المسيح هو هو أمس واليوم و إلي الأبد
لنيافه الانبا مكسيموس
عندما سُؤل السيد المسيح " لماذا أوصي موسي أن يُعطي كتاب طلاق فتطلق "(مت 19 ) أجابهم " من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم موسي أن تطلقوا نساءكم . ( مت 19 : 8 ) بمعني أن الله لم يتغير عندما منع السيد المسيح الطلاق ... ولكنه أعلمنا أن السبب هو قساوة قلب الإنسان ... بينما في العهد الجديد تم تجديد طبيعة الإنسان .
إن لم تختلف وصايا العهد الجديد ، إذاً ما هو التغير وما هو الخلاص وما هي فائدة المعمودية ؟ والكتاب يقول " لأن كلكم الذين أعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح " ( غل 3 : 27 ) ويقول أيضاً " إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" ( 2كو 5 : 17 ) وما دامت خليقة جديدة إذاً تحتاج لوصايا جديدة .
إذاً الله لم يتغير ، ولكن من الممكن قبل إتمام الفداء ، وقبل أن تصير أولاد الله بالمعمودية ، هل كان من الممكن أن نعطي وصية " أحبوا أعداءكم " (مت 5 : 44) عملياً هذا مستحيل لأن " المولود من الجسد جسد هو ، و المولود من الروح هوروح " (يو 3 : 6) وقال المسيح لنيقوديموس " إن كان أحد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله (يو 3 : 5 ) إذاً المولود من فوق ، المولود من الروح يحتاج وصايا جديدة غير العتيقة لأن بالفداء ينال الإنسان المؤمن بالمسيح الولادة الجديدة بواسطة الماء و الروح وبذلك يكون مؤهلاً بالنعمة وبالطبيعة لوصايا العهد الجديد
- الإنسان في العهد القديم : لم يكن ممكناً أن يطالب الله الإنسان في العهد القديم بمحبة الأعداء ، ولكنه أعطاه وصية تناسبه " تحب قربيك وتبغض عدوك " (مت 5 : 43 ). وفي العهد القديم لم يمنع الله مطلقاً موضوع تعدد الزوجات ولكنه وضع ضوابط ، فقال " لا تشته إمرأة قربيك " (خر2 :17) .. كذلك بسبب عدم إمكانية حياة البتولية .. مثلما حدث في العهد الجديد بمعرفة النعمة التي سكنت في الإنسان .. مثلما قال الرب يسوع " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات .... من إستطاع أن يقبل فليقبل" (مت 19 : 12) وأصبح في العهد الجديد هناك إمكانية البتولية ... في العهد القديم من الصعب أن يعطيهم الله وصية البتولية ، ولكن من الممكن أن يطالبهم بعدم الزنا " لا تزن " (خر 20 : 14) وعدم إشتهاء إمرأة قريب ... ولكن في العهد الجديد ، وبسبب النعمة الساكنه في الإنسان ، حتي لو إستحالت الحياة بين زوجين بسبب الخلافات و إضطرا للإبتعاد عن بعضهما ، فليجاهد كا منهما ليعيش البتولية ويحفظ نفسه طاهراً .
- إذاً طريق الطهارة والملكوت بلا زواج ثاني هو أحد الحلول لمواجهة المشاكل الزوجية الصعبة .
طبيعة جديدة لإنسان العهد الجديد :-
- قال السيد المسيح " لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً "(مت 5 : 39) .. فالصليب هو علامة الفداء وليس علامة العداء .. لذلك فالإنسان الجديد مدعو للسلام " طوبى لصانعي السلام ".
- الله في العهد القديم كان يساند شعبه في الحروب طالما هم يحافظون على وصاياه ، وكان يتركهم لتأديب الشعوب لو بعدوا عنه .. أما في في العهد الجديد فهو المدافع عنا .. وأعطانا كلمته التي هي " أمضى من كل سيف ذي حدين " وقال لنا " ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب . كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام " (مت 10 : 16) إذاً هو يطلب منا حكمة وليس حرباً ولا عنفاً .
- إذاً الله لم يتغير ، فهو يكره الخطية ولكنه لا يلزم الإنسان بوصايا الكمال قبل أن يعطيه النعمة والولادة الجديدة وسكنى الروح القدس ... إذاً لو كانت وصايا العهد القديم هي نفسها وصايا العهد الجديد ، إذاً ما قيمة تجسد الله والفداء والنعمة ...؟!