدت حوالي سنة 330م من أبوين مسيحيين تقيّين غنيّين ذوي صيت، فيمدينة قيصرية الكبادوك، يُسميان باسيليوس وإميليا.وكان باسيليوس هذا محاميًا[size=21]وخطيبًا، ذا مركز سامٍ في المجتمع، له خمسة أبناء وخمس بنات، وكانت
[/size] [size=21]القديسة ماكرينا[/size] أكبرهم. [size=21][size=21]في أيام الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس هرب أجدادها[/size][/size] [size=21][size=21]إلى منطقة بُنطس Pontus
[/size] الجبلية لأجل الأمان، [/size] لكن بعد سنوات قليلة يبدو أن العائلة عادت إلى العاصمة "قيصرية الكبادوك" أو "قيصرية الجديدة" وكانت أم ماكرينا يتيمة. وكانت جميلة جدًا فذاع صيت جمالها، [size=21]وخشيتلئلا يغتصبها أحد المغرمين بجمالها فقبلت [/size] الزواج من باسيليوس التقي. [size=21][size=21][size=21]إذ حان موعدأول طفل لها رأت في حلم أنها تمسك بطفلتها[/size][/size][/size] [size=21][size=21]في يديها وقد ظهر لها رجل وقور دعي[/size] الطفلة تكلا. وإذ استيقظت ولدت ماكرينا التي حملت سمات القديسة تكلا.
[/size] [size=21][size=21][size=21]ربّاهاوالداها تربية مسيحية وعلماها القراءة والاهتمام
[/size][/size][/size] [size=21][size=21]بأعمال المنزل والتزاماته، وكانتتواظب على قراءة الإنجيل ولاسيما سفريّ الحكمة والمزامير.[/size][/size] [size=21]و كان الشبان يتراكضون إلي أهلها يطلبون يدها، [/size] [size=21]إذ لم يكن من يضارعها في[size=21]الجمال. هذا ما دفع والدها علي التفاهم معها فقبلت أن تُخطب في الثانية عشر من[/size] عمرها[/size] من شابٍ تقيٍ. ولكن أصُيب خطيبها بحمى فمات. [size=21][size=21]عزفت عن الزواج ورفضت كل من تقدم[/size] بعد ذلك لخطبتها، ووضعت في قلبها أن تصير عروسًا للسيدالمسيح.
[/size] رأت السماء مفتوحةأمام قلبها، والموت عاجز عن أن يفصلها عن خطيبها. [size=21]تمتعت القديسة ماكرينا منذ صباهابالقلب السماوي المتسع بالحب العملي المستمر حتى آخر نسمة من حياتها. مات والدهاباسيليوس في سن صغير،وقد دّعيت ماكرينا ملاكالأسرة.
[/size] [size=21]كرست حياتها لمساعدة أمها في تربية اخوتها وأخواتها الصغار الذين كان منضمنهم: القديسباسيليوس الكبير
[/size] والقديس بطرس أسقف سبسطية Sebestea ،والقديسغريغوريوس النيسي. [size=21][size=21]وكان لها دورها الفعّال في حياة اخوتها بما تمتعت به
[/size][/size] [size=21][size=21]من مواهب[/size] فكرية وتقوية ونسكية. كان لها الفضل في تعليمهم احتقار العالم وأباطيله ومحبةالصلاة والكتاب المقدس. أثرها على إخوتها يدين لها القديسباسيليوس هذا الكوكبالمشرق في كنيسة المسيح بالكثير، قيل أنه بعد أن تعلم في المدرسة رجع مغرورًا جدًاومتهورًا، ولكن كان لأخته الفضل في تعلمه التواضع. وبالنسبة لبطرسالأخ الأصغر كانتله بمثابة الأب والأم والمعلم والمرشد فكان يتطلع إلي أخته كنموذجٍ ومثالٍ لكلصلاح.، ذلك لأن والدهم توفي بعد ولادته مباشرة. اهتمت به روحيًا وعلميًا، فصارحاذقًا في كل الفنون اليدوية في سن الصبا دون معلمٍ أو مرشدٍ. وأما بالنسبة للقديسغريغوريوس أسقف نيصص، ففي الوقت الذي فيه كان الكثيرون يعظمونه ويمتدحونه لنبوغهالفلسفي تقربت إليه القديسة، وسحبت قلبه إلي الفلسفة الحقيقية، فاشتاق إلي الحياةالرهبانية.[/size] مارست القديسة[size=21]ماكرينا الحياة النسكية في بيتها،[/size] [size=21]وكانت نموذجًا حيًا لوالدتها التقية وإذ تحرّرتالأم
[/size] من مسئولية تربية أولادها وبناتها اشتاقتأن تسلك كابنتها، فكانتا بعيدتين منكل اهتمام دنيوي باطل، وتشبهتا بحياة الملائكة. كان عملها المستمر دراسة الإلهياتوالصلاة الدائمة والتسبيح ليلاً ونهارًا بلا توقف.كانت حياتهما سامية مصحوبةبالقوات الملائكية. بعد مدة استقرت هي وأمها في بيت بالقرب من نهر ايريسفي بونتس Iris in Pontus ، وهناك انضمت لهما سيدات أخريات في حياة شركة ونسك. [size=21][size=21][size=21]اشتركت معوالدتها إميليا في إقامة جماعة ديرية نسائية[/size][/size][/size] [size=21][size=21]في ممتلكاتهما ببنطس في منطقة أنسيس Annesis [/size] على [/size] ضفاف نهر Iris. اقتفي أخوها باسيليوس أثرها وكرَّس حياته مثلها وصارمتوحدًا في نفس المنطقة. اجتذب إليه صديقه غريغوريوس النزينزي، وعكفا على العبادةودراسة كتابات أوريجينوس، وأقاما ديرًا. شاخت إميليا جدًا ثم انتقلت إلى الرب وكانتبين يدي ولديها ماكرينا فاتحة بطنها وبطرس خاتم بطنها. بسطت يديها علي رأسيهما وهيتقول: "إليك يا رب أقدم فاتحة بطني وخاتمتها... فإن كل الأبكار وأعشار جميع الثمارلك بحسب الناموس..." [size=21][size=21]بعد وفاة أمها إيميليا تنازلت ماكرينا عن المنزل للفقراء[/size] وأصبحت تعيش على ما تكسبه من عمل يديها. توفي[/size] أخوها باسيليوس سنة 379م، ثم مرضت مدةتسعة شهور. كان القديس غريغوريوس منشغلاً بالأحداث الناجمة عن الآريوسيين وقامبزيارتها بعد ثماني سنوات. وتعزى إذ رأى الشجاعة والفرح الذي هيأت نفسها بهاستعداداً للموت،وتنيّحت في اللحظة التي أضاءوا فيها مصابيح المنزل.[size=21][size=21]نياحتها : وكانتقشفها شديدًا حتى أنها كانت تنام على سرير عبارة عن لوحيّ خشب، وبعد وفاتها لم[/size] يجدوا غير طرحتها الرديئة ورداءها ليغطوا بهما جسمها لدفنها. تقدم أراكسيوس Araxius أسقف المكان وغريغوريوس وحملا الجسد،[/size] وكانا طوال الطريق يرددان المزامير والألحان،[size=21]وشاركهما الكثير من الشعب ولاسيما من النساء[/size] [size=21]في توديعها. اللحظات الأخيرة سمح اللهللقديس[/size] [size=21]غريغوريوس أن يحضر اللحظات الأخيرة ليسجل لنا[/size] [size=21]اشتياقها الحق للعبور إليالسماء.
[/size] [size=21][size=21]فقد سار أخوها طريقًا طويلاً ليراها بعد ثماني سنوات. في الليلة السابقة منوصوله إلى الدير رأي في حلم أنه ممسك برفات شهداء يشرق منها بهاء شديد بهر عينيه[/size] . تكرر الحلم ثلاث مرات في نفس الليلة ولم يعرف له تفسيرًا. وإذ بلغ الدير جاء النساكمن دير الرجال يستقبلونه، وقفت الراهبات في الكنيسة ينتظرن إياه. وقد لاحظ أن أخته،رئيسة الدير، ليست بينهن، فأدرك أنها مريضة. انطلق إلي قلايتها فوجدها ممدة عليالأرض فوق لوح خشبي، عاجزة عن القيام لاستقباله. هذا الجسم الذي صار هزيلاً بسببالمرض لم يحطم نفسها الملتهبة بحب السماويات، إذ يقول القديس غريغوريوس: "أخذتتتحدث كلامًا عذبًا عن النفس، وقد أفرحتني بأسئلتها. عندما تحدثنا عن ذكر باسيلويسالكبير حزن قلبي فورًا وتجهم وجهي. أما الطوباوية ماكرينا فكانت بعيدة كل البعد عنأن تحزن مثلي... تحدثت كثيرًا عن الحياة الآتية، وكأنها مستنيرة بالروح القدس حتىشعرت بأن ذهني قد ارتفع بأقوالها، وأني خرجت من الطبيعة البشرية... إلي السموات،بقيادة أقوالها… إن كان المرض[/size] قد أنهك قواها وقرّبها من الموت... كان ذهنها مأخوذًافي معاينة العلويات دون أن يعيقه المرض بالكلية".[size=21]دفنها: انتقلت من هذا العالم ووجهانحو الشرق وقد رشمت نفسها بالصليب، وكانت تصلي بقلبها وتحرك شفتيها،
[/size] إذ عجزت عنالكلام. سأل القديس غريغوريوس عما يكفنونها به، فأجابت لامباذيا وهي الأولي في مصافالراهبات وشماسة: "لباس البارة هو حياتها الفاضلة والطاهرة. هذه كانت زينتها وهيحيّة. فتكن الآن لباسها في موتها… ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون محفوظًا لدينا؟فها هو أمامك كل ما تملك. هذا هو لباسها. هذا هو غطاؤها.وها هي أحذيتها. هذا هوغناها. هذه هي ثروتها. لا تملك شيئًا آخر عما تراه، لا في صندوق ولا في قلاية. فإنها قد عرفت مخزنًا واحدًا لغناها، ألا وهو السماء". كأخ وأسقف طلب أن يقدم لهاشيئًا لدفنها، وإذ كانت جميلة جدًا صار وجهها يشرق ببهاء عجيب متذكرًا الحلم الذيرآه. قالت له إحدى الأرامل: "من الأفضل ألا تظهر القديسة عليأعين الراهبات محلاةهكذا كعروس.إني أملك لباسًا أسود اللون كان لوالدتكم فمن الأفضلأن نضعه فوق جسدهاالمقدس كي لا يظهر جمالها الطاهر المشع من جسدها والذي اشتد لمعانه بهذا اللباسالغريب عنها". استمر بهاء وجهها مشرقًا حتى بعد تغطية جسدها باللباسالأسودشفاعتها تكون مع جميعكمآمين | |
|