هل تعلمين عزيزتي أن الكلمات (مم) و(امبو) و(كخة) هي عبارة عن تعبيرات مصرية نستخدمها في حياتنا اليومية
في الحديث مع الأطفال دون أن نعرف أصلها أو حتى إن كانت ذات معنى.
والمفاجأة التي فجرها علماء المصريات أن مثل هذه الكلمات يرجع عمرها إلى
أكثر من خمسة آلاف عام.
فقد كشف العلماء أن اللغة المصرية القديمة لم تندثر تماما وأن آثارها باقية
إلى يومنا هذا. حيث أن هناك مئات الألفاظ بل والجمل لا تزال مستعملة كل
يوم في اللغة الدارجة، فما يكاد المولود يرى النور حتى يسمع أمه تخاطبه
بلغة غريبة عنه ولكنها في الوقت نفسه أقرب ما تكون إلى حسه وفهمه.. فهو إذا
جاع قالت له أمه (مم) وإذا عطش قالت له (امبو). وأصل كلمة (مم) مأخوذ عن
القبطية (موط) والهيروغليفية (أونم) بمعنى كل. و(امبو) مأخوذة عن كلمة
(امبمو) القبطية بمعنى اشرب.
وإذا أرادت الأم أن تمنع ابنها من تناول شيء قد يؤذيه تقول له (كخة) وهذه
الكلمة قديمة ومعناها القذارة، وإذا أرادت أن تعلمه المشي قالت له (تاتا)،
وهذه الكلمة في الهيروغليفية معناها امشي. أما إذا أرادت الأم تخويف ابنها
فإنها تقول له (البعبع) والمأخوذة من القبطية (بوبو) وهو اسم عفريت مصري
مستخدم في تخويف الأطفال.
ثم هناك المصطلحات الشعبية مثل كلمة (شبشب) أي الخف والتي أصلها في القبطية
(سب سويب) ومعناها مقياس القدم. وفي يقول المصريون "الدنيا بقت صهد" وصهد
كلمة قبطية
تعني نار. وفي موسم الشتاء يهلل الأطفال لنزول المطر بقولهم (يا مطرة رخي
رخي) وأصل كلمة (رخي) في العامية المصرية هو (رخ) في الهيروغليفية ومعناها
نزل.
أصل كلمة (مدمس) ومعناها الفول المستوي في الفرن بواسطة دفنه أو طمره في
التراب والتي تشير إلى أكثر الوجبات شعبية لدى المصريين هو كلمة (متمس)
الهيروغليفية أي إنضاج الفول بواسطة دفنه في التراب. ومن الأكلات الشعبية
أيضا التي اكتسبت اسمها من المصرية القديمة أكلة (البيصارة) واسمها القديم
(بيصورو) ومعناها الفول المطبوخ.