جورج يوحنا نائب المدير
عدد المساهمات : 639 تاريخ التسجيل : 14/07/2011
| موضوع: تقمص الآرواح reincarnation الخميس يوليو 14, 2011 8:14 am | |
| تقمص الأرواح
يسمى بالانجليزية reincarnation أى إعادة حلول روح شخص مات فى جسد آخر . و لقد آمن أول من آمن بهذا المعتقد الفراعنة القدماء و لذلك قاموا بتحنيط الأجساد إنتظاراً لعودة حلول الروح ka فيها بعد مئات أو ألوف السنين .
ثم إنتقل هذا المعتقد بين الشعوب فهناك من ظنوا أن الروح تنتقل من جسد إنسان يموت إلى جسد إنسان يولد - أو فى بعض الأحيان إلى جسد حيوان لتحيا حياة دونية . بل أن بعض المعتقاد تمادت فى إعتقادها أن الروح تغادر الجسد عندما ينام من خلال فتحة الأنف و الفم، ثم تعود إليه عند الاستيقاظ . و مع مرور الوقت ترسخ الاعتقاد القائل أن الروح تنتقل من إنسان ميت إلى آخر يولد، و هذا يفسر لدى البعض تشابه بين الإبن و أبيه فى الشكل و الطباع و العادات .
و كان من العلماء الذين نادوا بتقمص الأرواح العالم فيثاغورث عالم الرياضيات و الفيلسوف اليونانى الشهير،إذ قال أن الروح تعود للأرض عدة مرات فى عدة ولادات أخرى لتتقمص أجساد أشخاص آخرين، و بين ممات و ميلاد فإن الروح يتم تطهيرها فى العالم السفلى . و من بعد موتات و ميلادات تكون الروح قد تطهرت تماماً لتترك هذه الدائرة المغلقة من موت و تقمص لتسبح فى السماء .
و لقد إتفق بالتو - فيلسوف يونانى آخر - مع فيثاغورث فى عملية التقمص هذه و لكن بالتو قال إن الروح حينما تحل فى الجسد و تحدث عملية التقمص فإنها تتدنس، ثم يموت الانسان لتتطهر روحه فى العالم السفلى ثم تعود لتتقمص جسد ما، ثم يموت و هكذا . و فى النهاية إن كانت الصفة السائدة على الروح هى الطهر فمكانها فى السماء، و إن كانت الصفة السائدة هى الدنس فإنها تذهب إلى "tartarus" أو العذاب الأبدى .
بل أن اليهود قديماً إعتقدوا فى تقمص الأرواح بسبب إختلاطهم مع أجناس أخرى و نقرأ فى إنجيل متى إصحاح 16: "ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلاً من يقول الناس إني أنا إبن الإنسان ؟ فقالوا . قوم يوحنا المعمدان . وآخرون إيليا . وآخرون أرميا أو واحد من الأنبياء . " ( مت 16: 13-14 ) .
و يعتقد البوذيين و الهندوس أيضاً فى تقمص الأرواح و لكنهم يختلفون عن الاعتقاد اليونانى بأن الروح قد تعود لتتجسد فى شكل نبات أو حيوان و ذلك يعتمد على أعمالها فى الحياة السابقة إن كانت خيراً أو شراً . بل أيضاً يوجد فى الاسلام من يعتقدون بتقمص الأرواح و هم فرق الدروز الباطنية، و لكن الفتوى المعلنة من المسلمين هى إن مثل هذه الاعتقادات ما هى إلا خزعبلات .
أما فى المسيحية
[size=25]فنحن لا نؤمن بتقمص الأرواح إطلاقاً،
و لكن هناك بعض آيات يعترض عليها البعض و يدعون أن المسيحية نادت بتقمص الأرواح كما يلى :
في لوقا 1: 17
قال إن يوحنا المعمدان جاء بروح إيليا وقوته،
وجاء في متى 11: 14
إن إيليا هذا هو المزمع أن يأتي . فهل تقمَّصت روح إيليا يوحنا ؟
وهل يعلّم الإنجيل بتقمص الأرواح ؟
وللرد نقول
إن مجيء يوحنا بروح إيليا، معناه أنه أتى بأسلوب إيليا وطريقته ومنهجه وروحه في العمل :
1 - كان إيليا ناسكاً، وكذلك كان يوحنا المعمدان . كان إيليا أشعر يتمنطق بمنطقة من جلد على حقويه ( 2ملوك 1: 8 ) . ويوحنا كان لباسه من وبر الإبل، وعلى حقويه منطقة من جلد ( متى 3: 4 ) . إيليا كان يسكن البرية في جبل الكرمل ( 1ملوك 18: 19 و42 ) أو في مغارة بجبل حوريب ( 1ملوك 19: 9 ) ، أو في علية ( 1ملوك 17: 19 ) أو عند نهر كريث ( 1ملوك 17: 3 ) . ويوحنا المعمدان كان في البرية ( متى 3: 1 ولوقا 3: 2 ) وإلى جوار نهر الأردن . وكان صوتُ صارخٍ في البرية ( مرقس 1: 3 ) .
2 - بدأ إيليا بحياة الوحدة والتأمل، واختاره الله للخدمة والنبوة . وهكذا عاش يوحنا حياة الوحدة في البرية، ثم الكرازة بالتوبة . [/size]
3 - كان إيليا شجاعاً حازماً في الحق، يقتل أنبياء البعل ( 1ملوك 18: 40 ) ، ويُنزل ناراً من السماء فتأكل الخمسين ( 2ملوك 1: 10 ) . وكان يوحنا المعمدان شديداً في توبيخ الخطاة . وكان يقول : قد وُضعت الفأس على أصل الشجرة . فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً، تُقطع وتُلقى في النار ( لوقا 3: 9 ) .
4 - وبخ إيليا أخآب الملك وقال له : أنت مكدر إسرائيل، أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم ( 1ملوك 18: 18 ) ثم وبخه وأنذره لقتله نابوت اليزرعيلي ( 1ملوك 21: 20-36 ) . ووبَّخ يوحنا المعمدان الملك هيرودس وقال له : لا يحل لك أن تكون لك امرأة أخيك ( مرقس 6: 18 ) . إذن يوحنا كان بنفس روح إيليا وأسلوبه .
[size=25]وعبارة روح إيليا تذكرنا بطلبة أليشع من معلّمه إيليا قبل صعوده إلى السماء، وهي : ليكن نصيب اثنين من روحك عليّ ( 2ملوك 2: 9 ) .
وكان له كذلك . فلما صنع معجزات بنفس قوة إيليا، ورآه بنو الأنبياء، قالوا : استقرت روح إيليا على أليشع . فجاءوا للقائه وسجدوا له ( 2ملوك 2: 14 و15 ) .
[/size] فإن كان الأمر مسألة تقمُّص، فما معنى عبارة إثنين من روح إيليا ؟
هل إيليا له روحان ؟ وهل تقمَّصت روحه في أليشع قبل تقمصها في يوحنا ؟ !
إنما هي ضعف القوة التي كانت في إيليا، حلّت على أليشع . ونفس القوة كانت في يوحنا .
أما[size=25] تقمص الأرواح، فلا تؤمن به المسيحية، لأن الروح عندما تخرج من الجسد، لا ترجع إليه مرة أخرى أو إلى جسد آخر . إنما إن كانت بارة تذهب إلى الفردوس، كروح اللص التائب، وإن كانت شريرة تذهب إلى الجحيم، كروح الغني الذي عاصر لعازر .
قداسة البابا شنودة الثالث[/size] | |
|