الذخيرة والدرجات الكهنوتية بقلم المتنيح الانبا غريغوريس

الزخيرة والدرجات الكهنوتية

بقلم المتنيح
الانبا غريغوريس اسقف عام الدراسات العليا الاهوتية والثقافية القبطية والبحث العلمي

سؤال

اذا ترك الكاهن بعض الجواهر في الصينية بعد انتهاء القداس الالهي فهل هذا حرام ؟

وعلي من تقع العقوبة ؟

هل لابد للشمامسة من الوقوف أثناء القداس في جانب معين من المذبح ؟
الجواب
هژںهلماذا يترك بعض الجواهر فى الصينية؟ هل إهمالأ؟

او يتركها لينقلها فى حق الذخيرة لكى يناول بها إنسانأ مريضأ فى البيت أو فى المستشفى او السجن أو ما إلى ذلك، نحن نبيح مبدا
‏نقل الأسرار المقدسة لإنسان مريض
‏فى البيت، وهذا التقليد قديم جدأ فى الكنيسة ونجده فى كتابات الآباء فى العصور القديمة، فمثلأ القديس يوستينوس ويرجع تاريخا لسنة 150 ‏م يقول: إن الأسرار المقدسة كانت تحمل
‏إلى الناس فى السجون وفى البيوت، فهذا تقليد قديم وأيضأ هناك شئ أخر، لا أدرى هل هذا الأخ يقصده أم
‏لا، وهو حفظ الذخيرة ليوم أخر، يلاحظ ان جميع الكنائس الأرثوذكسية
تحفظ الذخيرة إلى أيام تالية، فالجواهر المقدسة التى لم يتناول منها المؤمنون تنقل إلى مذبح أخر، وهذا يلاحظ فى الكنائس السريا نية والكنائس الأرمنية بالنسبة للكنائس الشرقية القديمة، وأيضأ فى جميع الكنائس البيزنطية مثل الأروام والروس ومن إليهم، فينقلوا الجزء الباقى من الجواهر المقدسة ومن الكأس الإلهى إلى مذبح اخر، ثم يغلقوا عليه فى صندوق او فى مكان مقدس، وهو مصنوع بطريقة معينة بحيث لا تتسرب إليه حشرة أو ما إلى ذلك.
‏ؤممكن أن يبقى ايام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت،
‏` بل لاحظنا ايضأ انه فى الكنائس البيزنطية لا يضيف عناصر جديدة إلا يوم الأحد فقط، يوم الأحد يحضر عناصر جديدة خبز جديد وخمر جديد ويصلى قداسأ احتفاليأ كبيرأ ، إنما فى سائر الأيام يأخذ الذخيرة المحتجزة من الأحد السابق، وطبعأ بهذا يكون القداس صغيرأ ، لأنه يحذف منه الأجزاء الخاصة بالتقديس، لأن العناصر قدست والتحول تم، فلا داعى للجزء الخاص للتقديس، ولذلك سموا هذا القداس القداس السابق تقديسه، وهو عادة مختمر لا يأخذ وقتأ طويلأ، إنما الكنيسة القبطية تنفرد بأنها لا تحفظ الذخيرة المقدسة إلى أكثر من يوم، وأعتقد أن هذا وضع اقتضته ظروفنا فى مصر، لكن عندنا بينة فى القداس تدل على اننا فى العصور القديمة كنا نحفظ الذخيرة المقدسة للايام التالية، فالشماس يقول: ارفعوا اعينكم ناحية الشرق تجدون جسد ودم عمانوئيل موضوعين عليه، وهذا يكون قبل

تقديس العناصر، مما يدل على أنه فى العصور القديمة جدأ مبدأ حفظ الذخيرة المقدسة إلى الأيام التالية.
‏فهناك ثلاثة أسباب دعت الكنيسة القبطية فى مصر أن لا تسمح ببقاء الذخيرة المقدسة أكثر من يوم: السبب الأول: الاضطهاد الذى عانيناه أكثر من أى بلد أخر، والذى كان يسمح للمضطهدين فى كافة عهود الاضطهاد وكافة التواريخ التى مرت بكنيستنا ، أن يدخلوا ويهينوا الأسرار المقدسة ويرموها فى الأرض، لذلك وضع للشماس تغير فى الكنيسة القبطية، فأصبح ينظر إلى الغرب فى أثناء نظر الكاهن للشرق ليصلى فينظر هو ناحية الغرب لكى يرى من يدخل من الغرب، لينبه الكاهن فيأخذ الأسرار المقدسة ويخفيها، فى بعض الأحيان كانوا يخفونها تحت المذبح، وفى بعض الأحيان يكون هناك سرداب، أنا رأيت فى إسنا سردابأ طويلأ يصل إلى حجرة داخلية، وفيها صندوق أو دولاب يحفظون فيه الأسرار المقدسة، فتعرضت كنيستنا أكثر من أى كنيسة أخرى فى العالم لمتاعب الاضطهاد، التى كان يترتب عليها دخول الناس المضطهدين وطرح الأسرار المقدسة واهانتها، فتحوطأ من هذا صار الآباء يحرصون على أن لا يبقوا شيئأ من الذبيحة المقدسة لأيام تالية، حتى لا تتعرض الأسرار المقدسة إلى إهانة.
‏السبب الثانى: حرارة الجو فى مصر، التى ققد تعرض الأسرار المقدسة لتغيرات، والسر المقدس تحت أعراض الخبز والخمر ممكن بسبب حرارة الجو أن يتعرض لشئ من العطن أو التعفن، وفى هذه الحالة يرتفع السر، وكذلك دم المسيح تحت أعراض الخمر، ومع حرارة الجو ممكن أن يتغير فيرتفع السر، فحرارة الجو سبب من الأسباب التى دعت أباء الكنيسة فى مصر إلى التحوط، وعدم تعريض الأسرار فى أن تبقى أكثر من يوم واحد .
‏السبب الثالث: الحشرات فى مصر مثل العقارب والثعابين وما إليها ، كانت تتسرب وخصوصا فى بعض بلاد الأرياف، حيث كثير من المذابح تكون من الطين.
لهذه الثلاثة أسباب حرص اباء
‏الكنيسة فى مصر أن لا يحفظوا الأسرار المقدسة اكثر من يوم واحد حتى لا تتعرض للإهانة أو للتغيرات الطبيعية.
‏النقطة الأخيرة يقول:
هل لابد للشماسة من الوقوف أثناء القداس على جانب معين من المذبح؟ .

نعم... المفروض أن الكهنة والشماسة المشاركين للكاهن الخديم يكونون على يمين المذبح، وهذا منصوص عليه فى كتاب الخولا جى، الكاهن الخديم واقف على المذبح والكهنة المشاركين له فى الخدمة يكونون على يمين المذبح، فعندما الكاهن الخديم يقول أجيوس، قدوس فأولأ يرشم على نفسه. ثم يرشم على الكهنة والشماسة الذين عن يمين المذبح، ثم يرجع ويتجه نحو الشعب، ثلاث رشومات، فالوضع الأصيل وجود الكهنة المشاركين للخديم أن يكونوا دائمأ على يمين المذبح.
‏ومن جهة الشماسة، الشماس المفروض ان يكون فى المذبح أصلأ، يكون بدرجة دياكون، لذلك تجد فى الخولاجى يقول الشماس وأمامها دياكون، الآن معظم الناس يرسمون في درجة أناغنوستيس، وأناغنوستيس تعنى قارئ، إنما الدياكون هو الشماس الأصيل وهو المفروض أن يكون فى المذبح. وهذا من حقه أن يقرأ الإنجيل، لذلك يسمونه الشماس الإنجيلى الذى يقدر أن يقرأ الإنجيل، وذلك إن لم يقرأه الكاهن أو الأسقف الموجود، وممكن للشماس الدياكون أن يقرب الشعب من الكأس المقدسة ولذلك عندما يرسم الشماس الدياكون، فى وصية الأسقف إليه يقول: أعرف يا ابنى مقدار الكرامة التى حصلت عليها بهذه الرسامة، إن أمكنك أنك أنت تحمل كأس الرب وتقرب الشعب من الكأس المقدسة، وفى أثناء الرسامة يعطيه الأسقف الملعقة يحملها فى يوم رسامته، وهذا يشير إلى انه أصبح من حقه أن يقرب الشعب من الكأس المقدسة معاونأ للكاهن، إنما أقل من ذلك لا يجوز، الدياكون تعتبر الدرجة الكهنوتية الأولى.
‏نحن عندنا ثلاث درجات فى الكهنوت، الشماس وهو الدياكون، والقسيس، والأسقف، وما عدا ذلك نسميه رتب، إيبدياكون هذه رتبة، اناغنوستيس رتبة، إبصالتس رتبة الأرشى دياكون أيضأ رتبة، لكنها ليست درجة، الدرجة هى الدياكون، كذلك القسيس درجة كهنوتية، لكن الإيغومينوس أو الذى يسمونه القمص هذه رتبة، لأنه كهنوتيأ مثل القسيس تمامأ، لكنه رتبة، ومعناها أنه القسيس الأول فى الكنيسة، او أنه رئيس القسوس فى الكنيسة، وفوق منها درجة خورى أبيسكوبوس، وهى رتبة لأن خورى أبيسكوبوس من درجة القسيسية وهى قسيس وايغومينوس،

وخورى أبيسكوبوس، كل هذه درجة القسيسية، فالخورى أبيسكوبوس رتبة وليست درجة بعد ذلك نأتى لدرجة الأسقفية، الأسقف درجة، والمطران رتبة والبطريرك رتبة.
‏فالدرجات والرتب الكهنوتية هى:
1 - دياكون، إبصالتس، أناغنوستيس إيبيديا كون، أرشى دياكون والدرجة هى الدياكون.
2 - ‏قسيس، إيغومينوس أو قمص، وخورى أبيسكوبوس، الدرجة هى القسيسية.
3 - ‏أسقف، مطران، بطريرك الدرجة هى الأسقفية.
‏فنحن نفرق ما بين الدرجة والرتبة، درجات الكهنوت ثلاث، فيعتبر الدياكون فى الهيكل هو درجة الكهنوتية الأولى، ولذلك تجد جميع الكنائس الأرثوذكسية تشترط فى الشماس الدياكون أن يكون متفرغأ ، ومنقطعأ للخدمة، مثل القسيس تمامأ، لا عمل له، لا يكون مهندسأ أو طبيبا أو محاميأ أو صيدليأ او تاجرأ ، بل يكون إكليريكيأ متخرجأ فى المدرسة اللاهوتية ومتفرغأ ومنقطعأ ويلبس الزى الخاص لرجل الدين فى الداخل وفى الخارج، ويربى ذقنه ويلبس العمامة الخاصة للشمإس، ويكون متفرغأ تمامأ ، كما أن الأسقف متفرغ يكون الدياكون أيضأ ، وتجد ذلك عند الأروام وعند الروس وعند هؤلاء الناس جميعأ الذين يحترمون درجة الشماسية.

‏نريد أن نرد لهذه الدرجة أصولها الأولى، وسعينا لهذا وبذلنا مجهودأ ، ولا أعلم إلى أى مدى ممكن أن هذا الموضوع يتم بالخير، نريد الشماس المتفرغ المنقطع للخدمة، ويكون مثل القسيس تمامأ ومتفرغأ تمامأ