رؤيا يوحنا اللاهوتى
[ لنيافة الأنبا / موسى أسقف الشباب ]
مقدمة : مع أن الغالبية من المؤمنين لا تدرس سفر الرؤيا بحجة أنه سفر غامض ، وبرغم البركة المدونة فيه " طوبى للذى يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ، ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب ( رؤ 1 : 2 ) ... مع هذا كله يبقى سفر الرؤيا سفرا أساسيا فى إيماننا ، وفى تعزية نفوسنا أثناء رحلتنا من الأرض إلى السماء ....
إن هذا السفر النبوى ، يشرح لنا بطريقة شفرية معالم طريق الكنيسة وبالتالى طريق المؤمن ، وهو يوضح أن فى مسيرته المباركة من الأرض إلى السماء هناك مصادمات كثيرة ، واضطهادات وقوى مختلفة ، ستحاول النيل من كنيسة المسيح ، لكن هيهات لأن وعده أثبت من الجبل : " إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها " .. وما هذا السفر الخالد إلا شرح لهذه الآية وتأكيد لهذا الوعد ، لكن .. لماذا قصد الوحى الإلهى أن يكون سفر الرؤيا بهذا الأسلوب الشفرى الغامض ، وما المعنى الكامن وراء هذه الصور المختلفة التى يقدمها ؟ ... هذا موضوع دراستنا بمشيئة الله
أقسام السفر
ينقسم سفر الرؤيا إذن إلى سبعة أقسام ، كل قسم منه عبارة عن رؤيا كاملة ، وكما نرى فالرؤيا الأولى هى " الكنيسة على الأرض " والأخيرة هى " الكنيسة فى السماء " وما بنها رؤى تشرح رحلة الكنيسة من الأرض إلى السماء خلال صراعات متعاقبة مع قوى الشر ، والكنيسة تنتصر دائما بقوة فاديها .