الفرق بين الخوف من الله وخوف الله!
هناك فارق كبير بين خوف الله والخوف من الله، فالشيطان يخاف من الله ولكنه لا يخاف الله " أنت تؤمن أن الله واحد .. والشياطين يؤمنون و يقشعرون" (يع2: 19)، وفي (مر5: 7) " وصرخ بصوت عظيم (الروح النجس) وقال مالي ولك يا يسوع ابن الله العلي .. لا تعذبني" وهذا يعنى أن الشيطان يعلم و يؤمن بالله الواحد كلى القدرة والقوة، المتسلط على كل شئ، الذي يطلق الأسرى أحرار، يكسر القيود (مر5: 7)، يشفى الأمراض و يخلص للتمام. و لذا فهو يخاف من الله و يهرب من أمام حضوره.
فهل تعلن إيمانك أن حضور الله في قلبك هو ترس من كل سهام إبليس الملتهبة وإن الأرواح الشريرة تخافك بسبب الرب يسوع الساكن فيك. " تصيب يدك جميع أعدائك. يمينك تصيب كل مبغضيك. تجعلهم مثل تنور نار في زمان حضورك" (مز21: 8- 9).
وهناك أيضاً أشخاص يخافون من الله بسبب خطايا في حياتهم وعدم الطاعة ولنا مثال أدم وهو أول من خاف من الله " سمعت صوتك فخشيت لأني عريان فاختبأت" (تك3: 8- 10) وكان هذا بسبب دخول الخطية إلى قلب أدم و عدم طاعته للرب عندما أمره بأن يأكل من كل شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير و الشر فخاف أدم من الله. و من جهة أخرى نرى أن أول من سجلت كلمة الله عنه أنه خائف الله كان إبراهيم " الآن علمت أنك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عنى" (تك22: 12) قيلت هذه الكلمات عندما أطاع إبراهيم الله و قدم اسحق ابنه وحيده محرقة للرب.
ويوماً اشتدت الرياح بسفينة في عرض البحر وكاد جميع ركابها أن يموتوا و كان معهم يونان النبى و عندما رآه الملاحون لا يبالى و لا يصلى لإلهه لينقذهم سألوه "من أنت" ؟ "فقال لهم أنا خائف من الرب إله السماء". انه بسبب عدم طاعة يونان لدعوة و مشيئة الرب أن يذهب إلى نينوى ليرجع شعبها عن طرقهم الرديئة، امتلكته مشاعر خوف من الله وقرر الهروب من وجه الرب.
لذا عزيزي القارئ إن كنت تعبد الله، تصلى و تعمل أعمال صالحة لكي تربح السماء فإنك تخاف من الله، تخاف من الجحيم. فأعلم أن خائف الله عندما يقع في خطية لا يهرب من الله بل يجرى إليه و يتذكر أن " لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو4: 18). فلا تختبئ و تكتفي أن تصنع لنفسك مآزر من أوراق التين الخادعة بل أقبل محبة الله الكاملة لك، أقبل غفرانه لخطاياك و تب من كل قلبك